«الأرثوذكسية» تدعو المجتمع الدولى لدعم حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولتهإشادة فلسطينية بموقف الرئيس تجاه الأشقاء.. وأمين كنيسة القيامة بالقدس: ثابت تاريخى نعلمه جيداًمستشار الكاثوليكية: مقترح «التهجير» يهدد الأمن القومى.. و«الإنجيلية»: يزيد من التوترات الإقليمية

 

مدت الطوائف المسيحية المصرية خط الاصطفاف الوطنى على استقامته، داعمةً موقف القيادة السياسية الرافض لتهجير الأشقاء فى فلسطين من أرضهم، تحديداً سكان قطاع غزة، لافتة إلى أن قبول التهجير يعنى المساس بالأمن القومى المصرى.

ورفض الرئيس عبدالفتاح السيسى ترحيل وتهجير الشعب الفلسطينى، ووصف ذلك بأنه ظلم لا يمكن أن تشارك مصر فيه.

وقال فى تصريحات خلال مؤتمر صحفى مع الرئيس الكينى - وليام روتو فى القاهرة الأربعاء الماضى - إن مصر لا يمكنها التنازل عن موقفها التاريخى تجاه القضية الفلسطينية، داعياً إلى إقامة دولة فلسطينية بحقوق تاريخية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

فى أعقاب الخطاب الرئاسى الذى لاقى تأييداً مصرياً، وعربياً واسعاً، أشادت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى - بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية بموقف مصر، لافتةً إلى أن موقفها يتماشى مع اصطفاف وطنى يرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لما يمثله من ظلم على الأشقاء، وإهدار للقضية.

وأضافت فى بيان صادر عنها - أيدته تصريحات متباينة من قادة كنسيين، وأقباط - أن فكرة التهجير تعنى المساس بالأمن القومى المصرى، وهو أمر لن يسمح به المصريون الذين روت دماؤهم أرض مصر دفاعاً عن أمنها، واستقرارها.

موقف الكنيسة الرسمى لم يقتصر فقط على إشادة، وتأكيد على دور مصر تجاه أشقائها، وإنما تضمن دعوة لكافة القوى الإقليمية، والدولية الفاعلة، ودعاة السلام فى كل العالم إلى دعم الحق التاريخى للشعب الفسطينى فى إقامة دولته، وبذل قصارى الجهد لإحلال السلام فى الدول، والمناطق التى تعانى من التفكك والصراعات، ويهددها مصير مجهول.

ولاقى الموقف المصرى ترحيباً فلسطينياً كبيراً جاء فى تصريحات حامل مفتاح كنيسة القيامة بالقدس أديب جودة الحسينى المؤكدة على ريادة مصر، ومواقفها تجاه أشقائها.

«الحسينى» الذى يحمل مفتاح كنيسة القيامة بالقدس عن أجداده منذ فترة صلاح الدين الأيوبى، أضاف لـ«الوفد» أن هذا الموقف ليس بجديد على مصر، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يقدرون قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

ووصف أمين كنيسة القيامة موقف السيسى إزاء التهجير بـ«الحكيم»، معرجاً على أنه كاشف عن قناعة بحق الشعب الفلسطينى فى أرضه. وأردف قائلاً: «الشعب الفلسطينى لا يمكن أن ينسى شهداء مصر الذين ضحوا من أجل القضية».

فى سياق متصل أعرب الكنيسة الكاثوليكية بمصر عن تأييدها لتصريحات «السيسى» الداعية إلى حل سلمى للقضية الفلسطينية، مع ضرورة رفض التهجير.

وقال الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة، والأساقفة الكاثوليك: إن كنيسته تصلى من أجل الوصول إلى حل سلمى يحترم حقوق وكرامة الإنسان، مؤكداً تقديره لجهود مصر تجاه القضية الفلسطينية.

عطفاً على ذلك، أعرب المستشار جميل حليم - عضو مجلس الشيوخ، وممثل الكنيسة الكاثوليكية بعدة لجان قانونية، عن دعمه المطلق للقرارات الوطنية التى تتخذها القيادة السياسية إزاء حماية الأمن القومى المصرى، والتصدى لأى تهديدات تمس استقرار المنطقة.

وقال: إن موقف مصر الثابت، والراسخ فى رفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين، سواء أكان ذلك قسرياً أم طوعياً، معتبراً مثل هذه الطروحات انتهاكاً صارخاً لسيادة مصر والأردن، واعتداءً على حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره.

مستشار الكنيسة الكاثوليكية أضاف أن المقترحات التى أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين إلى مصر، أو الأردن تعد تجاوزاً خطيراً، ومرفوضاً، وتهديد للأمن القومى المصرى، والعربى على حد سواء.

ومن جانبها أدانت الطائفة الإنجيلية برئاسة القس د. أندريه زكى مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر، والأردن، لافتة إلى أن ذلك يهدد مبادئ القانون الدولى، والإنسانى، ويتنافى مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى على أرضه.

وقالت: إن تنفيذ مخطط التهجير، الذى أعلن عنه «ترامب»، يعمق الأزمة، ويزيد من التوترات الإقليمية، ويقوض جهوداً رامية إلى تحقيق السلام العادل، والشامل فى المنطقة.

