تأجيل النوم الانتقامي.. اكتشف ثمن متعة الثأر من ساعات النهار
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
بعد يوم طويل مليء بالمهام وساعات العمل المرهقة، يعود البعض إلى منازلهم بحثا عن الراحة إلا أنهم يجدون أنفسهم يؤجلون النوم من دون سبب واضح، فساعات الليل تصبح ثمينة، إذ يحتارون بين متعة الترفيه والاستسلام للنوم. وبينما يرون أن هذه الساعة التي يختلون فيها بأنفسهم هي الوقت الخاص بهم، يعرف هذا السلوك علميا باسم تأجيل النوم الانتقامي أو السهر الانتقامي.
يشير "تأجيل النوم الانتقامي" إلى تأخير النوم كنوع من التعويض عن يوم مليء بالضغط أو نقص أوقات الراحة. وقد أصبح شائعا بعد انتشار مصطلح صيني يعكس إحباط الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة دون وقت للترفيه، فيلجؤون إلى تأجيل الذهاب إلى الفراش من أجل القيام بأنشطة لا يجدون الوقت لممارستها خلال النهار، إنها طريقة لإيجاد الوقت للترفيه والتسلية على حساب النوم.
تم طرح مصطلح "تأجيل النوم الانتقامي" لأول مرة في ورقة بحثية عام 2014، حيث أضيفت كلمة "الانتقام" في الصين لوصف ظاهرة بقاء الأشخاص، الذين يعملون لساعات طويلة تصل إلى 12 ساعة يوميًا، مستيقظين ليلًا بوصفها طريقة وحيدة لاستعادة السيطرة على وقتهم الشخصي.
كما أصبح المصطلح شائعا بعد تغريدة للصحفية دافني ك. لي وصفتها بأنها شيء يحدث عندما "يرفض الأشخاص، الذين ليس لديهم الكثير من السيطرة على حياتهم النهارية، النوم مبكرًا لاستعادة بعض الشعور بالحرية خلال ساعات الليل المتأخرة".
إعلانتشير بعض الدراسات إلى أن الطلاب والنساء أكثر عرضة لهذا السلوك. كما أن الأشخاص الذين يميلون إلى التسويف في حياتهم اليومية يكونون أكثر عرضة لتأجيل النوم.
وبسبب جائحة كوفيد-19 وزيادة الضغط النفسي والعمل من المنزل، ازداد معدل تأجيل النوم لدى الكثيرين، إذ امتدت ساعات العمل وأصبح لديهم وقت أقل للاسترخاء.
وعلى الرغم من أن تأجيل النوم قد يبدو مغريا، فإن السهر المتكرر والاستيقاظ المبكر قد يؤديان إلى الحرمان الحاد من النوم، مما يؤثر بشكل خطير على الصحة العقلية والجسدية والعاطفية.
عندما يصبح السهر مكافأةلدى الباحثين عدة تفسيرات لتفضيل بعض الأشخاص السهر رغم إدراكهم أهمية النوم. فقد يكون ذلك نتيجة لطبيعة الشخص نفسه، إذ يميل البعض إلى السهر في عالم يعتمد على الاستيقاظ المبكر، في حين قد يلجأ آخرون إلى تأخير النوم كوسيلة لتخفيف التوتر بعد يوم شاق، كما أن البعض يعاني من المماطلة بشكل عام، مما يجعلهم يؤجلون المهام المهمة بما في ذلك النوم.
تقول كندرا شيري، أخصائية إعادة تأهيل نفسي اجتماعي ومؤلفة كتاب "كل شيء عن علم النفس"، ليس كل من يسهر لوقت متأخر يعاني بالضرورة من تأجيل النوم الانتقامي. وفقا للباحثين، هناك ثلاث خصائص رئيسية تُعرّف هذا السلوك:
يجب أن يؤدي تأخير النوم إلى تقليل إجمالي ساعات النوم خلال الليل، لا يكون التأخير ناتجا عن أسباب أخرى مثل المرض أو عوامل بيئية تؤثر على النوم. يكون الشخص على دراية بأن تأخير النوم قد يؤدي إلى عواقب سلبية، ومع ذلك يختار القيام به.
يختلف تأثير هذا السلوك من شخص لآخر وفقا لظروفهم وأسباب تأجيل النوم. بالنسبة للآباء، قد يكون الوقت بعد نوم الأطفال هو الفرصة الوحيدة للاستمتاع ببعض اللحظات الشخصية. أما بالنسبة للذين يعانون من جداول عمل مزدحمة، فقد يكون الاستلقاء على الأريكة ومشاهدة المسلسلات هو السبيل الوحيد للاسترخاء دون قيود.
إعلانيستغل البعض ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر لممارسة الهوايات أو القيام بأنشطة تتطلب جهدًا أكبر، لكن في معظم الحالات تكون هذه الأنشطة غير مجهدة. ومن أمثلتها التسوق الإلكتروني، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والقراءة أو متابعة خدمات البث، حيث تعد من الأنشطة السهلة التي يستمتع بها الأشخاص أثناء تأجيل النوم.
