«محطات وملامح الشعر العُماني» في ندوة بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
استضافت «القاعة الدولية»، بلازا «2»، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة بعنوان «الشعر العُماني: مشكلات وملامح»، شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة: الكاتب والشاعر الدكتور إسماعيل السالمي، الأكاديمي الدكتور محمد الحجري، الكاتب والشاعر سعيد الصقلاوي، الدكتور محمد المهري، وأدار الندوة الشاعر سامح محجوب.
بدأ الشاعر سامح محجوب، بكلمة استعرض فيها أهمية الشعر كمرآة تعكس حياة العرب وتاريخهم، حيث قال: «الشعر هو سجل تاريخنا في أفضل صورة، وهو ما يجسد عمق الثقافة العربية».
ومن جانبه، ألقى الدكتور إسماعيل السالمي، كلمته، التي أكد فيها أهمية الشعر العماني في العصور المختلفة، بدأ حديثه بالتطرق إلى الشعر العماني في العصر الجاهلي، وصدر الإسلام، مشيرًا إلى أن الشعر العماني في تلك الفترات كان يعكس ارتباط الشعراء بالأرض العمانية.، وألقى أبياتًا من قصيدته الشهيرة «عشقت مصر»، قائلاً: «عشقت مصر التي بالحب قد فطرت قلبي»، ليوضح التأثير العميق الذي تركته مصر في الثقافة العمانية، كما أشار إلى بعض الشعراء العمانيين البارزين في تلك الفترات، مثل: يزيد بن العاتكي، وأبو جزيمة، وأوس بن زيد العبدي، متحدثًا عن تأثيرهم في الثقافة الشعرية العمانية، كما ذكر بعض شعراء صدر الإسلام، مثل: كعب بن زهير، والسيد الحميري.
وانتقل الدكتور محمد الحجري، في حديثه، إلى الشعر العماني في العصرين النبهاني واليعربي، موضحًا أنه على الرغم من الوضع السياسي المضطرب في تلك العصور، إلا أن الشعر العماني ازدهر بشكل ملحوظ، وأوضح أن الشعر في عمان خلال تلك الفترات، كان متأثرًا بشكل كبير بالطبيعة الخاصة للتاريخ العماني، مشيرًا إلى أن عمان كانت بعيدة عن تأثيرات العواصم الكبرى، مثل: بغداد، ودمشق، وأن العصر النبهاني بدأ في القرن السادس الهجري بعد سقوط الإمامة العمانية الثانية، ويعد من العصور التي شهدت ازدهارًا في الأدب والعلم لمواجهة الصراعات السياسية، مؤكدا على دور العلماء، مثل: أسد البحار ابن ماجد، في فترة العصر النبهاني.، تحدث الحجري، عن أبرز الشعراء في هذين العصرين، مثل: سليمان بن مظفر النبهاني، محمد بن مداد الناعبي، وخلف بن سنان الغافري، مشيرًا إلى أن هؤلاء الشعراء أسهموا بشكل كبير في إثراء الأدب العماني.
من جهته، تحدث الدكتور محمد المهري، عن الشعر العماني في عصر دولة البوسعيد، حيث أشار إلى دور الشعراء في توظيف التراث في القصائد المدحية، وأوضح أن الشعراء العمانيين في هذا العصر، قد اعتمدوا على التراث العربي الإسلامي، واستخدموا الأمثال العربية لتوثيق الوقائع والأحداث المُهمة في حياة السلطان، والمجتمع العماني، وتناول المهري، الحديث عن تأثر الشعراء العمانيين بالمتنبي، في قصائدهم المدحية، حيث استشهد بأمثلة من شعر المجيزي، في مدح السلطان فيصل بن تركي، وكيف أن الشعر العماني في هذه الفترة، قد شهد تحولات كبيرة في توظيف التراث الديني واللغوي.
كما ألقى الشاعر سعيد الصقلاوي، الضوء على العلاقة الوطيدة بين مصر، وعمان، في الشعر العماني المعاصر، وأكد أن العديد من الشعراء العمانيين قد كتبوا عن مصر، مستعرضًا العلاقة التاريخية العميقة بين البلدين، حيث إن هناك العديد من المحطات التاريخية التي انعكست في الشعر العماني، مثل: العدوان الثلاثي على مصر، انتصار العاشر من رمضان، ومعركة حطين، وأن هذا التضامن الشعري يظهر بشكل جلي في قصائد مثل: «قبلة الوطنية» لعبد الله الطائي، و«العدوان الثلاثي» لعبد الله الخليلي، وأشار إلى دور الثقافة المصرية، في التأثير على الثقافة العمانية، مؤكدًا أن الصحافة المصرية كانت تصل إلى «زنجبار»، أثناء الحكم العماني، مما أسهم في تبادل ثقافي كبير بين البلدين.
