بغداد اليوم -  بغداد

مع استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه العراق، تتزايد الدعوات لإنشاء صندوق سيادي بالدولار الأمريكي يُستخدم لاستثمار عائدات النفط في مشاريع اقتصادية وتنموية تعزز الاستقرار المالي للبلاد. 

في هذا السياق، شدد الباحث في الشأن المالي والمصرفي مصطفى أكرم حنتوش على ضرورة تأسيس مثل هذا الصندوق، مبيناً أهميته في تحقيق الاستقرار المالي وتعزيز الاستثمارات.

بحسب حديث حنتوش لـ"بغداد اليوم"، فإن العراق يمتلك عدة صناديق مالية محلية مثل صندوق التنمية وصناديق التقاعد والضمان الاجتماعي وصندوقي التعليم والتربية، إلا أن جميع هذه الصناديق مقومة بالدينار العراقي وهي خاملة بسبب عدم قدرتها على الانخراط في الاستثمارات الكبرى ذات الطابع الدولي.


الدينار أم الدولار؟ 

وأوضح أن الدينار العراقي هو عملة داخلية لا يمكن استخدامها في التعاملات الخارجية أو الاستثمارات الكبيرة، مما يجعل هذه الصناديق غير فعالة في تحقيق أرباح تدعم الاقتصاد. لذلك فإن العراق بحاجة فعلية إلى صندوق سيادي بالدولار الأمريكي يتم من خلاله استثمار عائدات النفط بدلاً من بقائها في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دون استغلال مباشر لها. وأكد أن هذا الصندوق سيمكن العراق من الدخول في استثمارات آمنة تدر أرباحاً كبيرة وخاصة في قطاعات النفط والغاز، مما سيساهم في تحقيق استقرار مالي يدعم الاقتصاد الوطني. وأضاف أن إدارة فعالة لهذا الصندوق ستضمن استثمارات استراتيجية تسهم في تعزيز الإيرادات الحكومية وتقليل الاعتماد على التقلبات النفطية، حيث يمكن توجيه جزء من العائدات إلى مشاريع تنموية مثل البنى التحتية والطاقة والتكنولوجيا مما يعزز الاستقلال المالي للعراق على المدى الطويل.


تجارب ناجحة

ويستشهد الخبراء بتجارب دولية ناجحة في إنشاء صناديق سيادية مثل الصندوق السيادي النرويجي الذي يعد من أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم حيث يستثمر عائدات النفط في مجموعة متنوعة من الأصول لضمان الاستدامة المالية للأجيال القادمة. 

كما نجحت دول خليجية مثل السعودية والإمارات وقطر في إنشاء صناديق سيادية ضخمة أسهمت في تنويع اقتصاداتها وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، ومع ذلك، فإن العراق يواجه تحديات كبيرة قد تعرقل إنشاء مثل هذا الصندوق، منها ضعف الاستقرار السياسي وتأثيره على القرارات الاقتصادية الكبرى إضافة إلى الفساد الإداري الذي قد يعيق حسن إدارة واستثمار أموال الصندوق والتحديات القانونية والتشريعية المتعلقة بتأسيس وإدارة الصندوق وفق معايير الحوكمة الرشيدة، فضلاً عن تذبذب أسعار النفط وتأثيره على تدفق العائدات المالية.


آثار إيجابية

يرى بعض الاقتصاديين أن إنشاء الصندوق السيادي قد يسهم في تقليل الاعتماد على المساعدات الدولية والقروض الخارجية، كما يمكن أن يساعد في استقرار سعر صرف الدينار العراقي وتقليل التضخم. كذلك، فإن استخدام أموال الصندوق في دعم مشاريع البنية التحتية والإسكان والصحة والتعليم بدلاً من الاعتماد الكامل على الموازنة العامة سيعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. 

من جهة أخرى، فإن الحكومة العراقية قد تواجه معارضة سياسية أو حزبية حول إنشاء هذا الصندوق، حيث يمكن أن تظهر مخاوف من استخدامه لأغراض غير اقتصادية أو خضوعه لتجاذبات سياسية تؤثر على استقلاليته. ورغم كل هذه التحديات، تبقى التجارب الناجحة في دول أخرى دليلاً على أهمية مثل هذه الصناديق في تحقيق الاستدامة المالية، وهو ما يدفع نحو ضرورة أن يتخذ العراق خطوة جادة في هذا الاتجاه.

يعد إنشاء صندوق سيادي بالدولار الأمريكي خطوة استراتيجية يمكن أن تساهم في تحقيق استقرار اقتصادي طويل الأمد للعراق من خلال استثمار عائدات النفط في مشاريع إنتاجية تعزز النمو والتنمية المستدامة. ومع تصاعد الدعوات لإنشاء هذا الصندوق، يبقى السؤال الأهم: هل تمتلك الحكومة الإرادة السياسية والإدارية اللازمة لتحقيق هذا المشروع الحيوي.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: عائدات النفط هذا الصندوق فی تحقیق

إقرأ أيضاً:

عاجل.. الزمالك يستبعد زيزو من مباراة ستيلينبوش بعد التأكد من توقيعه لـ الأهلي

قرر مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب استبعاد أحمد مصطفى زيزو لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالقلعة البيضاء من مباراة الفارس الأبيض أمام ستيلينبوش الجنوب إفريقي، والمقرر إقامتها غدًا.

