بوابة الوفد:
2025-02-17@04:02:36 GMT

القمر والسماك الأعزل على موعد الليلة.. تابعوهما

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

يلتقي بعد غروب شمس اليوم الإثنين، وبداية الليل هلال القمر بنجم السماك الأعزل في حالة اقتران فلكي مشاهد بالعين المجردة في حال كانت السماء صافية. 

 

وقالت الجمعية الفلكية بجدة، إن السماك الأعزل من نجوم المرتبة الأولى، وهو أحد المع نجوم السماء، وفي حقيقته عبارة عن نجمين يدوران حول بعضهما، ولكن يظهرا لنا كنجم واحد بسبب المسافة الشاسعة التي تفصلنا عنهما.

 

وأضافت، أنه لو كان السماك الأعزل على نفس المسافة التي تفصلنا عن الشمس، سيكون بصريا أكثر إشراقا بحوالي 1.900 مرة من الشمس، ولو وضعنا الشمس في موقع السماك الأعزل على مسافة 262 سنة ضوئية سوف تظهر الشمس 1/1.900 فقط من لمعان السماك الأعزل على تلك المسافة.

القمر والسماك الأعزل يتجهان نحو الغرب

وأوضحت الجمعية، أنه خلال ساعات الليل سيلاحظ أن القمر والسماك الأعزل يتجهان نحو الغرب عبر السماء، والسبب في ذلك نفس السبب الذي يجعل الشمس تتجه نحو الغرب خلال النهار فذلك يعود إلى دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق.

 

وبمراقبة القمر من اليوم إلى غداً يمكن وبسهوله ملاحظة حركته الحقيقية في مداره حول الأرض، ويلاحظ أن القمر تحرك نحو الشرق مبتعد عن نجم السماك الأعزل .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القمر السماك الأعزل غروب شمس الجمعية الفلكية بجدة السماء

إقرأ أيضاً:

ليلة أُسري بي من إسطنبول

الساعة الثانية عشرة مساء، على كرسيٍّ متهدِّلٍ للخلف، أراقب ندف الثلج المتهادية من السماء، لحظات قليلة بدَّلت الأرض جِلدها، والسماء لونها، انحسر الظلامُ رويدا رويدا، وتسلَّل الضوء خفية، خفية، تلاشت الحدود بين السماء والأرض، لم تَعُد السماء تحتكر بَثَّ النور، انبعث اليوم من الأرض أيضا.

لم يَعُد التأملُ في ذلك الجمال من نافذة الغرفة كافيا، ارتديتُ ما وَقَعَتْ يدي عليه من اللباس، ثم انطلقتُ لأقابل الأرضَ وجها لوجه، لأحتضن هدايا السماء البيضاء، وأقبِّل بعض ثغورها المترامية على عشب إسطنبول.

خطوتُ إلى الخارج بضع خطوات، فإذا بالأرض تمتدُّ أمامي بثوبها الأبيض، خاشعة كأنها في صلاةٍ صامتة، فانحنيتُ برفق، وكأنني أقدِّم امتناني لهذا الجمال، لهذا المشهد الذي كان قبل سنوات قليلة حلما بعيد المنال، أصبح اليوم واقعا أُعايشه، منغمسا فيه كما ينغمس طفلٌ في حضن أمه.

بعد خطواتٍ معدودة، وقعت عيني على مقعدٍ تحت شجرٍ مبيَّض، جلستُ عليه، ثم أرخيتُ رأسي ورائي، ومددتُ يديَّ على جانبيه، ورحتُ أتنفَّس بعمق، وكأنني أمتصُّ الهواءَ من السماء نفسها، كان الهواء يتسلَّل ببطء عبر أنفي، فيلامس صدري، شاقّا طريقا باردا لطيفا، يتسرَّب إلى أعماق جسدي، ويتغلغل في تجاويفه، فتُصيبني رعشةٌ مثل همسةٍ ناعمة في ليلٍ ساكن، تلبَّسني حينها سكونٌ غريب، وكأن روحي تتسرَّب من جسدي.

