دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقلت حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو مُضلل منسوب إلى سيدة باعتبارها  مُترجمة "خدعت" رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأنها "ساعدت أهالي غزة" عندما كانت موظفة في مكتب بنيامين نتنياهو، حسبما زعم المقطع. 

حصدت أبرز نسخة من الفيديو على قرابة 950 ألف مشاهدة عبر موقع يوتيوب وحده، إلى جانب عشرات الآلاف من المشاهدات والتفاعلات عبر منصات اجتماعية أخرى، مثل موقع إكس (تويتر سابقًا).

رافق الفيديو رواية زائفة تقول إن منسوبة إلى المترجمة المزعومة حضرت "اجتماعات سرية" برئاسة نتنياهو مع كبار القادة الإسرائيليين، حول إدارة الحرب في قطاع غزة، عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/كانون الأول 2023. 

كما زعم الفيديو تسريب المترجمة رسائل وخطط ومعلومات حساسة من مكتب نتنياهو إلى غزة.

وجاء نشر الفيديو بعد أيام من التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين وسجناء فلسطينيين. 

لقطة شاشة للفيديو المُضلل المنشور في قناة "رؤية" عبر يوتيوب

تفنيد الادعاء والتحقق منه

أظهر تحقق موقع CNN بالعربية أن الفيديو مضلل، وأن أدوات للذكاء الاصنطاعي وتحرير الأصوات والمقاطع المصورة لعبت دورًا كبيرًا في إنتاجه.

وجرى تناقل الادعاء في مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره للمرة الأولى عن طريق قناة في موقع يوتيوب، اسمها "رؤية"، التي نشرت الفيديو في تمام الساعة 17:09 بتوقيت غرينتش، 28 يناير/كانون الثاني 2025، بعنوان "مترجمة اسرائيلية تخدع نتنياهو بذكاء وتساعد أهالي غزة | شاهد ماذا قالت". 

في بنائهم للفيديو، استخدم صانعوه موادًا مصورة أرشيفية من شبكة الإنترنت، ودمجوا صوتًا منتجًا عن طريق الذكاء الاصطناعي للتعليق على ما يعرض خلال المقطع. 

في بداية الفيديو، ظهرت صورة تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي مع المترجمة المزعومة، بينما تأكد موقع CNN بالعربية من أن الصورة تم التلاعب فيها، وأن اللقطة الأصلية ظهرت خلالها زوجة نتنياهو (سارة) إلى جواره عندما كانا يحضران حفل تأبين لضحايا النازية، في برلين بألمانيا، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2012.

الصورة المٌضللة بالأعلى، وأسفلها اللقطة الحقيقة التي كانت منشورة في وكالة غيتي للصور في 6 ديسمبر/كانون الأول 2012.Credit: Sean Gallup/Getty Images

في الثانية 5 من الفيديو، ظهرت مشاهد من لقاء نتنياهو مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، على هامش زيارته إلى روما في 15 مارس/آذار 2024. كان كادر التصوير بعيدًا وتم إظهار ميلوني باعتبارها المترجمة في مكتب نتنياهو. 

مشاهد في الفيديو المضلل تم اقتطاعها من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني في روما 15 مارس/آذار 2024 - أسوشيتدبرس

وتبين أن اللقطات مأخوذة من قناة وكالة أسوشيتدبرس في يوتيوب.

وفي الثانية 19 للفيديو، ظهرت سيدة - تم تظليل وجهها - وإضافة صوت يتحدث باللغة العبرية، لإضفاء المزيد من المصداقية على المقطع، بينما تعود هذه اللقطات إلى فيديو منشور في قناة على يوتيوب، اسمها "Teórico de Conducir"، في 11 ديسمبر/كانون الأول 2024.

مشاهد من الفيديو المضلل

كان اللقطات الحقيقة تظهر سيدة يظهر وجهها بشكل طبيعي دون تظليل، وكان تتحدث باللغة الإسبانية إلى المهتمين بتعلم قواعد قيادة السيارات في دولة تشيلي.

