لماذا يرفض المصريون تصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين؟فلسطين.. جرح لا يندمل وقضية لا تموت
القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع سياسى بين شعب أعزل وقوة احتلال، بل هى جرح عميق فى الجسد العربى، وملحمة تاريخية تمثل الصراع بين الحق والباطل، وبين الحرية والاحتلال. منذ أكثر من سبعين عامًا، وفلسطين تواجه محاولات مستمرة لطمس هويتها، وسلب أراضيها، وإجبار شعبها على الهجرة أو الاستسلام.
على مدار العقود الماضية، واجهت القضية الفلسطينية تحديات ضخمة، أبرزها محاولات التصفية من خلال مشاريع «التوطين البديل»، التى تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتحويلهم إلى لاجئين دائمين فى دول أخرى، ومنها مصر. لكن منذ البداية، كان موقف المصريين ثابتًا وواضحًا: لا تصفية للقضية، ولا تهجير للفلسطينيين، ولا تنازل عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
لكن لماذا هذا الارتباط الوثيق بين مصر وفلسطين؟ ولماذا يرفض المصريون، حكومة وشعبًا، أى محاولات لتصفية القضية أو فرض حلول مجحفة؟ وكيف لعب الرئيس عبدالفتاح السيسى دورًا محوريًا فى الحفاظ على القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطينى فى أصعب الظروف؟ هذا ما سنناقشه فى هذا المقال.
فلسطين ومصر.. علاقة تاريخية لا تنكسر
1- وحدة الدم والمصير المشترك
المصريون والفلسطينيون ليسوا مجرد جيران تربطهم حدود جغرافية، بل هم أبناء تاريخ مشترك، وثقافة واحدة، ومصير متداخل. منذ الفتح الإسلامى وحتى العصر الحديث، كانت فلسطين امتدادًا طبيعيًا لمصر، وكان لمصر دور رئيسى فى الدفاع عن فلسطين ضد الغزاة والمحتلين عبر التاريخ.
لم تكن هذه العلاقة مجرد موقف سياسى، بل كانت إحساسًا شعبيًا عميقًا بأن فلسطين ليست بعيدة عن مصر، وأن ما يحدث فيها يؤثر مباشرة على المصريين، والعكس صحيح. لهذا، كلما تعرضت فلسطين للخطر، تحركت مصر لحمايتها، ليس فقط بدافع الأخوة العربية، بل لأنها تدرك أن أمن فلسطين من أمنها، وأن سقوط فلسطين يعنى تهديدًا مباشرًا لأمن مصر القومى.
2- الحروب والتضحيات.. عندما امتزج الدم المصرى بالفلسطيني
عندما احتل الكيان الصهيونى فلسطين عام 1948، لم تكن مصر متفرجة، بل كانت أول دولة ترسل جيشها للدفاع عن الأرض المحتلة. ومنذ ذلك الحين، امتزج الدم المصرى بالفلسطينى فى معارك عديدة، أبرزها:
حرب 1948: حيث قاتل الجيش المصرى بشجاعة رغم قلة الإمكانيات، واستشهد آلاف الجنود المصريين على أرض فلسطين.
العدوان الثلاثى 1956: عندما اجتمعت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل لضرب مصر بسبب دعمها للفلسطينيين وثورتهم.
نكسة 1967 وحرب الاستنزاف: حيث دعمت مصر المقاومة الفلسطينية، وساعدت الفدائيين الفلسطينيين فى عملياتهم ضد الاحتلال.
حرب أكتوبر 1973: التى كانت ضربة قاصمة للكيان الصهيونى، ومهدت لاستعادة سيناء، ودعم موقف الفلسطينيين على الساحة الدولية.
كل هذه الحروب والتضحيات لم تكن بسبب حسابات سياسية، بل لأنها جزء من عقيدة المصريين، بأن فلسطين ليست قضية بعيدة عنهم، بل هى قضية الدم والعروبة والكرامة.
3- الموقف الشعبى المصرى الرافض للتطبيع والتصفية
على الرغم من أن مصر وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، إلا أن الموقف الشعبى المصرى ظل ثابتًا فى رفض التطبيع، والتعامل مع الكيان المحتل. فى جميع الأوساط المصرية، من الجامعات إلى النقابات إلى الشارع العادى، يظل التطبيع مع الاحتلال مرفوضًا، ويعتبر دعم فلسطين واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا.
المصريون يدركون أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ورقة تفاوض، بل هى معركة وجود. لذا، فإن كل محاولات تصفية القضية، سواء عبر التوطين أو الضغط السياسى، تقابل برفض شعبى قاطع.
لماذا يرفض المصريون تهجير الفلسطينيين؟
1- تهجير الفلسطينيين يعنى تصفية القضية بالكامل
المصريون يدركون أن الهدف من تهجير الفلسطينيين ليس مساعدتهم، بل إنهاء القضية الفلسطينية نهائيًا، وإعطاء الاحتلال فرصة للسيطرة الكاملة على فلسطين. لذلك، فإن قبول فكرة التوطين يعنى اعترافًا ضمنيًا بشرعية الاحتلال، وهذا مرفوض تمامًا.
2- تهجير الفلسطينيين خطر على الأمن القومى المصرى
أى محاولة لتغيير التوازن الديموغرافى فى المنطقة ستؤثر مباشرة على أمن مصر القومى. المصريون يدركون أن توطين الفلسطينيين خارج أرضهم سيخلق مشكلات سياسية وديموغرافية لن تنتهى، وسيحول القضية الفلسطينية إلى أزمة داخل مصر.