وختامًا، أكد المشاركون بالندوة، أهمية «الشعر العماني» كجزء حيوي من تاريخ الأدب العربي، وأثره العميق في تشكيل الهوية الثقافية للعمانيين، سواء في العصور القديمة أو المعاصرة.
اقرأ أيضاًضيف شرف معرض الكتاب 2025.. سلطنة عمان تقدم ندوات وأزياء وشعرًا وفرقًا موسيقية تراثية وحديثة
غدًا.. الإعلان عن مجالات جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الـ11
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشعر الع ماني الدكتور محمد الحجري الشعر العمانی فی الدکتور محمد أن الشعر مانی فی
إقرأ أيضاً:
جهاز الاستثمار العُماني يستثمر في مجال البوليمرات الحيوية
العُمانية: أعلن جهاز الاستثمار العُماني عن استثماره في شركة "تايدل فيجين" الأمريكية (إحدى الشركات الرائدة والمبتكرة في مجال البوليمرات الحيوية)، وذلك خلال مشاركته في الجولة التمويلية من السلسلة "بي" التي أجرتها الشركة ونجحت من خلالها في جذب مستثمرين استراتيجيين بقيمة إجمالية تجاوزت 140 مليون دولار أمريكي؛ حسب ما أعلنته الشركة مؤخرًا.
ويسعى الجهاز من خلال استثماراته الخارجية إلى توطين الحلول المبتكرة لتلبية احتياجات السوق المحلي.
وقد تأسست الشركة الأمريكية في عام 2014م، وتُعدّ إحدى الشركات الرائدة والمبتكرة في مجال البوليمرات الحيوية، حيث تركّز على تحويل الموارد الطبيعية المتجددة إلى مواد مُستدامة وصديقة للبيئة عبر تصنيع وتطوير حلول تقنية تعتمد على مادة "الكيتوسان"، وهي بوليمر حيوي طبيعي غير سام وقابل للتحلل البيولوجي يتم استخراجه من قشور القشريات مثل الروبيان وسرطان البحر لتطوير العديد من الصناعات.
ونجحت الشركة في إنتاج هذا البوليمر على نطاق تجاري باستخدام عملية استخراج خالية من النفايات، وتقديمه بجودة عالية وتكلفة منخفضة مقارنة بالمنافسين، كما تركز على الاستدامة من خلال إعادة تدوير المنتجات الثانوية للمصايد؛ مما يسهم في تقليل النفايات وتعزيز الاقتصاد الدائري.
ويمكن استخدام مادة (الكيتوسان) في تطوير حلول مبتكرة للعديد من الصناعات وتحديات التلوث والانبعاثات المناخية، خصوصًا في قطاعات المياه والزراعة؛ إذ يمكن استخدامها في تطبيقات متنوعة مثل الأقمشة، والأسمدة، ومعالجة المياه، لكونها بديلًا طبيعيًا للمواد الكيميائية التقليدية التي تُستخدم في هذه الصناعات مثل كبريتات الألمنيوم والفحم النشط والمبيدات والأفلام البلاستيكية وغيرها، بالإضافة إلى استخدامها في قطاع النفط والغاز لمعالجة المياه عالية الملوحة، خصوصًا أن العمليات الصناعية في هذا المجال تنتج حوالي 9 براميل من المياه عالية الملوحة لكل برميل نفط؛ ما يشكِّل تحديًا يتطلب معالجته بيولوجيًا، والتخلص منه بصورة آمنة، كما تمثل المادة فرصة للشركات الزراعية لتوفير حلول مبتكرة في مجال تغطية البذور والمبيدات الحيوية ما يُعزز الاستدامة في القطاع الزراعي.
يذكر أن الجهاز يستثمر عبر محفظة الأجيال في تقنيات ومنتجات عالمية مبتكرة وصديقة للبيئة، ويسعى من خلال استثماراته الدولية إلى توطين الحلول المبتكرة لتلبية احتياجات السوق المحلي، كما يحرص الجهاز على الاستثمار في شركات واعدة اقتصاديًا لتعزيز إيرادات المحفظة، بما يضمن تحقيق عوائد مستدامة تفيد الأجيال الحالية والقادمة.