شهدت قاعة العرض بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ ٥٦، ضمن محور "الترجمة إلى العربية"، إقامة ندوة لمناقشة كتاب بعنوان "موسوعة الفلكلور الأفريقي"،  تحرير الدكتور محمد الجندي أستاذ الأدب الانجليزي بأكاديمية الفنون، يناقشه الدكتور مصطفى جاد، العميد السابق لمعهد الفنون الشعبية، وبحضور السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، ورانيا شرعان، مدير مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي.

في البداية قال الدكتور مصطفى جاد، إن كلمة فلكلور هي كلمة إنجليزية بالأساس وتعني التراث الشعبي،  موضحا أن الموسوعة بدأت توطد العلاقات المصرية بأفريقيا في مجال التراث الشعبي، كما أن الموسوعة انتبهت بالفلكلور بمفهومه الكلاسيكي، فالفلكلور كمصطلح بالنسبة للإعلام والعامة، يحمل معاني لا علاقة لها بالعلم، رغم أن الفلكلور في حد ذاته هو علم يضم مئات الموضوعات.

وأضاف أن علم الفلكلور يركز على العادات والتقاليد بالنسبة للشعوب، بالإضافة إلى المعتقدات الشعبية، والأدب الشعبي، وفنون الأداء الشعبي.

وأشار إلى أن موسوعة الفلكلور الشعبي، تضم نوعا من الحكايات وهي الحكايات الملغزة أو الحكايات المعضلة، وهي الحكايات التي تنتهي بسؤال، وهناك آلاف الحكايات الشعبية الأفريقية التي تكون على هذا المنوال، وخاصة في الجنوب تنتشر بشكل كبير.

ولفت إلى أن هناك فرق بين الفلكلور واستلهام الفلكلور، فالفلكلور هو طقس شعبي مثل عادات معينة في سبوع المولود، وفي حالة تقديم هذا الطقس في إطار فني فهو استلهام للفلكلور، مؤكدا أن الفلكلور الشعبي الأفريقي يدر للاقتصاد العالمي مليارات الدولارات، من خلال تحليل الوصفات الشعبية الأفريقية للعلاج وتحويلها إلى دواء بعد دراستها.

من جانبه قال الدكتور محمد الجندي، إن موسوعة الفولكلور الأفريقي، تعتبر علامة فارقة في الدراسات الفولكلورية وترجمتها إلى العربية إضافة استثنائية، لأانها تفرد كأول عمل موسوعى شامل في الفولكلور الأفريقي.

وأضاف أن الفولكلور يعد أحد العناصر الأساسية في فهم هوية الشعوب، إذ يعكس موروثاتها الثقافية وعاداتها وأساطيرها وحكاياتها الشعبية التي تتناقلها الأجيال، وفى هذا السياق، تأتى موسوعة الفولكلور الأفريقي كأول عمل موسوعي شامل في هذا المجال، لتسد فجوة معرفية كبيرة حول التقاليد الشفوية والثقافة الشعبية في القارة الأفريقية، فرغم وجود عدد من الدراسات الأكاديمية التي تناولت الفولكلور الأفريقى على مدار العقود الماضية، إلا أنها غالبا ما كانت تركز على جوانب معينة، مثل الفنون أو التقاليد الشفوية أو الطقوس الدينية، إلا أن هذه الموسوعة تتميز بشمولية أكبر، فهى ليست كتابا تقليديا عن الفولكلور، بل عملا موسوعيا يجمع بين التاريخ والأنثروبولوجيا والدراسات الثقافية، مما يعزز فهمنا العميق للهوية الثقافية الأفريقية.

