تطوير الكفاءات الوظيفية ضرورة لا غنى عنها
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
لم يعُد إعداد الكفاءات الوظيفية معقدا كما كان قبل عقود قليلة سابقة، رغم ذلك فإنه بات أكثر أهمية وإلحاحا مما كان عليه سابقا لأن كل شيء في هذا العالم الذي نعيش فيه تغير؛ وأصبح إعداد الكفاءات في مؤسسات الدولة ركيزة أساسية لتحقيق الأداء المتميز والابتكار المستدام. فالمنافسة في ظل الاقتصاد المعرفي تتطلب تحضير كوادر مؤهلة وتطويرها بأسلوب علمي يعتمد على آخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة والبحوث العلمية في مختلف المجالات.
وتتبدى أهمية هذا الإعداد من الحاجة إلى تفعيل آليات العمل بكفاءة عالية، ما يؤدي إلى تسهيل الإجراءات وتحقيق الدقة في إنجاز المهام؛ خاصة أن التكامل بين المعرفة التقنية والمهارات العملية يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، ويزيد من سرعة الاستجابة للتحديات المعاصرة. وفي هذا السياق، فإن الاستثمار في رأس المال البشري يعَد استثمارا حيويا، إذ إن الكفاءة المدعومة بالتقنيات الحديثة تتيح لمؤسسات الدولة تحويل التحديات إلى فرص حقيقية للنمو والتطوير.
ولا تقتصر عملية إعداد الكفاءات على التدريب النظري فحسب، بل تمتد إلى تطبيق أساليب حديثة في التعلم الإلكتروني والتعليم المدمج، ما يسهم في إيجاد بيئة تعليمية متطورة تعتمد على التفاعل المستمر والابتكار. ومن خلال هذه الأساليب يمكن نقل أحدث المعارف والتقنيات إلى المستويات التنفيذية والقيادية في المؤسسات، مما يعزز من قدرتها على المنافسة في بيئة عمل تتسم بالديناميكية والتغير المستمر.
وإضافة إلى ذلك فإن تبنّي منهجيات علمية في إعداد الكفاءات يسهم في خلق ثقافة مؤسسية تقوم على الابتكار والبحث المستمر، ويعمل ذلك على تحفيز الأفراد لتطوير مهاراتهم والاستفادة من التجارب الناجحة في الداخل والخارج، ما يؤدي إلى رفع مستوى الأداء العام للمؤسسة. كما أن توظيف أحدث التقنيات في عملية التدريب يجعل من الممكن تحليل البيانات المتعلقة بعملية التعلم وتقييم نتائجها بشكل دقيق، مما يتيح إمكانية إجراء تعديلات مستمرة لتحسين البرامج التدريبية بما يتماشى مع الاحتياجات الفعلية للمؤسسة.
كما أن الإعداد العلمي للكفاءات يعزز من التكامل بين مختلف الإدارات والقطاعات داخل مؤسسات الدولة، حيث يسهم في بناء جسر من التواصل الفعّال وتبادل الخبرات. ويُعَد هذا التكامل بمثابة عامِل محفّز لابتكار حلول جديدة تتماشى مع التطورات التكنولوجية الحديثة، مما يؤدي إلى رفع مستوى الأداء المؤسسي بشكل ملحوظ.
ويتضح أن إعداد الكفاءات وفق أحدث المستجدات العلمية والتقنية ليس مجرد خطوة عابرة، بل هو استراتيجية شاملة تُمكّن مؤسسات الدولة من تحقيق التنمية المستدامة. ومن خلال هذا النهج العلمي المتكامل، يمكن تحويل المؤسسات إلى محركات للتغيير الإيجابي، مما يعكس التزام الدولة برفع مستوى الخدمات وتحقيق الكفاءة والفعالية في كل مجالات عملها.
لكن لا بد من التأكيد أن البرامج التدريبية التي تقيمها مؤسسات الدولة وهي موجودة بكثافة في الفترة الأخيرة لا ينبغي التعامل معها من قبل الموظفين باعتبارها مساحة ترويح أو استراحة من العمل فإن الموظفين الذين يخضعون لهذه البرامج يُنتظر أن تنعكس على أدائهم وعلى تطورهم، كما لا ينبغي الاكتفاء بها فهناك اليوم الكثير من الأدوات التي تعين أي موظف على تطوير نفسه بشكل ذاتي وهذا ينعكس عليه وعلى تطوره الوظيفي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إعداد الکفاءات مؤسسات الدولة یسهم فی
إقرأ أيضاً:
بنك عُمان العربي يستعرض برامجه المبتكرة لدعم الكفاءات الوطنية
مسقط- الرؤية
اختتم بنك عُمان العربي مشاركته الناجحة في معرض جامعة السلطان قابوس المهني الذي انعقد خلال الفترة من 17-19 فبراير 2025.
وشهد جناح البنك إقبالًا واسعًا من الشباب والزوار، الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالتعرف على المبادرات الرائدة للبنك والفرص المهنية والوظيفية المتاحة من خلال البرامج المبتكرة لبنك عُمان العربي، خاصة برنامج "رواد العربي" الذي يستهدف خريجي الجامعات والكليات.
وتأتي المشاركة في المعرض في إطار التزام بنك عُمان العربي بدعم الكوادر الوطنية وتحقيق مستهدفات التشغيل الوطنية للشباب وفقا لمستهدفات رؤية "عُمان 2040".
وقال عصام البوسعيدي رئيس مجموعة الموارد البشرية والإدارية في بنك عُمان العربي: "لقد سُعدنا بالمشاركة والتواجد في معرض الفرص المهنية بجامعة السلطان قابوس والذي يمثل منصة تجمع بنك عُمان العربي مع الشباب والخريجين الطموحين لمستقبل مهني واعد ومشاركة إيجابية في تعزيز التنمية المستدامة في سلطنة عُمان. وتبرز هذه المشاركة دور البنك كمؤسسة وطنية رائدة في تنمية الكوادر العُمانية وفتح الطريق لمستقبل زاخر بالنجاحات للشباب الراغب في دخول سوق العمل". وأضاف: "أن التفاعل الكبير من قبل زوار المعرض مع مبادراتنا المتنوعة يؤكد على نجاحنا في تقديم برامج مصممة بعناية لتمكين الكوادر العاملة في القطاع المصرفي وتوفير فرص التدريب التي تمكن الخريجين والشباب من تنمية معارفهم واكتساب كافة المهارات الشخصية والمهنية التي تعزز تنافسيتهم في سوق العمل، واهتمام البنك بتمهيد الطريق وتوفير أوجه الدعم الشاملة لتحقيق طموحاتهم المستقبلية".
وأرسى بنك عُمان العربي مكانته كمؤسسة رائدة في قيادة القطاع المصرفي نحو دور فاعل في توفير الفرص الوظيفية والتدريبية من خلال العديد من البرامج والمبادرات من أهمها برنامج "رواد العربي" الذي يستهدف تأهيل الخريجين وإعدادهم وفق أعلى المستويات لدخول سوق العمل.