هل من لم يصم تطوعً خلال السنة لا يجوز له صيام شعبان؟
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: “ما حكم صيام التطوع في شهري رجب وشعبان دون غيرهما؟ لقد اعتدنا على صيام بعض الأيام في هذين الشهرين لفترة طويلة”.
وتابع السائل: “لكن الإمام أفتى بعدم جواز ذلك، بحجة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصم هذين الشهرين بشكل خاص، وبالتالي فهي ليست سنة، وقال إن من لم يصم تطوعًا في باقي أيام السنة لا يجوز له صيام رجب وشعبان”.
أجاب الدكتور نصر فريد واصل في فتواه رقم 3116 أن التطوع بالصيام جائز في جميع أيام السنة، باستثناء الأيام التي يُنهى عن صيامها مثل عيد الفطر وعيد الأضحى. ومن ثم، فإن صيام التطوع في شهري رجب وشعبان فقط دون أن يكون قد صام في أوقات أخرى خلال السنة أمر جائز شرعًا ولا مشكلة فيه. ولا يشترط أن يكون قد صام تطوعًا في أيام أخرى من السنة لكي يصوم في رجب أو شعبان. والقول بأن هذا غير جائز ليس صحيحًا شرعًا.
الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ [مريم: 26].
1. صيام فرض: يشمل صيام رمضان، صوم الكفارات، وصوم النذر.
2. صيام تطوع: وهو ما يُثاب عليه المرء ويُغفر له إذا تركه، ويشمل صيام السُّنة والتطوع.
أنواع صيام التطوع:
1. صيام ستة أيام من شوال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر" (رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي).
2. صيام عشرة أيام من ذو الحجة ويوم عرفة لغير الحاج.
3. صيام أغلب أيام شهر شعبان، كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما نقلت السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل صيامًا في شهر أكثر من شعبان" (رواه البخاري ومسلم).
4. صيام الأشهر الحرم: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب، مع العلم أن صيام رجب ليس له فضل خاص إلا أنه من الأشهر الحرم.
5. صيام يومي الإثنين والخميس.
6. صيام الأيام البيض: الثالث عشر، الرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر هجري.
7. صيام يومًا وفطر يومًا: كما كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم.
يُعد صيام التطوع في شهري رجب وشعبان جائزًا شرعًا، حتى لو لم يصم الشخص في أيام أخرى خلال السنة. ومن المهم أن نعلم أن الصيام في هذه الشهور لا يتطلب التزامًا بصيام أيام التطوع في أوقات أخرى من السنة. ولا حرج في صيام الشخص تطوعًا في هذين الشهرين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صيام التطوع شعبان الصيام صلى الله علیه صیام التطوع رجب وشعبان التطوع فی لم یصم صیام ا
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الاختلاف بين السنة والشيعة كان في الفكر والرأي وليس في الدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الاختلاف بيننا وبين إخواننا الشيعة هو اختلاف فكر ورأي وليست فرقة دين، ودليل ذلك ما ورد عن النبي "صلى الله عليه وسلم" في حديثه المعجز، الذي استشرف فيه المستقبل فحذرنا من مخاطر الانقسام التي قد تنبني على ذلك حين قال: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ" بمعنى نحسند بعضنا دولنا على بعض، ونحسد بعض شعوبنا على بعض، ثم قال: "وَهِيَ الْحَالِقَةُ، وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدَّيْنِ"، ثم فسر قائلا: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، فاستكمل:"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثْبِتُ ذَلِكَ لَكُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بينكم"، بمعنى رسخو السلام بينكم وعيشوا فيه معا.
وبيِن الإمام الطيب، خلال ثاني حلقاوأكد شيخ الأزهر، أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي، وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات.
واختتم فضيلته أن هذا اختلاف طبيعي في ذلك الوقت، خضع في تغليب أحدنا على الآخر لضرورات حياتية عملية فرضتها الظروف حينها، ولا يجب أن يكون هذا الاختلاف سببا في أن يكفر أحدنا الآخر، بل يجب فهم أن في هذا النوع من الاختلاف رحمة، فالصحابة رضوان الله عليهم قد اختلفوا، وقد أقر النبي "صلى الله عليه وسلم" اختلافهم، ولكن لم يكفر أحد أحدا من الصحابة، كما أننا نحن السنة لدينا الكثير من المسائل الخلافية، فلدينا المذهب الحنفي والمذهب الشافعي وغيرها من المذاهب، بكل ما بينها من أمور خلافية.ت برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أنه قد حدثت بعض الخلافات بين صحابة النبي "صلى الله عليه وسلم" ومن ذلك ما حدث على الخلافة، وقد قيل فيه "ما سل سيف في الإسلام مثلما سل على هذا الأمر"، كما اختلفوا في عهده "صلى الله عليه وسلم"، لكنهم لم يسلوا السيوف على أنفسهم، موضحا أن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي "صلى الله عليه وسلم" حين قال: " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته"، ويتقن فهمه الفهم الصحيح.