بوابة الوفد:
2025-04-27@03:51:37 GMT

تخاريف .. ترامب

تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT

خلال فترته الرئاسية الأولى وبالتحديد عام 2018 ، ألفت المساعدة السابقة فى البيت الأبيض الأمريكى " أوماروسا نيومان" كتابا بعنوان " المعتوه" عن تفاصيل تجربتها أثناء عملها لمدة عام مع الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب ، ووقتها حققت مبيعات الكتاب 3.3 أللف نسخة فى أول أسبوع من إصداره واحتل المركز الثانى فى قائمة أعلى الكتب مبيعا فى الولايات المتحدة.


حقا أن اختيار عنوان الكتاب كان موفقا للغاية ومعبرا ومن خلال تجربة عملية عاشتها السيدة " نيومان".
فقد خرج علينا هذا الرئيس، عقب فوزه للمرة الثانية بالرئاسة، بمقترحاته بشأن تهجير سكان غزة إلى الأردن ومصروهو ما يندرج تحت الأفكار الغريبة التى تلفت النظر إلى مزيج من الجهل والغطرسة اللتين يتمتع بهما رئيس أكبر وأقوى دولة فى عالم اليوم.
كما تحدث ترامب عن استعادة قناة بنما، وعن تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وعن الحد من الهجرة.
وايضا تحدث  ووصف امريكا بأنها اعظم حضارة فى التاريخ   وكل هذه التصريحات  لا يمكن وصفها سوى أنها تخاريف ، وكان أكثرها عتها قوله " يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، ولا سيما أن غزة مدمرة بشكل تام وفى حالة فوضى عارمة» وكأن الذى دمر غزة هما الأردن ومصر!.
ونحن نقول لهذا الرجل الذى يهذى لا وألف لا يا سيد ترامب. مصر لم ولن تخذل أبدا فلسطين وقضيتها العادلة. موقف مصر المبدئى والثابت، الذى أعلنته وكررته مرارا بلسان الرئيس السيسى، على نحو قاطع لا لبس فيه هو رفض التهجير القسرى للفلسطينيين، حفاظا على القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، والأمر نفسه أعلنه الأردن مرارا بكل قوة ووضوح، مثلما أكدته كذلك كل القمم العربية.
فقد رأى السيد ترامب بعينيه موقف الشارع المصرى ومواقف كل الشوارع العربية ولن يقبل أهل غزة أنفسهم ترك ديارهم ووطنهم والخروج لأة مكان فى العالم وإلا كانوا خرجوا وفروا منذ عقود ، بل تحملوا وطأة الحصار والتجويع والتدمير الممنهج سنوات ولم يتخلوا عن ديارهم.
ويبدو أن السيد ترامب ليس لديه دراية بالتاريخ وليس ملما بثقافات الشعوب ولا يدرى ماذا تعنى الأرض والوطن بالنسبة للعرب.
خلاصة القول أن دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة تمل بشكل مؤسسى ، لا يجب على الاطلاق أن تخرج مثل هذه التخاربف من رئيسها ، فهناك أجهزة ومؤسسات ومجالس استشارية ونيابية داخل الولايات المتحدة لابد أن تتدحل لأن ما يردده ترامب هو إساءة ليس لشخصه بل لامريكا القوة العظمى فى العالم .

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البيت الأبيض الأمريكى

إقرأ أيضاً:

ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !

صلاح المقداد

حتى وإن بدأ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المُثير للجدل لدى الكثيرين، لا سيما أولئك الذين تنحصر نظرتهم على بعض القشور، الظاهرة رجلاً معتوهًا وكثير التخبط، ونوع من رجال السياسة الذين عدا طوره بما يصدر عنه من تصريحات وتصرفات غير مقبولة تُعبر عن الدولة الأعظم قوة في العالم ، ويعتبرونه بذلك إنسان غير مُتزن تجاوز حدود الممكن والمقبول والمعقول، ويكتفون بهذا التوصيف والتحليل لشخصية ترامب كظاهرة أمريكية قديمة جديدة وتتكرر في التاريخ بإستمرار مع اختلاف في بعض التفاصيل، فإن هذا كله لا يعني كل الحقيقة أو حتى أقل القليل منها .

