دراسة تُثير القلق: ثغرات أمنية خطيرة في "ديب سيك" وترويج لمحتوى ضار وتحريضي
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
أحدثت شركة "ديب سيك" الصينية مؤخراً ضجة في عالم الذكاء الاصطناعي بعدما طرحت نموذجًا جديدًا يروَّج له على أنه البديل الأرخص لـ"تشات جي بي تي" التابع لـ"أوبن إيه آي"، مع ميزة استهلاك طاقة أقل، فأثار بذلك اهتمامًا واسعًا في الأوساط التقنية.
غير أنّ دراسة حديثة، نُشرت الجمعة، كشفت عن جانب آخر مثير للقلق، إذ تبين أن "ديب سيك" أكثر عرضة لإنتاج محتوى ضارّ ومتحيز، كما أنه مُعرض بنسبة كبيرة للاستغلال السيبراني، وفقاًً للدراسة.
أجرت الدراسة شركة "إنكريبت إيه آي"، وهي شركة أمريكية متخصصة في أمن وامتثال الذكاء الاصطناعي، وزعمت أن "ديب سيك" يولد محتوى ضارّا بمعدل 11 ضعفًا مقارنة بنموذج "تشات جي بي تي".
وفيما يتعلق بالتحيز، أشارت النتائج إلى أن 83% من الاختبارات أظهرت مخرجات تتضمن تمييزًا على أساس العرق والجنس والصحة والدين. كما كشفت الاختبارات أن النموذج تجاوز بروتوكولات السلامة في 45% من حالات المحتوى الضار، ما أدى إلى إنتاج أدلة على تخطيط إجرامي، ومعلومات عن الأسلحة غير المشروعة، ودعاية متطرفة.
وفي أحد الأمثلة الصادمة، تمكن "ديب سيك" من صياغة مدوّنة تجنيد لصالح منظمات إرهابية، مما يعكس خطورة التهديدات التي قد يشكلها هذا النوع من الذكاء الاصطناعي إذا لم يتم ضبطه.
لم تقتصر المخاطر على المحتوى المتحيز والمتطرف، إذ أظهرت الدراسة أن 78% من اختبارات الأمن السيبراني نجحت في خداع النموذج وجعله يولد شيفرات برمجية غير آمنة أو خبيثة، مما يزيد من احتمالية استغلاله في الهجمات السيبرانية.
وفي تقرير منفصل، اكتشف باحثو الأمن في شركة Wiz للأمن السحابي أن قاعدة بيانات "ديب سيك" كانت مكشوفة على الإنترنت، ما أدى إلى تسريب سجلات المحادثات ومعلومات حساسة أخرى.
ويثير ارتباط "ديب سيك" بالصين قلقًا إضافيًا، اذ يلزم قانون الاستخبارات الوطنية الصيني الشركات المحلية بـ"دعم وكالات الاستخبارات والتعاون معها". وهو ما يعني، نظريًا، أن السلطات الصينية قد تكون قادرة على الوصول إلى البيانات التي تتم مشاركتها عبر تطبيقات "ديب سيك".
Relatedديب سيك في دائرة الاستهداف.. إيطاليا تحظر التطبيق وتحقيقات في دول أوروبية أخرىبين تعريفات ترامب وذكاء ديب سيك.. هل تتغير موازين أسواق العملات؟"ديب سيك" و"تشات جي بي تي": بين التزام الأول بالخطاب الصيني الرسمي وتقديم الثاني لتحليلات شاملةونتيجة لذلك، فتحت سلطات حماية البيانات في بلجيكا وفرنسا وأيرلندا تحقيقات تطلب معلومات حول كيفية تعامل الشركة مع بيانات المستخدمين وتخزينها. وفي الوقت نفسه، بدأت هيئة حماية البيانات الإيطالية تحقيقًا بشأن امتثال الشركة لقوانين البيانات الأوروبية.
مخاوف جيوسياسية وقيود حكوميةفي تطور آخر، دعت وزارة الشؤون الرقمية في تايوان الجمعة إلى حظر استخدام نموذج "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الحكومية، محذرة من أن التكنولوجيا الصينية تشكل تهديدًا أمنيًا، لا سيما في ظل مطالبات بكين بالسيادة على تايوان.
كما تبين أن النموذج يفرض رقابة صارمة على المواضيع الحساسة في الصين، حيث يقول إن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين منذ العصور القديمة، ويرفض الرد على الأسئلة المتعلقة بالاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في ميدان تيانانمن عام 1989.
وفي تعليق على هذه النتائج، قال روس بيرلي، المؤسس المشارك لمركز مرونة المعلومات في المملكة المتحدة: "سجلّ الصين يظهر أن التكنولوجيا التي تطورها تُستخدم كأداة لتعزيز استراتيجيتها الجيوسياسية. والسماح بازدهار الذكاء الاصطناعي الصيني في الغرب قد لا يهدد فقط الأمن والخصوصية، بل قد يعيد تشكيل المجتمعات بطريقة غير متوقعة".
وأضاف: "إذا لم يتم وضع ضوابط صارمة على هذه التكنولوجيا، فقد تصبح أداة فعالة في نشر التضليل، وتقويض ثقة الجمهور، وتعزيز السردية الاستبدادية داخل الديمقراطيات".
حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من شركة "ديب سيك" ردًا على هذه المزاعم، رغم محاولات التواصل معها من قبل منصة Euronews Next.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ديب سيك في دائرة الاستهداف.. إيطاليا تحظر التطبيق وتحقيقات في دول أوروبية أخرى بسبب تعليق حسابه بعد اقتحام الكابيتول.. ميتا توافق على دفع 24 مليون يورو لحل نزاعها مع ترامب "ديب سيك" و"تشات جي بي تي": بين التزام الأول بالخطاب الصيني الرسمي وتقديم الثاني لتحليلات شاملة الذكاء الاصطناعيتايوانالصينتكنولوجياالولايات المتحدة الأمريكيةأوبن أيه آيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس قطاع غزة دونالد ترامب إطلاق سراح إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس قطاع غزة دونالد ترامب إطلاق سراح الذكاء الاصطناعي تايوان الصين تكنولوجيا الولايات المتحدة الأمريكية أوبن أيه آي إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس دونالد ترامب قطاع غزة إطلاق سراح روسيا محادثات مفاوضات الاتحاد الأوروبي فرنسا الرسوم الجمركية المكسيك الذکاء الاصطناعی تشات جی بی تی یعرض الآنNext دیب سیک فی دول
إقرأ أيضاً:
خبراء: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر
أكد خبراء خلال مشاركتهم في فعاليات "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي"، أهمية التركيز على الإنسان باعتباره محور التحول في استخدام التكنولوجيا وتبنيها، مع ضرورة إعطاء الأولوية لتعزيز التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي على جودة الحياة ورفاه المجتمعات، والعمل على الارتقاء بقدرات الأفراد بدلاً من استبدالهم.
جاء ذلك ضمن فعاليات "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" في "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي"، الذي ينعقد برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل.
وأجمع المشاركون في جلسة بعنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي بين النمو المتسارع والتصميم الواعي" انعقدت ضمن الملتقى في منطقة 2071 في أبراج الإمارات بدبي، على أهمية القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي والتي تكمن في التكاملية، أي تحقيق التوازن بين كفاءة الآلة والقيم الإنسانية.
فمن جهته قال بانوس ماداموبولوس، المستثمر في موريس آنجل، والمدير التنفيذي والمؤسس السابق لبرامج الصناعة والشراكات، ستانفورد اتش ايه آي، إن الذكاء الاصطناعي يجب أن يستلهم من الدماغ البشري، مشيراً إلى أن التقنيات الذكية ستُعيد تشكيل الوظائف وتغيّر ملامح قطاعات المستقبل، لكن الهدف منها ليس إلغاء العنصر البشري، بل تمكينه.
وأضاف سيشهد جيلنا تحولاً حقيقياً نحو فرق العمل الهجينة التي يقودها الإنسان ويعززها الذكاء الاصطناعي، لذا يتوجب علينا الاستثمار في أدوات تعزز الإبداع والتعاطف والقرارات السليمة باعتبارها مهارات إنسانية أساسية لا يمكن للآلة تقليدها، ودعائم حقيقية لبناء عالم أفضل.
وشدد على أن التحول الحقيقي في مجال الذكاء الاصطناعي لا يبدأ بالتكنولوجيا، وإنما بالنهج القيادي القادر على إعادة تصور العمليات والأساليب والأدوات المتبعة وتحديد دورها في تشكيل حياتنا ومستقبلنا ، ولا يتطلب ذلك تبني الذكاء الاصطناعي فحسب، وإنما فهمه وتوجيهه وتشكيله وفقاً لاحتياجاتنا ، مشيرا إلى أنه مما لا شك فيه بأن المؤسسات التي ستحقق نمواً وازدهاراً في العصر الجديد لن تكون الأسرع في الأتمتة، بل الأقدر على قيادة التحول الهادف والمسؤول.
من جانبه اعتبر سيرجي لوتر، الرئيس التنفيذي للبحث العالمي، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الإعلانية في شركة "يانغو"، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرّد تطور تقني، بل هو تغيير جذري في طريقة التفكير.
وأضاف لا نعمل على تصميم تقنيات عامة للجميع، بل نطور حلولاً ذكية تناسب كل سوق حسب لغته وثقافته واحتياجاته الخاصة، ونسعى إلى تقديم تقنيات ذكاء اصطناعي أسهل وأكثر كفاءة وتأثيراً، من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة مع فهمنا للأسواق المحلية.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي دور الإبداع البشري، بل يعيد تشكيله، لافتاً إلى أن دور الإنسان لم يعد يقتصر على تنفيذ المهام، بل أصبح يتعلق بالفهم والتفكير الإبداعي.
وقال لوتر إنه من يعرف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة ذكية ومؤثرة ستكون له الريادة في المستقبل، فالأمر لا يتعلق باستبدال البشر، بل بتمكينهم من العمل بطرق أسرع وأكثر ذكاءً وابتكاراً.
ويتواصل "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" ضمن فعاليات "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي" على مدى أربعة أيام في منطقة 2071 بأبراج الإمارات بدبي بحضور آلاف المسؤولين والخبراء وصناع القرار والمتحدثين العالميين المتخصصين في قطاع الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مؤثرين عالميين وقادة التكنولوجيا.
ويشهد الملتقى مشاركة وفود من 25 دولة حول العالم، و25 شركة عالمية و18 جهة حكومية و60 شركة ناشئة تستعرض حلولها ومشاريعها النوعية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مشاركة 20 جامعة ومؤسسة بحثية في جلسات وفعاليات الملتقى.