الرؤية- إيمان العويسية

يرصد كتاب "تحولات السينما العمانية 1970-2020" الصادر عن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، بقلم المخرج السينمائي محمد الكندي، مختلف التحولات السينمائية في سلطنة عُمان منذ سبعينات القرن الماضي إلى عشرينيات القرن الحالي، مركزا على تداخل السينما مع التلفزيون.

وسلط الكتاب الضوء على أهم الجوائز التي حصدتها الأفلام الوثائقية محليا ودوليا خاصة والتي أنتجها تلفزيون سلطنة عمان، كما رصد خطوات الحراك السينمائي العماني، وإسهامات وزارة الثقافة والرياضة والشباب في دفع العجلة السينمائية، ودور النادي الثقافي في دعم الحركة السينمائية، وما قدمته جهود السينما العمانية في خدمة الحفاظ على البيئة.

ويسجل المؤلف أهم منجزات السينما العمانية في إنتاج الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة، ويتطرق إلى لحظة تأسيس الجمعية العمانية للسينما، مسجلاً دورها الحيوي في تطوير المشهد السينمائي، كما يخصص فصلا هاما لأهم رواد السينما العمانية وإسهاماتهم في التجربة السينمائية على مستوى الانتقالات والتكوين وقيمة التجارب الفنية والجمالية، بدءاً بالمصور الفوتوغرافي والسينمائي تغلب بن هلال البرواني، ومسعود بن علي الخلاصي، والمصور السينمائي سلطان بن سعيد الطوقي الحارثي، والممثل والمؤلف الدرامي صالح بن عبدالله الشحي، والتقني والمخرج السينمائي سالم بن علي منصور، والمكرم والكاتب أمين عبد اللطيف، والمخرج سعيد بن ناصر المالكي، والمخرج عبد الرحيم بن سالم الحجري، والمخرج منصور بن عبدالرسول الرئيسي، والمخرج مال الله بن درويش البلوشي، والمخرج والكاتب عبدالله بن حبيب المعيني، والممثل والإعلامي ذياب بن صخر العامري، والمخرج حاتم الطائي، والكاتب والسيناريست عيسى بن حمد الطائي، ويتضمن الكتاب شهادة حول التصوير الفوتوغرافي والسينمائي في عُمان، والنشاط السينمائي التجاري بالبلاد.

كما يستعرض الكتاب ندوة السينما بين الحرية والوصاية ورقة الحرية والرقابة الذاتية، تلك الندوة التي احتضنها مهرجان مسقط السينمائي العاشر 2018؛ والتي قدمت للمتلقي نظرة حول جهود المنظمين في تطوير البنية الأساسية الداعمة للممارسة السينمائية في البلاد، وتهيئتها لتكون منصة تستوعب مختلف النقاشات المتعلقة بقضايا صناع السينما العمانية، وتسليط الضوء على ذاكرة مهرجان مسقط السينمائي الدولي وأيام الملتقيات السينمائية.

وقال مؤلف الكتاب: "لم تكن هناك مصادر مكتوبة وبحوث سينمائية محققة عن تاريخ بدايات أنشطة مشاهدة أو نشأة السينما في سلطنة عمان، كما نستطيع القول بأن المرجع يعد الأول من نوعه في هذا المضمار ما لم يأت ما يخالف ذلك".

وأضاف: "بدأت السينما في عمان بالأفلام الوثائقية، وكذلك كان الحال في البدايات الأولى للتصوير في سلطنة عُمان منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت وثائقية أيضًا، وقد افتتَح بها تلفزيون سلطنة عمان بثّه، وهو لا يزال يعول على الفيلم الوثائقي القصير ويعتمد عليه في توثيق الحياة الاجتماعية والسياسية والتجارية والصحية، وغيرها من المناشط الحيوية والتنموية".