وتأسيسًا على ما ترسخ في أذهان من انحصرت نظرتهم لترامب على جوانب مُعينة، فلا غرابة أن تقتصر نظرتهم لهذا الرئيس الأمريكي على الإعتقاد الخاطئ بأنه “سوبرمان زمانه وأوانه”، وهؤلاء لا يجدون غضاضة من أن يعتبروا بأن ترامب الذي تم الدفع به للبيت الأبيض تلبيةً لمتطلبات تقتضيها المرحلة، هو أول رئيس أمريكي يستطيع أن يفعل ما يشاء ومتى شاء بلا أي عائق ومانع واعتراض، وتنحصر نظرتهم للرجل عند هذا الحد فقط.

والأكثر غرابة من ذلك أن بدأ ترامب لهؤلاء الذين ينظرون إليه تلك النظرة القاصرة والمحدودة كذلك، وكأنه خارق للعادة ومُغاير لما هو مألوف ومعهود من أمريكا وديمقراطيتها الزائفة التي وصلت اليوم لأسوأ المراحل في تاريخها الأسود لأكثر من سبب يطول شرحه، ويخال لهم أن ترامب جاء بما لم يستطع أن يأتي به من سبقوه في الوصول إلى البيت الأبيض والتربع على كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .

وفي الحقيقة أن ما بناه أصحاب هذا الإعتقاد عن ترامب يُجافي أهم مضامين الحقيقة التي تُؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ترامب لا يعدو عن كونه رجل المرحلة العُتل الصفيق بالنسبة لأمريكا ولما تحتاجه هذه الدولة الشريرة المارقة التي أشغلت العالم، وقد جاء ترامب هذا ليؤدي دوره ومهمته المحددة والمطلوبة منه ثم يمضي لحال سبيله.

فضلاً عن أن حقيقة ظاهرة ترامب التي حجبت عن الكثيرين هي ذاتها من تشير صراحةً إلى أن ترامب هذا ينتمي لعالم البزنس والمال ويمثل طبقة الإقتصاد الرأسمالي الإستغلالي الجشع وخصوصياته البرجوازية والإحتكارية بكل مساوئه.

ووفقًا لنفس الحقيقة التي تستعصي على الحجب والتغييب، فإن ترامب كظاهرة أمريكية ميكيافيلية مرحلية لا يمكن في الواقع اعتباره استثناء ومن أكثر الرؤساء الأمريكيين صرامة وقدرة على اتخاذ القرار وبأنه يمتلك كل الصلاحيات التي تخوله وتعطيه حق التصرف ليفعل ما يريد، وتصور أنه يتصرف من تلقاء نفسه بحسب رؤية البعض الضيقة واعتقادهم الخاطئ بشأن الظاهرة الترامبية هذه.

والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الذي تم انتخابه عن الحزب الجمهوري وينتمي إلى طبقة رجال المال والأعمال، هو رجل أمريكا الذي يمثلها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، وما يصدر عنه يعبر عنها في كل الأحوال، والأهم من ذلك أنه يُؤدي مهمة وظيفية محددة ومرحلية طُلبت منه أو كُلف به، وما كان له أن يتصرف من رأسه كما يتصور البعض.

وقد أستهل ترامب فترة رئاسته الثانية بسلسلة من التصريحات الصاخبة واصدار القرارات المُثيرة للجدل التي لاقت استهجانًا وانتقادات دولية واسعة، ومنها اعلانه اعتزام ضم الولايات المتحدة، كندا وجزيرة غيرلاند وخليج بنما وأجزاء من المكسيك إليها، ورفع الرسوم الجمركية على عدد من الدول، والتهديد بإستخدام القوة في بعض القضايا والأماكن في العالم، والدعوة إلى تهجير سكان غزة وتأجيرها للولايات المتحدة وتهديد سكانها بالجحيم إن رفضوا التهجير القسري .

