حاول مسؤولون في السفارة الإسرائيلية في لندن التدخل في محاكمة ناشطين مؤيدين للفلسطينيين، هذا ما أفادت به صحيفة "الجارديان" البريطانية.

 

وقالت الصحيفة البريطانية، إنها حصلت على وثائق تشير إلى محاولة موظفين في السفارة الإسرائيلية بلندن طلب تدخل مكتب المدعي العام في قضايا معروضة على المحاكم البريطانية تهم محاكمة ناشطين ومؤيدين شاركوا في فعاليات مناهضة لتزويد بريطانيا تل أبيب بالأسلحة.

 

وكشفت الوثائق بحسب الصحيفة أن موظفي السفارة ضغطوا على المدير العام لمكتب المدعي العام، دوغلاس ويلسون، من أجل التدخل في القضايا التي تهم احتجاجات جرت في الأراضي البريطانية.

 

وبينت الصحيفة أن الوثائق التي حصلت عليها جرى حجب الكثير من التفاصيل منها ولا تكشف ما الذي طلبه الموظفون الإسرائيليون على وجه التحديد.

 

 

وتشير الوثائق إلى أن ويلسون أشار إلى استقلالية النيابة العامة وحساسية معالجتها فيما يتعلق بالقضايا الفردية. كما ذكّر المسؤول ممثلي السفارة الإسرائيلية بالموافقة على قانون يفرض قيودًا كبيرة على المظاهرات.

وأوضحت أنه استشهد بقرار قضاة في قضية أخرى مفاده أن المتظاهرين المتهمين بالتسبب في أضرار جنائية "كبيرة" لا يمكنهم الاعتماد على حماية حقوق الإنسان في محاكماتهم.

 

أما الجهة التي حاولت إسرائيل استهدافها من خلال سفارتها في لندن فهي شبكة "مبادرة فلسطين" المساندة للقضية الفلسطينية والتي تلجأ لتكتيكات العصيان المدني من أجل استهداف الشركات البريطانية التي تزود تل أبيب بالأسلحة.

وبرر مكتب المدعي العام الرقابة على الوثائق ، قائلا إن الكشف عنها بالكامل "سيؤدي على الأرجح إلى الإضرار بعلاقات بريطانيا مع إسرائيل".

ودعت شبكة "مبادرة فلسطين" ، التي تركز على الاحتجاجات ضد مصانع شركة "إلبيت سيستمز" في المملكة المتحدة ، إلى إجراء تحقيق معمق في احتمال أن يكون ممثلو السفارة الإسرائيلية في المملكة قد حاولوا التأثير في قضايا تتعلق بالنشطاء المؤيدين للفلسطينيين.

 

وقال متحدث باسم السفارة الإسرائيلية إنها تحترم استقلالية النظام القضائي البريطاني ولن تتدخل تحت أي ظرف من الظروف في الإجراءات القانونية في المملكة المتحدة.

 

 وأضاف: "في إطار عملها المتواصل ، تعمل السفارة الإسرائيلية على زيادة الوعي بالاعتداءات الخطيرة ضد الكيانات المرتبطة بإسرائيل. كما أنه من واجب السفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك في بريطانيا العظمى ، الاهتمام وتقديم مساعدة الإسرائيليين أينما كانوا ".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجارديان مكتب المدعي العام المحاكم البريطانية إسرائيل السفارة الإسرائیلیة

إقرأ أيضاً:

"الجارديان": آثار الحرب تؤثر على جميع جوانب الحياة في إسرائيل.. وتسلط الضوء على أبعاد عزلتها الدولية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه مع استمرار حرب إسرائيل على غزة وتوسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، تعاني إسرائيل على عدة أصعدة: دبلوماسيًا وثقافيًا واقتصاديًا وشعبيًا وداخليًا.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن العديد في إسرائيل يشعر بالعزلة الدبلوماسية حيث يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحديات دبلوماسية جسيمة.

فلقد عانت إسرائيل من تراجع ملحوظ في الدعم الدولي، خاصة بعد العمليات العسكرية في غزة. وبدأت العديد من الدول التي كانت تُعتبر حلفاء لإسرائيل تبني مواقف أكثر انتقادًا. فعلى سبيل المثال، حذر سياسيون بارزون في الولايات المتحدة مثل تشاك شومر من أن القيادة الإسرائيلية تحت حكم نتنياهو تضعف الأسس السياسية والأخلاقية للدولة. وحتى شخصيات مثل دونالد ترامب، التي كانت تعتبر داعمة لإسرائيل، أبدت قلقها من فقدان الدعم الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحولات في السياسة العالمية تجاه إسرائيل كانت جلية. فإن العديد من الحكومات الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا، أعربت عن عدم دعمها للسياسات الإسرائيلية في غزة، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية يمكن أن تؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان. وهذه التحولات تعكس قلقًا أكبر بشأن الطريقة التي تُمارس بها إسرائيل سلطتها.

