مصر ودورها المحوري في دعم استقرار لبنان | خبير: تحركات سياسية واقتصادية لإنهاء الأزمات
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
تعد مصر من أبرز الدول الداعمة لاستقرار لبنان، حيث لا تتوانى في تقديم كافة أشكال الدعم السياسي، الاقتصادي والإنساني، تماشيا مع التزامها الثابت بالحفاظ على أمن لبنان واستقراره في ظل التحديات والأزمات التي يمر بها.
وخلال السنوات الماضية، لعبت مصر دورا محوريا في تعزيز الاستقرار اللبناني من خلال سلسلة من التحركات على مختلف الأصعدة، وهو ما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين والدولتين.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر قامت بدور واضح وفعال في الملف اللبناني خلال الفترة الماضية، وأكد أن التحركات المصرية لم تقتصر على الدعم السياسي، بل شملت أيضا مبادرات اقتصادية وإنسانية مهمة.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه المبادرات تمثل التزام القاهرة القوي بمساعدة لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، والعمل على توفير استقرار الأوضاع في ظل الأزمات التي يشهدها لبنان من توترات أمنية واقتصادية.
في خطوة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية، التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في بيروت.
وأكد الوزير عبد العاطي- خلال هذا اللقاء أن مصر تقف إلى جانب لبنان بكل قوة، داعمة سيادته وأمنه واستقراره، كما شدد على استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان لمساعدته في مواجهة التحديات الراهنة.
وأعرب الوزير عن تقدير مصر العميق للدور الروحي الذي يؤديه البطريرك للحفاظ على نموذج التعايش المشترك والوحدة الوطنية في لبنان، وهو ما يساهم في تعزيز السلم الأهلي والوفاق الوطني.
دور مصر في المرحلة السياسية الجديدةمن جانب آخر، أكد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أن بداية عهد الرئيس اللبناني جوزيف عون تشكل فرصة كبيرة لتعزيز دور المؤسسات الوطنية اللبنانية بما يسهم في إيجاد توافق وطني شامل.
وأكد أهمية عدم إقصاء أي مكون لبناني من المشاركة في العملية السياسية لتحقيق الاستقرار المنشود، كما شدد على أن مصر ستواصل دعمها الكامل للبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه السياسي، مؤكدا أن مصر تولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات بين المؤسسات الوطنية الدينية في كل من مصر ولبنان.
فيما يتعلق بالأحداث الأمنية في لبنان، أعلنت وسائل الإعلام عن تعرض لبنان لعدة غارات من قبل الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة مثل البقاع وعكار.
وهذه الهجمات أسفرت عن استشهاد لبنانيين وإصابة آخرين، وقد أكدت مصر على موقفها الثابت في دعم لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مشددة على ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه.
مواصلة تعزيز العلاقات المصرية-اللبنانيةوفي إطار حرص مصر على دعم لبنان في مختلف المجالات، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي مكالمة هاتفية مع الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية.
وهنأ الوزير المفتي بانتخاب الرئيس جوزيف عون وتكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
وأعرب عن تطلع مصر إلى دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وتنشيط التعاون الاقتصادي والثقافي بينهما بعد تشكيل الحكومة.
تستمر مصر في تقديم الدعم الشامل للبنان لمساعدته في اجتياز التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهه، ويعد هذا الدعم استمرارا لعلاقات تاريخية قوية بين البلدين، حيث تسعى مصر من خلاله إلى الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره وتحقيق التقدم والازدهار لشعبه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر إسرائيل لبنان الرئيس السيسي الاحتلال المزيد عبد العاطی لبنان فی
إقرأ أيضاً:
ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
يزور رئيس الجمهورية جوزف عون اليوم المملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له، لذلك تحمل معاني الزيارة رمزية محددة حيث تنطلق صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية-السعودية، منهية مرحلة من الجفاء السعودي تجاه لبنان لأسباب باتت معروفة.
واستبق الرئيس عون الزيارة بتصريحات لافتة حيث أعلن عن ضرورة توطيد العلاقات العربية الداخلية وعدم إيذاء أية دولة لأي من أشقائها العرب.
والأكثر من ذلك أن الرئيس عون عبّر بلغة لبنان الجديد والذي تريد الدول العربية ودول العالم سماع اللغة الجديدة للمسؤولين اللبنانيين ليس فقط تجاههم. بل أيضاً في ما خص الوضع اللبناني الداخلي وسيادة لبنان الفعلية على كامل الأراضي وبسط سلطة الدولة وتنفيذ القرارات الدولية والقيام بالإصلاحات اللازمة ومحاربة الفساد. مشيراً إلى أن قرار السلم والحرب هو في يد الدولة.
ثم في عدم استعداد لبنان لأن يتحمل النزاعات الخارجية على أرضه. كما أن اللغة الجديدة تتحدث عن دور الجيش اللبناني في حماية لبنان واللبنانيين، وفي وضع حد للسلاح غير الشرعي، تحت عنوان حصرية السلاح في يد الدولة وحدها.
المملكة والدول العربية، والمجتمع الدولي يريدون تنفيذاً فعلياً للمقومات التي يبنى عليها لبنان الجديد بعد انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني الماضي.
وتؤكد مصادر قصر بعبدا ل”صوت بيروت انترناشونال”، أن الرئيس عون سيعبر عن شكره للمملكة للدور الذي قامت به في لبنان ولمساعدته على انجاز استحقاقاته الدستورية وتقديره لوقوف السعودية الدائم إلى جانب لبنان والشعب اللبناني.
وأشارت المصادر، أن الزيارة ستبلور صفحة جديدة من عودة لبنان إلى أشقائه العرب، لا سيما إلى السعودية، وعودته إلى الحضن العربي، على أن تستكمل تفاصيل متعلقة بالاتفاقيات الثنائية وتوقيعها بعد شهر رمضان المبارك. وبالتالي، لن يكون هناك وفداً وزارياً يرافق الرئيس في الزيارة لتوقيع اتفاقيات. إنما الزيارة تحمل في طياتها رسالة شكر وتقدير واستعادة لهذه العلاقات التاريخية، وإعادة فتح القنوات على كافة المستويات.
إذاً، اللغة الجديدة للمسؤولين اللبنانيين لم تكن لتحصل لولا التغييرات الزلزالية التي أدت إلى انهيار المنظومة الإيرانية-السورية. وفي ظل ذلك شاركت دول الخليج الولايات المتحدة وفرنسا في صياغة الوضع اللبناني والذي يؤمل حسب المصادر باستكماله بتطبيق القرارات الدولية، وإصلاح الدولة والقضاء على الفساد. كلها على سبيل الشروط لمساعدة لبنان. مع أن إسرائيل حالياً باستمرارها بالخروقات تلعب دوراً سلبياً بالنسبة إلى انطلاقة العهد. وهناك انتظار لردة الفعل السعودية على الزيارة، وللمواقف التي ستطلقها خلالها.
وينتقل الرئيس عون إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الاستثنائية لمناقشة الوضع الفلسطيني. وسيعبر عن الثوابت اللبنانية وعن الإجماع العربي حول ذلك.
موقف لبنان ملتزم مع العرب ومع جامعة الدول العربية، أي حل القضية الفلسطينية وفق مبدأ الدولتين، وعلى أساس المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت العربية في العام 2002.
وأوضحت المصادر، أن اتصالات عربية رفيعة المستوى تجرى لحصول موقف موحد يخرج عن القمة