في جانب آخر من الفيديو، تم التلاعب في الصورة الأصلية لاجتماع مع أسر رهائن أمريكيين في غزة في واشنطن، حيث تم تركيب صورة المترجمة المزعومة مرة أخرى في مكان صورة زوجة نتنياهو. 

الصورة المضللة المتلاعب فيها مأخوذة من اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته خلال زيارة إلى الولايات المتحدة - 13 يوليو/تموز 2024

كانت شبكة CNN نشرت الصورة الحقيقية، نقلا عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في 13 يوليو/تموز 2024. 

ويمكن ملاحظة التلاعب في الصورة الزائفة، حيث كانت الشخصية الزائفة تنظر في اتجاه مغاير إلى أعلى، في حين كانت نظرات زوجة نتنياهو - في الصورة الحقيقية - في اتجاه شخص يتحدث بجوارها.

الصورة الأصلية لاجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته مع بعض أسر رهائن أمريكيين في واشنطن - 13 يوليو/تموز 2024

ماذا نعرف عن القناة ناشرة الفيديو؟

تشير المعلومات المتاحة من يوتيوب حول قناة رؤية، أنها نشرت 46 مقطعًا منذ إنشائها في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016، وهو عدد ضعيف نسبيًا مقارنة بوجود أكثرمن 980 ألف مشترك فيها، وتحقيقها 18 مليون و800 ألف مشاهدة على الأقل.

زمنيًا، كان أول فيديو موجود في القناة منشور في 30 يوليو/تموز الماضي، لكن عند التدقيق في قسم "مجتمع" القناة، نلاحظ إشارات إلى مقاطع فيديو لم تعد موجودة في القناة، وتفاعلات بين القناة ومشتركيها على مدار السنوات الماضية، وهو ما يشير إلى أن من يديرها حذف محتواها القديم، وغيّر نشاطها نسبيًا.

مجتمع قناة رؤية في يوتيوب

ويبدو أن القائمين على القناة حاولوا محاكاة شعار القناة الرابعة البريطانية المميز. وعندما أجرينا محاولة لحفظ الصورة التعريفية لقناة "رؤية" لاحظنا أنها محفوظة تلقائيًا باسم "Channels4_profile"، ما يشير إلى أنه جرى أخذ الصورة من أحد حسابات القناة الرابعة البريطانية وإخضائها للتعديلات بدون تغيير اسم الصورة عند حفظها مرة أخرى. 

شعار القناة الرابعة البريطانية (يمين) وشعار قناة رؤية (يسار)

ويشكل إنتاج مواد مصورة عن طريق الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لدى قناة "رؤية" في يوتيوب، الناشرة للفيديو الزائف، فعند فحص الفيديوهات المنشورة في القناة لاحظنا وجود مقاطع فيديو مماثلة منتجة بهذه التقنيات.

إبان أولمبياد باريس، استغلت القناة الجدل الدائر حول الجزائرية إيمان خليف، الحائزة على الميدالية الذهبية في الملاكمة. وأنتجت مقطع فيديو بعنوان "زواج الملاكمة إيمان خليف من رياضي سعودي بعد فوزها بالميدالية الذهبية". جمع الفيديو 185 ألف مشاهدة. 

لقطة شاشة من المقطع المضلل المنشور في قناة رؤية على يوتيوب حول الملاكمة الجزائرية إيمان خليف

وكتبت القناة في مساحة وصف الفيديو على يوتيوب، أن "شخصًا سعوديًا ظهر على الهواء مباشرة ليطلب يد إيمان للزواج، مما أثار ضجة جديدة وزاد من تعقيد قصتها". 

عمدت القناة إلى هذا الوصف لتهيئة المشاهدين لمقطع ظهرت في بدايته شخصية منتجة بالذكاء الاصطناعي، جرى تقديمها على أنها الشاب السعودي الذي تقدم للزواج من إيمان، بينما يمكن لمدقق النظر ملاحظة مدى بدائية هذا المشهد، وأنه ليس طبيعيًا. 

