بجعة الصين الرمادية.. هل تشعل أوار الحرب؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
أفادت شبكة CNBC بأنّ "البحرية الأميركية أصدرت تعليمات لأفرادها بعدم استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة "ديب سيك" الصينية "تحت أي ظرف".
جاء التحذير الذي أرسل عبر البريد الإلكتروني الجمعة 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، تحت عنوان "تنبيه لأفراد الطاقم"، مشيرًا إلى "مخاوف أمنية وأخلاقية محتملة تتعلق بمصدر النموذج واستخدامه".
تحذير البحرية هذا، أتى بعدما تمكنت شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة من تطوير نظام للذكاء الاصطناعي يتنافس مع قادة الصناعة الأميركية على عدة مقاييس، وذلك بموارد محدودة، مقارنة بما تنفقه شركات التكنولوجيا العملاقة.
إذ في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، قرَّر ليانغ ويتفيتغ، الذي كان يدير صناديق الاستثمار في الصين، الاستثمارَ في الذكاء الاصطناعي. وقد نجح في الاستيلاء على 10 آلاف شريحة من إنتاج شركة إنفيديا، ليطلق نموذج الذكاء الاصطناعي الذي سبب إرباكًا لدى أكبر شركات التكنولوجيا الأميركية.
لم تزل تلك الشركات تعيش تخبطًا حقيقيًا، حول كيفية التعاطي مع "ديب سيك"، إذ يتّجه أغلبها لعدم إعطاء ما حدث أهمية باعتباره ليس مؤثرًا على مستوى المنافسة، خصوصًا أن التقارير تتحدث عن فجوات كبيرة في المولود الصيني الجديد.
إعلانوقد دافع الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، عن استثمار شركته 65 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا استمرار هذا التوجه في ظلّ المنافسة المتزايدة، وخاصة بعد ظهور النموذج الصيني. وقال زوكربيرغ للمستثمرين إن هناك الكثير لنتعلمه من "ديب سيك"، لكنه يرى أن من المبكر إصدارَ حكم واضح حول تأثيره على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
ما قاله زوكربيرغ، هو "البجعة الرمادية"؛ تلك التسمية التي أطلقها المفكر الأميركي من أصول لبنانية "نسيم طالب"، على الأزمة العميقة التي قد تضرب الأسواق العالمية المتفائلة بالذكاء الاصطناعي، خصوصًا بعد ظهور "ديب سيك".
أصاب طالب في تنبُّئِه في كتابه "البجعة السوداء" حول حدوث الأزمة العالمية عام 2008، مستندًا إلى نظرية البجعة السوداء، التي تشير إلى صعوبة التنبؤ بالأحداث المفاجئة. حيث تقوم هذه النظرية على الفكرة السائدة بأن البجع كله أبيض، أما وجود البجع الأسود فهو نادر ومفاجئ.
كان ذلك قبل اكتشاف البجع الأسود في أستراليا الغربية الذي كان حدثًا غير متوقع. فهل سيصيب هذه المرة في رؤيته حول "البجعة الرمادية"، حيث توقع أن تحدث انهيارات مالية كبرى في عالم الشركات التكنولوجية الأميركية، فتكون تمهيدًا للحرب الحتمية بين الصين والولايات المتحدة؟
التباين بين مفهومي "البجعة السوداء" و"البجعة الرمادية" يتجاوز اختلاف اللون ليطال المضمون أيضًا. إذ يعتبر نسيم طالب أنّ المراقب الأميركي ينظر إلى المخاطر التي يمكن التنبؤ بها جزئيًا في الأسواق، لكنه غالبًا ما يتجاهلها أو يقلل من شأنها فيخلق بذلك منطقة رمادية.
وذلك لأن الأسواق قد تكتشف فجأة أنها أخطأت في توقعاتها وحساباتها فتشهد على الانهيارات الكبرى. وهذا ما حدث مع أكبر شركة في العالم وهي أنفيديا، التي انهارت في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ فقدت أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها في يوم واحد، ويرى طالب أن ذلك هو إنذار مبكر لما سيحدث مستقبلًا من انهيارات في عالم الشركات الغربية.
إعلانلم تزل كبرى الشركات الأميركية تنظر إلى نموذج "ديب سيك" على أنه فقاعة صينية لنشر البلبلة حول شركة أوبن إيه آي، وذلك بهدف عرقلة مشروع "ستار غيت" الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي؛ لمنع الصين من التفوق في هذا المجال.
