بعد أكثر من 20 عاما قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، التقى الأسير المحرر نزار زيدان حفيديه إياد وإلياس اللذين لم يعرفهما قبل إطلاق سراحه.

وخرج زيدان ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل، التي تم تسليمها اليوم السبت، وقد ذهب مباشرة إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله بسبب تردي حالته الصحية.

وقضى الأسير المحرر 23 عاما في سجون الاحتلال من أصل 37 عاما كان محكوما بها، رغم أنه يعاني من أمراض مزمنة عديدة، وقد كان وضعه الصحي أكثر صعوبة خلال فترة الحرب، حيث عاش الأسرى معاناة وحرمانا كبيرين، حسب ما قاله في مداخلة مع الجزيرة.

ووفقا للأسير المحرر، لم يكن لدى الأسرى أمل في الخروج من سجون الاحتلال قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الأمور تغيرت بعد هذا التاريخ الذي فرض معادلات جديدة كان تحريره ومن معه من بين نتائجها رغم الأثمان الكبيرة التي دفعها الفلسطينيون.

تجويع وتعذيب حتى الموت

ولم يكن زيدان وحده في هذه المعاناة، فقد قال الأسير المحرر رياض مرشود إن ملامح وحياة أولاده وذويه لم تعد كما كانت وقت أسره قبل 23 عاما، مؤكدا أنه ترك ولديه إيهاب وأيهم في سن عام واحد و11 شهرا ثم خرج فوجدهما رجالا.

وكان مرشود محكوما بالسجن 28 عاما قضى منها 23 قبل تحريره، وقد أكد أنه لم يوقع على أي أوراق للاحتلال قبل الإفراج عنهم، غير أن ضباطا من الشاباك أخبروهم قبل خروجهم بأنهم سيصلون إليهم في أي وقت، إذا تورطوا في الحديث لوسائل الإعلام وهددوهم بدفع الثمن، كما قال مرشود.

إعلان

وبالمثل، قال الأسير المحرر محمد زكريا قصقص إنه قضى 22 عاما من أصل 25 عاما كان محكوما بها بتهمة مقاومة الاحتلال.

ووفقا للأسير المحرر، فقد "تعرض الأسرى خلال فترة الحرب للتعذيب والتجويع والتعطيش والإهمال الطبي، وصولا للقتل الممنهج على غرار ما كانت تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية".

وقضى عدد من الأسرى داخل السجون الإسرائيلية بسبب التعذيب المفرط وتكسير الأطراف من جانب سلطات الاحتلال، ومن بينهم الأسير ثائر أبو عصب الذي تُوفي في سجن النقب بسبب كثرة الضرب، وفق قصقص.

كما تعرض الأسرى الذين أتوا بهم من غزة لتعذيب مفرط أدى لوفاة عدد منهم، حسب قصقص، الذي أكد أن كافة المنظمات الحقوقية تم منعها من مقابلة الأسرى باستثناء المنظمات الإسرائيلية.

وقال قصقص إن الممرضين كانوا يقولون للأسرى إن ما يتنفس منهم فهو ليس مريضا، وإنهم كانوا يضعون 12 أسيرا مريضا في زنزانة لا تتسع لأكثر من 4 أفراد، مؤكدا أن الأسرى يحصلون على المياه لمدة ساعة واحدة في اليوم.

وأدت هذه المعاملة لفقدان الأسرى كثيرا من أوزانهم داخل السجون بسبب التجويع والتعطيش الممنهج، وفق ما قاله قصقص الذي كان يتحدث من داخل المستشفى الذي نقل إليه فور إطلاق سراحه.

وختم بالقول إن الحركة الأسيرة تتعرض لقتل مباشر من جانب الاحتلال وبأمر مباشر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومن معه من الوزراء المتطرفين، مطالبا المنظمات الدولية بالتدخل لإنقاذ المتبقين داخل السجون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأسیر المحرر

إقرأ أيضاً:

مشاهد مثيرة من استقبال الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل (فيديو)

أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، عن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى ضمن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

"تنين المُقاومة في جنين حرًّا#شاهد| لحظة استقبال المحرر زكريا الزبيدي أحد أبطال نفق الحرية، بعد تحرره ضمن صفقة طوفان الأحرار pic.twitter.com/PWb7qCqHMg — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) January 30, 2025 "شعبنا لا يزال على العهد"..