ويستضيف الزمالك نظيره ستيلينبوش الجنوب إفريقي في إياب ربع نهائي بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية، وقررت إدارة القلعة البيضاء استبعاد زيزو بعد التأكد من توقيعه للغريم التقليدي النادي الأهلي.

وأخطر مجلس إدارة القلعة البيضاء الجهاز الفني للفارس الأبيض بقيادة البرتغالي جوزيه بيسيرو بالقرار، ليخرج المدرب اللاعب من حساباته في مباراة الغد، وتحديد البديل الذي سيدفع به في التشكيل الأساسي.

بيان رسمي من زيزو

وقال زيزو في بيان عبر انستجرام اليوم الثلاثاء:"الحمد لله. إنني أحترم الجميع.. لكن للأسف عدم ردي علي المعلومات المغلوطة. والتزامي الصمت زاد عن حده.. كل ساعة خبر عن توقيع أو تجديد عقد زيزو وكل فرد يغازل الشريحة اللي يرغبها من الجمهور".

وأضاف: "بكل وضوح أنا لم أوقع لأي ناد سواء داخل أو خارج مصر. كل من يعلن عن توقيعي معه يتفضل يعلن.. إذا كان كلامه صحيحا.. أيضا كل من يمتلك دليلا على توقيعي لأي ناد يتفضل يعلن على الملأ.. لابد للجميع أن يعرف بدقة".

وأوضح: "إنني أقدر للغاية الكيان الكبير الذي ألعب معه.. ولا يمكن أنكر فضله علي. لكن هناك أمر لم أكن أرغب في التحدث عنه مطلقا لأنه للأسف الأمور في الإعلام كلها في إتجاه واحد".

وتابع "لماذا لم يتكلم أحد عن حقوقي المشروعة مثل أي لاعب؟.. لماذا لم يتكلم أحد إن الناس تركتني لمدة شهور طويلة ولم يرغبوا في تجديد عقدي؟ لماذا لم يتكلم أحد عن المستحقات المتأخرة لي منذ فترة طويلة؟".

وأضاف زيزو "لم يجاوبني أحد.لماذا لم يتكلم أحد أن التجديد هذه المرة يأتي في مرحلة متقدمة من عمري بالنسبة للاعبي الكرة.. وأي لاعب مهما طال عمره قصير في الملعب".

وأوضح "لم يتكلم أحد أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليا بعروض مقابلها المالي 10 أضعاف العرض المتاح أمامي".

وتابع: "ورغم كل ذلك. قلت وسأظل أردد أنني منتظر كلمة النادي. ورد الاعتبارات كتير ليس لتجميل الصورة. والجماهير لا بد أن تعي الحقيقة.. زيزو لا يزايد.. ولا يتاجر.. لكن ينبغي على الطرف الآخر أن يكون لديه الرغبة في استمراري.. وتكون هناك استجابة لحاجه من المعروض علي على الأقل، لكن للأسف الكلام معي شيء، والذي يتردد في الإعلام شيء آخر.. لا يمكنني أن أجرح أحدا. ولا أتكلم في حق أحد.لأن ما يُقال في الجلسات من العيب أن يثار خارج القاعات المغلقة.. على الأقل من جانبي".

وأوضح "أنني منتظر رد النادي حتى آخر يوم في الكونفيدرالية.. وأتمنى ربنا يكرمنا بها مع زملائي".

واختتم زيزو حديثه قائلا "كل ما يتردد غير ذلك في موضوع التجديد أو التوقيع قبل هذا الموعد.سيكون كلام غير صحيح. ورسالتي الودية جدا للمسؤولين في النادي الذين أحترمهم جميعا. أتمنى الحوار في مسألة تجديد العقد يكون بيني وبينكم. ليس عن طريق الإعلام.. وأنا كنت ولا زلت واضحا معكم في كل ما تكلمت فيه من أمور عادلة تساعدنا على إكمال الطريق. شكرا على تفهمكم موقفي".

يذكر أن بعض الأقاويل ترددت مؤخرا عن توقيع زيزو للغريم التقليدي الأهلي، لاسيما وأن عقده مع الزمالك ينتهي بنهاية الموسم الحالي.

مقالات مشابهة

  • فتح تحقيق في تسريبات CNSS ومصادر لا تستبعد التلاعب في وثائق منشورة على مواقع التواصل
  • مطلوب تحقيق عاجل.. أول تحرك برلماني بشأن وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية
  • مصر تطرح شركات تابعة للجيش عبر الصندوق السيادي للاستثمار
  • عاجل| نتنياهو: تركيا تريد إنشاء قواعد عسكرية في سوريا وهذا يشكل خطرا علينا ونعارضه
  • عاجل.. الزمالك يستبعد زيزو من مباراة ستيلينبوش بعد التأكد من توقيعه لـ الأهلي
  • الهيئات المالية العربية تناقش بالكويت سبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • زيادة الرواتب في العراق: أمل الموظفين وكابوس الاقتصاد
  • اسعار النفط تربك موازنة العراق.. رواتب الموظفين "مؤمنة" ولكن!
  • لماذا تعطل الاتفاق بين تونس وصندوق النقد الدولي؟
  • من قرارات ترامب إلى أوبك وجلسة السوداني.. شبح الانهيار المالي يخيّم على العراق - عاجل