الجزيرة:
2025-04-17@05:53:01 GMT

لأول مرة.. أبناء حماة يحيون ذكرى مجزرة 1982

تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT

لأول مرة.. أبناء حماة يحيون ذكرى مجزرة 1982

حماة- للمرة الأولى أصبح بإمكان المعلمة السورية منال كشتو، إحياء ذكرى مقتل العديد من أفراد عائلتها في مجزرة حماة الشهيرة التي ارتكبها النظام السوري عام 1982.

وروت كشتو، كيف قضى والدها منذر كشتو، وجدّها، وأعمامها الخمسة، ضحايا في المجازر المنسوبة لرفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري حافظ الأسد، والتي قتل خلالها عشرات آلاف المدنيين بمدينة حماة فيما تُعرف بأحداث 1982.

وفيما تحيي مدينة حماة لأول مرة ذكرى المجزرة، تحدثّت منال كشتو عن فرحتها "التي لا توصف بعودة حق عائلتها وسوريا بعد أعوام من الظلم"، وطالبت بمحاسبة عائلة الأسد "التي نفذت المجازر ويتّمت عائلات بأكملها في حماة، وقتلت أطفالها واغتصبت نساءها في تلك الأيام".

ووسط ساحة العاصي الشهيرة بمدينة حماة، شارك الآلاف ظهر أمس الجمعة، في إحياء ذكرى مرور 43 عاما على المجزرة التي نفذها نظام حافظ الأسد عام 1982، وراح ضحيتها أكثر من 40 ألف قتيل، وما يزيد على 100 ألف مفقود، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

جرح ينزف

وروى إبراهيم قندقجي، الرجل الأربعيني، كيف قُتل والده في سجن تدمر العسكري، مع أولاد عمّه، بعد اعتقالهم من منازلهم في أحداث 1982. وقال إن أبناء عائلته قُتلوا وشرّدوا من عائلة الأسد، وإن "حافظ الأسد وأخاه رفعت كانا يريدان أن يربّيا سوريا من خلال حماة، التي بدأت ثورتها في 1982، ولكن اليوم حماة حرّة وهي التي بقيت".

إعلان

وتتهم "سرايا الدفاع" التي كان يقودها رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد وبعض ألوية الجيش الأخرى، بارتكاب المجزرة التي استمرت منذ 2 فبراير/شباط 1982 ولمدة 28 يوما.

ولا تزال المجزرة جرحا ينزف في ذاكرة أهالي مدينة حماة، رغم فرحتهم واحتفالاتهم بتحرر سوريا بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي محاولة طمس المجزرة، يقول الأهالي إن دبابات ومدافع قوات حافظ الأسد هدمت أحياء بأكملها، ودمرت المقابر الجماعية التي حُفرت لدفن شهداء المجزرة. وأخفى نظام الأسد معالمها بشكل كامل، ويعتقد الأهالي بأنها تضم عشرات المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم حتى اليوم.

ذوو ضحايا مجزرة حماة يحيون ذكراها لأول مرة منذ 43 عاما (الجزيرة) صور الضحايا

ونزل الآلاف من أهالي المدينة إلى ساحة العاصي للمشاركة في إحياء "ذكرى مجزرة حماة الـ43″، وبدأت الفعاليات بأهازيج تنادي بمحاسبة بشار الأسد، وعمّه رفعت الأسد، تلاها استعراض لعدد من الفرسان الذين حملوا صور ضحايا المجزرة، ولافتات تحمل أسماءهم، كما حمل أبناء الضحايا وأحفادهم صورا وملصقات لهم.

وتخلل إحياء الذكرى، عرض عسكري لقوات الأمن العام والجيش العربي السوري الجديدة، وكلمة لمحافظ حماة، عبد الرحمن السهيان، قال فيها إن أبناء المدينة اليوم يعيشون فرحا كبيرا بتحرير مدينتهم من "طغاة الظلم والإجرام"، وإن "النصر تحقق على هذا النظام البائد بفضل دماء الشهداء وتضحيات الثوار الأحرار".

وأكد السهيان ضرورة التمسك بإحياء هذه الذكرى دائما، لعدم نسيان دماء الشهداء ولتبقى ذكراهم خالدة في أذهان الأجيال المقبلة.

وشارك في الفعالية رموز من الثورة السورية، وسط أناشيد كانت تتردد في المدينة منذ بداية الثورة، للتذكير بتضحيات أبنائها ضد حكم الأسد منذ عام 1979 وصولاً للمظاهرات المليونية في 2011.

فرسان مدينة حماة في إحياء ذكرى المجزرة (الجزيرة) سجناء تدمر

تميّزت الفعالية بحضور السجناء المحررين من سجن تدمر من أبناء مدينة حماة، والذين اعتقلتهم قوات الأسد في 1982 وقضوا عشرات السنين في الأسر. ورُفعت خلال إحياء الذكرى لافتات بتوقيع "رابطة أحرار سجناء تدمر، فرع حماة"، وكُتب عليها "مجزرة حماة 1982، كشفت حقد الطاغية الأسد، على شعب يعشق الحرية".

إعلان

ومن هؤلاء السجين السابق عبد القادر حسن دنيا، في الستينيات من عمره، والذي اعتقل لمدة 15 عاما في أعقاب المجزرة. وقال للجزيرة نت بنظرات يملؤها الفرح "الحمد لله الذي أتمم علينا هذا النصر.. الذي بدأت جهوده منذ أيام الثمانينيات حتى وصولنا إلى ما نحن فيه في 2025".