وبغض النظر عما تفكر به الإدارة الأميركية وشركاتها، لكن يبدو، أن الحكومة الصينية تدفع بشركاتها للتمايز في هذا المجال، ليس بهدف إرباك أسواق التكنولوجيا العالمية، بقدر ما هو جزء من المساعي الصينية الروسية لإزاحة الهيمنة الغربية على النظام العالميّ.
لهذا تتجنب الصين أي مواجهة عسكرية مباشرة مع أميركا، وهذا ما نجحت فيه على مدى سنوات، رغم الاستفزازات الأميركية المتكررة لتوريطها في حرب مع تايوان، بعدما أقدمت واشنطن عمدًا على نقض قانون "الصين الواحدة".
لا ترغب الصين في السير على خطى حليفتها روسيا في شرق أوكرانيا، بل ذهبت في اتجاه معاكس، هو زعزعة الأسواق المالية للولايات المتحدة، على اعتبار أنّ هذا هو الخيار الأمثل لردع واشنطن عالميًا. أي من خلال ضرب هيمنة شركاتها التي تسعى لتطويق أي شركة صاعدة. فقد لمست بكين ذلك مع ولاية ترامب الرئاسية الأولى عندما فرض المزيد من العقوبات على عملاق الاتصالات الصينية "هواوي"؛ بهدف ردعها عن إحداث منافسة جدية لشركات الاتصالات الأميركية، وعلى رأسها شركة "آبل".
ما أحدثته شركة "ديب سيك"، رغم ما قيل ويقال عن جودته وقدرته على منافسة عالم التكنولوجيا الأميركي، يمثلّ بالنسبة للحكومة الصينية "بجعة رمادية" أصابت هدفها في عالم الذكاء الاصطناعي. حيث أشعل نهجها منخفض التكلفة مخاوف من أن الشركات الأميركية الكبرى ضخت الكثير من الاستثمارات في تطوير الذكاء الاصطناعي، في حين تقدم الصينية الناشئة نماذج ذات أداء مماثل وباستثمارات منخفضة الكلفة.
إعلانتجيد الصين منافسة الولايات المتحدة اقتصاديًا، لهذا قد لا يتوقف الأمر عند إطلاق فقاعة في الأسواق المالية، بل قد يذهب أبعد من ذلك بإتاحة الفرص لمنافسة جديّة في عالم الكنولوجيا الرقمية. هذا ما أعلنت عنه شركة علي بابا الصينية، بإطلاق إصدار جديد من نماذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها Qwen 2.5 Max، والذي تعتبره متفوقًا على نموذج "ديب سيك" الصيني، وعلى تشات جي بي تي من حيث الأداء، كما ذكرت وكالة رويترز.
ظهور البجعة الرمادية في عالم الذكاء الاصطناعي، قد يضع الولايات المتحدة أمام تحدٍّ حقيقي، لم تستطع لهجة "التهديد بفرض العقوبات" مواجهته أو الحدّ منه، فهل ستقدِم واشنطن على تغيير لهجتها مع الصين، لتستخدم لغة الحرب، كخطوة أخيرة لوقف الزحف الصيني الصاعد؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی فی عالم دیب سیک
إقرأ أيضاً:
بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة
تهيمن قناتان متوازيتان للصور على استهلاكنا البصري اليومي. في إحداهما، صور ولقطات حقيقية للعالم كما نعرفه، ففيها سياسة ورياضة وأخبار وترفيه. وفي الثانية، فوضى الذكاء الاصطناعي [أو ما يعرف بـ AI slop]، بمحتوى متواضع الجودة ليس فيه من الإسهام البشري إلا الحد الأدنى. بعض ما فيه تافه الشأن عديم المعنى، لا يعدو صورا كرتونية لمشاهير، ومناظر طبيعية خيالية، وحيوانات ذات سمات بشرية. وبعضه الآخر عرض خادش للحياء...ففيه تجد حبيبات افتراضيات لا يمكن أن تتفاعل معهن تفاعلا حقيقيا. ونطاق هذا المحتوى وحجمه مذهلان، فهو يتسرب إلى كل شيء، من صفحات التواصل الاجتماعي إلى الرسائل المتداولة على واتساب. فلا تكون النتيجة محض تشويش على الواقع، وإنما هي تشويه له.
