صحيفة الجزيرة:
2025-04-24@17:48:35 GMT

الإعلاميون .. صُنّاع الصورة وقادة التأثير

تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT

وجدان الفهيد

لا يُمكن الحديث عن نهضة المدن وتقدّمها دون الإشادة بدور الإعلاميين، هؤلاء الذين يشكّلون عيون المجتمع الناقلة لحركته، وصوته المعبّر عن تطلعاته، وجسوره التي تربطه بالعالم، فالإعلامي ليس مجرد ناقل خبر، بل هو شريك في التنمية، ومسهم رئيسي في بناء الصورة الذهنية لمدينته، حيث يكون حاضرًا في كل حدث، يوثق، يحلل، ويرسم الملامح الإعلامية لمستقبل المكان الذي ينتمي إليه.


إن ما يميز المدن الناجحة اليوم ليس فقط بنيتها التحتية أو مشاريعها الطموحة، بل قدرتها على إيصال هويتها ورسالتها عبر إعلام قوي، يبرز إنجازاتها، ويسوّق لفرصها، ويجعلها محط أنظار العالم، وعندما تستضيف مدينة ما مؤتمرًا دوليًا أو معرضًا اقتصاديًا، فإن الإعلاميين يصبحون خط الدفاع الأول عن مكانتها، والسفراء الذين ينقلون صورتها بأبهى حُلّة، ويوصلون رسائلها لأبعد مدى.
تشير دراسة صادرة عن منظمة السياحة العالمية (UNWTO) إلى أن المدن التي تحظى بتغطية إعلامية إيجابية أثناء استضافة المؤتمرات والفعاليات الاقتصادية تشهد زيادة بنسبة 35% في أعداد الزوار بعد انتهاء الحدث، ارتفاعًا في حجم الاستثمارات بنسبة 25% خلال السنوات الثلاث التالية،  تحسنًا في الصورة الذهنية للمدينة بنسبة 50% لدى المستثمرين الدوليين، كما وجدت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد أن الإعلام الرقمي والتغطية التفاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا رئيسيًا في جذب المستثمرين وتعزيز السياحة، حيث يساهم المحتوى الإعلامي الإبداعي في تحويل المدينة إلى “وجهة مفضلة” سواء للزوار أو أصحاب المشاريع.
لتحقيق تغطية إعلامية فعالة تسهم في تسويق المدينة، هناك عدة أدوار رئيسية يجب أن يؤديها الإعلامي بمهارة أولها: بناء قصة إعلامية جذابة ،حيث أن الناس لا تتفاعل مع الأخبار الجافة، بل مع القصص الملهمة، دور الإعلامي هو تحويل الفعاليات إلى قصص إعلامية مشوقة، تربط الزائر والمستثمر بتاريخ المدينة، تطورها، فرصها، وتوجهاتها المستقبلية، فمثلاً عند تغطية مؤتمر أو معرض ، لا يكفي الحديث عن عدد المشاركين، بل يجب تقديم قصص نجاح لمستثمرين بدأوا مشاريعهم في المدينة، أو مقابلات مع مشاركين يتحدثون عن تجربتهم الإيجابية، ثانياً : استخدام الإعلام الرقمي والتفاعل المباشر، في عصر السرعة، لم يعد الجمهور ينتظر نشر الأخبار في الصحف، بل يتابع الأحداث لحظة بلحظة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، البث المباشر، والفيديوهات القصيرة، ثالثاً : الترويج للمدينة من خلال الشخصيات المؤثرة، أظهرت دراسة لـ McKinsey & Company أن 75% من القرارات الاستثمارية والسياحية تتأثر بالمحتوى الذي يقدمه المؤثرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
صحيح أن الإعلامي يؤدي دورًا تسويقيًا، لكنه في الوقت ذاته يحمل مسؤولية المصداقية، فالترويج الفعّال لا يعني المبالغة أو التجميل غير الواقعي، بل تقديم صورة حقيقية للمدينة، تبرز نقاط قوتها، وتعكس هويتها بشكل أصيل فكل كلمة تُكتب، وكل صورة تُنشر، وكل لقاء يُبث، هو جزء من “الهوية الإعلامية” للمدينة، وهذه الهوية هي التي تصنع الفارق في مستقبلها الاقتصادي والاستثماري ، وعندما يكون هناك مؤتمر أو معرض، فهو ليس مجرد حدث، بل نافذة إعلامية للعالم، والمسؤولية الكبرى تقع على الإعلاميين في تقديمه بالشكل الذي يستحق.
في النهاية، يمكن القول إن الإعلامي هو ضمن خطوط الدفاع الأولى عن مدينته، وجزء مُهم من المرآة التي تعكس هويتها، والوسيلة التي تجعلها حاضرة على الخارطة الإعلامية والاستثمارية، وكما قال “والتر ليبمان”، أحد رواد الإعلام الحديث:“الأخبار هي ما يحدث، أما الصورة الذهنية فهي ما نصنعه مما يحدث.”

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

أبوظبي الخامسة عالمياً في مؤشر المدن الذكية

أبوظبي (الاتحاد)
أسهمت المساحات الخضراء الواسعة، وخدمة الواي فاي المجانية، ووسائل النقل العام المتطورة، إلى جانب الإدارة الفعالة لحركة المرور، في تعزيز مكانة أبوظبي ضمن مؤشر المدن الذكية لعام 2025، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية، حيث تقدمت العاصمة الإماراتية من المركز العاشر إلى الخامس، متجاوزةً العديد من العواصم العالمية الكبرى.
وقال معالي محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل: «على مدى السنوات الخمس الماضية، واصلت أبوظبي تقدمها بثبات في تصنيفات المدن الذكية العالمية، حيث ارتقت من المركز الرابع عشر في عام 2020 إلى المركز الخامس هذا العام. ويُعد هذا إنجازاً بارزاً لأبوظبي، ويعكس المكانة المتقدمة التي تواصل الإمارة ترسيخها كإحدى الوجهات المفضلة عالمياً للعيش والعمل والزيارة». 