أما يحيى دقاق، وهو أيضا في الستينيات من عمره، فسجُن أيضا في سجن تدمر العسكري بعد حملات دهم واعتقال من الأمن السوري في 1980، وقضى 11 عاما في الأسر، وتحدّث عن فرحته بتحرر سوريا، ولحضوره ذكرى المجزرة في وسط المدينة بشكل علني، وطالب بمحاكمة بشار الأسد، وقال إن "هذا الفرح يجب أن يستمر 54 عاما، كما حكمنا نظام الأسد 54 عاما".

لافتات حملها ذوو ضحايا مجازر الأسد بحماة في عام 1982 (الجزيرة)

بدوره، عبّر الشيخ عبد الناصر علوان، أو كما كان يطلق عليه "أبو إسلام الحموي"، أحد دعاة وأعلام الثورة السورية في حماة، عن فرحه، وقال إنه "يوم تاريخي من أيام حماة وسوريا، زغردت فيه أمهات الشهداء، واجتمعت فيه أرامل مع أبناء ذُبح آباؤهم، وسجن إخوانهم، وعاد الحق إلى أهله بعد عقود من الظلم والإجرام".

وقال غياث رقية، وهو أحد منسقي فعالية "إحياء ذكرى مجزرة حماة الـ43″، "أعلنا عن إطلاق فعالية إحياء ذكرى المجزرة لأول مرة في وسط حماة، بعد سنوات من الثورة السورية".

وأضاف أن الفعاليات ستستمر 3 أيام، ويتخللها ملتقى أدبي، وسماع شهادات حيّة لشهود عاشوا أحداث المجازر في حماة، وكذلك عرض مسرحي في اليوم الأخير من الفعاليات يحاكي الأحداث والمجازر ومعاناة الحمويين في ذلك العام، وما عاشوه خلال سنوات الثورة الماضية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ذکرى المجزرة مجزرة حماة حافظ الأسد مدینة حماة إحیاء ذکرى لأول مرة

إقرأ أيضاً:

3 أسباب خطيرة وراء رفض إسرائيل إنشاء قاعدة جوية تركية في تدمر!

 

كشفت مصادر مطلعة عن أسباب الرفض الإسرائيلي الصارم لخطط أنقرة بإنشاء قاعدة جوية في منطقة تدمر السورية، وذلك خلال اجتماع غير مسبوق جمع وفدين من إسرائيل وتركيا في العاصمة الأذربيجانية باكو، ناقشا فيه آلية منع الاشتباك بين قوات البلدين داخل سوريا.

بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”، أبلغ الوفد الإسرائيلي نظيره التركي أن إقامة قاعدة عسكرية تركية قرب مطار “T4” في تدمر يُعد “خطاً أحمر”، ويشكل “خرقاً لقواعد اللعبة” المتفق عليها ضمنياً في سماء سوريا.

وتحظى تدمر، الواقعة وسط سوريا، بأهمية استراتيجية كبرى، حيث تضم واحدة من أهم القواعد الجوية في البلاد “T4″، التي طورتها روسيا منذ 2015 لتصبح مركزاً رئيسياً لعملياتها العسكرية، نظراً لموقعها المثالي بين عدة جبهات إقليمية.

على مدار الأيام الماضية، صعّدت إسرائيل ضرباتها الجوية على تدمر، مستهدفة مطارها العسكري وقاعدة “T4″، بالتزامن مع تقارير تحدثت عن نية تركيا تعزيز وجودها العسكري هناك ونشر منظومات دفاع جوي متطورة من طراز “حصار”.

أسباب الرفض الإسرائيلي

اقرأ أيضا

خبير تركي يدق ناقوس الخطر: يمكنني أن أؤكد بنسبة مئة في المئة…

الإثنين 14 أبريل 2025

الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، إيفا كولوريوتيس، أوضحت أن إسرائيل تخشى من الخطط التركية لثلاثة أسباب رئيسية:

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. ارتفاع عدد ضحايا مجزرة الاحتلال في مواصي خان يونس إلى 15 شهيدًا
  • بعد 3 سنوات من الترميم.. رومانيا تُعيد إحياء قلعة بويناري وتستقبل الزوار من جديد
  • عَنّه تُعيد إحياء الذاكرة الشعبية.. متحف تراثي يخطف الأنظار في الانبار (صور)
  • ​التربية: طلبة المدارس يحيون يوم الأسير الفلسطيني
  • ذكرى ميلاد أمينة رزق.. “راهبة الفن” التي كتبت تاريخ الأمومة على المسرح والسينما (بروفايل)
  • دريد لحام يصل إلى سوريا لأول مرة بعد سقوط نظام الأسد
  • دريد لحام يظهر في مطار دمشق لأول مرة عقب سقوط الأسد.. غياب لأي احتفاء (شاهد)
  • تقطع الاتصالات والانترنت .. تحذير من عاصفة شمسية تدمر العالم
  • 3 أسباب خطيرة وراء رفض إسرائيل إنشاء قاعدة جوية تركية في تدمر!
  • رغم القصف والدمار.. فلسطينيون يحيون أحد الشعانين في غزة