بنيامين نتنياهوغزةنشر السبت، 01 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو غزة رئیس الوزراء الإسرائیلی کانون الأول یولیو تموز من الفیدیو قناة رؤیة

إقرأ أيضاً:

المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو خطر على أمن البلاد ويجب أن يرحل

وصفت المعارضة الإسرائيلية، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه "خطر على أمن الدولة"، بعد الكشف عن رسالة وجهها رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار إلى المحكمة العليا ردا على قرار إقالته.

جاء ذلك في ختام اجتماع عقده زعيم المعارضة يائير لابيد رئيس حزب "هناك مستقبل" ورؤساء أحزاب "معسكر الدولة" بيني غانتس ، و"إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، و"الديمقراطيين" يائير غولان، وفق القناة 12 العبرية الخاصة.

وقالت القناة: "أجرى لابيد وغانتس وليبرمان وغولان مشاورات عقب الإفادة التي قدّمها رئيس الشاباك".

وأضافت أن قادة المعارضة قالوا عقب الاجتماع في بيان مقتضب إن "سلوك رئيس الوزراء، وفقا لما ورد في إفادة رئيس الشاباك، يعرّض مستقبلنا ووجودنا للخطر ويُلحق الضرر بأمن الدولة".

وبوقت سابق اليوم، قال لابيد في مقطع فيديو مسجل إن إفادة رئيس الشاباك "تُثبت أن نتنياهو يُشكل خطرًا على أمن إسرائيل، ولا يُمكنه الاستمرار في رئاسة الوزراء".

وأضاف: "حاول نتنياهو استخدام الشاباك لمراقبة المواطنين الإسرائيليين، وتفكيك الديمقراطية".

وتابع لابيد: "إذا عين نتنياهو الرئيس القادم للشاباك، فسيكون ذلك خطرا حقيقيا على دولة إسرائيل وجميع مواطنيها".

من جهته، اعتبر غولان أن نتنياهو "يشكل تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل، ولسيادة القانون وأن عليه أن يرحل فورا".

وقال غولان، وهو النائب الأسبق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي في منشور على "إكس"، إن إفادة بار "ليست مجرد تحذير بل هي لائحة اتهام خطيرة وإنذار طوارئ للديمقراطية الإسرائيلية".

وأضاف أن نتنياهو طالب بار "بالولاء الشخصي بدلاً من الولاء للدولة، وطالبه باستخدام الخدمة السرية ضد المدنيين، والكذب على المحكمة العليا، واستغلال سيادة القانون لتحقيق احتياجاته الشخصية".

وأشار إلى محاولته استخدام الشاباك "ضد المعارضين السياسيين، وضد الاحتجاجات، وضد المواطنين الذين خرجوا للدفاع عن الديمقراطية" و"يحاول استغلال جهاز الأمن العام للبقاء سياسياً".

ووصف غولان رئيس وزراء بـ"الفاشل أمنيا وسياسيا والمتورط قانونيا حتى عنقه".

واعتبر أن نتنياهو "فوضوي يقود حكومة فوضوية وهذا لا يشكل خطرا على الديمقراطية فحسب بل هذا انقلاب فعلي".

وصباح الاثنين، قدم بار إلى المحكمة العليا رسالة من 8 صفحات يدين فيها نتنياهو، الذي قرر إقالته في مارس/ آذار الماضي، وتؤكد صحة تسريبات نُشرت في الأسابيع الأخيرة عن سلوكه مع "الشاباك"، ولكن هذه المرة على لسان رئيس الجهاز المخابراتي، وفق إعلام عبري، الاثنين.

وكشف بار للمحكمة، أنه رفض طلب نتنياهو بإصدار رأي مهني يقضي بأنه لا يمكن أمنيا لرئيس الوزراء أن يتواجد لفترات طويلة في مكان ثابت يعلمه الجمهور (المحكمة)، وجرت محاولة لدفعه للتوقيع على رأي صاغه مقربون من نتنياهو، وذلك في محاولة لتأجيل محاكمة الأخير.

بار كشف عن أن نتنياهو أوضح له أنه إذا حدثت أزمة دستورية، فيجب عليه أن يطيع رئيس الوزراء وليس المحكمة العليا وطلب أن يعمل "الشاباك" ضد المحتجين المناهضين لحكومته، ما اعتبره بار "طلبا غير قانوني".

