الجامعة باقية.. والرئيس زائر عابر!
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
#الجامعة_باقية.. و #الرئيس #زائر #عابر!
بقلم: أ. د. محمد تركي بني سلامة
ما أقسى أن تتحول الجامعات إلى محطات عابرة، يعبرها رؤساء زائرون، يأتون ويذهبون كأنهم سائحون في نزل مؤقت، بينما تبقى الجامعات صامدة، تحمل جراح القرارات المرتجلة، وتتحمل فشل من لم يكن على قدر المسؤولية. الجامعة بيت العلم، ملاذ الطامحين، وأمل الأجيال، أما الرئيس فليس أكثر من ضيف عابر، تفرضه الظروف، ثم تمضي به الأيام إلى النسيان، لكن الجامعات تبقى شاهدة على ما اقترفت أياديهم.
كم ترددت العبارات الرنانة عن “التقييم السنوي لرؤساء الجامعات”، وكم أوهمونا بأنه ميزان للعدل، وأداة لفرز الناجح من الفاشل، لكنه في الواقع لم يكن سوى كذبة كبرى، تُقال على المنابر ولا تُطبق في الميدان! فقد أثبتت التجربة أن هذا التقييم لا يُلزم أحدًا ولا يغير شيئًا، بل أصبح أشبه بمسرحية هزلية، يُصفق فيها الجمهور، بينما تُعاد الوجوه ذاتها، رغم فشلها وإخفاقها في النهوض بالمؤسسة.
أمجلس التعليم العالي، فهو – للأسف – مجرد “خاتم مطاطي” في يد الوزير، فلا معنى إذن لكل هذا الحديث عن التقييم والمحاسبة طالما أن بقاء الرئيس أو رحيله يخضع لمعادلات لا علاقة لها بالأداء الفعلي.
مقالات ذات صلة عمان الأهلية تشارك بإجتماع إتحاد الجامعات العربية وتُكرّم رئيس جامعة السلطان قابوس 2025/02/01القانون يمنح مجالس الأمناء صلاحيات واسعة في الرقابة على أداء رئيس الجامعة، من النواحي الأكاديمية، والمالية، والإدارية، لكن أين هم من كل هذا؟ لماذا تحولوا إلى شهود على تراجع الجامعات، دون أن يحركوا ساكنًا؟ إذا كان مجلس الأمناء هو الجهة المسؤولة عن مراقبة الرئيس، فلماذا لا يُبادر بعزله عندما يُثبت فشله؟ لماذا يُترك ليكمل مدته وكأن الجامعة رهينة لعجزه؟
المسألة ليست شخصية، لكنها مسألة مصير مؤسسة يجب أن تبقى أبدًا، بينما الرئيس زائر مؤقت، وجوده مرهون بنجاحه، وإن فشل فمكانه ليس على رأس الجامعة، بل في صفحات التاريخ بوصفه واحدًا من العابرين الذين لم يتركوا أثرًا يُذكر سوى الخيبات.
من المثير للسخرية أن البعض يختبئ خلف “الإرادة الملكية السامية” ليبرر استمرار رؤساء فاشلين، وكأن الملك هو الذي اختارهم شخصيًا! الحقيقة أن الإرادة الملكية لا تعفي أحدًا من المسؤولية، ولا يمكن استخدامها كذريعة لحماية من أخفق.
الملك لا يُسأل دستوريًا، لكنه أيضًا لا يُدير الجامعات يوميًا، ومن يحاول التذرع بالإرادة الملكية لإخفاء فشله إنما يرتكب جريمة سياسية وأخلاقية، لأن المسؤولية في النهاية تقع على الجهات التنفيذية، لا على رأس الدولة.
الجامعات ليست ملكًا لأحد، لا للرئيس، ولا لمجلس الأمناء، ولا للوزير، بل هي أمانة وطنية، ومن لا يستطيع حمل الأمانة عليه أن يترجل، لا أن يُكافأ بسنوات إضافية من الفشل.
إن لم تقم مجالس الأمناء بدورها، وإن لم يصرخ الأكاديميون والطلبة لإنقاذ مؤسساتهم، فإن الجامعات ستظل أسيرة لمصالح المتنفذين، وستُدار بعقلية الترضيات والمحسوبيات بدلًا من الكفاءة والإنجاز.
