تمثل شبكة الإنترنت نظاماً جديداً للاتصال، وبيئة إعلامية تمتزج فيها وسائل الإعلام ووسائطه فى نسيج متكامل عبر الفضاء الاتصالى الجديد الذى أتاحته هذه الشبكة، كما تمثل فرصة حقيقية لتقديم أشكال جديدة للاتصال والتعلم والمشاركة والبيع وعقد الصفقات. وقد فرضت هذه الشبكة نفسها كوسيط اتصالى جديد يحمل خصائص غير مسبوقة إلى جانب تطبيقات الاتصال الجماهيرى التقليدية من إذاعة وتليفزيون وصحافة ولكن فى قوالب جديدة.
وتمثل إذاعات البودكاست التى يرجع تاريخ ظهورها إلى أواخر عام ٢٠٠٤ إضافة مهمة لبيئة إعلامية جديدة فرضها ظهور شبكة الإنترنت وتطورها، إذ يمكن أن تقوم بدور حيوى فى إثراء الاتصال وتدفق الممارسات الاجتماعية بوجه عام؛ بما تقدمه من برامج ينبغى أن يتم الالتزام فيها بالاستجابة للحقوق الاتصالية للأفراد والجماعات المتنوعة، وتناول الموضوعات والقضايا التى تحظى باهتمام هؤلاء الأفراد وهذه الجماعات، مع الاستجابة لاحتياجاتهم، واحترام حرياتهم فى التعبير عن مشكلاتهم وقضاياهم وآرائهم وأفكارهم.
وجاءت تسمية البودكاست بفضل الصحفى «بن هامرسلى»، بعد أن نشر فى العام نفسه مقالاً فى صحيفة «الجارديان» البريطانية، حول ازدهار راديو الإنترنت، والذى أعرب من خلاله عن حيرته فى وصف ذلك النوع من الراديو القابل للتنزيل على أجهزة أبل التى كانت قد طرحت فى ذلك الوقت مشغل الصوت الشهير «الآيبود»، إلا أنه نجح فى صياغة ذلك الاسم المتعارف عليه حاليًا بعد أن دمج كلمة «بود» و«كاست» التى تعنى البث، لتصبح «بودكاست».
ومع ظهور البودكاست وانتشاره فى مصر والعالم العربى أصبح تدفق الحوار من خلال برامج إذاعاته يمكن أن يمثل دعمًا وإثراءً للمبادئ التى ينبغى أن يلتزم بتطبيقها القائمون بالاتصال والمشاركون والمستمعون لهذه البرامج التى تتزايد أعدادها بظهور إذاعات بودكاست جديدة على شبكة الإنترنت، مما يجعل منها بيئة اتصالية مناسبة للتعلم من أجل الموضوعية فى مناقشة الموضوعات والقضايا المتنوعة وما يدور حولها من حوارات متنوعة.
وتتعاظم أهمية إذاعات البودكاست على شبكة الإنترنت فى ظل ما تتيحه من فرص متزايدة للأفراد والجماعات للتعبير عن الذات، وإمكانية قيام أى فرد أو جماعة بإنشاء إذاعة بودكاست خاصة على الإنترنت بتكاليف قليلة، وما تتيحه للمستمع من فرصة التفاعل والتجاوب مع المادة الإعلامية التى تقدمها برامجها، مع إمكانية المشاركة الفعالة فيها، فضلاً عن سهولة استخدام المستمع للأدوات والإمكانات المختلفة التى تتيح شبكة الإنترنت استخدامها، وحصوله على المعلومات التى تدعم قدرته على المشاركة فى الحوار حول الموضوعات المختلفة التى تتناولها هذه البرامج.
وفى النهاية، إذا كنت من محبى الإذاعة، أو اشتقت لاحتساء كوب قهوتك وتصفح الجريدة بالقرب من جهاز الراديو، ورائحة القهوة تُعانق رائحة الورق، فبإمكانك أن تعيش هذه التجربة مجدداً على نغمات إذاعات البودكاست.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد عثمان شبكة الإنترنت وسائل الإعلام شبکة الإنترنت
إقرأ أيضاً:
أوامر باستكمال شبكة الطرقات بالعاصمة وتطويرها
ترأس، صباح اليوم السبت، والي ولاية الجزائر، محمد عبد النور رابحي، اجتماعا مصغرا للمجلس التنفيذي، بهدف رفع وتيرة الأشغال واستكمال شبكة الطرقات بالعاصمة وتطويرها، والرفع من القدرة الاستيعابية للمركبات.
وحسب بيان لمصالح الولاية، تم خلال الاجتماع، تقديم عرض من طرف مدير الأشغال العمومية. تضمن أولا أهم مشاريع الطرقات التي هي حاليا قيد الإنجاز.
ويتعلق الأمر بالطريق الوطني رقم 38 الرابط بين جسر قسنطينة والحراش. والطريق الولائي رقم 111 الرابط بين كل من بلديتي الشراقة وعين البنيان.
وازدواجية الطريق بالمنطقة السياحية المتواجدة مابين سيدي فرج والمركب السياحي مازافران. ومشروع ربط الطريق المؤدي من المركب الأولمبي محمد بوضياف نحو الطريق الدائري الثاني على مستوى خرايسية، مرورا بكل من درارية والعاشور.
وطريق حميسي بزرالدة، والطريق الوطني رقم 36، وأشغال الشطر الثاني من المشروع المؤدي من جنان سفاري على مستوى الطريق الوطني رقم 01 بئر خادم، السحاولة.
بالإضافة إلى الطريق الولائي رقم 111 الرابط بين كل من بابا حسن والسحاولة “المدخل الجنوبي”.
كما تضمن العرض، التطرق إلى المشاريع التي لم يتم الإنطلاق قي تجسيدها من أجل التخفيف من الضغط المروري بالعاصمة. الممولة من طرف ميزانية الدولة وميزانية الولاية.
وأسدى الوالي خلال الاجتماع، تعليمات صارمة تتعلق بتسريع وتيرة الأشغال والعمل بوتيرة 3×8 طيلة أيام الأسبوع.
والعمل على تسخير جميع الإمكانيات اللازمة من طرف شركات الإنجاز للرفع من وتيرة الأشغال، لتسليم المشاريع في أقرب الآجال.
وضرورة رفع جميع العراقيل الحائلة دون تجسيد برامج الطرقات التي لم يتم اطلاقها بعد.
والعمل على تقليص آجال الإنجاز خاصة بالمشاريع الكبرى التي من شأنها أن تساهم في فك الضغط المروري.
كما شدد الوالي، خلال الاجتماع، على جميع الفاعلين إلى ضرورة العمل على الانتهاء من انجاز الطرقات التي هي قيد الانجاز. واطلاق جميع المشاريع التي لم تنطلق بعد.
ويأتي ذلك، بهدف ضمان إنسيابية مرورية للمواطنين والرفع من قدرة الطرقات الاستيعابية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور