ذا ديبلومات: سياسات ترامب تركز على تعزيز القدرات الأمريكية دون استهداف مباشر للصين
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت مجلة "ذا ديبلومات" الأمريكية أنه على الرغم من إصدار الرئيس الأمريكي لعشرات الأوامر التنفيذية وفاءً بوعوده الانتخابية إلا أن معظم هذه الأوامر لا تستهدف الصين صراحة.
وأشارت المجلة إلى أن الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية الأمريكية وترسيخ ريادتها في مجالات العلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيلفت انتباه بكين.
ولفتت إلى أنه من بين الأوامر الأكثر إثارة للجدل، توجيهٌ بتنفيذ درع دفاع صاروخي جديد تحت اسم "القبة الحديدية لأمريكا"، يهدف إلى التصدي للصواريخ الباليستية، والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ كروز المتطورة، ويشمل القرار تأمين سلاسل الإمداد لمكونات هذا النظام، مشيرًا إلى أن التهديد الصاروخي لا يزال يشكّل خطرًا وجوديًا على الولايات المتحدة.
وفي مجال الذكاء الإصطناعي، ألغى ترامب أمرًا تنفيذيًا أصدره جو بايدن، كان يفرض قيودًا على تطوير ونشر تقنيات الذكاء الإصطناعي في القطاع الخاص، ووصف القرار الجديد هذه القيود بأنها "تخنق الإبتكار الأمريكي وتضعف ريادته التكنولوجية"، مؤكدًا على ضرورة تقليل تدخل الحكومة في تطوير الذكاء الإصطناعي.
وإتخذ ترامب خطوات أخرى سيكون لها أثر على العلاقات مع الصين، مثل إعادة تشكيل مجلس مستشاري الرئيس للعلوم والتكنولوجيا لتعزيز الإبتكار الأمريكي، وإقرار سياسة تجارية تحت شعار "أمريكا أولًا"، بالإضافة إلى الإنسحاب من منظمة الصحة العالمية وإعادة التفاوض على الاتفاقيات البيئية الدولية بما يخدم المصالح الأمريكية.
ورغم أن الصين لم تكن الهدف المباشر لهذه الإجراءات، فإنها لن تغيب عن حسابات الإدارة الجديدة، خاصةً مع تصريح وزير الخارجية الجديد، ماركو روبيو، بأن "الصين تمثل التهديد الأكبر للولايات المتحدة"، وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، حذّر روبيو من أن استمرار النهج الحالي سيجعل الأمن والصحة في أمريكا "رهينة للإرادة الصينية".
وفي تصريحاته من البيت الأبيض في 30 يناير، وجّه ترامب انتقادات حادة إلى الصين بسبب تصديرها مادة الفنتانيل القاتلة، والتي تسببت في "مئات الآلاف من الوفيات" في الولايات المتحدة، وأضاف أن بلاده ستفرض "تعريفة جمركية على الصين" إذا لم تتخذ إجراءات لوقف تدفق هذه المادة إلى الأسواق الأمريكية.
ويرى الباحث في السياسة الخارجية والأمن بجامعة لندن، الدكتور أندرو باين، أن ملف الصين لم يكن محوريًا في الحملة الانتخابية بقدر ما كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي تبنيا موقفًا مشتركًا يرى في الصين تهديدًا، دون وجود فروقات جوهرية بين موقفيهما، كما لفت إلى أن الموقف الشعبي من الصين لا يتبع انقسامًا حزبيًا، بل "جيلًا"، حيث يميل كبار السن إلى رؤية الصين من منظور الحرب الباردة، بينما ينظر إليها الشباب كجزء من واقعهم الاستهلاكي عبر منتجاتها وتطبيقاتها مثل تيك توك.
وشكّك الباحث في وجود "خطة من عشر نقاط" لدى ترامب للتعامل مع الصين، مشيرًا إلى أن سياساته غالبًا ما تكون "متغيرة بشكل مفاجئ"، وأنه رغم الإجماع الحزبي حول الصين، فإن هناك تنوعًا في وجهات النظر داخل الإدارة بشأن كيفية التعامل مع بكين.