ولم يكتف ترامب بذلك بل وجه الدعوة مُطالبًا دول عربية واسلامية بدفع مليارات الدولارات لأمريكا نظير حماية وخلافه.

حيث طالب السعودية التي وصفها في فترة رئاسته السابقة بـ”البقرة الحلوب” بدفع خمسة ترليون دولار مقابل حماية وعقود سلاح قال أنها سددت ترليون منها قبل زيارته المرتقبة لها قريبا، وطالب دولة الكويت بالتنازل لبلاده عن نصف ايرادات نفطها لمدة 50 عاماً كنفقات خسرتها أمريكا حسب زعمه في تسعينيات القرن الماضي عند تحرير الكويت من القوات العراقية، وردت عليه الكويت بسداد إلتزامتها المالية تلك في حينه.

كما طالب البحرين خلال لقاء جمعه بولي عهدها قبل أيام بدفع الأموال لأمريكا وقال إن امتلاك دولة كالبحرين مبلغ 750 مليار دولار كثيرُ عليها وعليها دفع نصف هذا المبلغ لواشنطن نظير حماية، وطالب مصر بدفع نصف إيرادات قناة السويس للولايات المتحدة، وهذه المطالب من قبل رئيس الولايات المتحدة لدول معينة اعتبره عدد من المحللين والمراقبين بأنها نوع من الإبتزاز الرخيص والإستغلال الفج الذي تلجأ إليه واشنطن عادة وكانت تطلب تلك المطالب في السابق سراً واليوم اعلنتها وطالبت بها جهاراً بلا تحرج ولا خجل .

وما كان ترامب الذي لا يمكن مقارنته بأطنابه من رؤساء وزعماء العالم الثالث الذين يختزلون دولهم وحكوماتهم وقوانينها في شخصياتهم، كون أمريكا دولة مؤسسات وترامب مجرد موظف له صلاحيات محددة لا يتجاوزها، فيما الأمر يختلف بالنسبة لزعماء وحكام العالم الثالث الذين يمسكون بأيديهم مقاليد الأمور ويعتبرون كل شيء في بلدانهم ومصدر كل شيء وفوق كل القوانين.

وترامب الذي يثير اليوم الجدل والإهتمام وتسلط عليه الأضواء، نظراً لتصريحاته الغريبة ومواقفه الأكثر عجبا وإثارة للجدل في قضايا عدة على مستوى العالم، يمثل ظاهرة خاصة بالولايات المتحدة ويعبر عنها، وبإختصار شديد يمكن القول اجمالاً : إن ترامب بصفاقته وجرأته وحدة وقاحته وصراحته هو الرجل الذي اسقط القناع عن وجه أمريكا القبيح وكشف بما يصدر عنه حقيقتها وهذا هو التعليل الأنسب والأصدق للظاهرة الترامبية وما يترتب عليها من آثار وتداعيات.

مقالات مشابهة

  • عاجل ـ مستشار الأمن القومي الأمريكي: الولايات المتحدة ليس عليها أن تدفع رسوما لمرور سفنها في قناة تدافع عنها
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • ترامب: الولايات المتحدة تقترب من إبرام اتفاق تجاري مع اليابان
  • مهجّرو كرناز بريف حماة يغادرون المخيمات في شمال سوريا عائدين إلى ديارهم
  • ترامب يتوقع إبرام اتفاقات تجارية مع شركاء الولايات المتحدة خلال شهر
  • لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها
  • الولايات المتحدة تشن سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة في اليمن
  • الرئيس الصيني يعلن عن خطة للاقتصاد الصيني لمواجهة تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة
  • هل تستطيع محادثات وقف إطلاق النار فى لندن كسر الجمود بـ«أوكرانيا»؟.. «أكسيوس»: خطة سلام أمريكية تتضمن الاعتراف رسميًا بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا
  • ترامب: حلف الناتو ضعيف من دون الولايات المتحدة