البلاد- الرياض

شهدت العاصمة الرياض تجمعًا عالميًا فريدًا خلال انعقاد المؤتمر الدولي لسوق العمل 2025، الذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- بشعار” مستقبل العمل”، واحتضن نخبة من الخبراء والمتخصصين من أكثر من 100 دولة، بحضور إجمالي تجاوز 10 آلاف زائر من مختلف القطاعات، وجاء المؤتمر انعكاسًا لالتزام المملكة بتطوير سوق العمل وتعزيز التعاون الدولي، وتأكيدًا لدورها الريادي في قيادة مستقبل العمل على مستوى العالم.

وعلى مدار أيام المؤتمر، اجتمع القادة وصناع القرار وأصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص لمناقشة أبرز القضايا والموضوعات، التي تواجه سوق العمل العالمي، وقد كانت الجلسات حافلة بالحوار حول التحديات، التي تفرضها التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة، وسبل التكيف معها عبر إستراتيجيات فعّالة تضمن بيئات عمل عادلة ومستدامة؛ من خلال النقاشات العميقة والحوارات المتبادلة، سلط المشاركون الضوء على ضرورة تحسين القوانين العمالية، وتعزيز معايير السلامة والصحة المهنية، إلى جانب دعم توظيف الشباب، وتمكين المرأة، والاستثمار في تنمية المهارات لضمان جاهزية القوى العاملة لمتطلبات المستقبل.

لم يكن المؤتمر مجرد لقاء تقليدي، بل كان منصة ديناميكية تفاعلية استعرضت خلالها المملكة جهودها المستمرة في تطوير بيئة العمل من خلال تبنّي أحدث السياسات والمبادرات، وقد ظهر ذلك جليًا في استعراض السياسات الوطنية، التي تبنّتها المملكة للقضاء على العمل الجبري، ما وضعها في مصاف الدول الرائدة عالميًا في تحقيق بيئات عمل منصفة، كما ناقش المشاركون أهمية مواءمة المهارات مع احتياجات سوق العمل، وهو ما كان للمملكة دور بارز فيه عبر تطوير برامج تدريب وتأهيل تواكب التحولات الرقمية، ما يسهم في تمكين القوى العاملة المحلية لمنافسة الأسواق العالمية بقدرات حديثة وكفاءات متطورة.

وكانت التكنولوجيا والتحول الرقمي من أبرز المحاور التي شغلت حيزًا واسعًا في المناقشات؛ إذ ركز المؤتمر على التغيرات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي وأثرها في مستقبل الوظائف، ومدى قدرة الدول على التكيف مع هذا الواقع الجديد.
وفي سياق متصل، استعرضت المملكة استثماراتها في الرقمنة ودعم القطاعات الناشئة، لتوفير بيئة عمل مرنة تواكب التطورات السريعة وتتيح المزيد من الفرص الاقتصادية المستدامة.
من جانب آخر، لم تغفل أعمال المؤتمر أهمية السلامة والصحة المهنية، حيث جرى استعراض الجهود، التي بذلتها المملكة في هذا الجانب، التي شملت اعتماد إستراتيجية وطنية للسلامة والصحة المهنية، وإنشاء مجلس وطني مختص، وتطوير أنظمة متقدمة للإبلاغ عن إصابات وأمراض العمل.

وأكد المشاركون أن بيئات العمل الآمنة ليست مجرد مطلب تنظيمي، بل هي عنصر أساسي في بناء سوق عمل أكثر إنتاجية وتحفيزًا للاستثمار في رأس المال البشري.
وفي خضم هذا الزخم الفكري والنقاشات المثمرة، برزت المملكة بصفتها رائدة في تنظيم المنتديات الدولية، حيث أتاح المؤتمر منصة استثنائية للحوار وتبادل الخبرات حول مستقبل العمل وفق أحدث المعايير العالمية، ولم يكن الحدث مجرد لقاء بين المختصين، بل كان نقطة انطلاق لخطط وإستراتيجيات جديدة تهدف إلى بناء سوق عمل أكثر عدالة واستدامة على مستوى العالم.

