محلل سياسي: هذا ما أرادت حماس قوله خلال تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
لا تتوقف المقاومة الفلسطينية عن إيصال رسائلها الخاصة إلى إسرائيل، وذلك من خلال هندسة مشاهد تسليم الأسرى التي تزداد قوة في كل مرة، كما يقول الباحث السياسي سعيد زياد.
فقد أظهرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– حضورا وتنظيما عسكريا كبيرا خلال تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى، والتي ظهرت خلالها مركبة عسكرية إسرائيلية غنمتها خلال عملية طوفان الأقصى.
وشملت الدفعة الرابعة تسليم الأسيرين ياردن بيباس وعوفر كالدرون، اللذين نُقلا داخل المركبة العسكرية الإسرائيلية إلى موقع التسليم في خان يونس جنوبي قطاع غزة، في حين تم تسليم الأسير الأميركي كيث سيغال في ميناء غزة.
وكان ظهور هذه المركبة -كما قال زياد للجزيرة- محاولة للقول إن إسرائيل لم تفشل فقط في الوصول إلى أسراها، وإنما فشلت حتى في الوصول في لمركباتها التي خسرتها خلال مواجهة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
لكن الرسالة الأقوى -برأي زياد- تمثلت في ظهور قائد لواء الشاطئ هيثم الحواجري الذي أعلن الجيش الإسرائيلي مقتله خلال الحرب.
رسائل قوية
وقد أكدت القناة الـ13 الإسرائيلية أن حماس ترسل رسالة في كل مرة تقوم فيها بتسليم عدد من الأسرى، وقالت إن اختيار مواقع التسليم يعكس سيطرتها على هذه المناطق رغم كل الضربات التي تلقتها.
إعلانولا يمكن القول -برأي زياد- إن هذا الحشد من المقاتلين المنظمين -الذين ظهروا خلال عملية تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى اليوم السبت- ليس تابعا لكتائب القسام التي تقول إسرائيل إنها فككتها بشكل شبه كامل.
وجرى تسليم سيغال في ميناء غزة وسط مشهد عسكري مهيب لمقاتليها وبحضور الحواجري. وكانت صور أعضاء المجلس العسكري الذين أعلنت القسام مؤخرا عن استشهادهم خلال المعركة وعلى رأسهم قائد أركانها محمد الضيف، حاضرة على منصة التسليم.
وشارك في تأمين العملية مقاتلون من وحدات المشاة والقنص والدروع التابعة للقسام، كما قال مراسل الجزيرة في غزة محمد قريقع، وقد انتشروا في المكان لساعات قبل وصول وحدة الظل التي حضرت بزيها الخاص ومركباتها الخاصة وبرفقتها سيغال الذي احتفظت به طيلة 15 شهرا.
وكما حدث في مشاهد التسليم السابقة، كانت الأسلحة الإسرائيلية التي غنمتها المقاومة من الجيش الإسرائيلي خلال عملية طوفان الأقصى، حاضرة على أكتاف مقاتلي القسام، بيد أن أسلحة أكثر نوعية ظهرت خلال عملية تسليم سيغال.
وكان تموضع مقاتلي القسام في المكان مهندسا بحكمة، وأرسل رسالة قوية إلى تل أبيب بأن الكتائب قد استعادت قوتها وتشكيلها، كما قال مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام.
أسئلة تتطلب إجابة
ووفقا لكرام، فإن مشهد التسليم سيمثل صدمة لإسرائيل التي قال قادتها العسكريون إنهم دمروا قدرات حماس العسكرية، وهو ما تنفيه هذه الصورة.
وأرادت المقاومة من خلال المشهد العسكري المصمم بعناية القول "نحن هنا"، كما يقول كرام، الذي أشار إلى أن المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري سيكون مطالبا بالرد على هذه المشاهد، وهو الذي ظل شهورا يتحدث عن تفكيك القسام.
وفي جانب آخر من المشهد، قال زياد إن ظهور الأسرى الإسرائيليين بحالة صحية جيدة تعكس أخلاق المقاومة التي تمنعهم من المساس بأسراهم أو تعذيبهم للحصول على معلومات رغم أن بينهم ضباط كبار.
إعلانويعكس مشهد هؤلاء الأسرى -من وجهة نظر زياد- انضباط هذه المقاومة رغم غياب جزء كبير من قادتهم، في حين تقوم إسرائيل بتعذيب الأسرى وصولا لقتلهم ومصادرة جثثهم كما حدث مع الشهيد وليد دقة.
وقارن الباحث السياسي بين ما تقوم به المقاومة التي وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بالحيوانات البشرية وما يقوم به جنود الاحتلال، وقال إن هذا الأمر يتطلب من العالم وقفة أمام ما يبديه كل طرف من سلوك تجاه أسراه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدفعة الرابعة خلال عملیة من الأسرى
إقرأ أيضاً:
إعلام العدو يعترف: كمين الشجاعية كان الأصعب
كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء ، عن تفاصيل كمين الشجاعية الجمعة الماضية والمعارك التي دارت مع المقاومة هناك.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: كانت هذه المعركة الأصعب منذ استئناف القتال في غزة قبل نحو شهر”. وفق قولها.
وأضافت الصحيفة: “خرجت عناصر حماس واحدة تلو الأخرى من كمين وسط حي الشجاعية المعادي، بعد أن اصطدمت قوة “يمّاس” أولاً بنيران كثيفة”. بحسب قولها.
وقال يوآف زيتون، من صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: في صباح الجمعة، بدأت قوات الجيش الإسرائيلي العمل في حي الشجاعية ، لإبعاد التهديدات عن القوات في المستقبل وتعميق السيطرة”. على حد تعبيره.
وأضاف: “في ساعات بعد الظهر، نفذت وحدة “يمّاس” كميناً هناك، وخرجت مجموعة من فتحة نفق وفتحت النار. ردّ الجنود بالنار، وكان جندي الرشاش في المقدمة يطلق النار حتى أصيب في رأسه وقُتل”. بحسب قوله.
وتابعت الصحيفة: هنا بدأت المعركة الحقيقية حيث أعدّت حماس كميناً معقداً من أنفاق متعددة الطبقات، في منطقة لا تزال مليئة بالأنفاق رغم أكثر من عام من العمليات هناك”. على حد قوله.
وأردفت: “ظهرت خمس مجموعات واحدة تلو الأخرى، أطلقت صواريخ مضادة للدبابات ومن أسلحتها الشخصية، مستهدفة طرق الإخلاء، ما كشف عن مستوى قيادة وتحكم عالي لدى حماس، رغم اغتيال خمسة من قادتها المحليين منذ 7 أكتوبر”. بحسب قولها.