الطائفة الإنجيلية بعد إعلان تأييدها الكامل للموقف المصرى الثابت إزاء القضية الفلسطينية، كقضية محورية للشرق الأوسط، دعت المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته فى حماية الشعب الفلسطينى، ودعم حقوقه المشروعة، ورفض أية محاولات لفرض حلول تفتقر إلى مقومات العدالة، والاستدامة.

وفى السياق ذاته أشار النائب جميل حليم مستشار الكنيسة الكاثوليكية إلى أن الشعب الفلسطينى صاحب حق تاريخى فى أرضه، مستنكراً محاولات اقتلاعه منها بأى شكل من الأشكال.

واستطرد قائلاً: «كما إن مصر وقفت مع فلسطين منذ بداية القضية، وبذلت من أجلها كل جهد ولم تبخل بدماء، وأرواح شعبها، فإنها متمسكة بثوابتها فى دعم حقوق الشعب الفلسطينى».

وخرجت العديد من القوى الوطنية، والسياسية فى مسيرات داعمة لتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأول الجمعة، بمدينة رفح المصرية، للتأكيد على تضامن الشعب المصرى، واصطفافه لمواجهة مخطط التهجير، وتهديد الأمن القومى المصرى.

وأشار المستشار القانونى للكنيسة الكاثوليكية إلى أن مصر لن تقبل تصفية القضية الفلسطينية عن طريق التهجير القسرى، مؤكداً أن تهجير الفلسطينيين يمثل خطراً حقيقياً على الأمن القومى المصرى، حسب تصريحات متعاقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأردف قائلاً: «مصر لن تسمح أبداً بأن تكون جزءاً من أى مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، أو زعزعة استقرار المنطقة، كما أنها لن تقبل التنازل عن شبر من أراضيها»، واصفاً حدودها بـ«المقدسة».

عضو مجلس الشيوخ أوضح أنه لا يوجد مصرى واحد يقبل بأن يفرط فى حبة من أرض سيناء، باعتبارها أرضاً رويت بدماء الشهداء.

يأتى ذلك بالتوازى مع تصريحات «أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس» - أديب جودة الحسينى- المؤكدة لعمق علاقات الأخوة بين مصر وفلسطين، معرباً عن تقديره لجهود الرئيس السيسى فى دعم هذه العلاقات الطيبة.

ودعت الكنيسة الأسقفية بمصر إلى وقف جميع أشكال العنف ضد المدنيين، معربة عن رفضها لمحاولات تغيير الوضع الجغرافى للأراضى الفلسطينية.

وعلى دعوتها للصلاة من أجل أن يمنح الله الشعب الفلسطينى القوة فى مواجهة التحديات، والصعاب، قالت: إنها تدعو المجتمع الدولى إلى العمل على تحقيق سلام دائم، يحقق الاستقرار، والعدالة لكافة لشعوب المنطقة.

وأعلن رئيس الكنيسة الأسقفية المطران سامى فوزى، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الإنجليكانية، عن تأييده الكامل لموقف مصر الرافض لأية محاولات تنال من حقوق الشعب الفلسطينى فى البقاء على أرضه.

وقال: إن كنيسته تدعم موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى المتمسك بعدم المساس بالحقوق الفلسطينية -غير القابلة للتصرف- سواء من خلال الاستيطان، أو ضم الأرض عن طريق إخلائها من أصحابها بعملية تهجير.

ومؤخراً، تساءل الرئيس عبدالفتاح السيسى: ماذا يمكن قوله للرأى العام المصرى إذا طلب منه -حسبما يتردد- تهجير الفلسطينيين إلى مصر؟.

وخلال مؤتمر صحفى مع نظيره الكينى «ويليام روتو» -الأربعاء الماضى- وصف أمر التهجير بأنه يمثل عدم استقرار للأمن القومى المصرى، والعربى بشكل عام فى المنطقة».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الكيني وليام روتو القاهرة

إقرأ أيضاً:

نواب وسياسيون يدينون محاولات الضغط على مصر: أساليب رخيصة لن تؤثر على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية

أدان عدد من النواب والسياسيين محاولات الضغط المستمرة على مصر وقياداتها السياسية بشأن موقفها الحاسم والرافض لمحاولات التهجير للفلسطينيين فى أى شكل من أشكاله، مؤكدين أن الموقف المصرى لم ولن يتغير تجاه القضية الفلسطينية وإقامة السلام العادل بالمنطقة لرأب الصدع.

«الهنيدي»: الشعب يقف خلف قيادته ومتمسك بالقانون الدولي

قال المستشار إبراهيم الهنيدى، رئيس لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إن الموقف المصرى لم ولن يتغير تجاه القضية الفلسطينية وإقامة السلام العادل بالمنطقة لرأب الصدع.

وشدّد على أن موقف القيادة السياسية وتصريحاتها واضحة فى دعم القضية الفلسطينية، ورفض جميع المخططات التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والشعب المصرى يقف خلف قيادته، ومصر قيادة وشعباً تتمسّك بالقانون الدولى وإعلاء القيم الإنسانية للشعب الفلسطينى.