وفي فوضى الذكاء الاصطناعي شيء جديد هو الخيال السياسي اليميني. فعلى موقع يوتيوب مقاطع فيديو كاملة ذات سيناريوهات مختلقة ينتصر فيها مسؤولو ترامب على القوى الليبرالية. وقد استغل حساب البيت الأبيض على منصة إكس صيحة إنشاء صور بأسلوب استوديو جيبلي، ونشر صورة لامرأة من الدومينيكان تبكي أثناء تعرضها للاعتقال على يد إدارة الهجرة والجمارك (ICE). والواقع أن السخرية السياسية باستعمال الذكاء الاصطناعي قد انتشرت على مستوى العالم.
فهناك مقاطع فيديو صينية من إنتاج الذكاء الاصطناعي تسخر من العمال الأمريكيين البدناء وهم يقفون في خطوط التجميع بعد إعلان التعريفات الجمركية، وقد أثارت هذه المقاطع سؤالا موجها للمتحدثة باسم البيت الأبيض الأسبوع الماضي وردا منها. فقد قالت المتحدثة: إن هذه مقاطع أنتجها من «لا يرون إمكانات العامل الأمريكي». ولإثبات مدى انتشار فوضى الذكاء الاصطناعي، كان علي أن أتأكد ثلاث مرات من أنه حتى هذا الرد نفسه لم يكن في حد ذاته محتوى ذكاء اصطناعي منفذا على عجل مختلقا خدعة أخرى لأعداء ترامب.
وليس الدافع إلى تسييس الذكاء الاصطناعي بالأمر الجديد، فهو ببساطة امتداد للبروباجندا المعهودة. ولكن الجديد هو مدى ديمقراطيته وانتشاره، وأنه لا يحتوي أشخاصا حقيقيين ويخلو من قيود الحياة الواقعية المادية، فيوفر بذلك ما لا حصر له من السيناريوهات الخيالية.
وانتشار محتوى الذكاء الاصطناعي عبر قنوات الدردشة الضخمة عظيمة الحضور، من قبيل واتساب، يعني غياب أي ردود أو تعليقات تشكك في صحته. فكل ما تتلقاه ينعم بسلطة من ثقتك في الشخص الذي أرسله إليك. لذلك أخوض صراعا دائما مع قريبة لي كبيرة السن، مطلعة على عالم الإنترنت، تتلقى سيلا من محتوى الذكاء الاصطناعي على واتساب بشأن حرب السودان وتصدقه. تبدو الصور ومقاطع الفيديو حقيقية بالنسبة لها، وترد إليها موجهة من أشخاص تثق فيهم. ويصعب على المرء حتى أن يستوعب قدرة التكنولوجيا على إنتاج محتوى يبدو حقيقيا إلى هذه الدرجة.
وبإضافة هذه القدرة إلى توافق المحتوى مع رغبات قريبتي السياسية، ستجد نفسك متعلقا به إلى حد بعيد، حتى لو اعتراك بعض من الشك فيه. فوسط الكم الهائل من القطط [في بعض الفيديوهات المختلقة]، يجري استعمال الذكاء الاصطناعي في خلق سيناريوهات سياسية، وتحسينها والوصول بها إلى درجة الكمال عبر تقديمها بلغة بصرية تؤجج الرغبة في الانتصار أو تعتمد على الشعور بالحنين.
يشير البروفيسور رولاند ماير، الباحث في الإعلام والثقافة البصرية، إلى «موجة حديثة من الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي لعائلات بيضاء شقراء، تطرحها حسابات إلكترونية فاشية جديدة بوصفها نماذج لمستقبل مشرق». وهو لا يعزو ذلك إلى اللحظة السياسية الراهنة فحسب، وإنما إلى أن «الذكاء الاصطناعي التوليدي محافظ بطبيعته، بل ويقوم على حنين إلى الماضي». فالذكاء الاصطناعي التوليدي يقوم على بيانات مسبقة أثبتت الأبحاث أنها بيانات متحيزة بطبيعتها ضد التنوع العرقي، والأدوار الجندرية والميول الجنسية التقدمية، فتأتي منتجات الذكاء الصناعي بتركيز كبير على هذه المعايير.
يمكن أن نرى الأمر نفسه في محتوى «الزوجة التقليدية» [“trad wife”]، الذي لا يقدم ربات البيوت الجميلات الخاضعات فحسب، وإنما يقدم عالما رجعيا كاملا لينغمس فيه الرجال. وتغص جداول موقع إكس بنوع من المواد الإباحية غير الجنسية، حيث تلمع على الشاشة صور الذكاء الاصطناعي لنساء يوصفن بالحسن والخصوبة والخضوع. ويجري طرح سيادة البيض والاستبداد وتقديس التراتبيات الهرمية في العرق والجندر بوصفها سلة متكاملة من الحنين إلى ماض موهوم. فبات الذكاء الاصطناعي يوصف بالفعل بأنه جمالية الفاشية الجديدة.