لكل رئيس جامعة تسلم منصبه، فشل في إدارته، ثم غادرها دون أن يترك أثرًا سوى الخيبة، نقول له: أنت كنت مجرد زائر.. أما الجامعة فباقية. حفظ الله الأردن وطنًا آمنًا، وحفظ جامعاته من عابري السبيل!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الرئيس زائر عابر
إقرأ أيضاً:
مجلس جامعة الإسكندرية يعلن تأييده لموقف الدولة المصرية الداعم للقضية الفلسطينية
أصدر مجلس جامعة الإسكندرية برئاسة الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس الجامعة، بيانا أكد فيه دعم وتأييد المواقف والقرارات التي تتخذها الدولة المصرية والقيادة السياسية دعمًا للقضية الفلسطينية ووقف مخطط تهجير الأشقاء الفلسطينيين.
وأكد المجلس أن جامعة الإسكندرية بكامل منتسبيها من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والجهاز الإداري، تقف صفاً واحداً خلف القيادة السياسية في جميع الإجراءات والتدابير التي تتخذها دعماً للقضية الفلسطينية، حفاظاً على الأمن القومي المصري وسيادة الدولة المصرية، وتساند الموقف المصري الرافض للأفكار التي يتم الترويج لها بخصوص تهجير الفلسطينيين.
كان قد استقبل الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس جامعة الإسكندرية، السفيرة اوليفيا تودريان سفيرة دولة رومانيا بالقاهرة ، لبحث سبل التعاون فى المجالات الأكاديمية والبحثية ذات الاهتمام المشترك .
العلاقات المتميزة بين البلدينوفى كلمته رحب الدكتور قنصوة بالسفيرة فى رحاب جامعة الإسكندرية، مؤكداً اعتزازه بالعلاقات المتميزة بين البلدين والتى من شأنها إتاحة الفرصة لمزيد من التعاون فى المجالات العلمية والبحثية محل الاهتمام المشترك.
واستعرض خلال اللقاء رؤية جامعة الإسكندرية وخطتها نحو تدويل التعليم وإنشاء شراكات مع الجامعات العالمية ذات التصنيف الدولي المتميز، والتوسع فى إنشاء الأفرع الدولية خارج مصر، وكذا إنشاء شراكات لفروع الجامعات الأجنبية على أرض الجامعة ببرج العرب، والتوسع في إنشاء البرامج والدرجات العلمية المزدوجة مع كبرى الجامعات العالمية المرموقة، وكذا إنشاء شراكات دولية لدعم التكنولوجي بارك بجامعة الإسكندرية ليكون نواة لتعزيز مفهوم الصناعة القائمة علي المعرفة وربط مخرجات البحوث العلمية بالصناعة وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة إقتصادية.
العلاقات المتميزة وبروتوكولات التعاون
كما لفت إلى العلاقات المتميزة وبروتوكولات التعاون بين جامعة الإسكندرية والعديد من الجامعات العالمية ذات المستوى العلمى المتميز معرباً عن تطلعه لتطوير التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الرومانية فى المجالات العلمية والبحثية ذات الاهتمام المشترك من خلال تبادل الخبرات والأفكار والابحاث العلمية خاصة فى مجالات النانو تكنولوجي وتكنولوجيا المياه والطاقة.
وأكدت السفيرة اوليفيا توديريان حرصها على توطيد التعاون العلمى والبحثى مع الجهات الأكاديمية المصرية بشكل عام وجامعة الإسكندرية بشكل خاص مشيدة بالمستوى المتميز لجامعة الإسكندرية فى شتى المجالات الأكاديمية، وإمكانية التعاون مع الجامعات الرومانية في العديد من المجالات الأكاديمية والبحثية.
تضمن اللقاء عرض تقديمي من جامعة الإسكندرية لاستعراض إمكاناتها البشرية والمادية واستراتيجيتها للارتقاء بمستوى التعليم والبحث العلمي وعلاقاتها الدولية، وعرض تقديمي من الجانب الرومانى تم خلاله استعراض الإمكانيات المادية والبشرية للجهات الأكاديمية الرومانية وفرص التعاون المتاحة مع الجامعات المصرية.
حضر اللقاء الدكتور هشام سعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور على عبد المحسن القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور سامح شحاته المشرف على مكتب العلاقات الدولية بجامعة الإسكندرية، والدكتورة جيهان جويفل مساعد رئيس الجامعة لتدويل التعليم وفروع الجامعات الدولية، والدكتورة بشرى سالم، مساعد رئيس الجامعة لتصنيف الجامعات، والدكتور محمد الفقي عميد كلية الحقوق، والدكتور عبير عطية عميد كلية السياحة والفنادق، والدكتور أيمن شتيوي القائم بأعمال عميد كلية الأعمال، والدكتورة نجلاء أبو عجاج وكيل كلية الآداب لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة أمانى سليمان المدير التنفيذي لمكتب العلاقات الدولية بكلية الآداب.