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تسير صهاريج مياه للمخيمات في مواصي خان يونس الإمارات.. رؤية شاملة لإنهاء الأزمة السودانية

تابع معاليه: «يعد هذا التقدير الدولي دليلاً إضافياً على نجاح النهج الحكومي الشامل للإمارة الذي يواكب تطور توسعها المستمر. وتتمثل طموحاتناعام 2025، «عام المجتمع»، في مواصلة تسخير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لتمكين أفراد المجتمع وقطاع الأعمال بشكل أكبر».  
ويعتمد مؤشر المدن الذكية على تقييم 146 مدينة، استناداً إلى تصورات السكان حول البنية التحتية والتقنيات المتوفرة في مدينتهم. وأظهرت نتائج المؤشر أن أكثر من نصف المشاركين يرون أن ازدحام المرور لا يُعد مشكلة شائعة في أبوظبي، بينما أعرب 82% عن رضاهم عن شبكة النقل العام. ويُعزز هذا التقييم الإيجابي تسجيل أكثر من 90 مليون رحلة عبر الحافلات العامة العام الماضي، بالإضافة إلى أكثر من 168.000 راكب استفادوا من شبكة النقل البحري في أبوظبي. 
وفي إطار جهودها المستمرة، استثمرت دائرة البلديات والنقل 3.4 مليار درهم خلال عام 2024 في مشاريع حيوية تتعلق بالتنقل وشبكة الطرق، من بينها مشروع الجسرين، الذي أسهم في تقليل متوسط التأخير خلال ساعات الذروة الصباحية بنسبة وصلت إلى 80% على شارع الخليج العربي في أبوظبي.
كما برزت المساحات الخضراء والحدائق العامة كعوامل رئيسية ساهمت في رفع تصنيف أبوظبي في مؤشر المدن الذكية، حيث أعرب نحو 84% من المشاركين عن رضاهم بشأن توفرها وجودة صيانتها. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان الدائرة عن افتتاح أكثر من 200 حديقة وشاطئ في عام 2024 وحده، مما عزز جاذبية المدينة وجودة الحياة فيها. وفي إطار التزامها بالابتكار ورفاهية المجتمع، طورت الدائرة سبع حدائق ضمن مبادرة «الحدائق الذكية» من خلال تركيب 1400 جهاز استشعار لقياس مؤشرات متنوعة مثل رطوبة التربة، واستهلاك الطاقة، وجودة الهواء، وذلك بهدف تحسين تجربة الزوار، وتعزيز كفاءة الاستدامة، ورفع مستوى إدارة الحدائق.
ولتعزيز جمالية الأماكن العامة، أطلقت دائرة البلديات والنقل مبادرة «لوحة أبوظبي» خلال عام 2024، بهدف تحسين المظهر العام للمساحات المفتوحة والاحتفاء بثقافة الدولة وتراثها الغني، عبر الاستفادة من إبداعات ومواهب إماراتية.
مكانة أبوظبي
أسهمت سهولة الاتصال وسرعة الوصول في تعزيز مكانة أبوظبي ضمن المدن الخمس الأولى عالمياً. ووفقاً للمؤشر العالمي، أشار نحو 75% من المشاركين إلى أن خدمة الواي فاي المجانية، التي توفرها الدائرة عبر الحافلات والشواطئ والحدائق العامة ضمن مبادرة «هلا واي فاي»، كانت عاملاً رئيسياً في تحسين الوصول إلى الخدمات العامة.
وتواصل دائرة البلديات والنقل التزامها بتعزيز مكانة أبوظبي مدينة ذكية، حيث أصبحت العاصمة الآن مقراً للمكتب الإقليمي لمنظمة المدن الذكية المستدامة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يعزز من دورها الإمارة كمركز للتعاون وتبادل المعرفة وبناء القدرات لتمكين المدن في جميع أنحاء المنطقة من الاستفادة من أحدث التقنيات لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • مَـوْسِـم الْهِجْـرَة من القَــرْيَة للمَدِينَــة ( إقليم شفشاون نموذجا)
  • من الأرض إلى السماء.. هل بدأ عصر السيارات الطائرة؟
  • ملتقى التأثير المدني: الشَّجاعة الحكيمة وتحديد الخطوات يبني الدَّولة!
  • ناقش مع الدوسري تعزيز الخطاب الإعلامي المسؤول .. أمير المدينة: مهتمون بتبني مشاريع إعلامية تنموية تبرز تطور المنطقة
  • أبوظبي الخامسة عالمياً في مؤشر المدن الذكية
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • مكتوم بن محمد: مبادرة «كوادر الإمارات العالمية» تمكن الشباب الإماراتي من التأثير الدولي
  • لاستعادة المظهر الجمالي للمدينة.. إجراء عاجل من محافظة الإسكندرية
  • جالانت يكشف: صورة "النفق الضخم" في محور فيلادلفيا كانت خدعة إعلامية من الجيش الإسرائيلي
  • الصين تخطط لفرض عقوبات على مسؤولين أمريكيين وقادة منظمات غير حكومية بسبب هونغ كونغ