مناشدة الى طرفي القتال في السودان ونصيحة
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
مناشدة الى طرفي القتال في السودان ونصيحة : (ارفعا ايديكما عن السلاح واجعلا من شهر شعبان تمرين روحي جاد لتدخلا به إلي شهر رمضان المبارك ، شهر جني الثمار التي وضعت بذرتها في رجب وتتم سقيتها في هذه الأيام فلا تضيعوا الفرصة والوقت يمضي سريعا !!..
الشيء المؤسف والذي يدعو إلى الحزن والاسي أن الطرفين المتحاربين مسلمين ويرفع كل منهما السلاح في وجه أخيه والقتال بينهما مستحر مثل اللهب ويهللان ويكبران بأصوات داوية كلما أوقع أحدهما خسائر فادحة في الاخر والضحايا من المواطنين الأبرياء يفوق عددهم أضعاف أضعاف القتلي والمصابين من الجند في هذا الطرف أو ذاك !!.
كلنا نذكر الحرب العراقية الإيرانية وقد كانت مدمرة بمعني الكلمة ... هل كانت هذه الحرب اللعينة تدور بين مسلم وكافر ام بين مسلم ومسلم وفي هذه الحالة هل تمعنت الأمة الإسلامية في كتابها المنزل علي سيد الرسل والأنبياء سيدنا محمد عليه افضل الصلاه واتم التسليم وفيه العلاج الناجع لمثل هذه الأزمة أو الفتنة وكان وبمقتضي الآيات الكريمة التي تشير إلى الحل أن تتدخل الأمة وتمنع تدهور الوضع وإذا بغت طائفة علي الأخري ورفضت الرجوع الي الحق ففي هذه الحالة يمكن للأمة أن تحارب الطائفة الباغية حتي تفيء الي أمر الله سبحانه وتعالي .
وعجزت الأمة الإسلامية عن تدارك هذا الإشكال الضخم في حياة المسلمين واستلم المهمة أهل المكر والدهاء من الكفرة الصليبيين ووجدوا فرصتهم وصارت لهم الدول العربية تبعا ومن يومها بدأ الانفراد ببلادنا العربية والمسلمة الواحدة تلو الأخري وفي حرب غزة تمت نكبة جديدة بالفلسطينيين وفي السودان تحولت بلادنا الحبيبة الي لا دولة يتدفق إليها السلاح من اين ؟! لا ندري والحرب كل فجر يوم جديد تزداد شراسة والضحية المواطن والعالم يتفرج علينا وكأننا سيرك هندي أو مسرح للعبث واللامعقول والدول العربية والإسلامية منها من شارك في اذيتنا بكل برودة اعصاب ويضحكون علينا بكراتين الإغاثة التي لا تصل وبوابل من الادانات والشجب التي ليس من ورائها طائل وهكذا الأمة العربية والإسلامية والعالم ادمنوا الفرجة علينا ونحن في أشد حالات الضعف تنكر لنا الأصدقاء والجيران قبل الأعداء .
قبل أن يطل علينا شهر رمضان المبارك وقد بدأت ملامحه بقدوم شهر شعبان هذا الشهر الذي ينبغي علي كل مسلم أن ينظف فيه قلبه من الشحناء وان يملأه باوكسحين التوبة ويزيل منه السواد والغل والحسد وان ينظفه تماما من أي أسباب للشرك وان يتمرن بقوة لشهر رمضان المبارك شهر جني الثمار والجوائز وان يكثر من عمل الخيرات ويترك المنكرات ويكثر من الصوم فيه ويكثر من تلاوة القرآن الكريم ويتصدق ويترك لهذه البذرة التي ضمتها تربة شهر رجب أن تأخذ حظها من الري في شعبان لتعطي ثمارها في شهر التوبة والغفران .
وعليه نناشد وننصح الطرفين المتقاتلين أن يهللا ويكبرا بحق وحقيق وفي وقار وخشوع وان يكفا فورا عن مقاتلة بعضهما البعض ما داما معا يشهدان بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونبارك لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حلول شهر شعبان حيث يبدأ العمل الجاد استعدادا لشهر رمضان شهر التراويح والذكر والتسبيح وشهر المساكين .
ايها المتحاربان اوقفا هذا العبث وثوبا الي رشدكما وانتما الاثنان تدينان بدين الإسلام الخالد والذي يدعو إلي التسامح والحكمة والموعظة الحسنة !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
أكرم على التوم ينعي دكتور خالد ياجي
أكرم على التوم في نعي دكتور خالد ياجي، له الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
لا حول ولا قوة الا بالله.
يا لفجيعتنا ويا لمصيبتنا ويا لجزعنا اليوم.
احقاً صعدت هذه الروح الطاهرة الي بارءها؟
إن شاء الله البركة فيكم في وفاة المغفور له بإذن الله استاذنا واستاذ الاجيال الحبيب بروفسير خالد ياجي.
لا نستطيع ان نحصي مكارمه و إنجازاته في الطب والتعليم والوطنية والمجتمع. لقد عرفه ريف السودان وحضره وتتلمذت على اياديه الفذة أجيال عديدة من الأطباء والكوادر الصحية. كان وحتى أيامه الأخيرة في هذه الدنيا مبادراً للخير والبذل والعطاء من أجل الوطن ومهنة الطب والقطاع الصحي في السودان.
لقد كان للفقيد الراحل قصب السبق في معظم المبادرات الوطنية التي تهدف إلى تحرير الشعب السوداني من الظلم والطغيان والاستبداد.
عُرفت عنه خصال النزاهة والخصومة المحترمة وآداب اختلاف الرأي حتى مع اشرس خصومه السياسيين.
وتشهد له اروقة نقابة أطباء السودان والمجالس والجمعيات الطبية صراعه المثابر من أجل إنجاز الحقوق وتثبيت أسس العلم واخلاقيات مهنة الطب. كما تشهد جدران معتقلات الأنظمة السودانية المستبدة صموده في وجه التعذيب والقمع.
تنعاه مآقي كل مريض قيّض الله له الشفاء على اياديه البارعة وقلوب كل تلاميذه وزملاء مهنته ورفاق دروبه في عمل الخير.
نسأل الله أن يحسن اليه في جنات النعيم مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يلهمكم ويلهم عارفي افضاله الكثيرة وإيانا الصبر على هذا المصاب الجلل.
لا نعزّك على الله خالقنا ومالك أرواحنا. وستزيّن السماء بروحك الطاهرة وسيرتك العطرة وعطائك المدار، وفي قلوبنا، تسطع دوما كالنجم الباهر لتنير لنا أحلك الليالي.
الي جنات الخلد استاذنا العظيم بروفسير خالد ياجي.
احسن الله عزاءكم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
د. أكرم على التوم.