كويكب قاتل يتهدد الأرض بضربة قاضية
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
بات كويكب، بحجم يناهز ملعب كرة قدم اكتُشف حديثا، يتمتع باحتمال يتخطى واحدا في المئة للاصطدام بالأرض في غضون ثماني سنوات.
سيحدث الاصطدام انفجارا هائلا في السماء يطلق طاقة أكبر بمئات المرات من قنبلة هيروشيما... قد يبدو الأمر أشبه بقصص نهاية العالم.
ولمثل هذا الاصطدام القدرة على تدمير مدن بأكملها، اعتمادا على المكان الذي يحدث فيه.
لم يُصب العلماء بالذعر من هذا الخطر بعد، لكنهم يراقبون الوضع عن كثب.
وقال بروس بيتس كبير العلماء في "جمعية الكواكب" Planetary Society "في هذه المرحلة، الأمر يتركز على ضرورة إيلاء الكثير من الاهتمام، والحصول على أكبر قدر ممكن من الأصول لمراقبته".
اكتشاف نادر
رُصد الكويكب، المسمى "2024 YR4"، لأول مرة في 27 ديسمبر 2024 من جانب مرصد "إل سوس" في تشيلي. وبناء على سطوعه، يقدّر علماء الفلك أن عرضه يتراوح بين 40 و90 مترا.
وبحلول ليلة رأس السنة، حط ملف هذا الكويكب على مكتب كيلي فاست، الباحثة في مكتب الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بوصفه جسما مثيرا للقلق.
وقالت فاست في العادة "نرصد تحركات (للكويكبات)، قبل أن تُحجب عن الأنظار مرة أخرى. لكنّ هذا الكويكب بدا وكأنه قادر على البقاء".
واستمر تقييم المخاطر في الارتفاع، وفي 29 يناير الماضي، أصدرت "شبكة التحذير الدولية من الكويكبات" (IAWN)، وهي هيئة للتعاون العالمي في مجال الدفاع الكوكبي، مذكرة في الموضوع.
بحسب أحدث الحسابات من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، هناك احتمال بنسبة 1,6 في المئة أن يضرب الكويكب الأرض في 22 ديسمبر 2032.
في حال حدث هذا الأمر بالفعل، فإن مواقع الاصطدام المحتملة تشمل المناطق الواقعة فوق شرق المحيط الهادئ، وفي شمال أميركا الجنوبية، والمحيط الأطلسي، وأفريقيا، وبحر العرب، وجنوب آسيا، وفق مذكرة IAWN.
يتبع الكويكب 2024 YR4 مدارا بيضاويا للغاية تستمر دورته الكاملة أربع سنوات، ويتأرجح عبر الكواكب الداخلية قبل أن يمر عبر المريخ ويتجه نحو المشتري.
في الوقت الحالي، يبتعد عن الأرض بسرعة، ولن يمر بقرب كوكبنا مجددا قبل عام 2028.
وقال بيتس "الاحتمالات جيدة جدا ألا يصطدم هذا (الكويكب) بالأرض فحسب، بل في مرحلة ما في الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة، سينخفض هذا الاحتمال إلى الصفر".
حدث سيناريو مماثل في عام 2004 مع "أبوفيس"، وهو كويكب كان احتمال اصطدامه في بادئ الأمر بالأرض 2,7 في المئة في عام 2029. لكن مع مرور الوقت، قللت عمليات المراقبة الفلكية تدريجيا من احتمالات حدوث اصطدام.
إمكانية التدمير
حدث أكثر اصطدام كويكب شهرة في العالم قبل 66 مليون عام، عندما تسببت صخرة فضائية بعرض يناهز عشرة كيلومترات في حدوث شتاء عالمي، ما أدى إلى القضاء على الديناصورات و75 في المئة من جميع الأنواع الحية.
على النقيض من ذلك، يندرج الكويكب 2024 YR4 ضمن فئة تسمى "قاتل المدينة" (city killer).
وقال بيتس "إذا وضعته فوق باريس أو لندن أو نيويورك، فإنك تمحو المدينة بأكملها وبعض المناطق المحيطة بها".
أفضل مقارنة حديثة هي حادثة تونغوسكا عام 1908، عندما انفجر كويكب أو شظية مذنب يبلغ قطرها من 30 إلى 50 مترا فوق سيبيريا، ما أدى إلى تدمير 80 مليون شجرة على مساحة 2000 كيلومتر مربع.
وعلى غرار ذلك الجسم المرتطم، من المتوقع أن ينفجر الكويكب 2024 YR4 في السماء، بدلا من ترك حفرة على الأرض.
وقال أندرو ريفكين عالم الفلك الكوكبي في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية "يمكننا حساب الطاقة... باستخدام الكتلة والسرعة".