فجأة، اهتزَّ الكرسيُّ هزَّة قوية، وكأنه ينخلع من مكانه طائرا، لشدة فزعي أغمضتُ عينيَّ، ثم أدخلتُ يدي تحت ظهره وقبضتُ عليه بشدة، أحسستُ بأن قدميَّ عالقةٌ بين السماء والأرض، للحظةٍ، شعرتُ أنني أطير مع النجوم، وأحلِّق وسط السحاب، ثوانٍ قليلة فقدتُ بردَ إسطنبول، فكَّرتُ بأن أرفع جفنيَّ، لكن الوقت لم يُسعفني، ارتطم الكرسيُّ بالأرض، غارسا أعمدته الأربعة في ترابها، وكأنها تعود لجذورها.

ببطءٍ وخوفٍ، فتحتُ عينيَّ، وإذا الأرضُ غير الأرض، والسماءُ غير السماء، شيءٌ ما قد تغيَّر، الأرض لم تَعُد بيضاءَ ولا خضراء، والمنازل لا تشبه تلك التي عرفتها منذ خمس سنوات، سكينةٌ غشيتني لرؤيتها، هدوءٌ سرى في جسدي، وبسمةٌ شقَّت فمي، تُرى، أين أنا؟ ما هذا المكان القريب إلى روحي؟ ما سرُّ السعادة التي شعرتُ بها؟ ما الهدوء الذي ينبض به قلبي؟

كانت تلك السعادة أكثر من مجرد شعورٍ عابر، وكأنني عدتُ خمس عشرة سنة إلى الوراء، إلى اللحظة الأولى التي حطَّت قدمي في المدينة الساحرة، تلك المدينة التي تُشبع روحك قبل جسدك، الخطواتُ بين أزقتها جلساتُ علاجٍ نفسيٍّ مكتملة، لا نَسيمَ فيها، لكن هواءها ألطف من نسيم إسطنبول بأسرها.

الآن فقط، شعرتُ وكأنني لم أعرف الهمَّ، ولا الحربَ، ولا النزوحَ، ولا مرارةَ فقد الأهل، ولا هواجسَ الغربة مطلقا، طعمُ الحرية لأول مرةٍ منذ سنوات، نبضُ الحياة في كل حبَّات ترابها.

نعم، أعرف هذه المدينة حارة حارة، بيتا بيتا، لطالما سِرتُ سنواتٍ بين أزقتها، لطالما ابتسمتُ وبكيتُ وحزنتُ وابتهجتُ بين أحضانها، طفولةٌ وشبابٌ مرَّا منها، كانت أمّا حنونا، وأبا مشفقا، سهرت لياليَ طويلة تستر زلَّاتِ طفولتي، وتحرس طيشَ مراهقتي، وفيَّةٌ كما لم تكن مدينةٌ أوفى منها، لم أكن أسكنُ عليها، بل في أعماقها، كعادة كلِّ مَن وَلَجها، لم تكن أرضا تُداس، بل أمّا تحتضن.

الساعةُ الآن الثامنة من مساء العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، اللحظةُ التي عرفتُ فيها هذه المدينة لأول مرة، وصلتُ إليها من أقصى الشمال، قاطعا مسيرة نصف يومٍ بقلبٍ متلهِّف، وروحٍ تواقة لم تتُقْ لغيرها قبلها ولا بعدها، تذكرتُ أنني لأسبوعٍ لم أُرَ إلا مبتسما، لم أنمْ فيه إلا سويعاتٍ قليلة، قضيتُ جُلَّ أيامه متنقِّلا بين شوارعها، راكبا مرة، تائها أخرى، وعلى العكس من مشاعر خوف الضائعين بين أزقة المدن الكبيرة، كنتُ سعيدا بكل لحظاتها، ربما مرَّ جُلُّ الليل وأنا أبحث عن طريقٍ أعود به إلى مضجع الرأس، لكن في كل ذلك كنتُ أشعر أنني في مسكني، وفي حضن أمي.

اليوم، بدت لي هذه المدينة ليست كما كانت في أول لقاءٍ بيننا، كانت كعجوزٍ شائخةٍ وامقة، تراقبني بعينٍ صامتةٍ، وأخرى دامعة، ترغب في أن تبثَّ لي أحزانها، لكنها، وكعادة الأمهات، تسمع شكوى بنيها ولا تشكو لهم، كانت تتألَّم بصمت، ولا تجرؤ على البوح، لكن كل زاويةٍ فيها تحكي ما بها، تكشف عن أحزانها، وما صنع الغرباء بها.