وتتجاوز العزلة الإسرائيلية الحدود السياسية لتصل إلى مجالات ثقافية. فعلى سبيل المثال، واجهت إسرائيل انتقادات واسعة النطاق في مهرجان يوروفيجن، حيث قوبلت وفودها بعزوف من قبل دول أخرى. وشهدت الرياضة موقفًا مشابهًا، حيث قام مشجعو كرة القدم في إيطاليا بتحويل ظهورهم أثناء عزف النشيد الوطني الإسرائيلي. وهذه التصرفات تعكس موقفًا ثقافيًا معاديًا يمكن أن يعزز العزلة الدبلوماسية.

وتتزايد الآثار الاقتصادية السلبية، حيث توقع بنك إسرائيل انخفاضًا في النمو إلى 1.5%، بعد أن كانت التوقعات في السابق 2.8%. كما شهدت السياحة الوافدة انخفاضًا حادًا بلغ 76% مقارنة بالعام السابق، مما يعكس تداعيات العزلة الاقتصادية على إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تفقد الدعم الشعبي بشكل ملحوظ. فوفقًا لاستطلاعات الرأي، انخفضت نسبة التأييد لإسرائيل في العديد من الدول، حيث أظهر استطلاع أن 62% من البريطانيين لا يثقون في تصرفات إسرائيل. كما أظهرت الأرقام أن الدعم بين الأمريكيين، وخاصة بين الشباب، بدأ يتراجع بشكل ملحوظ، مما يشير إلى تحول في النظرة العالمية تجاه إسرائيل.

وتتعرض إسرائيل لانتقادات متزايدة من حلفائها السابقين، حيث حذر شخصيات بارزة من أن القيادة الحالية تهدد بقاء إسرائيل كدولة ديمقراطية.

وقد تؤدي العزلة الدبلوماسية إلى تأثيرات سياسية بعيدة المدى. حيث من الممكن أن تنشأ دعوات متزايدة للتغيير في السياسات الإسرائيلية، سواء من داخل البلاد أو من الخارج، مما قد يؤدي إلى إعادة التفكير في الاستراتيجيات الحالية والتوجهات السياسية.

ويواجه الشعب الإسرائيلي حالة من القلق والضغوط النفسية نتيجة الأوضاع الراهنة. حيث تزايدت معدلات الاكتئاب والقلق بين السكان، خاصة بين الشباب، الذين يشعرون بأن مستقبلهم غامض في ظل تصاعد التوترات. وهذه الضغوط النفسية يمكن أن تؤثر على الروح المعنوية العامة، مما يؤدي إلى انقسام مجتمعي عميق حول كيفية التعامل مع الوضع الراهن.

وتؤثر العزلة الدبلوماسية على الأمن الداخلي لإسرائيل أيضا، حيث تتزايد المخاوف من التصعيد الداخلي. وقد تشتد التوترات بين مختلف المجموعات السكانية، مما يؤدي إلى مظاهرات وأعمال شغب. وفي هذا السياق، يواجه المسؤولون تحديًا مزدوجًا، يتمثل في الحفاظ على الأمن في مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة: الحرب عقب هجمات 7 أكتوبر تسببت في معاناة إنسانية عميقة للفلسطينيين في غزة والآن شعب لبنان
  • الجارديان: متى تنتهي الفظائع الإسرائيلية رغم مرور عام على طوفان الأقصى؟
  • المدعي العام لمدينة نيويورك: قضية الرشوة التركية لـ إريك آدمز لها علاقة بالأمن القومي الأمريكي
  • "الجارديان": آثار الحرب تؤثر على جميع جوانب الحياة في إسرائيل.. وتسلط الضوء على أبعاد عزلتها الدولية
  • لأول مرة.. القضاء البريطاني يحكم بسجن رجل تآمر على ختان فتاة
  • مجلس الأمن يرد على قرار إسرائيل بشأن غوتيريش
  • ما هي المخاطر التي تنطوي عليها الخيارات الإسرائيلية بشأن الضربات الانتقامية على إيران؟
  • «الجارديان»: الهجمات المروعة بين إسرائيل وإيران ووكلائها لن تجلب إلا المزيد من الموت والكوارث
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • إعتقال مراهقين سويديين بتهمة تفجير قنابل يدوية قرب السفارة الإسرائيلية في كوبنهاغن