فورين بوليسي: على نتنياهو أن يخفض سقف التوقعات قبل اجتماعه مع ترامب
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
قالت مجلة فورين بوليسي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون أول زعيم أجنبي يستضيفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن اللقاء سيكون على خلفية وقف إطلاق نار هش وبالغ الأهمية في غزة ولبنان، دفع إليه ترامب، وهو من يتحكم فيه ويتولى إدارته والإشراف عليه.
ومع أن أجواء الزيارة ستكون إيجابية على الأرجح -حسب تحليل بقلم السفير الأميركي السابق في مصر وإسرائيل دانييل سي.
وذكرت الصحيفة بعدم رغبة ترامب، الذي يصف نفسه بأنه الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة، في ضم نتنياهو أجزاء من الضفة الغربية خلال فترته الأولى، وأنه لا ينسى له تهنئته لخلفه، وعدم تبنيه رواية التصويت المسروق الكاذبة، حسب المجلة.
ولا يزال نتنياهو -كما تقول المجلة- يواجه ضغوطا من جميع الجهات، في المحاكمة بقضية فساد، ومع ائتلافه اليميني الذي يريد استئناف الحرب، ثم من الأحزاب الدينية المطالبة بإعفاء ناخبيها من الخدمة العسكرية، وأخيرا من عائلات المحتجزين لإعطاء الأولوية لإطلاق سراح أبنائهم، وبالتالي فإن زيارة البيت الأبيض وإن لم تشكّل حلا لمحنة نتنياهو، ستوفر نقطة في حملته لإثبات أن إسرائيل لا غنى لها عنه.
إعلان
موقف ضعيف
بين حاجة نتنياهو للحفاظ على ائتلافه ورغبة ترامب في تنفيذ وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، سيواجه نتنياهو مهمة مستحيلة، لأن المرحلة الثانية من الاتفاق، كما تجبر حماس على إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، تجبر كذلك إسرائيل على سحب قواتها من غزة وإنهاء الحرب، وذلك ما يهدد بانسحاب اليمين المتطرف وسقوط حكومة نتنياهو.
قد يسعى نتنياهو -حسب المجلة- إلى الحصول على موافقة ترامب على مواصلة القتال لفترة متفق عليها للحفاظ على ائتلافه، لكن ترامب أوضح أنه يريد إنهاء الحروب لا البدء فيها أو مواصلتها، وبالتالي لن يكون هناك شيك على بياض.
إن إنهاء الحرب في غزة مهم بالنسبة لترامب لأنه يسعى إلى إحياء التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وقد يكون مطلب السعودية بأن تلتزم إسرائيل بأفق سياسي يؤدي إلى حل الدولتين أكثر مما يستطيع نتنياهو أن يتحمله.
كما قد يصطدم ترامب ونتنياهو في موضوع إيران، لأن إسرائيل تتحدث علانية عن أملها في دعم أميركي لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني، مع أن ترامب الذي لا يحب الإيرانيين ويبدو مستعدا لزيادة حملته للضغط الأقصى عليهم، ليس من المؤكد أنه يريد بدء حرب، وقد يسعى لحل دبلوماسي.
ونبهت المجلة إلى أن نتنياهو قد يثير موضوع المساعدات العسكرية التي ستنتهي عام 2028، ويمكن أن يعده ترامب بضمان حصول إسرائيل على الوسائل للدفاع عن نفسها، لكن خفض الميزانية الذي يريده ترامب قد يعني عدم قطع التزامات جديدة أو استخدامها كمصدر للضغط، خاصة لاستمرار وقف إطلاق النار واستكمال المرحلة الثانية من الاتفاقية، مما قد يخفف حماس نتنياهو لمواصلة الحرب.
وخلص الكاتب إلى أن نتنياهو يزور واشنطن في موقف أضعف بكثير من ترامب، وذلك ما سيستغله ترامب، مع أن أيا من الزعيمين لا يريد مواجهة مبكرة، إلا أنه ليس من الحكمة أن تعترض إسرائيل على الرئيس.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مقال في فورين أفيرز: هذا ثمن سياسة القوة التي ينتهجها ترامب
لقد ولى عصر السلام الأميركي (باكس أميركانا) الذي وُلد مع الهجوم الياباني على الأسطول الأميركي الذي كان راسيا في قاعدته البحرية بميناء بيرل هاربر في جزر هاواي في 7 ديسمبر/كانون الأول 1941.
بهذه الفقرة استهل باحثان أميركيان مقالهما في مجلة فورين أفيرز، والذي ينتقدان فيه أسلوب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعلاقات بلاده الخارجية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: حماس تحوّل إطلاق سراح الرهائن إلى مشهد مهين لإسرائيلlist 2 of 2إعلام إسرائيلي يطالب بـ"إنجاز عسكري" في الضفة ويحذر من هبّة فلسطينيةend of listويرى إيفو دالدر الرئيس التنفيذي لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية سفير الولايات المتحدة السابق لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وجيمس ليندسي الزميل الأقدم والمتميز في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن أن النظام الدولي القائم على القواعد قد "مات" مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية.
