من الأنس إلى التباهي: دعوة لكسر قيد المظاهر والبهرجة
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام، وخلق له حواء لتكون له السكن والرفيقة والزوجة الحبيبة.
منذ ذلك الحين، والإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لا يستطيع العيش بمفرده.
كما قال أرسطو: “الإنسان مدني بطبعه”، وأكدت مقولة ابن خلدون أن الإنسان لا يستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي دون التعاون والتآزر مع الآخرين.
لكن مع تقدم الحياة المدنية، تراجعت العلاقات الإنسانية الحقيقية بشكل ملحوظ بسبب الانغماس في المظاهر الزائفة والبهرجة المفرطة.
أصبحت استضافة الضيوف أشبه بسباق محموم بين الأسر، كلٌّ يسعى لإثبات تفوقه في تقديم الأطباق والضيافة الفاخرة، متناسيًا جوهر العلاقة الإنسانية القائمة على الونس والأنس.
تغيرات اجتماعية مؤسفة
ففي الماضي كان الناس يجتمعون ببساطة للاستمتاع بالوقت مع بعضهم البعض، أما اليوم!
فبات الإنسان المعاصر يركز على المظاهر لإثبات مكانته.
نجد البعض يتباهون بسيارات باهظة الثمن ليست ملكهم، بل تم شراؤها بالتقسيط الذي يثقل كاهلهم.
المنازل أصبحت تعج بالمفروشات الفاخرة، لكن تُخصص غرف الضيوف للاستخدام النادر، بينما تضيق الأسرة على نفسها في غرفة المعيشة والمطبخ.
أصبح الإنسان المعاصر رهين المظاهر، يهدر ماله ووقته فقط لإبهار الآخرين.
حيث يستقبل ضيفًا واحدًا بإنفاق مبالغ طائلة على تجهيزات وكأنها لحدث عالمي، من شراء الشوكولاتة الفاخرة إلى الذبائح والمقبلات التي قد تكلفهم معيشة شهر كامل.
تُرى ما هي أسباب الميل للمادية والبهرجة؟
1. السوشيال ميديا: التباهي بما يمتلكه الفرد ونشر التفاصيل اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي.
2. ضعف القيم الحقيقية: تحوّل المجتمع من تقدير البساطة والعلاقات الإنسانية إلى تقدير المظاهر والماديات.
3. المنافسة الاجتماعية: تسابق العائلات لإظهار مستوى معيشتهم العالي.
4. الإعلانات والضغوط الاستهلاكية: تشجيع الناس على شراء الكماليات باعتبارها ضرورة.
ولكن!
ما هي الحلول للحد من هذه الظاهرة؟
1. تعزيز القيم الأصيلة: من نشر الوعي بأهمية البساطة وقيمة العلاقات الإنسانية على المظاهر من قِبل مختصين على وسائل التواصل الإجتماعي.
2. نشر الوعي تنظيم الأولويات المالية: وذلك من قِبل مختصين في المال والاقتصاد وتوعية المجتمع في التركيز على الاستثمار في الضروريات بدلاً من الكماليات.
3. التوعية المجتمعية: تنظيم حملات من مختصي علم الإجتماع من خلال الإعلام التقليدي المرئي والمسموع، والإعلام الجديد على وسائل التواصل الإجتماعي لتشجيع العائلات أن جوهر العلاقات هو الاستمتاع بالوقت مع بعضهم بدلاً من التباهي.
4. التواصل الفعّال: تنظيم حملات من مختصي علم الإجتماع من خلال الإعلام التقليدي المرئي والمسموع، والإعلام الجديد على وسائل التواصل الإجتماعي بتوعية العائلات بالتركيز على بناء علاقات مبنية على الاحترام والمودة بدلًا من التنافس.
5. التربية الواعية: تعليم الأجيال الجديدة وهنا دور الأهل بالتعاون مع وزارة التعليم بالمناهج المدرسية بغرس قيم القناعة والاعتدال.