وتابع: "قبل صدور هذه الموسوعة، لم يكن هناك عمل يجمع هذا الكم الهائل من المعلومات حول الفولكلور الأفريقي في مصدر واحد، مما يجعلها إنجازا أكاديميا بارزا، وصدرت موسوعة الفولكلور الأفريقى عام ۲۰۰٤ في سياق التحولات العالمية التي شهدها العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث تزايد التركيز على استعادة التراث الثقافي للشعوب الأصلية ودراسته، وكان ذلك الوقت حافلا بالنقاشات حول العولمة وتأثيرها على الثقافات المحلية، والحاجة إلى توثيق الفولكلور قبل أن يندثر بفعل التغيرات السريعة في المجتمعات الأفريقية، ونظرا لأن الفولكلور يعتمد بشكل كبير على الشفوية، فإن توثيقه يتطلب دقة كبيرة لضمان عدم فقدان روحالأداء والسياق الثقافي، كما أن هناك عدد هائل من اللغات الأفريقية يتجاوز ۲۰۰۰ لغة، ما يجعل عملية التوثيق شاقة للغاية، إذ أن كل لغة تحمل معها تقاليدها وقصصها، وكذلك أيضا هناك تأثير العولمة، فقد أدى انتشار التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة إلى تراجع الاهتمام بالفولكلور التقليدي، حيث باتت الثقافات الشعبية المعاصرة أكثر جذبا من هنا جاءت موسوعة الفولكلور الأفريقى استجابة لتلك التحديات، حيث تقدم توثيقا منهجيا للتقاليد الشفوية التي تعد المصدر الأساسي لتاريخ الشعوب الأفريقية، فتغطى تراث أكثر من ٥٠ دولة أفريقية، مما يجعلها مرجعا غنيا يقدم نظرة شاملة على التنوع الثقافي للقارة، وهى لا تعرض الفولكلور كقصص معزولة، بل تقدم السياق الثقافي والاجتماعي لكل عنصر، مما يساعد القارئ على فهم القصة في إطارها الصحيح".

وأكمل: "وفي ظل وجود نقص حاد في المصادر المكتوبة في مجال الفولكلور الإفريقي، تعد الموسوعة مصدرا حيويا لإثراء المكتبة الأكاديمية العالمية، إضافة إلى ذلك، فإن ترجمتها إلى العربية تعد حدثا استثنائيا، إذ لا توجد أعمال بهذا الحجم والتوسع باللغة العربية عن الفولكلور الأفريقي، ما يجعلها مصدرا فريدا للباحثين العرب الراغبين في استكشاف التراث الشعبي الأفريقي بطريقة علمية موثوقة، وتضم الموسوعة مساهمات من نخبة من الباحثين، الذين يقدمون للقارئ لمحات من الثراء والتعقيد والتنوع في الفولكلور الإفريقي، وهي كمرجع أكاديمي وأرشيف ثقافي تعرض التقاليد الشفوية الإفريقية كنظم معرفية نابضة بالحياة ومتحولة ومتطورة، فجدير بالملاحظة تميز الموسوعة في إبراز حيوية الفولكلور، فهي توضح أن التقاليد الإفريقية ليست مجرد بقايا جامدة من الماضي، بل هي ممارسات حية تستمر في التطور استجابة للتغيرات الاجتماعية والتاريخية، كما أنها تسلط الضوء على التأثير العالمي للفولكلور الإفريقي، وتدعو القراء إلى إعادة النظر في دور إفريقيا في تشكيل الثقافة العالمية، ويقدم هذا المحتوى بأسلوب يجمع بين البساطة والدقة الأكاديمية، مما يجعله مناسبا للقارئ العام والأكاديمي.

تعد كذلك موسوعة الفولكلور الأفريقى إنجازا بارزا في مجال الدراسات الإفريقية. فهى تسد فجوة في البحث الأكاديمي من خلال تقديم مادة غنية ومتنوعة من التقاليد الشفوية الإفريقية، متبعة منهجا متعدد التخصصات يجعلها مصدرا قيما للباحثين وكل من يهتم بالغنى الثقافي في إفريقيا. ومنذ إصدارها أصبحت مرجعا أساسيا في الدراسات الأكاديمية حول الفولكلور والثقافة الأفريقية، حيث يمكن استخدامها: في الأبحاث التاريخية للكشف عن السياقات الثقافية لتطور المجتمعات الأفريقية، وفي الأدب المقارن لدراسة أوجه التشابه والاختلاف بين التقاليد الشفوية الأفريقية وغيرها من الثقافات، وفي الأنثروبولوجيا : لفهم أنظمة القيم والعلاقات الاجتماعية في المجتمعات الأفريقية".

