خان يونس (الاراضي الفلسطينية) - تدفّق حشد من الفلسطينيين السبت الى خان يونس في جنوب قطاع غزة لاستقبال عدد من الحافلات والسيارات التي تقلّ 150 معتقلا أُفرج عنهم في إسرائيل في إطار اتفاق الهدنة بين حماس والدولة العبرية.
قرب المستشفى الأوروبي في المدينة المدمّرة على نطاق واسع نتيجة الحرب التي استمرّت أكثر من 15 شهرا، تجمّع العشرات، رجال في معظمهم، وحمل بعضهم سلاحا، وهم يطلقون هتافات الفرح.

من داخل الباصات التي وصلت من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، يخرج رجال يرتدون زي المعتقلين في السجون الإسرائيلية الرمادي الموحّد، رؤوسهم من النوافذ الضيقة ويبتسمون، أو يحيون الحشود.

ورفع أحدهم إشارة النصر من داخل باص يحمل شعار الصليب الأحمر، بينما كانت الدموع تنزل على وجنتيه، وأخرج آخر علم فلسطين من نافذة حافلة.

يتحدّث رجل لقناة "الجزيرة" بتأثر عن فرحته بالخروج من السجن، ويترحم على قتلى الحرب.

يمدّ آخر يده ويأخذ طفلا يُرفع إليه ويضمّه.

ويرسل آخر قبلة عبر زجاج الحافلة الى شخص ينتظره بين الحشود.

عندما يخرجون أخيرا، تهتف لهم الحشود "بالروح بالدم نفديك يا أسير"، ثم "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". وبين المستقبلين ترفرف أعلام فلسطينية ورايات حماس وحركتي فتح والجهاد الإسلامي.

ويتوجّه الواصلون الى المستشفى لإجراء فحوص طبية.

يبدو أحدهم منزعجا من أشعة الشمس فيغمض عينيه، بينما يبدو آخرون ضائعين وسط الضجيج، لكن علامات الفرح بادية على وجوه الجميع.

واعتقلت القوات الإسرائيلية معظم هؤلاء خلال أشهر الحرب الطويلة في قطاع غزة.

وشكّلت هذه الدفعة من المعتقلين جزءا من أكثر من 180 معتقلا فلسطينيا أفرج عنهم من سجون إسرائيلية السبت في إطار عملية التبادل الرابعة للرهائن المحتجزين في قطاع غزة والمعتقلين بموجب اتفاق الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل.

- "فرحة لا توصف" -
وقال قيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس "هذا يوم جديد للنصر لشعبنا"، مشيرا الى أن بين الذين افرج عنهم اليوم 111 معتقلا من قطاع غزة أُسروا بعد السابع من أكتوبر 2023، ولكن لا علاقة لهم ب(عملية) طوفان الأقصى (هجوم حماس على إسرائيل)، وفقا للاتفاق".

لكن غيرهم كان في السجن منذ سنوات، وكان يبحث بين الحشد عن وجوه مألوفة جاءت لملاقاته.

وقال ربيع الخروبي (40 عاما) "فرحة لا توصف وأنا استقبل الأسرى المحررين. نحن فخورون بهم"، مشيرا الى أنهم "تعرّضوا لتعذيب وإذلال من الاحتلال طوال فترة السجن. اعتقالهم كان ظلما، لأن هؤلاء لا علاقة لهم بالعمليات ضد الاحتلال".

وأضاف "رأيت في عيونهم الصدمة وهم يشاهدون رفح وخان يونس مدمرتين وأكوام ركام. لم تعد هناك أي منازل أو مبان سليمة".

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صحف عبرية: أفكار ترامب بشأن غزة هراء وهذيان بلا معنى

اعتبرت صحف ومعلقون إسرائيليون، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير سكان قطاع غزة، بأنها نوع من "الهذيان بلا معنى"، فيما وصفها آخرون بـ"الهراء".

وأشاروا إلى أن التصريحات تجاوزت المعقول، "ونحن لسنا في حقبة الحرب العالمية الثانية، ومسألة التهجير لن تتم للفلسطينيين، ولن تبنى ريفييرا في غزة".

وقال محللون: "لن يبني الأمريكيون ريفييرا، لأن وبكل بساطة لا توجد لديهم خطة، ولا عمل تحضيري ولا حتى دراسة جدوى، كما لا يوجد من سيستقبل على أرضه مليوني فلسطيني".

وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رغبة ترامب في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة هي حلم بعيد عن الواقع. ورأت أن كلام ترامب قد يكون "وسيلة تحايل، ونموذجا لمدى تفكيره خارج الصندوق، لكنه ليس خطة عمل، خصوصا عندما لا توافق أي جهة فلسطينية على التعاون مع خطته، وما دامت حماس لا تزال تسيطر على القطاع".

