شعوبية ترامب وتشريس القيم الأمريكية
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
نقلت وكالات الأنباء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما إن حل بالبيت الأبيض حتى بدأ في تنفيذ وعيده الانتخابي بإطلاق أكبر برنامج ترحيل في الولايات المتحدة الأمريكية، بل أطلق الرجل على المهاجرين غير النظاميين وصف «المجرمين»، وترامب يبدو سعيدًا بإيقاف دخول المهاجرين إلى بلاده حتى من سُمح لهم بذلك قبل توليه السلطة، وما صمته عن الإجراءات غير الإنسانية تجاه المهاجرين إلا دليل نشوة انتصار.
إن التعددية الثقافية هي نقطة الاتصال بين المفرد والمشترك عند جون ديوي، ومن فرادته الفلسفية أن التفرد ليس معنى يؤسس لنشوء هوية ثابتة مغلقة بل إن الكيانات الفردية هي دائما ثمرة تاريخ خاضع لإعادة التشكيل، عبر استثمار مستمر بين البيئة الاجتماعية والتكوين الثقافي، فالكيانات الفردية لا تتكون على الإطلاق بفضل خصائصها الثابتة، بل من خلال تفاعلها المستمر، وأن من مقاتل الاجتماع الإنساني تركيب السياسة على رؤى من الاستبعاد دون الإيمان بالتركيب المتبادل داخل الظاهرة الاجتماعية.
إن الإندماج كسياسة ثقافية ناجحة في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مدى سنين طويلة قامت على تحويل الفردي إلى جماعي دون المساس بكيانية المجموعات الثقافية ، لكنها الآن في ظل رئاسة ترامب صائرة إلى شعوبية بغلاف وطني يستهدف أول ما يستهدف سياسة الاعتراف بالاختلاف الثقافي وإحلال نموذج العصبية الوطنية المؤسلبة لوحدة المجتمع، ففي الوقت الذي طوَّر فيه الفلاسفة البراجماتيون منذ ساندرس بيرس (توفي 1914م) وحتى جون ديوي نهجًا يربط بين التعددية الثقافية وبناء المشترك، وتحسينهم طُرق تجديد التجريب لصالح إحسان عمل الديناميات الاجتماعية، وبالخصوص أشغال ديوي التي انتهت إلى القول بأن الاعتراف بالتعددية الثقافية شرط للديمقراطية، وأنها المسألة الأم في البناء الديمقراطي كونها تكرّس أكثر لمطلب الاعتراف بالخاص وتدبيره بصورة موضوعية في العام، فإن مؤشرات عدة تقول بأننا أمام فلسفة معاكسة بالكامل لهذا التصور، فالرجل رسول الشعوبية الجديدة، شعوبية تستند إلى تحطيم أهم القيم الأمريكية «المساواة والحرية» وهي القيم التي أنتجها فلاسفة علم الاجتماع الأمريكي، فهل من مهدد أكبر من ذلك يواجه الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره تحت قيادة ترامب؟!.
غسان علي عثمان كاتب سوداني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة القیم الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
بنما تؤكد أنها لن تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن القناة
استبعد رئيس بنما خوسيه راوول مولينو، الخميس إجراء أي مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن ملكية قناة بنما، في موقف يأتي قبيل استقباله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
وفي خطاب تنصيبه في 20 يناير، زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الصين "تدير" هذا الممرّ المائي الذي سلّمته الولايات المتحدة في 1999 إلى الدولة الواقعة في أميركا الوسطى.
أخبار متعلقة بسبب تهديدات ترامب.. بنما تشكو أمريكا أمام الأمم المتحدةرافضًا تهديدات ترامب.. الرئيس مولينو يؤكد أن القناة ستبقى بنميةأمريكا تبلغ الأمم المتحدة بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخوقال ترامب يومئذ "لم نسلّمها للصين، لقد أعطيناها لبنما. وسوف نستعيدها"، لكنّ مولينو قال الخميس إن بدء مفاوضات بشأن ملكية القناة أمر مستحيل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بنما تؤكد أنها لن تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن القناةشكوى ضد ترامبوأضاف الرئيس البنمي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي: "لا أستطيع التفاوض، أو فتح عملية تفاوضية بشأن القناة، هذا الأمر محسوم، القناة ملك لبنما"، وتقدمت بنما بشكوى إلى الأمم المتحدة بشأن تهديد ترامب.
وقال: نحن أكثر من راغبين في التحدث باحترام ووضوح شديد مع وزير الخارجية الأميركي.
وعلى الرغم من التوتر، أكد مولينو أنّ بنما لديها "علاقة مميزة" مع الولايات المتحدة وليس الصين.
وقال: "العلاقة مع الولايات المتحدة قوية، وكانت دائما كذلك، رغم أنه كان هناك صعود وهبوط وحب وكراهية، لكن جمعتنا دائما علاقة قوية، سمحت لنا بالتغلب على مواقف بالغة التعقيد".