يشار إلى أنَّ المخرج السينمائي محمد الكندي، مؤلف هذا الكتاب حاصل على شهادة البكالوريوس في الإنتاج والإخراج التلفزيوني والسينمائي من جامعة جريفث الأسترالية 2006، ويمتلك خبرة في المجال الإعلامي على مدى 30 سنة، وأخرج عددا من الأفلام القصيرة الوثائقية، ومثل في عدد من المسلسلات العمانية، وحاز على جوائز ذهبية وفضية وبرونزية عن برامج تلفزيونية وأفلام وثائقية داخليا وإقليميا ودوليا وهو أحد مؤسسي الجمعية العمانية للسينما.

واختتم الكتاب بسرد لأهم الأنشطة التي قامت بها الجمعية العمانية للسينما منذ بداية يناير 2017 إلى ديسمبر2018، إلى جانب ملحق خاص يُعنى ببعض المحطات في تاريخ السينما العمانية انطلاقاً من تسليط الضوء على بعض تفاصيل دورات مهرجان مسقط السينمائي منذ الفترة الأولى 2001 والثانية 2002، والدورة المنعقدة في إطار عمان عاصمة الثقافة العربية سنة 2006، وبرنامج الدورة الخامسة 2008 والسادسة 2010 والسابعة 2012 والثامنة 2014 والتاسعة 2016 والعاشرة 2018.

ويضم الملحق إشارة إلى أيام "مجان" السينمائية لسنتي 2004و2005، والتأريخ لأول عدد من مجلة "سيني عمان"، ومهرجان مسقط السينمائي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورتيه الأولى2007 والثانية 2009، وملتقى الفيلم العماني بمدينة نزوى 2011 و2013، وأيام البريمي السينمائية 2014، وملتقى ظفار الأول للفيلم العربي بصلالة 2014 والثاني 2015 والثالث 2016، كما وثق أهم الجوائز السينمائية بعمان للأفلام الروائية والوثائقية القصيرة، ومسابقة أفلام التحريك، ومسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة للتراث الثقافي المادي، منتهيا بصور فوتوغرافية لبعض الوثائق ذات الصلة بالمؤلف والحركة السينمائية العمانية في تاريخ السينما العمانية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السيد بدر: الحوار نهج دبلوماسي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية

العمانية: أكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية على أن الحوار نهج دبلوماسي وهو الأساس الراسخ الذي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية، والمتجذر في التاريخ العماني وقيمه.

جاء ذلك في كلمة معاليه خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى منظمة الرؤساء الشباب 2025 في المتحف الوطني بمسقط بمشاركة وفد من الرؤساء التنفيذيين الشباب بالمنظمة في إطار زيارتهم الحالية لسلطنة عُمان ضمن جولة تستهدف تعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.

وقال معاليه: إن سلطنة عمان تؤمن بمساحات للحوار، حيث يمكن حل النزاعات بواقعية، وتعمل المصالح المشتركة على توحيد وجهات النظر المختلفة، بدلا من أن تُستخدم كأداة للفرقة والعداء.

واستعرض معاليه الرؤية والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية المرتكزة على الانفتاح، والحياد، والاحترام المتبادل، مبيّنا أن هذه القيم أساسية لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكد معاليه أن الدبلوماسية العمانية ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي انعكاس لهُوية سلطنة عمان ونهجها الراسخ في التعامل مع العالم، وعلى مر التاريخ، كانت ولا تزال حلقة وصل بين القارات والثقافات والأفكار، حيث استقبلت شواطئها المستكشفين والتجار والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما أسهم في تشكيل هُويتها الوطنية ونهجها القائم على الحوار والانفتاح.

وأشار معاليه إلى أن الضيافة في سلطنة عُمان ليست مجرد عمل من أعمال الكرم، بل هي أسلوب حياة يعكس رؤيتنا للعلاقات الدولية، فأن نرحّب بشخص ما في منازلنا ومجتمعاتنا ووطننا يعني أننا نؤمن بقدرتنا على إثراء حياة بعضنا البعض وبهذا المعنى، فإن الضيافة هي دبلوماسية عملية، وهي الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قائمة على التفاهم والانفتاح.