فغالبًا ما يشير ترامب إلى أسلوبه في التعبير عن أفكاره بأنه "نسيج متشابك"، وخلال التجمعات الانتخابية، كان يبدأ بالحديث عن موضوع معين، ثم ينتقل إلى موضوع آخر، ويكرر هذه العملية عدة مرات قبل أن يعود إلى فكرته الأصلية، ما يشكل "نسيجًا مترابطًا" في خطابه.
ويبدو أن هذا النهج قد ينعكس أيضًا على سياسات ترامب، فعلى صعيد الصين، هناك العديد من النقاط التي قد تشكل بداية "نسيج أفكاره"، وأحد أبرز هذه القضايا هو مشكلة الفنتانيل، التي تحظى بالفعل باهتمام ترامب، لكن في النهاية، جميع السياسات التي يتبناها ترامب ستؤثر على علاقة الولايات المتحدة بالصين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي الصين ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
سجّل رقماً قياسياً بسرعة إصدار الأوامر.. «ترامب» يوقّع أول قانون يخصّ «المهاجرين»
بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، للمرة الثانية، في 20 كانون الثاني الجاري، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “على أول قانون يخص المهاجرين غير الشرعيين.
وأوضحت وسائل إعلام أمريكية أن “القانون الجديد، يلزم سلطات إنفاذ القانون بحبس “المهاجرين غير الشرعيين” المتهمين بارتكاب جرائم على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية”.
وقال ترامب، خلال مراسم توقيع القانون في البيت الأبيض، إن “هذا القانون سيلزم وزارة الأمن الداخلي بحبس جميع “المهاجرين غير الشرعيين”، الذين تم توقيفهم بتهم السرقة أو السطو أو سرقة المحال التجارية أو الاعتداء على أفراد الشرطة أو أي جريمة أخرى أدت إلى وفاة أو إصابات خطيرة”.
وأشار ترامب، “إلى أن القانون يحمل اسم “ليكن رايلي”، الطالبة الأمريكية التي قُتلت في عام 2024 ،على يد مهاجر غير شرعي من فنزويلا، كان محتجزا من قبل الشرطة بتهمة السرقة وأطلق سراحه قبل ارتكاب جريمة القتل”.
هذا “ويأتي ذلك على خلفية إعلان ترامب، في الآونة الأخيرة، عن اتخاذ إجراءات لضمان أمن الحدود والحد من تدفق “المهاجرين غير الشرعيين” عبر الحدود الجنوبية، حيث تم نشر تعزيزات إضافية من العسكريين”.
“ترامب” يسجل رقما قياسيا في سرعة إصدار الأوامر التنفيذية
وقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، 38 أمراً تنفيذياً في الأيام التسعة الأولى من ولايته الجديدة، وهو رقم قياسي بين شاغلي البيت الأبيض في التاريخ الحديث.
وجاء في مقال منشور بوسائل إعلام أمريكية: “يقوم ترامب بإعادة هيكلة جذرية للحكومة الفيدرالية من خلال حملة “الصدمة والرعب” تتجاوز حدود السلطة الرئاسية”.
وأشار المنشور إلى أنه “لم يصدر أي زعيم أمريكي مثل هذا العدد الكبير من الأوامر التنفيذية في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن، وبالمقارنة، خلال المئة يوم الأولى من رئاستهم، كان هاري ترومان، وجو بايدن، فقط من وقعوا أكثر من 40 أمرًا تنفيذيًا، وتتقدم وتيرة ترامب بشكل كبير على هذا الرقم”.
ولفت المنشور إلى أن “سلسلة الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب تتناول مجموعة واسعة من القضايا، بدءاً من السياسة الخارجية وضوابط الهجرة إلى التدابير الاقتصادية والقيود المفروضة على التمويل الحكومي”.