بالنسبة لـ2024 YR4، فإن الانفجار الناتج عن تحطم جسم في الجو يعادل حوالى ثمانية ميغا طن من مادة "تي إن تي"، أي أكثر من 500 ضعف قوة قنبلة هيروشيما.
إذا انفجر الجسم فوق المحيط، فإن التأثير سيكون أقل إثارة للقلق، ما لم يحدث بالقرب من خط ساحلي مما يؤدي إلى حدوث تسونامي.
خطر يمكن تلافيه
الخبر السار، بحسب الخبراء، هو أنّ لدينا متسعا من الوقت للاستعداد. وقاد ريفكين التحقيق في مهمة ناسا "DART" لعام 2022، والتي نجحت في دفع كويكب عن مساره باستخدام مركبة فضائية، وهي استراتيجية تُعرف باسم "التأثير الحركي".
لم يكن الكويكب المستهدف يشكل أي تهديد للأرض، مما جعله موضوع اختبار مثالي.
وقال ريفكين "لا أرى سببا لعدم نجاح ذلك" مجددا. ويبقى السؤال الأكبر ما إذا كانت الدول الكبرى ستموّل مثل هذه المهمة إذا لم تكن أراضيها مهددة.
وثمة أيضا أفكار أخرى قابلة للتجريب. من بينها، يمكن لليزر أن يبخر جزءا من الكويكب لخلق تأثير دفع، مما يدفعه عن مساره. كما طُرحت نظرية "جرّار الجاذبية"، وهي مركبة فضائية كبيرة تسحب الكويكب ببطء بعيدا باستخدام جاذبيتها الخاصة.
إذا فشلت كل الحلول الأخرى، فإن فترة التحذير الطويلة تعني أن السلطات قد تخلي منطقة الاصطدام المحتمل.
وقالت فاست "لا ينبغي لأحد أن يخاف من هذا الأمر. يمكننا تحديد موقع هذه الأجسام، وإجراء هذه التوقعات، وامتلاك القدرة على التخطيط". أخبار ذات صلة اكتشاف كويكب قريب من الأرض يحمل عناصر الحياة اكتشاف كويكب يحتمل اصطدامه بالأرض في 2032 المصدر: آ ف ب
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كويكب الأرض اصطدام فی المئة
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى لأول مرة منذ مايو 2024
(CNN)-- قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، إن عمليات الإجلاء الطبي من غزة عبر مصر ستبدأ، السبت، مع إعادة فتح معبر رفح الحيوي بين غزة ومصر لأول مرة منذ ثمانية أشهر.
وأضافت الوزارة أن أول مجموعة من المرضى الذين يحتاجون للإجلاء الطبي ستغادر غزة في حافلات عبر المعبر، السبت، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وقال الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، الجمعة، إن حوالي 50 مريضا سيعبرون الحدود.
وتم إغلاق معبر رفح، وهو الوحيد من غزة الذي يسمح بخروج المدنيين إلى دولة أخرى غير إسرائيل، منذ مايو/أيار الماضي. وكانت إعادة فتحه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الموقع بين حماس وإسرائيل هذا الشهر.
ويعتبر المعبر بالغ الأهمية للفلسطينيين الذين هم في حاجة ماسة للإجلاء الطبي. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 22 يناير/كانون الثاني الجاري، إن 458 مريضا فقط، معظمهم أطفال، سُمح لهم بالإجلاء منذ مايو الماضي، من بين حوالي 12 ألف مريض يحتاجون بشكل عاجل إلى الإجلاء الطبي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قد ناشد، الخميس، بإجلاء 2500 طفل يحتاجون إلى العلاج الطبي خارج غزة، وأضاف أنهم بحاجة إلى أن يتم "إجلاؤهم فورا مع ضمان القدرة على العودة إلى عائلاتهم ومجتماعتهم".
وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN، الخميس، إن خطة إعادة فتح معبر رفح مشروطة بأن تسير كل الأمور وفقا للخطة مع إطلاق سراح جميع النساء الإسرائيليات وتنفيذ الصفقة. وطالبت إسرائيل حماس- عبر الوسطاء- بتقديم معلومات عن وضع ومصير الرهينة شيري بيباس وطفليها اللذين كانا محتجزين معها في غزة.
وبيباس هي آخر امرأة إسرائيلية محتجزة في غزة ومصيرها غير معروف. وقالت حماس إن الرهائن الثلاثة قُتلوا في غارة إسرائيلية على غزة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023. وحينها، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يقيم دقة الادعاء" لكنه لم يقدم تحديثا.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن المعبر سيكون تحت رقابة قوة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي، وستكون مسؤولة عن العمليات والتفتيش، إلى جانب مسؤولين من غزة لا ينتمون إلى حماس.