«شلبى»: لن نخضع لأي ضغوط.. وسياسة مصر الخارجية تتسم بالثبات والوضوح

وقال النائب أحمد بهاء شلبى، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن بمجلس النواب، إن موقف مصر الحازم برفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين ثابت أمام كل المحاولات والضغوط، وما تمارسه إسرائيل وإعلامها استهداف مباشر لمواقف مصر الثابتة فى دعم القضايا العربية، خصوصاً القضية الفلسطينية.

وأكد «شلبى» أن هذه التصرفات الإعلامية الإسرائيلية تندرج ضمن محاولات رخيصة لخلق حالة من التشويش على سياسة مصر الخارجية، التى تتسم بالثبات والوضوح فى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى، موضحاً أن هذه الحملة تهدف إلى التأثير على صورة مصر وقيادتها فى المحافل الدولية، ولن تنجح فى زرع الشكوك فى موقفها الراسخ والموحّد، ومصر تُثبت مرة أخرى أنها لن تخضع لأى ضغوط أو محاولات لفرض حلول تضر بالقضية الفلسطينية.

«عثمان»: الشعب يقف خلف القيادة ضد تصفية القضية

وأبدى النائب أحمد عثمان، عضو الأمانة المركزية بحزب مستقبل وطن، استنكاره الأساليب الرخيصة التى تقوم بها إسرائيل، محذّراً من استخدام هذه الصورة كتهديد محتمَل للرئيس السيسى بسبب مواقفه الرافضة لتهجير الفلسطينيين قسرياً إلى مصر والأردن. وأشار إلى أن مصر لها موقف، واليوم يقف الشعب خلف القيادة ضد مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، ومهما بلغ حجم الضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة، سواء اقتصادية أو سياسية، فمصر لن ترضخ لأى مخطط يمس بحقوق الشعب الفلسطينى.

«الجندى»: محاولات إسرائيل الاستفزازية غير مقبولة.. ومصر لن تتراجع عن دعم الفلسطينيين

وأكد النائب حازم الجندى، عضو اللجنة العامة بمجلس الشيوخ، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الشعب المصرى يقف صفاً واحداً خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى داعماً ومؤيداً لموقف الدولة الرافض لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ورفض تصفية القضية الفلسطينية.

واستنكر «الجندى»، فى بيان ما يقوم به الإعلام الإسرائيلى من أساليب رخيصة ومفضوحة تحمل تهديدات مبطنة غير مباشرة لمصر ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهذا أمر مرفوض تماماً وغير مقبول، مضيفاً أن ذلك يُعد محاولات استفزازية غير مقبولة من الاحتلال الإسرائيلى بسبب موقف مصر القوى والحازم الرافض لتهجير الشعب الفلسطينى من قطاع غزة إلى سيناء.

وأوضح أن الاحتلال واهم إذا ظن أن مصر يمكن أن تتراجع عن موقفها الرافض لمخطط التهجير والداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى، فمصر تتمسّك بموقفها ولن تقبل بأى لغة تهديد بأى شكل من الأشكال، وهذا الكيان المحتل يجب أن يتوقف عن انتهاكاته للقانون الدولى الإنسانى، حيث اعتاد على أسلوب البلطجة ومخالفة القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية، فى ظل صمت مريب من المجتمع الدولى عن جرائمه وانتهاكاته فى المنطقة.

وشدد على أن موقف مصر الرافض لمخطط التهجير القسرى أو الطوعى للفلسطينيين من قطاع غزة، الذى أعلنه الرئيس السيسى يحظى بتأييد واسع ودعم بإجماع من الشعب المصرى الذى أعلن كلمته بأنه لن يقبل ولن يسمح بتنفيذ هذا المخطط الصهيونى، والشعب يقف خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة، داعماً ومؤيداً لأى إجراءات تتّخذها الدولة للحفاظ على الأمن القومى المصرى والتصدى لأى تهديدات.

مقالات مشابهة

  • برلمانية: الدور المصرى بشأن القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير منذ 1948
  • نواب وسياسيون يدينون محاولات الضغط على مصر: أساليب رخيصة لن تؤثر على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية
  • «فلسطينيون»: الحشود الشعبية المصرية على معبر رفح رسالة برفض مقترح التهجير
  • الشعب على الحدود .. حشود المصريين فى رفح تؤيد الرئيس وترفض التهجير
  • مصطفى بكرى: مخطط التهجير مصيره السقوط تحت أقدام المصريين
  • رئيس الغرفة التجارية بالدقهلية: شعب مصر حائط صد خلف الرئيس السيسى فى أى قرار يمس الأمن القومى المصرى
  • أهالى الغربية ينتفضون لتأيييد الرئيس السيسى ودعم القضية الفلسطينية
  • النائب أيمن محسب: إعلان الرئيس السيسى رفض تهجير الفلسطينيين يعكس موقف مصر الراسخ من دعم القضية الفلسطينية
  • تأييد الحق الفلسطينى.. رسائل قوية من الرئيس السيسى فى قمة كينيا