ختامًا، إن العودة إلى البساطة في العلاقات والاجتماعات الإنسانية كفيلة بإحياء الأنس الحقيقي بين الناس، وتخفيف عبئ المظاهر التي استنزفت القيم المادية والمعنوية على حد سواء.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: على وسائل التواصل
إقرأ أيضاً:
في بيان.. هكذا ردّ حزب الله على دعوة ترامب لتهجير سكان غزّة
أصدر "حزب الله"، اليوم الجمعة، بياناً استنكر فيه دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى خارج فلسطين، مؤكداً أن هذا الأمر ليس إلا تعبيراً عن فكر عنصر إلغائي يهدد الإنسانية جمعاء في صميم قيمها وعلى رأسها حق الشعوب في أوطانها وأراضيها. وفي بيانه، قال الحزب إن هذا الحق لا يمكن سلبه أو التطاول عليه أو التنازل عنه بالقوة والإرغام بأي شكل من الأشكال، وأضاف: "إن هذا الاستعلاء المقرون بجنون العظمة، جعل ترامب وإدارته يظنان أنّ مسار تأسيس دولته الأسود القائم على الإبادة المنظمة لشعب القارة الأصلي وإحلال المستوطنين مكانهم، يمكن إعادة تصديره في هذه الحقبة باقتلاع أهل الأرض الفلسطينيين ومنحه إلى الصهاينة، بعد أن عجزت عن ذلك آلة الحرب الأمريكية الصهيونية مدعومة بالمنظومة الغربية، التي عجزت عن كسر إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني في ملحمة قلّ نظيرها في العصر الحديث، حيث قدمت المقاومة في غزة وشعبها تضحيات أسطورية وأثبتت من خلالها أنها عصية على كل مشاريع الاقتلاع والتهجير.". وشدد الحزب على أن "ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه في السلم وتحت شعارات خبيثة حمقاء تريد أن تستغبي شعوب العالم بادعاء حرصها على أن ينعم أهل غزة بحياة أفضل خارجها". كذلك، رأى حزب الله أنّ هذا المشروع الخطير، الذي هو عكس المنطق والطبيعة، بقدر ما هو مدان ومرفوض بقدر ما يؤشر إلى طبيعة التآمر وحجمه على الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.وتابع: "إن حزب الله يؤمن إيمانًا مطلقًا بأنّ من أحبط حرب الإبادة، سيحبط حرب الاقتلاع العنصرية، وسيدرك ترامب ومن معه أنّ هذه الأرض المقدسة، لا يمكن أن تخضع لإملاءات الجنون الأمريكي، وأنّ كل المخلصين في عالمنا العربي والإسلامي وفي كل العالم سيقفون صفاً واحداً لإعلاء الصوت وإحباط المؤامرة الدنيئة، ولن يسمحوا تحت أي ظرف بأن يصبح مصير الشعب الفلسطيني تحت رحمة الهوس الصهيو - أمريكي في الاستيلاء على البلاد واستعباد الشعوب وتقرير مصيرها".
ودعا حزب الله "الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف عملية لمواجهة هذا المشروع الاحتلالي، وإلا فإنّ ما ينتظر بلدانهم في حال نجاح هذه الخطوة هو مصير أسود لن يبقي ولن يذر، لا استقلال ولا ثروات ولا شعوب". كذلك، حذّر من "أي تهاون في المواجهة سيمهد الطريق لعملية طرد منظمة لكل أهالي الضفة الغربية ولاحقاً لكل الشعب الفلسطيني في أراضي الـ (48) المحتلة، وتحقيق الحلم التوراتي وأحلام الصهيو - أميركية في الاستيلاء على فلسطين كلها وجعلها يهودية بالكامل".
وختم: "إنّ حزب الله يؤكد أنّ هذا الاعتداء الجديد على فلسطين وأهلها سيكتب له الفشل التام وسيثبت الشعب الفلسطيني ومعه كل الشرفاء أنهم باقون في أرضهم وأن ترامب وكل جبروته وتآمره لن يسقط الإرادة الفلسطينية بل مشروعه سيسقط، وستبقى غزة لأهلها وفلسطين لأهلها، وسيبقى هذا الشعب عنوان فلسطين العزة والقوة والحفاظ على الأرض وقدوة لكل شعوب العالم في النضال من أجل الحق والمقدسات".