وأشار إلى أن موسوعة الفولكلور الأفريقى تتميز بمنهجية علمية دقيقة في جمع وتحليل المعلومات، ومن أبرز جوانبها ترتيبها وفقا للموضوع، حيث وضعت مداخل الموسوعة وفقا لموضوعات محددة، مثل الأساطير والحكايات الشعبية والأمثال والطقوس والأغانى، مما يسهل للباحثين والقراء الوصول إلى المعلومات، وقد استخدمت الموسوعة مصادر محلية موثوقة، فاستعانت برواة محليين وأرشيفات شفوية لتوثيق الحكايات والأساطير بشكل مباشر، كما استندت إلى دراسات كلاسيكية ومعاصرة في الفولكلور الأفريقي، مما يعكس توازنا بين التوثيق الحديث والجذور التاريخية حرصت الموسوعة أيضا على تضمين النصوص الأصلية لبعض الأمثال والأغاني بلغاتها الأصلية، مثل السواحيلية والزولو والهوساء مع ترجمات لها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب قاعة العرض الدكتور محمد الجندي الترجمة إلى العربية المزيد إلى العربیة

إقرأ أيضاً:

بكاء وإحراج وضحك.. مشاهد استثنائية في حفل الأوسكار 2025

شهد حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2025 لحظات استثنائية امتزجت فيها المشاعر المتناقضة بين الضحك العفوي والتكريمات المؤثرة والدموع الصادقة.

من ظهور آدم ساندلر الكوميدي غير التقليدي، إلى وداع مورغان فريمان الحزين لصديقه الراحل جين هاكمان، وصولاً إلى دموع زوي سالدانا وهي تحتضن أول جائزة أوسكار في مسيرتها، كانت الليلة مليئة باللحظات المؤثرة.

آدم ساندلر وظهور غير تقليدي

فاجأ الممثل الكوميدي آدم ساندلر الجميع بارتدائه سويت شيرت رياضي بدلاً من البدلة الرسمية، ما أثار موجة من السخرية، لكنه علّق مازحاً بأنه سعيد بمظهره.
وفي موقف طريف آخر، خطف آدم ساندلر الأضواء عندما اقترب من النجم تيموثي شالامي، الذي ارتدى بدلة صفراء لافتة، حيث عانقه بطريقة كوميدية، ما أثار ضحك الجمهور وأضفى أجواءً مرحة على الحفل.

مورغان فريمان يودّع جين هاكمان

في لحظة حزينة، قدم الممثل الكبير مورغان فريمان تكريماً عاطفياً لذكرى النجم الراحل جين هاكمان، الذي وافته المنية عن عمر 95 عاماً، حيث اعتلى المسرح وقال بصوت مفعم بالحزن: "هذا الأسبوع فقدنا قامة فنية كبيرة.. وفقدتُ أنا صديقاً عزيزاً".
وأشار إلى أن العمل مع جين هاكمان تجربة لا تُنسى، حيث كان ممثلاً معطاءً يرفع مستوى الأداء لكل من يشاركه المشهد. وأضاف: "جين، كنت تقول إنك لا تفكر في إرثك، لكننا سنتذكرك كأحد أعظم من وقفوا أمام الكاميرا." واختتم كلمته برسالة وداع دافئة: "ارقد بسلام يا صديقي".