لكن الأمر لا يكون دائما على هذا القدر من التماسك. ففي معظم الأحيان، لا تعدو فوضى الذكاء الاصطناعي محتوى فيه بعض المبالغة أو الإثارة بما يغري على التفاعل، ويوفر لمبدعيه فرصة ربح المال من المشاركات والتعليقات وما إلى ذلك. وقد تبين للصحفي ماكس ريد أن فوضى الذكاء الاصطناعي على فيسبوك ـ وهي الفوضى الكبرى على الإطلاق ـ ليست «محض محتوى غير مرغوب فيه» من وجهة نظر فيسبوك، وإنما هي «ما تريده الشركة بالضبط: فهي محتوى شديد الجاذبية». والمحتوى بالنسبة لعمالقة التواصل الاجتماعي هو المحتوى، فكلما كان أرخص، وقلت فيه الحاجة إلى جهد بشري، فذلك أفضل. وتكون النتيجة أن يتحول الإنترنت إلى إنترنت الروبوتات التي تدغدغ مشاعر المستخدمين البشريين وتؤجج فيهم أي أحاسيس أو عواطف تبقيهم منشغلين.
ولكن بغض النظر عن نوايا مبتكريه، يؤدي هذا السيل من محتوى الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الإحساس بالواقعية وإرهاق الحواس البصرية. والتأثير العام لدوام التعرض لصور الذكاء الاصطناعي، ما كان منها تافها أو مهدئا أو أيديولوجيا، هو أن كل شيء يبدأ في اتخاذ مسار مختلف. ففي العالم الواقعي، يقف الساسة الأمريكيون خارج أقفاص سجن الترحيل. وتنصب الأكمنة لطلاب الجامعات الأمريكية في الشوارع ليجري إبعادهم. ويحترق أهل غزة أحياء. وتمضي هذه الصور والفيديوهات مع سيل لانهائي من الصور والفيديوهات الأخرى التي تنتهك القوانين المادية والأخلاقية. فتكون النتيجة ارتباكا عميقا. ولا يعود بوسعك أن تصدق عينيك، ولكن ما الذي يمكن أن تصدقه إن لم تصدق عينيك؟ فكل شيء يبدو حقيقيا للغاية وغير واقعي بالمرة، في آن واحد.
أضف إلى هذا ما نعرفه من التبسيط الضروري والإيجاز المستفز في (اقتصاد الانتباه)، وإذا بك في سيرك ضخم من التجاوزات. فحتى عندما يكون المحتوى شديد الجدية، يجري تقديمه بوصفه ترفيها، أو فاصلا، أشبه بنسخة مرئية من موسيقى المصاعد. فهل أفزعك هجوم دونالد ترامب وجيه دي فانس على زيلينسكي؟ حسنا، إليك رسم مصمم بالذكاء الاصطناعي لفانس في هيئة رضيع عملاق. تشعر بالتوتر والإرهاق؟ فها هو بلسم للعين في كوخ فيه نار موقدة والثلج يتساقط في الخارج. ولسبب ما، قرر فيسبوك أنني بحاجة إلى رؤية تيار مستمر من الشقق الصغيرة اللطيفة مع تنويعات من التعليقات التوضيحية مفادها أن «هذا هو كل ما أحتاج إليه».
وتؤدي التحورات السريعة للخوارزميات إلى إمداد المستخدمين بمزيد مما حصدته لهم معتبرة أنه مثير لاهتمامهم. والنتيجة هي أنه يستحيل ترشيد ذلك الاستهلاك حتى لأكثر المستخدمين اتزانا. لأنك تزداد انغماسا في عوالم ذاتية بدلا من الواقع الموضوعي. فتكون النتيجة انفصالا شديد الغرابة. ويضعف الشعور بالقلق والحاجة إلى العمل الذي ينبغي أن يوحي به عالمنا الممزق، وذلك بسبب طريقة عرض المعلومات. وإذن فها هي طريقة جديدة لكي نسير نياما نحو الكارثة وهي طريقة لا تقوم على نقص المعرفة، وإنما تنشأ بسبب الشلل الناجم عن تمرير كل شيء من خلال هذا النظام المشوه، فهو محض جزء آخر من العرض البصري المبالغ فيه.