وأشارت الصحيفة إلى أن "كلام ترامب حول هجرة الفلسطينيين من غزة بشكل طوعي أو قسرا أشعلت فانتازيا في إسرائيل"، و"الكثير من الإسرائيليين بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، يرغبون في رؤية قطاع غزة يسوى بالأرض، والفلسطينيين الذين يعيشون هناك يختفون، ويصبح القطاع  ريفييرا أميركية مزدهرة"، مضيفة أنه "حلم حقيقي، لكن هناك فقط مشكلة واحدة تتمثل في أنه ليس واقعيا وغير ممكن أو قابل للتنفيذ".



وتابعت: "من الممكن أن تكون مناورة من الرئيس الأميركي الجديد القديم لإثبات كم يفكر خارج الصندوق، وقد تكون خطوة عدوانية بشكل خاص في المفاوضات مع حماس، لكن خلاصة القول إنها ليست خطة عمل ولن يوافق أي مسؤول عربي على التعاون معها، حتى في الدول العربية المعتدلة".

وأضافت: "ليست هناك أي جهة فلسطينية توافق على التعاون مع خطة ترامب للتهجير أو الترانسفير، وخصوصا عندما يتم ذكر الهجرة أو المغادرة التي تذكر بأكبر كارثة جماعية للفلسطينيين وهي نكبة 1948، حتى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلن معارضته الشديدة لها".

وأكدت "يديعوت أحرونوت" أن "العمليات العسكرية مهما كانت عدوانية ستؤدي على الأرجح إلى تدمير وقتل أكثر أوسع في قطاع غزة، لكن ليس إلى استسلام حماس ما دام لا يوجد بديل سلطوي لها، ولا حتى تقويضها، بل ستؤدي إلى المزيد من الجنود الإسرائيليين القتلى الذين سيواصلون الحرب من دون هدف واقعي في الأفق".


أما صحيفة "هآرتس"، فاعتبرت أن اقتراح تهجير الفلسطينيين من غزة يستحق التجاهل المطلق وغير جدي وكتبت أن تصريحات ترامب تدل إلى أنه لا يفهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وجذوره وتطوره على مر السنين".

وخلصت الصحيفة إلى أن "التبجح بمثل هذا الحل الذي يتطابق مع الترانسفير والتطهير العرقي وجرائم الحرب الأخرى هو إهانة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، علما أنه أدخل اليمين المتطرف في نشوة، وكان من الأنسب أن يفهم، على الأقل في هذه المرحلة، أنه لا توجد حلول سحرية تجعل الصراع يختفي، تبدو الخطة كما لو أنها حل بديل أو طريق مختصرة لمسار الديبلوماسية والسلام".

وذكرت الصحيفة جمهور الاحتلال، بأن "الترحيل أو النقل القسري للسكان المدنيين هو انتهاك للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب ضد الإنسانية".

ولفتت إلى أن "ما هو مطلوب الآن وقبل كل شيء هو إكمال كل مراحل صفقة التبادل مع حماس من أجل استعادة كل الأسرى ووقف الحرب، ومن المهم للغاية تقديم حلول للنزاع مع الفلسطينيين، وقبول السلطة الفلسطينية كبديل لحكم حماس، وإعادة إعمار غزة والعودة إلى المسار الديبلوماسي، لكن يجب أن تكون هذه الحلول سياسية واقعية، ترتبط بالواقع السياسي وليس بأوهام في مجال العقارات".

مقالات مشابهة

  • الإعلان عن أسماء الأسرى الفلسطينيين المبعدين بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال
  • وصول مروحيتين إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية تمهيدا لاستقبال المفرج عنهم من قبل حماس
  • نادي الأسير الفلسطيني يكشف توزيع المعتلقين المقرر الإفراج عنهم من سجون الاحتلال
  • مجندة إسرائيلية تتخلص من نفسها أمام القطار وتشعل أزمة في كيان الاحتلال.. شاهد
  • صحف عبرية: أفكار ترامب بشأن غزة هراء وهذيان بلا معنى
  • ايرلندا ترفض اقتراحا صهيونيا بخصوص استقبال فلسطينيين من غزة
  • دول أوروبية تجهض دعوة إسرائيلية لتوطين فلسطينيين
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: انتحار جندي في قاعدة حرس الحدود في منطقة عطاروت
  • إسبانيا: نرفض مقترح وزير الدفاع الإسرائيلي استقبال بلدنا فلسطينيين في حال مغادرتهم غزة
  • تخوفات إسرائيلية من احتفاظ حماس بالمحتجزين لعرقلة المخطط الأمريكي الإسرائيلي