Morgan Freeman pays tribute to his “dear friend” Gene Hackman: “He received two Oscars but more importantly he won the hearts of film lovers all over the world.”#Oscarshttps://t.co/nl9CxOviL4 pic.twitter.com/LA4voHhYf6

— ABC News (@ABC) March 3, 2025 بكاء زوي سالدانا

لم تتمالك زوي سالدانا دموعها عند استلامها جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "Emilia Pérez"، لتصبح بذلك أول أمريكية من أصل دومينيكي تحقق هذا الإنجاز.
ووسط تصفيق حار، بدأت خطابها بتأثر شديد، موجهة الشكر لعائلتها وصنّاع الفيلم، مؤكدةً أن دورها جسّد قوة المرأة وصمودها.
لكن اللحظة الأكثر عاطفية جاءت عندما تحدثت عن أصولها، مشيرة إلى أن جدتها وصلت إلى أمريكا عام 1961، وقالت باكية: "أنا فخورة بكوني ابنة مهاجرين كافحوا بشرف، وأعلم أنني لن أكون الأخيرة التي تحقق هذا الحلم". كما قدمت تحية مؤثرة لعائلتها، مؤكدةً أن هذه الجائزة لهم ولكل شخص آمن بحلمه.

"Mommy! Mommy!"

Zoe Saldana is proof that no matter the age or accomplishment -- you always want to find your mom ????#Oscarshttps://t.co/nl9CxOviL4 pic.twitter.com/thTekUEz1w

— ABC News (@ABC) March 3, 2025 إلى أندرو غارفيلد: اقرأ من على الشاشة

خلال تقديم جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، عبّر أندرو غارفيلد عن امتنانه لغولدي هاون، مشيراً إلى أنها كانت مصدر سعادة كبيرة لوالدته الراحلة، لكن وسط هذه اللحظة العاطفية، طلبت منه غولدي أن يقرأ من شاشة التلقين لأنها لم تتمكن من رؤيتها بوضوح، ما أضفى طابعاً عفوياً على الموقف.

أدريان برودي وأزمة تشغيل الموسيقى

بعد فوزه بجائزة الأوسكار الثانية له كأفضل ممثل في دور رئيسي عن فيلم "The Brutalist"، بدأ أدريان برودي بإلقاء كلمته، لكن سرعان ما بدأ تشغيل الموسيقى التي تدل على انتهاء الفقرة، لكنه علق قائلاً: "أوقفوا الموسيقى، لقد مررت بهذا من قبل، شكراً لكم"، وبالفعل أوقفوها حتى أنهى خطابه، في موقف يعكس خبرته في تسلم الجوائز.

Adrien Brody’s acceptance speech for his second #Oscar win

See the full winners list: https://t.co/cDPncK6OIM pic.twitter.com/9gMpo0u7pO

— DiscussingFilm (@DiscussingFilm) March 3, 2025 إحراج جيف جولدبلوم

أما النجم جيف جولدبلوم فقد وقع في موقف طريف كاد أن يتحول إلى لحظة محرجة، عندما التقطته الكاميرات وهو يتصفح هاتفه ويتفقد صوره من السجادة الحمراء التي نشرها عبر إنستغرام، وذلك أثناء جلوسه في مقعده داخل مسرح دولبي الشهير، وبجواره زوجته إيميلي ليفينغستون. 

مقالات مشابهة

  • 3 وديات لمنتخب الشباب بدورة قطر الدولية استعدادا لكأس الأمم الأفريقية
  • محمد الجندي يكشف عن تفاصيل الخطة الرمضانية لمجمع البحوث الإسلامية
  • عمرو سلامة: انتصار ممثلة استثنائية
  • بكاء وإحراج وضحك.. مشاهد استثنائية في حفل الأوسكار 2025
  • محمد عادل: تشفير الدوري ضروري لإعادة الأندية الشعبية للمنافسة
  • أسواق الرياض الشعبية .. تقاطع الثقافة والتقاليد في رمضان
  • علاقة حوادث الكون بحقائق التاريخ!
  • حرب فيتنام ونفط السعودية والهاتف.. محطات فارقة في أسبوع مارس الأول
  • هيئة المساهمات المجتمعية – معاً تطلق علامة «من المجتمع للمجتمع»
  • الدكتورة حدهكم العابد تمثل ليبيا في اجتماع الأكاديميات الأولمبية الوطنية الأفريقية