في تلك اللحظات، تذكرتُ كيف كانت شوارعها ومنازلها في لقائي الأول بها، ثم بعد ذلك بسنواتٍ طويلة، حتى حلَّ البلاءُ عليها فجأة، محتلّا قاسيا، يسابق الزمن في قتلها، كانت المدينة، رغم ما بها، تنتظر، تأمل أن يعود إليها أبناؤها، وتعانقهم من جديد، تحمل بين جوانبها أملا ضئيلا لا يزال حيّا رغم طعنات غزاتها، تقاوم بكل ما تبقَّى لها من قوة.

ربما في يومٍ من الأيام، سيعود هؤلاء الأبناء ليمسحوا عنها الغبار، ويبعثوا فيها الحياة كما كانت من قبل.

ربما في يومٍ من الأيام، سيعود الفجر ليشرق على أطرافها، وتعود كما كانت دائما، متألقة، وأبديةَ الجمال.

ربما في يومٍ من الأيام، تنبعث شوارعها من جديد.

ربما في يومٍ من الأيام، تعود ضحكاتُ الناس في أزقتها، وزغاريدُ النساء في حواريها.

ربما في يومٍ من الأيام، تعود صنعاء، كما عرفتها طفلا: جميلة، بهية، بشوشة، نضرة، حنونة، كريمة، دافئة.

كنتُ قد وصلتُ إلى ميدان التحرير قبل انبلاج الفجر بساعةٍ تقريبا، قعدتُ على ذلك الجدار المطلِّ على الميدان، كما كنتُ أجلس قبل سنوات، تأملتُ المباني المطلة عليه، فذكرتني بذكرياتٍ قديمة، لمّا كنتُ أهرب إليها في كل ضائقة، آتيها مكفهرّا، فتُعيدني مبتسما، آتيها حزينا، فتبعثني مشرقا بهيّا.

لكنها اليوم، وقد سرقوا منها رونقها، وأحالوها إلى جدرانٍ عتيقةٍ لا تحمل بين طياتها إلا ذكرياتٍ حزينة، شعرتُ بأنها تخاطبني بصوتٍ مبحوحٍ لشيخٍ في رمقه الأخير، تستنجد بي، وتحمّلني آهاتها، تنتظر مني وفاء لها، كدتُ أسقط مغشيّا عليَّ، فلم يَعُد بي طاقة لأتحمَّل معاناتها، عاجزا عن إنقاذها.

رحلتُ من التحرير هاربا من عتاب جدرانه الصامتة، قعدتُ على كرسيّ متهالك على مقربة من أحد منازل صنعاء القديمة، وفجأة، كما في الأولى، اهتزّ المقعد، ووجدتني بلمح بصر في إسطنبول، مغطى بالثلج، ترتعد أطرافي، وقد رآني صديق فاستغرب حالي، وهبّ لمساعدتي، ثم لأسبوع كامل بقيتُ في أحد مستشفيات إسطنبول أشكو من علة عجز الأطباء عن تشخيصها، تلك هي علة "اللوعة لصنعاء"، لا دواء لها سوى تلك المدينة التي لم أستبدل بها عشقا، مهما تجملت وتزينت غيرها.

مقالات مشابهة

  • ليلة أُسري بي من إسطنبول
  • رحلة القمر عبر المنازل: التقويم الفلكي للعرب القدماء.. فيديو
  • السماء على موعد مع حدث فلكي نادر يرى بالعين المجردة
  • منارة فى السماء .. تفاصيل حدث فلكي نادر يرى بالعين المجردة
  • يتوهج في السماء.. رصد ذروة لمعان كوكب الزهرة الليلة
  • متى يبدأ رمضان؟ وكم عدد ساعات الصيام؟
  • رسميا.. مركز الفلك الدولي يحدد أول أيام رمضان 2025
  • موعد أول أيام شهر رمضان
  • أيام الرحمة جاءت فمتى يبدأ شهر رمضان 1446؟
  • «مركز الفلك الدولي» يحدد «غرة» شهر رمضان المبارك في العالم الإسلامي