قال وكيل الأزهر، إن التاريخ العريق لكليات الطب بجامعة الأزهر، بمستوى خريجيها وما حققوه من إنجازات وحصدوه من تكريمات على المستويين المحلي والعالمي؛ يثبت أن الأزهر مبدع في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها؛ فلم يقف بها عند حد الدعوة النظرية، أو عند معالجة الروح والعقل فقط، بل تخطى ذلك كله حين نقلها إلى دعوة عملية تعالج القلب والروح والبدن في تكامل واضح يحقق مقاصد تلك الرسالة السامية.

وأوضح الدكتور الضويني، خلال كلمته اليوم بحفل تخريج دفعتين جدد من طلاب وطالبات كليات طب الأزهر بدمياط، أن المجتمع كما يحتاج إلى عالم بالشريعة ينطق بالأحكام حلالا وحراما، فإنه يحتاج كذلك إلى طبيب ماهر ينطق بأحوال الإنسان صحة ومرضا، مؤكدا أنه إذا تسنى لعالم أن يجمع بين هذين العلمين علم الأديان وعلم الأبدان فتلك غاية غالية، وهذا هو الأزهر، وهؤلاء هم أبناؤه الذين يملكون من الكفاءة والمهارة ما يسجلون به أسماءهم في تاريخ العلم الديني والدنيوي معا.

وأكد وكيل الأزهر، أن الناظر بعين الإنصاف يدرك أن الكليات العلمية بالأزهر تعيش نهضة حقيقية، وتواكب كل التطورات والمستجدات العلمية في المجالات كافة، ملاحقة المتغيرات الواقع المتسارع، الذي لم يعد فيه مكان للمؤسسات النمطية والكيانات المتكاسلة؛ تحقيقا لرؤية الدولة المصرية ۲۰۳۰، وتنفيذا للتوجيهات المستمرة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر - حفظه الله-بأهمية مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه؛ لتكون كليات الجامعة قادرة على مواكبة هذا التقدم، والتفاعل مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليمية لطلابها بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ووطنهم.

وشدد الدكتور الضويني، على أن الأزهر وقياداته وعلمائه ماضون -بحول الله وقوته- في طريق التطوير والتجديد والتميز والريادة، وكلنا أمل وتفاؤل أن تتحقق الرؤية، وتصل كليات طب الأزهر إلى الريادة محليا وإقليميا بتحقيق التميز في التعليم الطبي والبحث العلمي وخدمة جميع أطياف المجتمع.

ووجه وكيل الأزهر تهنئته وتحيته للخريجين والخريجات، قائلا لهم: «إنكم تجمعون بين الحسنين: الانتساب للأزهر الشريف بما يمثله من قيمة دينية وروحية وأخلاقية، باعتباره الهيئة الإسلامية الكبرى المنوط بها ذلك، والانتساب لمهنة عظيمة ذات شرف، تشكلون فيها على اختلاف تخصصاتكم حجر أساس في المنظومة الصحية لوطننا الحبيب مصر» متابعا: «أنا على يقين أنكم قادرون - بوعيكم الديني وحسكم العلمي على إدراك التحديات والمخاطر التي تحيط بوطننا وتحاك لنا، وتقف حجر عثرة في طريق تقدم هذا الوطن، وهذه التحديات تفرض علينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نتحمل الأمانة، وأن نكون صورة مشرقة ومشرفة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكم أطباء وطبيبات الأزهر الشريف».

وبين وكيل الأزهر، أن تحضر الإنسان وتقدمه مرتبط بالأخلاق، ولذلك عنيت الأديان والحضارات بها عناية بالغة منذ فجر الحضارات الأولى، وكان عماد الإسلام هذه المنظومة الأخلاقية التي تنقل الإنسان من الفوضى والعبثية إلى النظام والترقي، مؤكدا أننا ما أحوجنا إلى تلك الأخلاق والآداب والحدود التي يعمل الطبيب في إطارها، وضوابط العلاقة بين الطبيب والمريض، وما يجوز فيها وما لا يجوز.