كيف يؤثر تأجيل النوم على صحتك؟يحتاج البالغون إلى 7-9 ساعات من النوم يوميا، في حين يحتاج الأطفال والمراهقون إلى أكثر من ذلك، لذلك فإن قلة النوم يمكن أن تؤثر على حياتك بطرق مختلفة، مثل:
بطء التفكير ضعف الذاكرة ضعف التركيز اتخاذ قرارات خاطئة الإجهاد والقلقوعلى المدى الطويل، قد يزيد الحرمان من النوم من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكري، والسمنة، وضعف الجهاز المناعي، ومشكلات هرمونية، وآلام مزمنة، والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، وزيادة خطر الوفاة المبكرة.
إذا كنت تعاني من تأجيل النوم الانتقامي، إليك بعض النصائح لمساعدتك في النوم بشكل أفضل:
قلل من القيلولة النهارية: إذا احتجت إلى قيلولة، اجعلها قصيرة (30 دقيقة أو أقل) وفي وقت مبكر من اليوم.
ابتكر روتينا ليليا مريحا: مثل تنظيف الأسنان، وقراءة كتاب، أو ممارسة تمارين تمدد خفيفة.
تجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم: الأكل قبل النوم مباشرة قد يجعلك تشعر بعدم الراحة.
قلل من الكافيين والتدخين: هذه المواد يمكن أن تعيق النوم، خاصة عند استهلاكها في وقت متأخر.
راقب كمية المياه التي تشربها: شرب الكثير من الماء قبل النوم قد يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر للذهاب إلى الحمام.
التزم بجدول نوم منتظم: اذهب إلى النوم واستيقظ في الوقت نفسه كل يوم حتى في عطلة نهاية الأسبوع.
هيئ غرفة نومك للنوم: اجعل درجة الحرارة بين 19-21 درجة مئوية، وأطفئ الأضواء وأبعد الأجهزة الإلكترونية، واستخدم أصواتا مهدئة إن لزم الأمر.
إعلانأهم خطوة هي جدولة فترات قصيرة من المتعة خلال اليوم وعدم تخطيها، لا يوجد قانون يمنعك من مشاهدة حلقة قصيرة من مسلسلك المفضل خلال استراحة العمل، أو ممارسة نشاط ممتع خلال النهار. إدخال لحظات الترفيه خلال اليوم يمكن أن يقلل من الحاجة إلى تأجيل النوم انتقامًا من الروتين اليومي.
إذا لم تساعدك هذه النصائح، فقد يكون السبب مشكلة صحية تحتاج إلى استشارة الطبيب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تأخیر النوم قبل النوم قد یکون
إقرأ أيضاً:
عادات خاطئة تضر بصحتك في رمضان
تتغير عادات الأشخاص بحلول شهر رمضان المبارك فإن الجميع يسعى إلى التقرب إلى الله بالصوم و الصلاة و محاولة الإصلاح من سلوكهم في جميع نواحي حياتهم خلال ذلك الشهر .
و في التقرير التالي سنوضح أبرز العادات التي يقومك بها البعض أثناء شهر رمضان تؤثر بالسلب عليهم :
التدخين :
بعض المدخنين خلال الصيام يمتنعون عن شرب السجائر خلال النهار، و لكن بعد تناول وجبة الإفطار قد لا يتناولون طعاما و يكتفون بشرب كميات كبيرة من السجائر لتعويض إحساس فقدانهم للنيكوتين طوال اليوم، و لكن تلك العادة خاطئة للغاية و قد تؤثر على الرئة و تتسبب في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي و في بعض الحالات من المدخنين الشرهين قد يصل الأمر إلى سرطان الرئة .
تناول الكثير من الطعام:
في هذا الشهر المبارك تقوم بعض العائلات المصرية بتنويع السفرة خلال الثلاثين يوما في رمضان و هذا يدفع بعض الأشخاص لتناول كميات كبيرة من الطعام نظرا لوجود كميات كبيرة بشكل يومي و تلك العادة خاطئة للغاية و تتسبب في الشعور بالثقل و التخمة بعد الانتهاء من تناول الطعام و قد ترفع نسبة الكوليسترول فجأة مما يضر بصحة القلب.
الوجبات السريعة :
كثير منا تدفعه ظروفه لتناول وجبة الإفطار أو السحور في الشارع بسبب ظروف العمل او غيره، و لكن يجب التقليل بقدر الامكان من تناول الوجبات السريعة و ذلك لأن المكونات قد تحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية بسبب الأطعمة و النكهات التي تضيفها المطاعم .
قلة النوم:
تتغير مواعيد النوم و الاستيقاظ خلال شهر رمضان و ذلك نظرا لأن الذهاب للعمل في الصباح الباكر و السحور يكون فجرا، فالنوم يكون متقطعا أو قليلا و البعض لا يمكنه النوم فور السحور فينتهي به الحال بمواصلة اليوم التالي بدون نوم مما قد يضر بجهازه العصبي، فيجب تنظيم الوجبات بحيث تكون وجبة السحور خفيفة و مشبعة مما يساهم الحصول على قدر كاف من الراحة و النوم .