3- الموقف الأخلاقى والدينى والتاريخي
لم تتخلَّ مصر يومًا عن مسئولياتها تجاه فلسطين، ولن تفعل ذلك الآن. فكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي:
«لن نقبل بحل على حساب فلسطين، ولن نسمح بتصفية القضية أو تهجير أهلها».
الرئيس السيسى وفلسطين.. دعم لا يتوقف منذ توليه الحكم، تبنى الرئيس عبدالفتاح السيسى موقفًا ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية، وهو الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، ومنع تصفيتها، والعمل على إنهاء معاناة الفلسطينيين.
1. دعم غزة والمساعدات الإنسانية
فى كل الحروب التى شنتها إسرائيل على غزة، كانت مصر أول دولة تتحرك لإنقاذ الفلسطينيين. فتحت معبر رفح، وأرسلت المساعدات الطبية والغذائية، واستقبلت الجرحى للعلاج فى المستشفيات المصرية.
2- الوساطة السياسية ومنع التصعيد
لعبت مصر دورًا أساسيًا فى وقف إطلاق النار فى أكثر من مناسبة، ومنعت تصعيد الاحتلال ضد الفلسطينيين. وكانت القاهرة دائمًا الوسيط الوحيد القادر على فرض اتفاقات التهدئة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
3- التفويض الشعبى للرئيس السيسى فى حماية فلسطين
فى العديد من المناسبات، أعطى المصريون تفويضهم للرئيس السيسى لحماية الأمن القومى المصرى، وكان ضمن هذا التفويض رفض أى حلول تمس حقوق الفلسطينيين، أو تهدد استقرار المنطقة. وقد أكد السيسى مرارًا أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية لمصر، ولن يتم فرض أى حلول غير عادلة.
فلسطين ستبقى فى قلب مصر
القضية الفلسطينية ليست عبئًا على مصر، بل هى مسئولية تاريخية وأخلاقية واستراتيجية. المصريون، حكومة وشعبًا، يرفضون أى محاولة لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين، لأنهم يعلمون أن فلسطين ليست مجرد أرض، بل قضية كرامة وحق وعدالة.
وكما قال الرئيس السيسى: «مصر لن تتخلى عن فلسطين، ولن تسمح بتغيير حقائق التاريخ والجغرافيا». وستظل القدس فى القلب، والمقاومة فى الوجدان، والحق لا يموت مهما طال الزمن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية تهجیر الفلسطینیین القضیة الفلسطینیة تصفیة القضیة أو لیست مجرد أن فلسطین موقف ا
إقرأ أيضاً:
الخارجية اللبنانية: تهجير الفلسطينيين محاولة لتصفية القضية وانتهاك للقانون الدولي
أكدت وزارة الخارجية اللبنانية أن مساعي تهجير الفلسطينيين بالقوة تمثل محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، معربة عن قلقها العميق إزاء هذه المخططات، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.
وأوضحت الوزارة أن تهجير الشعب الفلسطيني يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، داعية المجتمع الدولي إلى العمل الجاد على تنفيذ حل الدولتين باعتباره الحل الأوحد الذي يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل اعتبر أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة "ليس جادًا"، محذرًا من أن مجرد طرح الفكرة قد يؤدي إلى تصاعد موجات التطرف في المنطقة.
وأشار السفير السابق، وفقًا للتقرير، إلى أن هذا النوع من المقترحات يفتقر إلى الواقعية السياسية والدبلوماسية، مشددًا على أن أي تحرك أحادي الجانب بهذا الشكل قد يزيد من حالة عدم الاستقرار بدلاً من تحقيق أي حلول عملية.
اقتراح ترامب قد تؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لإطلاق سراح مزيد من الرهائنكما حذّر من أن تداعيات اقتراح ترامب قد تؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لإطلاق سراح مزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع، حيث قد يدفع هذا الطرح بعض الأطراف إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا، مما يعقد فرص التوصل إلى تفاهمات إنسانية.
ويأتي هذا التقرير في ظل الجدل المتصاعد حول تصريحات ترامب الأخيرة، التي اقترح فيها سيطرة أمريكية طويلة الأمد على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، خاصة من الدول التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم.
جددت الكويت اليوم موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدة على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الكويتية، حيث أكدت أن هذا الحق يمثل حجر الزاوية في أي حل عادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى "رفض دولة الكويت القاطع لسياسات الاستيطان الإسرائيلي وضم الأراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، وأضاف أن هذه السياسات تمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة".
في الوقت ذاته، دعت الكويت المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف"، مع ضرورة "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة"، وهو ما يتماشى مع الموقف الكويتي الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أدلى بها في لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، وكان ترامب قد اقترح في تلك التصريحات فرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "ستتولى السيطرة على القطاع" متوقعًا أن تكون لها "ملكية طويلة الأمد" هناك.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو: "الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية أعمال إعادة الإعمار في غزة، وتحويلها إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط" التي يمكن أن يستمتع بها كل العالم"، كما وصف غزة بأنها "منطقة للهدم"، وذكر أن السكان يجب أن يغادروا إلى دول أخرى بشكل دائم.
واستطاع ترامب في تصريحاته الأخيرة إلقاء الضوء على مقترحات سابقة له بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، حيث برر ذلك بعدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع نتيجة للدمار الكبير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً.
وقد أثارت هذه التصريحات استنكارًا دوليًا واسعًا، في وقت كانت الكويت قد أكدت فيه مرارًا على أهمية الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، مع التزامها التام بدعم حقوق الفلسطينيين وفقًا للقرارات الدولية.