في اليوم التاسع من فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، شهد الصالون الثقافي  المحور الرابع من مؤتمر سليمان العطار بعنوان "أندلسيات"، حيث دار النقاش حول ترجمة الأدب الأندلسي ودوره في فهم التاريخ والحضارة الأندلسية.

 

افتتح الندوة الأستاذ الدكتور أحمد عمار، الذي تحدث عن سليمان العطار باعتباره أحد أبرز أساتذة الترجمة، مستذكرًا موقفًا طريفًا معه يعكس ضعف الإقبال على الندوات الثقافية، حيث اصطحبه إلى ندوة عن أعماله، لكن لم يحضر أحد، فقرر أن يأخذه وصديقًا آخر للعشاء بدلًا من ذلك.

ثم عبّر عن سعادته بمشاركة الحوار مع اثنين من نجوم الترجمة الأندلسية، الدكتور جمال عبد الرحمن والدكتور خالد سالم.

فيما استهل الدكتور جمال عبد الرحمن حديثه بتناول جماليات الترجمة الأندلسية، مستشهدًا بمؤتمر الأندلس في المشهد الإسلامي. بينما جاءت مداخلة الدكتور سليمان العطار بعنوان "قطف الثمر"، حيث أبدى تحفظه على طريقة تناول تاريخ الأندلس، معتبرًا أن السرد العاطفي قد طغى على التوثيق التاريخي. وأوضح أن معظم الحديث عن الأندلس يرتكز على خطبة طارق بن زياد الشهيرة "البحر أمامكم"، وجملة تنسب إلى السلطانة عائشة، التي كشفت وثيقة أدبية أنها لم تكن عائشة بل فاطمة، مما يعكس الإشكاليات التاريخية في الرواية المتداولة عن الأندلس.
كما أشار إلى وجود نظرية في إسبانيا تشكك في حدوث الفتح العربي للأندلس، حيث يعتمد بعض الباحثين على وثائق تاريخية لا تذكر الفتح، لكنها تؤكد وجود مقابر إسلامية قبل الفتح بعدة عقود، مما يثير تساؤلات حول حقيقة الأندلس: هل كانت "فردوسًا مفقودًا" أم رواية مثالية تخفي واقعًا أكثر تعقيدًا؟

وفي مداخلته، تحدث الدكتور خالد سالم عن أزمة الموريسكيين بعد سقوط غرناطة، مشيرًا إلى أن الإسبان في تلك الفترة أنتجوا جنسا أدبيًا خاصًا "لتمجيد المهزوم"، أي العرب الذين فقدوا حكم الأندلس، معتبرًا أن هذا يعد اعترافًا غير مباشر بأهمية الوجود العربي هناك. كما أشار إلى ظهور رواية إسبانية مجهولة المؤلف بعنوان "ابن السراج والأميرة الشريفة"، التي كُتبت بين القرنين السابع عشر والثامن عشر، متناولةً الصراع الحدودي من خلال قصة حب.
واستعرض الدكتور خالد أيضًا تأثير الأدب الأندلسي على الأدب الإسباني، موضحًا أن الشعر والمسرحيات الإسبانية استلهمت الكثير من التاريخ الأندلسي. كما أشار إلى أن الأدب الإسباني المعاصر لا يزال يلتقط هذه الفكرة، خاصة في ظل هجرة المغاربة إلى إسبانيا، مما يخلق تماثلًا ثقافيًا جديدًا بين الضفتين.

فيما استعرض الدكتور جمال عبد الرحمن عدة تساؤلات مهمة، أبرزها: هل كان زرياب مجرد مغنٍ ساهم في سقوط الأندلس؟ أم أنه كان شخصية ثقافية ساهمت في ازدهارها؟، هل كان عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس، خائنًا؟ أم أنه حافظ على شعبه عبر توقيع المعاهدة؟، وهل استمر الوجود الإسلامي في الأندلس بعد السقوط؟ حيث تشير الوثائق إلى استمرار المسلمين في ممارسة شعائرهم سرًا لعقد من الزمن بعد سقوط غرناطة، قبل أن تتحول المساجد إلى كنائس.
وفي ختام الندوة، أكد المشاركون في الندوة أن الترجمة ليست مجرد نقل للنصوص، بل هي إعادة قراءة للتاريخ، حيث تفتح آفاقًا جديدة لفهم الماضي الأندلسي بشكل موضوعي بعيدًا عن السرديات العاطفية أو التحيزات القومية. وبذلك، يظل الدكتور سليمان العطار أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في تقديم رؤية نقدية لتراث الأندلس المترجم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الحضارة الأندلسية

إقرأ أيضاً:

مكتبة مصر العامة بالدقي تناقش كتاب نجيب محفوظ شرقًا وغربًا

تنظم مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، في الرابعة عصر يوم الأربعاء المقبل، 16 أبريل الجاري، ندوة لمناقشة كتاب «نجيب محفوظ شرقًا وغربًا»، وذلك يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل 2025 في تمام الرابعة عصرًا، بقاعة الندوات بالدور الثالث بمقر المكتبة في الجيزة.

ويشارك في الندوة نخبة من الأدباء والنقاد، من بينهم الدكتور حسين حمودة، والدكتور محمود الشنواني، والروائي ناصر عراق، والناقد مصطفى عبد الله، كما يحضر اللقاء السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة.

تأتي الندوة في إطار حرص مكتبة مصر العامة على دعم الحوار الثقافي وتسليط الضوء على رموز الأدب المصري، حيث يُعد نجيب محفوظ أحد أعلام الرواية العربية الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، ويُناقش الكتاب أبعاد تأثيره الثقافي بين الشرق والغرب.

كتاب «نجيب محفوظ شرقًا وغربًا» يضم عدد من كتابات كتاب ونقاد من مختلف الدول مثل مصر، السعودية، الإمارات، تونس، الجزائر، أمريكا، بريطانيا، فرنسا وسويسرا، وهم: صبري حافظ، حسين حمودة، السيد فضل، رشا صالح، أحمد درويش، أحمد حسن صبرة، شريف مليكة، فوزية العشماوي، عبدالبديع عبدالله، ناصر عراق، أحمد فضل شبلول، أحمد كمال زكي، سامي البحيري، محمود الشنواني، مصطفى عبدالله، روجر ألن، ريموند ستوك، محمد آيت ميهوب، عبدالقادر فيدوح. فمن خلال الكتاب نتعرف على نجيب حفوظ من وجهة نظرهم أو كما يرونه.

ويضم الكتاب، بحسب ماجاء على ظهر الغلاف، مجموعة من الدراسات والشهادات التي تدور حول نجيب محفوظ الكاتب والإنسان، ومنها: كتب الدكتور صبري حافظ دراسة بانورامية عن حركة ترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم وكيف تغير إيقاعها بفضل تتويج “محفوظ” بجائزة نوبل، ويكتب الناقد الأمريكي روجر ألن عن أهمية إبداع محفوظ على المستوى العالمي، وهو يُطلعنا على الرسائل المتبادلة بينهما، بينما يتناول الأمريكي ريموند ستوك تجربته مع ترجمة قصص محفوظ القصيرة إلى الإنجليزية، أما الدكتور حسين حمودة فيتوقف أمام فكرة «العتبة» على المستويين الحرفي والمجازي في روايات نجيب محفوظ.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأعمال العراقي يحتفي بالفن الفوتوغرافي في معرض جديب الجنوب
  • وكيل تعليم الفيوم يحيل مدير ووكيل مدرسة الدكتور لطفي سليمان الثانوية للتحقيق
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يُنقذ أربعينية من تبعات ورم سرطاني في البطن ممتد للمثانة والرحم
  • معرض “في محبة خالد الفيصل”.. سرد بصري يحتفي بذاكرة قائد وفكر شاعر
  • ترجمة جديدة لرواية «سيدات القمر»
  • مصر وفرنسا إرث ثقافي ممتد عبر العصور
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يعيد الحركة لطفل أقعده انزلاق عظمة رأس الفخذ
  • بنسعيد وجدل صفقات معرض الكتاب: مابغيناش تنظيم عشوائي (فيديو)
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض القيمة التداولية للمثل الشعبي الإماراتي في مؤتمر الترجمة
  • مكتبة مصر العامة بالدقي تناقش كتاب نجيب محفوظ شرقًا وغربًا