وأوضح أن نتنياهو طلب منه "تقديم تفاصيل حول هويات المواطنين ونشطاء الاحتجاجات (...) مع التركيز بشكل خاص على مراقبة ممولي الاحتجاجات".

كما كشف بار أن نتنياهو ضغط عليه "بطريقة غير عادية"، لمحاولة إجباره على كتابة رأي مهني صاغه رئيس الوزراء أو مَن ينوب عنه، للقول بوجوب عدم مثوله (نتنياهو) أمام المحكمة للرد على تهم الفساد التي يُحكم حاليا بشأنها.

وردا على ذلك، وصف مكتب نتنياهو، في بيان، إفادة بار بأنها "مليئة بالأكاذيب" وتؤكد أنه "فشل فشلا ذريعا" في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي 7 أكتوبر، هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة ، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

ومنذ 10 ديسمبر/ كانون الأول 2024، يمثل نتنياهو أمام المحكمة المركزية في ظل قيود أمنية مشددة في قاعة محصنة تحت الأرض في تل أبيب، للإدلاء بإفادته ضمن محاكمته بتهم تتعلق بالرشوة وإساءة الأمانة في 3 قضايا.

وكانت المحكمة العليا قد أصدرت في وقت سابق من أبريل/ نيسان الجاري أمرا مؤقتا يمنع الحكومة من إقالة بار، أو الإعلان عن إيجاد بديل له، أو إصدار تعليمات للمسؤولين الخاضعين لسلطته، وذلك بعد بحث التماسات قدمتها المعارضة ضد إقالته.

وفي 20 مارس/آذار الماضي، صدقت الحكومة الإسرائيلية على إقالة رئيس الشاباك، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 10 أبريل الجاري.

لكن المحكمة العليا جمدت في 21 مارس قرار الحكومة إقالة بار، لحين النظر في التماسات قُدِّمت إليها ضد إقالته قدتماه المعارضة.

وبرر نتنياهو قرار إقالة بار بـ"انعدام الثقة" فيه، وذلك ضمن تداعيات أحداث 7 أكتوبر 2023، بينما ألمح بار إلى وجود دوافع سياسية وراء قرار رئيس الحكومة، وأن سبب ذلك هو رفض بار تلبية مطالب نتنياهو بـ"الولاء الشخصي".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو يمثُل للمرة الـ24 أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم فساد الكابينيت الإسرائيلي يناقش ملف غزة في ظل مقترح جديد هذه تفاصيله يديعوت : رصف نصف محور موراج وهدف الجيش تدمير ما تبقى من رفح الأكثر قراءة قوات الاحتلال تُغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية "الهلال الأحمر" ينفي إغلاق أقسام الطوارئ في مستشفى الأمل بخانيونس حماس: الرد على مقترح التهدئة الإسرائيلي خلال 48 ساعة غوتيريش شعر "بفزع بالغ" إزاء قصف إسرائيل المستشفى المعمداني بغزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة السويس: نستهدف تحويل القناة إلى منصة لوجستية متكاملة وخلق فرص عمل للشباب
  • الحكومة تكشف حقيقة إلغاء العمل بـ العملات البلاستيكية فئة الـ10 و20 جنيهًا
  • اتهام نتنياهو بخيانة قسمه لطلبه الانصياع له وليس للقانون
  • بالصورة.. بعد أن غادر معسكر فريقه بموريتانيا.. ما هي حقيقة زواج مايسترو الهلال بمسقط رأسه؟
  • جاب من الآخر.. إعلامي لبناني يوضح حقيقة الفيديو المنتشر للنجمة نادين نسيب نجيم
  • فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له
  • انقسامات سياسية وأمنية تهدد الجبهة الداخلية لحكومة نتنياهو
  • قناة مجانية تنقل مباراة الأهلي وصن داونز في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا
  • الوزراء يستعرض إمكانات العاصمة الإدارية كمركز اقتصادي وإداري يجسد رؤية مصر 2030
  • المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو خطر على أمن البلاد ويجب أن يرحل