رسائل المحرر أبو عاصف نوفل من دير شرف في نابلس، بعد تحريره بصفقة التبادل. pic.twitter.com/hohSXvKJuE — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 30, 2025 رسالة المحرر هيثم جابر من بلدة حارس في سلفيت إلى أهالي قطاع غزة، بعد تحريره بصفقة المقاومة. pic.twitter.com/oXlvKTBDz7 — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 30, 2025
وشهدت مدينة رام الله احتفالات واسعة، حيث خرجت حشود كبيرة من الفلسطينيين لاستقبال الأسرى المحررين، وسط هتافات متواصلة دعماً للمقاومة.

يأتي ذلك رغم تحذيرات الاحتلال لسكان الضفة الغربية من الاحتفال بهذه المناسبة، إلا أن الجماهير خرجت بأعداد كبيرة للتعبير عن فرحتها وتضامنها مع الأسرى. 

وتوجه المحررون عقب الإفراج عنهم إلى المجمع الترويحي في رام الله، حيث أُقيم استقبال رسمي وشعبي بحضور عائلاتهم. كما أفادت وسائل إعلام بوصول تسعة أسرى فلسطينيين مفرج عنهم إلى قطاع غزة، بعد أن قرر جيش الاحتلال توزيع الأسرى المحررين بين الضفة الغربية وغزة وخارج فلسطين المحتلة. 
رسالة المحرر هيثم جابر من بلدة حارس في سلفيت إلى أهالي قطاع غزة، بعد تحريره بصفقة المقاومة. pic.twitter.com/R2iVP3Rm7F — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 30, 2025
وفي سياق آخر، كشفت صحيفة عبرية أن الاحتلال الإسرائيلي قرر منع الأسير المحرر زكريا الزبيدي من العودة إلى مسقط رأسه في مخيم جنين.

وأشارت إلى أن السبب المحتمل لهذا القرار هو منع دخول شخصية ذات رمزية كبيرة في الكفاح المسلح الفلسطيني إلى منطقة ينفذ فيها جيش الاحتلال عمليات عسكرية ضد كتيبة جنين. 

ويعد الزبيدي من أبرز رموز "انتفاضة الأقصى"، وهو القائد السابق لكتائب "شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح". وينتمي لعائلة مناضلة، حيث استشهدت والدته وشقيقه خلال اجتياح مخيم جنين عام 2002، كما أن شقيقيه يحيى وداوود من الأسرى المحررين.
 
وانتُخب الزبيدي عضواً في المجلس الثوري لحركة "فتح" خلال مؤتمرها السابع، ويشغل منصب مدير عام في "هيئة شؤون الأسرى والمحررين". 

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها منذ 21 كانون الثاني/ يناير الجاري، في إطار حملة عسكرية موسعة تستهدف مناطق عدة في الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • أسرى فلسطينيون محررون: تعرضنا لضرب عنيف وتهديد بالقتل
  • أسرى محررون من الدفعة الثالثة للجزيرة نت: وُلِدنا من جديد
  • مشاهد مثيرة من استقبال الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل (فيديو)
  • «القاهرة الإخبارية» ترصد لقاء الأسير الفلسطيني المحرر محمد صباح بوالدته في القدس.. فيديو
  • من هو الأسير المحرر الذي أشعل التواصل الاجتماعي؟.. تعرّف على زكريا الزبيدي
  • لقاء الأسير الفلسطيني المحرر محمد صباح بوالدته بالقدس.. بكت في حضنه (فيديو)
  • نادي الأسير الفلسطيني: سيطلق سراح 110أشخاص من سجون الاحتلال اليوم
  • بينهم متهم بالتخطيط لاغتيال بن غفير .. من أسرى القدس المتوقع تحررهم اليوم؟
  • المحرر زيد بسيسي يكشف لـ"صفا" معاناة التعذيب والعزل داخل سجون الاحتلال