بغداد اليوم -  بغداد

تصاعدت في الآونة الأخيرة التقارير الإعلامية الغربية التي تتحدث عن رفض فصائل المقاومة العراقية الاندماج مع القوات الحكومية أو العكس، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والأمنية العراقية. 

في المقابل، أكدت مصادر مقربة من تلك الفصائل أن ما يُنشر في بعض التقارير الأمريكية لا يعكس الحقيقة، مشددة على أن العلاقة مع الحكومة قائمة على التعاون والتنسيق المستمر.

يأتي ذلك وسط ضغوط دولية متزايدة على الحكومة العراقية لضبط السلاح خارج إطار الدولة، وفقاً لما كشفه مستشار رئيس الوزراء إبراهيم الصميدعي.


موقف فصائل المقاومة: "العلاقة مع الحكومة إيجابية"

في حديث خاص لـ"بغداد اليوم"، أكد مصدر مقرب من فصائل المقاومة العراقية أن الفصائل لديها "ثوابت راسخة" من بينها اعتبار أمن العراق "خطاً أحمر" والتأكيد على وحدة أطياف المجتمع العراقي. وأضاف المصدر أن هناك لقاءات مباشرة مع الحكومة لمناقشة قضايا تتعلق بالشأن الداخلي، واصفاً العلاقة مع الحكومة بأنها إيجابية وتقوم على التعاون لما يخدم استقرار البلاد.

وأشار المصدر إلى أن التقارير الأمريكية التي تتحدث عن رفض الفصائل للاندماج مع القوات العراقية "تفتقر للمصداقية"، وتهدف إلى "خلط الأوراق" من خلال مغالطات بعيدة عن الواقع. كما شدد على أن الفصائل أعلنت مراراً أنها في حالة حوار مستمر مع الحكومة، وأن أي قرارات ستصدر بشكل رسمي وشفاف.

وحول ما يُثار بشأن انتقال الفصائل إلى العمل السياسي أو دمجها ضمن القوات المسلحة، أوضح المصدر أن هذه مجرد "تكهنات" تروج لها بعض وسائل الإعلام، مؤكداً أن الفصائل لديها رؤية واضحة واستراتيجية خاصة بها، لكنها في الوقت ذاته تحرص على أمن وسلامة العراق بجميع مكوناته.


ضغوط دولية وإقليمية

وفقا لعدة مسؤولين عراقيين وأمريكيين تحدثوا لوكالة "أسوشيتد برس" فإن سقوط الأسد، الحليف لإيران، أدى إلى إضعاف نفوذ طهران في المنطقة، مما جعل الجماعات المتحالفة معها في العراق تشعر بالضعف.

وأضافت أن الكثيرين في العراق يخشون أيضا من أن تنظيم داعش قد يستغل الفراغ الأمني للعودة من جديد، في وقت لا تزال فيه القيادة الجديدة في سوريا تعمل على ترسيخ سيطرتها على البلاد وتشكيل جيش وطني.

وتنقل الوكالة عن مسؤول في الإطار التنسيقي القول إن معظم قادة الإطار يؤيدون بقاء القوات الأمريكية في العراق، ولن يرغبوا في مغادرتها نتيجة لما حدث في سوريا."

وأضاف: "إنهم يخشون أن يستغل داعش الفراغ الأمني إذا غادر الأمريكيون العراق، مما قد يؤدي إلى انهيار الوضع في البلاد."

وكان مستشار رئيس الوزراء السابق إبراهيم الصميدعي كشف في وقت سابق، عن وجود طلبات واضحة من أطراف دولية وإقليمية تطالب الحكومة العراقية بتفكيك سلاح الفصائل المسلحة، كجزء من الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار وضمان السيادة الوطنية.

وأوضح الصميدعي أن هناك ضغوطاً دولية متزايدة على الحكومة لضبط "السلاح المنفلت"، مؤكداً أن الحشد الشعبي يُعد مؤسسة رسمية وقوية، لكنه أشار إلى أن هناك فصائل تعمل تحت غطاء الحشد، وهو ما يثير الشكوك لدى الغرب والولايات المتحدة. وأضاف أن المطالب الدولية تتضمن حل بعض الفصائل وإنهاء ما وصفه بـ"ثنائية الدولة والدولة الرديفة"، مؤكداً أن القرار السياسي قادر على إنهاء هذه الحالة، وأن الفترة القادمة قد تشهد خطوات حاسمة في هذا الاتجاه.


مستقبل العلاقة بين الفصائل والحكومة: هل من حلول وسط؟

تثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين فصائل المقاومة العراقية والحكومة، وما إذا كان بالإمكان الوصول إلى صيغة توافقية تضمن الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتخفيف الضغوط الدولية في آن واحد.