وقال معاليه: إن الدبلوماسية، في جوهرها، هي "فن التوازن"، مشيرا إلى أن سلطنة عُمان لطالما قامت بدور محوري في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، كما أن الدبلوماسية في سلطنة عُمان ليست مجرد ممارسة سياسية، بل هي انعكاس لقيمها المتجذرة في تاريخها وثقافتها، وهي بالنسبة لنا ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي جزء من نسيج هويتنا.

وأكد معالي السيد وزير الخارجية، أن الخطط الدولية المتعلقة بمستقبل فلسطين غالبا ما تُبنى على أسس غير عادلة وغير مستدامة، مشيرا إلى أن هذه الخطط تستند في كثير من الأحيان إلى سياسات قائمة على العداء، مما يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في اختيار قيادته وتقرير مصيره.

وأعرب معاليه عن قلقه المتزايد إزاء تصاعد العداء في المشهد العالمي، مؤكدا أن هذه الظاهرة لا تشكّل مصدر قلق فحسب، بل إنها أيضا غير مجدية، وتسهم في إطالة أمد النزاعات وتعقيد مسارات الحلول السّلمية.

وقال معاليه: إن الخطط الخارجية الخاصة بمستقبل الحكم في فلسطين غالبا ما تستند إلى العداء، وهذا ما يجعلها غير مستدامة وغير عادلة، لأنها تُحرم الفلسطينيين من حقّهم الأساسي في اختيار قياداتهم وتقرير مستقبلهم.

وعن تأثير السياسات القائمة على العداء في حل النزاعات، أشار معاليه إلى أن العديد من الجهات الدولية ترفض الانخراط في الحوار مع خصومها، مما يؤدي إلى تعميق الخلافات وتأجيج النزاعات بدلا من حلها.

وقال معاليه: الكثيرون يصرّون على عدم التحدث إلى خصومهم كمسألة مبدأ، ويرون في الحوار مكافأة يجب حجبُها عن الأطراف التي يختلفون معها، لكن في الواقع، هذا النهج لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلات ويجعل الحلول السلمية أكثر صعوبة.

وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، أوضح معاليه أن العديد من الحكومات ترى أن تحقيق السلام في فلسطين يجب أن يتم عبر حل الدولتين، لكنها في الوقت ذاته تمتنع عن الاعتراف بدولة فلسطين بسبب موقفها من بعض الفصائل السياسية، مثل حركة حماس، وأكد معاليه أن هذا الموقف يعمي هذه الجهات عن إدراك المطالب المشروعة لتلك الفصائل التي تتقاطع في كثير من الأحيان مع تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق الأمن والاستقلال، وهي حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأضاف معاليه: إذا كنا نسعى لإيجاد حلول دائمة، فعلينا أن نكون مستعدين للحوار مع من نختلف معهم، والأهم من ذلك، أن نصغي إليهم ونحاول فهم وجهات نظرهم.

يُذكر أن منظمة الرؤساء الشباب (YPO) هي مجتمع عالمي يضم أكثر من 35 ألفا من كبار الرؤساء التنفيذيين في مختلف القطاعات من 142 دولة.

مقالات مشابهة

  • إدمان «شاشات الأجهزة الإلكترونية».. خطر يهدد صحة الأطفال
  • السيد بدر: الحوار نهج دبلوماسي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية
  • روائع موسيقى «هانز زيمر» السينمائية في «جوهرة الصحراء»
  • تجليات ندوة "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان" بمعرض الكتاب
  • بينهم نبيل عيوش.. برلين السينمائي يعلن لجنة تحكيم نسخته الـ75
  • خبراء يناقشون بمعرض الكتاب الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري
  • الكاتبة العمانية بدرية النبهاني: وجود «السلطنة» ضيف شرف معرض القاهرة للكتاب إنجاز ثقافي كبير لنا
  • خبراء يناقشون الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري بمعرض الكتاب
  • الثقافة العمانية سؤال معرض القاهرة الأبرز.. و«تاريخ الحضارتين» يكشف سر التقارب الأزلي