ووفق الباحثيْن، لطالما أكد الرئيس الأميركي أن لهذا النظام مساوئ أضرت بالولايات المتحدة من خلال تحميلها عبء مراقبة العالم وتمكين حلفائها من التلاعب بها واستغلال سذاجتها.
سلاح ضد أميركاوتأكيدا لهذا الاستنتاج ضرب الكاتبان مثلا بتصريح لوزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو قال فيه إن "النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد مجرد نظام عفا عليه الزمن، بل أصبح الآن سلاحا يُستخدم ضدنا".
وفي هذا السياق، أشار دالدر وليندسي إلى أن تشكيك ترامب وعدم يقينه في دعم الولايات المتحدة أوكرانيا وتايوان، وحرصه على فرض الرسوم الجمركية، وتهديداته باستعادة قناة بنما وضم كندا والاستحواذ على غرينلاند كلها نوايا توضح أنه يريد العودة إلى سياسات القوة ومجالات الاهتمام التي كانت سائدة في القرن الـ19 حتى لو لم يصغ سياسته الخارجية من خلال تلك المصطلحات.
إعلان استنزاف لأميركاويزعم الباحثان في مقالهما أن ترامب لا يرى أن للولايات المتحدة مصالح مهمة كثيرة خارج نصف الكرة الغربي، ويعتبر التحالفات استنزافا للخزانة الأميركية، ويعتقد أن على واشنطن أن تهيمن على دول الجوار.
وهذه نظرة للعالم تستند -كما يقول دالدر وليندسي- إلى قول مؤرخ الحرب البيلوبونيسية الإغريقي ثوكوديدس إن "الأقوياء يفعلون ما يشاؤون، والضعفاء يقاسون بقدر ما يفرض عليهم من معاناة".
ومع إقرارهما بأن حقبة السلام الأميركي حققت إنجازات "غير عادية" مثل ردع الشيوعية والازدهار العالمي غير المسبوق والسلم النسبي فإنها غرست أيضا بذور فنائها حتى قبل صعود نجم ترامب بوقت طويل.
وطبقا للمقال، فقد أدت "الغطرسة" الأميركية إلى حروب مكلفة ومذلة في أفغانستان والعراق، وحطمت الأزمة المالية في عامي 2008 و2009 الثقة بكفاءة الحكومة الأميركية ووصفاتها السياسية.
ساحة غريبة على أميركاويقول الباحثان إنه يمكن فهم الأسباب التي تجعل بعض الأميركيين يشعرون أن بلادهم أفضل حالا في عالم مختلف تصنع القوة فيه الحق.
ويضيفان أنه قد يبدو أن للولايات المتحدة يدا طولى في مثل هذا النظام، لأنها تملك أكبر اقتصاد في العالم، وجيشها الأكفأ كما يمكن القول إنها تحتل أقوى وضع جغرافي.
لكنهما يستدركان بأنها تعاني من عيب لا يحظى بالتقدير الكافي، وهو قلة الممارسة، ثم إن سياسة القوة المجردة هي ساحة نشاط غريبة على الولايات المتحدة، لكنها مألوفة لمنافسيها الحاليين.
ولطالما استاء الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من نظام "باكس أميركانا" لأنه يحد من طموحاتهما الجيوسياسية، وفق المقال الذي يعتقد كاتباه أن هذين الزعيمين تعلما العمل معا لمواجهة النفوذ الأميركي، خاصة في جنوب الكرة الأرضية، كما أنهما لا يخضعان لضوابط وتوازنات مثل ترامب.
سياسة غير مؤكدة النتائجويمضي المقال إلى استخلاص العبر من الدروس السابقة، مشيرا إلى أن عودة الولايات المتحدة إلى انتهاج سياسات القوة التي كانت مهيمنة في القرن الـ19 لن تسفر على الأرجح عن الثراء الذي وعد به ترامب.
إعلانومع ذلك، فإن دالدر وليندسي يريان أن التخلي عن هذه الميزة سيكلف الولايات المتحدة ثمنا باهظا، إذ لن يقتصر الأمر على أن حلفاءها السابقين لن يسيروا خلف قيادتها فحسب، بل قد يسعى العديد منهم أيضا إلى التماس الأمان من خلال التحالف بشكل أوثق مع روسيا والصين بدلا منها، كما أنها قد تواجه انتكاسات مماثلة على الجبهة التجارية.
لا يفهم غير القوةوخلص المقال إلى أن الشيء الوحيد الذي يفهمه ترامب هو القوة، وإذا عمل حلفاء الولايات المتحدة معا يمكنهم مواجهته بالكثير من قوتهم، وإذا نجحوا في تعبئة مواردهم بشكل جماعي فقد يتمكنون أيضا من كبح بعض أسوأ اندفاعاته ونزواته في السياسة الخارجية.
ويحذر الباحثان في ختام مقالهما من أن فشل حلفاء الولايات المتحدة في مواجهة ترامب يعني أن "حقبة أكثر قتامة من سياسات القوة المنفلتة تنتظرنا، حقبة أقل ازدهارا وأكثر خطورة على الجميع".