ومع إسدال الستار على المؤتمر الدولي لسوق العمل 2025، خرج المشاركون برؤية أكثر وضوحًا تستشرف مستقبل سوق العمل، مدركين أن التحديات القائمة تستلزم تكاتف الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، وبفضل استضافتها لهذا الحدث العالمي، عززت المملكة مكانتها؛ بصفتها قوة مؤثرة في تطوير السياسات العمالية العالمية، مؤكدةً التزامها الدائم بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة؛ وفق رؤية المملكة 2030، التي تمضي بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل مزدهر للجميع.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: مستقبل العمل سوق العمل

إقرأ أيضاً:

المؤتمر الإقليمي للرعاية البديلة وتمكين فاقدي الرعاية الوالدية

استضافت القاهرة المؤتمر الإقليمي للرعاية البديلة تحت عنوان "دور أهداف التنمية المستدامة في حماية وتمكين فاقدي الرعاية الوالدية"، والذي نظمته جمعية "سند للرعاية الوالدية البديلة" بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني الشريكة وعدد من المنظمات الدولية المعنية، تحت رعاية الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة.

افتتح المؤتمر نيابة عن وزيرة التضامن الاجتماعي، الأستاذ أيمن عبد الموجود، الوكيل الدائم لوزارة التضامن الاجتماعي، بمشاركة الأستاذة عزة عبد الحميد، رئيس مجلس إدارة جمعية سند. وأكد عبد الموجود خلال كلمته دعم الوزارة الكامل لجهود حماية وتمكين الأطفال والشباب فاقدي الرعاية الوالدية، من خلال تعزيز التنسيق مع منظمات المجتمع الأهلي لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

محاور المؤتمر وجلساته النقاشية

تناول المؤتمر أربعة محاور رئيسية من خلال جلسات نقاشية متخصصة:

الحماية الاجتماعية للأطفال والشباب في الرعاية البديلة والرعاية اللاحقة.التمكين الاجتماعي والاقتصادي لخريجي دور الرعاية.استدامة جودة الرعاية البديلة عبر الشراكات المبتكرة.بناء مؤسسات قوية معاصرة في مجال الرعاية البديلة.

وشهدت الجلسات مشاركة نخبة من الخبراء وممثلي المجتمع المدني والمنظمات الدولية، من بينهم السفيرة نبيلة مكرم، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "فاهم للدعم النفسي" ورئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي، والتي أكدت على أهمية تقديم الدعم النفسي المتخصص لفاقدي الرعاية الوالدية لمساعدتهم في تجاوز التحديات الاجتماعية والنفسية التي يواجهونها.

مشاركة عربية وشبابية فاعلة

شارك في المؤتمر نحو 250 ممثلًا من مختلف الدول العربية، بما في ذلك الكويت، البحرين، الأردن، السعودية، سلطنة عمان، قطر، والإمارات، حيث تبادل المشاركون الخبرات وقدموا مقترحات عملية لتعزيز جهود التنمية المستدامة في مجال الرعاية البديلة، كما ناقشوا إمكانية إقامة شراكات مستقبلية لدعم هذه القضية.

وكان للشباب فاقدي الرعاية الوالدية حضور بارز في المؤتمر، حيث قدموا حلولًا مبتكرة لتطوير نظم الرعاية البديلة والرعاية اللاحقة، مستعرضين تجاربهم وقصص نجاحهم الملهمة.

تعزيز الشراكة والمسؤولية المجتمعية

جاء انعقاد المؤتمر تأكيدًا لحرص وزارة التضامن الاجتماعي على تحسين جودة الرعاية والخدمات المقدمة للأطفال والشباب فاقدي الرعاية الوالدية، حيث شدد المشاركون على أهمية الشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وتعزيز دور المسؤولية المجتمعية لتطوير منظومة الرعاية البديلة في الوطن العربي، سواء داخل المؤسسات الإيوائية أو من خلال نظام الاحتضان (الكفالة الأسرية).

1000293298 1000293304 1000293302 1000293306

مقالات مشابهة

  • المؤتمر الإقليمي للرعاية البديلة وتمكين فاقدي الرعاية الوالدية
  • المملكة تعزز ريادتها العالمية في سوق العمل عبر المؤتمر الدولي لسوق العمل 2025
  • ختام مؤتمر سوق العمل.. توقيع 70 اتفاقية تخدم أكثر من 300 ألف مستفيد
  • المؤتمر الدولي لسوق العمل يناقش مستقبل الوظائف في ظل الذكاء الاصطناعي
  • “الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير المهارات الوظيفية”.. جلسة حوارية ضمن المؤتمر الدولي لسوق العمل
  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية
  • الرئيس التنفيذي لـ “مسك”: تمكين الشباب من المهارات المطلوبة في سوق العمل
  • قرار جمهوري جديد بشأن برنامج توظيف الشباب والمهارات
  • إعلامي أمريكي بالرياض: المملكة ليست التي كنا نقرأ عنها بالأخبار إنها مختلفة تمامًا .. فيديو