وفي ختام كلمته، قال وكيل الأزهر: «نحن أمام حفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والأمال، وأثق تماما أن أبنائي الخريجين والخريجات وآباءهم وأمهاتهم لتمتلى قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكم إلى مزيد من الطموح والعمل والجد، وأوصيكم ألا تتوقف أحلامكم عند شهادة التخرج، وإنما أريدكم جميعا أن ترفعوا راية الأزهر فتكونوا إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري»، وأن تسعوا للحصول على شهادة من الله - تعالى - بخدمة الناس ونفعهم، فتكونوا من خير الناس، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، كما أريدكم أن تحرصوا إلى جانب ذلك على دعوة الناس إلى الله تعالى، وتبثوا في قلوبهم الأمل والرجاء والتعاون».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وكيل الأزهر طب الأزهر المزيد وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

«فحملها الإنسان»

1 - أظنك مسؤولا تقيا يخاف الله سبحانه وتعالى في وطنه ولهذا ستختار الشركات التي ستبرم معها مؤسستك العقود بكل تجرد وموضوعية.. لن تختار التوقيع ونحن في شهر رمضان الفضيل مع شركة معينة لأن مالكها فلان الفلاني ولا لمصلحة ستعود إليك.

لن تُقدِم على استثناء شركة من المخالفات والمبالغ المترتبة عليها بسبب قرابة صاحبها منك أو صداقته.. لن تسمح لمنصبك الذي ستغادره يومًا ما بأن يكون أداة لإلغاء مخالفات ابنك الذي يستمتع متفاخرًا بكسر حاجز السرعة القانونية على الطرقات لأن لديه ظهرًا يحميه.

2 - بحكم أنك المُخوِل الأول بتزكية الشخص المُستحِق للدورة التدريبية أو مهمة العمل آمل أن يكون الشهر سببًا مقنِعًا لاختيارك الموظف «الأجدر» وأن تتجاوز أثناء ذلك هوى نفسك الأمّارة بالسوءِ وتقفز على ميلك وعاطفتك وحساباتك الخاصة فمصلحة المؤسسة مُقدَمة على مصلحتك الشخصية.

3 - كونك عضو لجنة امتحان الموظفين الجُدد ممن سيوقعون عقود العمل في المؤسسة ستمرُ وأنت صائم باختبار صعب عندما تقع عينك على الاسم الذي تلقيت البارحة مكالمة هاتفية بشأنه من بين أسماء تؤكد الاختبارات والمقابلات أحقيتها.. ستكون لحظتها بين خيارين لا ثالث لهما خوف الله ومصلحة وطنك أو تزكية ستورِدُك التهلكة.

4 - أتمنى من الله العلي القدير أن تكون صائمًا وأنت تتخذ قرار تحديد الأسماء المُرشحة لنيل التكريم حتى تتذكر أن الله يراقبك من فوق سماواته وأنك ستُسأل عن استبعاد موظف نزيه وترشيح آخر مداهن متملق اعتاد تقديم الولاء والطاعة بالحضور صباحًا إلى مكتبك بحجة التسليم وتناول القهوة.

5 ـ أتوقع أن تمتنع استحياءً من هيبة شهر رمضان عن إعطاء المراسل «الغلبان» ما تسميه ظاهريًا بإكرامية رمضان وخلفها- وأنت تدري- تختبئ أهداف أخرى ليس أقلها نقل الأحاديث التي تدور في مكاتب الموظفين ورصد حركاتهم وسكناتهم.

ستتحفظ قليلًا على مقاطع الأفلام التي أدمنت مشاهدتها على منصات التواصل لتستبدلها بأخرى اجتزئت من مسلسلات تاريخية.. ستضع مصحفًا على رأس طاولتك وإلى جانبه مسبحة ظلت طوال العام بين جنبات أدراج المكتب.

النقطة الأخيرة..

يقول الله سبحانه وتعالى في الآية ٧٢ من سورة «الأحزاب»: «إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا».

عُمر العبري كاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية يكشف عن آلية اختيار مبعوثي الأزهر للخارج
  • أحمد عمر هاشم: النبي نهى عن تحقير الإنسان لنفسه وكتمان الحق .. فيديو
  • وكيل الأزهر يتفقد تجهيزات الإفطار الجماعي بالجامع الأزهر
  • رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ومراعاة أحوال الناس
  • للعام الرابع.. وكيل الأزهر يشارك الطلاب الوافدين إفطارهم بالجامع الأزهر
  • ما حكم موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون والمشاهير؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • مفارقة التقدم العلمي
  • «فحملها الإنسان»
  • «تعليم القاهرة» تيسير إجراءات الترقية للمعلمين المنتدبين
  • حكم موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون والمشاهير.. مفتي الجمهورية يرد