يرى مراقبون أن سيناريوهات المستقبل قد تتراوح بين دمج بعض الفصائل ضمن المؤسسات الأمنية الرسمية كما حدث مع قوات الحشد الشعبي، أو التوصل إلى تفاهمات تضمن استمرار دور هذه الفصائل تحت رقابة الدولة دون حلها بالكامل. بالمقابل، يواجه رئيس الوزراء تحديات كبيرة في إقناع الأطراف الدولية بقدرة العراق على ضبط الملف الأمني داخلياً دون الحاجة إلى فرض حلول خارجية.

بينما تتصاعد الضغوط الدولية لدفع العراق نحو ضبط السلاح خارج إطار الدولة، تبقى فصائل المقاومة لاعباً أساسياً في المشهد السياسي والأمني، وهو ما يجعل أي قرارات مستقبلية بشأن وضعها محط اهتمام داخلي ودولي. ومع استمرار الحوارات بين الحكومة وهذه الفصائل، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن إيجاد صيغة تضمن توازن المصالح بين القوى الداخلية والتوجهات الدولية، أم أن العراق مقبل على مواجهة جديدة في هذا الملف الحساس؟


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فصائل المقاومة مع الحکومة

إقرأ أيضاً:

رابطة الأندية تعلن موقفها من تأجيل لقاء الأهلي وبتروجت

كشف طه عزت مدير إدارة المسابقات برابطة الأندية، أنه تم التواصل مع هيئة الأرصاد الجوية، للاستفسار عن العاصفة الترابية ومدى تأثيرها على مباراتي حرس الحدود وبيراميدز والأهلي وبتروجت في الدوري.

بعد رحيل كولر .. التشكيل المتوقع للأهلي أمام بتروجتنتيجة مباراة آرسنال و بي اس جي في دوري أبطال أوروباناقد رياضي: كولر ليس الجاني الوحيد في أزمة الأهلياتحاد السلة يؤجل منافسات بطولات الجمهورية تحت 14 عاما حفاظاً على سلامة اللاعبين

وأضاف طه عزت في تصريحات لبرنامج ستاد المحور مع الإعلامي خالد الغندور: "هيئة الأرصاد الجوية أبلغتنا أن ذروة العاصفة ستكون الساعة 12 أو الواحدة ظهرًا وهو ما لا يؤثر بالسلب على مباراة حرس الحدود وبيراميدز".

حقيقة تأجيل مواجهة الأهلي وبتروجيت 

وتابع مدير إدارة المسابقات برابطة الأندية:"اتفقنا على التواصل مع هيئة الأرصاد الجوية، لمتابعة آخر التطورات الخاصة بالعاصفة الترابية وهل ستؤثر بالسلب على مباراة الأهلي وبتروجت أم لا؟ وحتى الآن المباراة في موعدها وإذا وصلتنا أي تحذيرات جوية تهدد إقامة اللقاء سنعلن عنها".

يستعد الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي لمواجهة فريق بتروجيت، ضمن منافسات الجولة الثالثة من مرحلة التتويج ببطولة الدوري المصري الممتاز، والمقرر لها اليوم الأربعاء الموافق 30 أبريل 2025، في تمام الساعة الثامنة مساءً بإستاد الكلية الحربية.

التشكيل المتوقع للأهلي أمام بتروجت

في حراسة المرمى: محمد الشناوي.

خط الدفاع: على معلول، رامي ربيعة، أشرف داري، محمد هاني.

خط الوسط: مروان عطية وإمام عاشور، عمرو السولية.

الهجوم: أشرف بن شرقي، جراديشار، طاهر محمد طاهر.

طباعة شارك الأهلي بتروجت الأهلي وبتروجت الدوري رابطة الأندية حرس الحدود بيراميدز إدارة المسابقات هيئة الأرصاد مواجهة الأهلي وبتروجيت

مقالات مشابهة

  • رابطة الأندية تعلن موقفها من تأجيل لقاء الأهلي وبتروجت
  • نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل محافظ الطائف ويطّلع على عدد من التقارير
  • نائب أمير مكة يستقبل محافظ الطائف ويطّلع على عدد من التقارير
  • صحة الدبيبة: رفضنا عروضًا كندية وفرنسية.. وأدوية الأورام العراقية آمنة وتطابق المواصفات العالمية
  • مكتب محافظ البريمي ينفذ برنامجا تدريبيا حول "إعداد التقارير باستخدام الذكاء الاصطناعي"
  • فرع المؤسسة العامة للحبوب بحلب يستلم دفعة من منحة القمح المقدمة من الحكومة العراقية، لتوزيعها على مطاحن وأفران مدينة حلب وفق الحاجة
  • بمهام جديدة.. دمج 20 ألف عنصر من الفصائل في الحشد والقوات العراقية
  • إسبانيا تُكذّب تصريحات تبون وتؤكد أن موقفها من دعم سيادة المغرب على الصحراء لم يتغير
  • رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية: 63 مليار دولار حجم الاستثمارات العربية والأجنبية في العراق خلال عاميين
  • مكتبة الإسكندرية توضح موقفها بشأن محادثة بين «عبد الناصر والقذافي»