"قضايا الفن التشكيلي المصري" مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، استضافت قاعة المؤسسات، اليوم السبت، المائدة المستديرة السادسة تحت عنوان “إشكاليات الفن التشكيلي المصري”. حضر الجلسة نخبة من الفنانين المصريين لمناقشة قضايا الفن التشكيلي وعلاقته بالمجتمع.
افتتح الناقد الفني الدكتور خالد البغدادي الجلسة بكلمة ترحيبية، توجه فيها بالشكر للجنة المنظمة للمعرض، مشيدًا بمكانة معرض القاهرة الدولي للكتاب كثاني أهم معرض دولي بعد معرض فرانكفورت، وبالإقبال الجماهيري الكبير الذي يشهده من مختلف دول العالم.
وأكد البغدادي على الدور الريادي لمصر في الفنون التشكيلية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك مؤسسات فنية رسمية منذ 190 عامًا، في حين أن 99% من الدول العربية تفتقر إلى كليات متخصصة في الفنون، أو تمتلك كليات تقتصر على تخصصات دون غيرها. وأضاف أن مصر تمتلك منظومة متكاملة تضم كليات الفنون الجميلة، وكليات التربية الفنية، وغيرها من المؤسسات التي تساهم في تعليم وإنتاج الفن.
تناولت الجلسة عدة تساؤلات جوهرية حول دور الفنان التشكيلي في المجتمع المصري، ومدى تأثيره، وما إذا كانت هناك قضايا تشغل الفنانين المصريين. وأكد البغدادي أن جوهر الإشكالية المطروحة هو: كيف يمكن للفن أن يُحدث تغييرًا حقيقيًا في المجتمع؟، مشيرًا إلى أن “الفن وحده قادر على إنقاذ العالم”.
وخلال الجلسة، استعرض البغدادي مجموعة من الأعمال التشكيلية لكبار الفنانين، تضمنت: تمثال الفلاحة المصرية وتمثال الفلاح المصري للفنان محمود مختار، مؤسس الحركة التشكيلية المعاصرة، ولوحة بناء السد العالي للفنان عبد الهادي الجزار، وهي لوحة مفقودة منذ أواخر الستينيات، وفن الأرض عن أرواح شهداء الانتفاضة الفلسطينية للفنان أحمد نوار، الذي جسد الشهداء في أعمال فنية تعبر عن تضحياتهم.
وكذلك تناول عمل “السلام” للفنان أحمد نوار، الذي استخدم بقايا المدافع والأسلحة لصنع أعمال فنية تعكس إمكانية تحويل العنف إلى إبداع.
تحدث الفنان أحمد الجنايني عن التحديات التي تواجه الفن التشكيلي المصري، موضحًا أنه لو كانت الحركة التشكيلية بخير، لما كانت هناك إشكالية من الأساس. وأكد أن المشكلة تكمن في غياب لغة بصرية يتحدث بها المجتمع، مما يجعل الصلة بين الفنان والمجتمع شبه منقطعة.
وأشار الجنايني إلى أن الاقتصاد الأمريكي يعتمد بشكل أساسي على الصناعات الثقافية، التي تأتي في المرتبة الأولى قبل أي قطاع آخر، مشددًا على أهمية إعادة دمج الفن في الحياة اليومية، لأن ابتعاد المجتمع عن اللغة البصرية أدى إلى فقدان قيمتها، مما جعل الفنان يعيش في عزلة عن محيطه.
كما لفت إلى أن الفنون بمختلف أشكالها مترابطة، فلا يمكن لفنان تشكيلي أن ينتج أعمالًا متميزة دون ارتباطه بالمسرح والشعر والفنون الأخرى، مؤكدًا أن غياب المشروع الثقافي المتكامل هو التحدي الحقيقي الذي يواجه المجتمع والفن معًا.
وشارك الفنان مصطفى غنيم تجربته الشخصية، مؤكدًا على تأثير الفن في حياته، حيث انتقل من كونه طيارًا مدنيًا إلى دراسة الفنون الجميلة، وأسس مؤسسة للفنون الجميلة بالشرقية، بالإضافة إلى مركز للموهوبين تابع لوزارة التربية والتعليم في الزقازيق ومنيا القمح. وقامت المؤسسة بتنظيم ورش عمل فنية في شوارع الزقازيق، بمشاركة فنانين من القاهرة، في خطوة لتعزيز التواصل بين الفن والمجتمع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة دمنهور يترأس وفد الجامعة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
ترأس الدكتور إلهامي ترابيس، رئيس جامعة دمنهور، اليوم السبت، وفد الجامعة لزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، المقام تحت شعار "اقرأ.. في البدء كان الكلمة" بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
من جانبه، أعرب رئيس جامعة دمنهور عن سعادته بالمشاركة في هذا العرس الثقافي الضخم الذي يجمع نخبة من المفكرين والكتاب في مختلف المجالات العلمية والثقافية، مُؤكداً أهمية المعرض كمنصة لتعزيز ثقافة القراءة والمعرفة بين طلاب الجامعة والمجتمع الأكاديمي بشكل عام، مما يساهم في تبادل الخبرات وفتح آفاق جديدة للنمو الفكري والإبداعي، وأكد أن مشاركة الجامعة في هذا الحدث تأتي كخطوة تعكس حرص جامعة دمنهور على دعم وتفعيل الحركة الثقافية والعلمية.
خلال زيارتهم، تفقد وفد الجامعة جناح "هيئة الرقابة الإدارية"، والذي يعد منصة حيوية لتعزيز التوعية بمخاطر الفساد وحث المواطنين على المشاركة في جهود منعه ومكافحته من خلال عروض متخصصة لخبراء وأكاديميين في مجالات الحوكمة ومكافحة الفساد، باستخدام أحدث وسائل العرض من مواد مرئية وتفاعلية وتثقيفية تبسط مفاهيم النزاهة والشفافية، مما أتاح الفرصة لوفد الجامعة ورواد المعرض للتفاعل مع الخبراء والمختصين حول قضايا النزاهة.
واستمع الوفد، الذي ضم نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وعددًا من طلاب جامعة دمنهور من مختلف كلياتها، إلى جلسات توعوية حول "الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد" ودور الهيئة في تعزيز الشفافية، فضلاً عن التحديات التي تواجهها الدولة في هذا الملف، كما استمع الوفد إلى شرح مفصل عن الحملات التوعوية التي تنفذها الهيئة، ومنها مبادرات تستهدف الشباب بشكل خاص.
كما اطلع الوفد على أقسام الجناح التي توضح آليات عمل الهيئة والتقنيات الحديثة المُستخدمة في كشف المخالفات، ودور المواطن في دعم جهود مكافحة الفساد.
وأشاد ترابيس بجهود حراس الوطن رجال هيئة الرقابة الإدارية، مشيرًا إلى حرص جامعة دمنهور على تعزيز وعي طلابها بأهمية النزاهة والشفافية، وربط الجانب الأكاديمي بمسئوليات المجتمع، مؤكدًا أن المعرض فرصة رائعة لتعريف الجمهور بإنجازات الدولة في هذا الملف الحيوي.
وثمن رئيس جامعة دمنهور دور هيئة الرقابة الإدارية في دعم المؤسسات الحكومية سواء بتقديم الدعم الفني لها أو المساهمة في وقايتها من المخالفات، انطلاقًا من دورها كشريك استراتيجي في بناء منظومة عمل سليمة، موجهًا لهم جزيل الشكر والامتنان.
وفي ختام زيارته، أشاد ترابيس بجهود وزارة الثقافة في إثراء المشهد الثقافي العربي والدولي، والإضافة المميزة لهذا المحفل الثقافي، الذي يجمع بين التاريخ والأصالة والتنوع والإبداع، معربًا عن سعادته وفخره بالتطورات الهائلة التي شهدها المعرض هذا العام، والتي من شأنها تعزيز التجربة الإيجابية للقارئ.