الصراع العسكري في السودان … الجهود الدولية لتحقيق العدالة لجنة تقصي الحقائق نموذجا
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
ان اللجنة الدولية لتقصي الحقائق، هي لجنة دولية بغرض تقصي الحقائق في كل الانتهاكات والتجاوزات التي تمت في السودان، منذ 15 ابريل 2023، وعليها اثبات هذه الانتهاكات والظروف التي ادت لها، والتجاوزات والكيانات التي قامت بهذه الانتهاكات، او الافراد الذين قاموا بذلك، ثم التحقيق في كل هذه الانتهاكات، وكل تجاوز تم بحسب قوانين حقوق الانسان، والقوانين الدولية.
الرصد والتوثيق
يقول المحامي والقانوني عن لجنة تقصي الحقائق الدولية عبدالرحمن عابدين هي لجنة شكلها مجلس حقوق الانسان، هي تابعة للجمعية العمومية للامم المتحدة، وجاء القرار استجابة للازمات الناجمة عن الصراع العسكري الدائر في السودان منذ 15 ابريل 2023، وحتي الان، والتقصي حول الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبت اثناء هذا النزاع، وهو صدر في 11 اكتوبر 2023، تم تعيين ثلاثة اشخاص لها في ديسمبر 2023، منذ يناير 2024، بدأت اعمال اللجنة الدولية لتقصي الحقائق.
اضاف عبد الرحمن ان اختصاصات اللجنة الدولية لتقصي الحقائق تشمل تحقق في الانتهاكات والتجاوزات، تجمع الادلة، وتوثقها، وتوثيق المعلومات ذات الصلة والمسؤولين، اذا كانوا افراد او كيانات، وايضا تقديم توصيات بشأن المساءلة القانونية لكل المنتهكين، اوضح ان المشاكل الكبيرة في السودان، هي تجاوز الانتهاكات التي تحدث.
الاحالة المحكمة الجنائية الدولية
المطلوب من لجنة تقصي الحقائق قدمت تقرير شفاهي في شهر يوليو، وقدم تقرير في ما توصل اليه في اكتوبر 2024، والبعثة مدتها سنة، والمجلس له السلطة في تمديد عملها، والجمعية العامة للامم المتحدة لها الحق في مناقشة التقرير، اذا رات فيه ما يتوجب التدخل باي شكل من الاشكال، ترفع ذلك الي مجلس الامن الدولي، ومجلس الامن يمكن احالته الي المحكمة الجنائية الدولية.
اضاف عبدالرحمن من الاشياء المهمة في القرار، انه تحدث في العنف الجنسي، والاغتصابات ضد النساء، والانتهاكات ضد الاطفال خصص لها حيز، رغم ان البعثة عملها لكل ولايات السودان، لكن خصص ولاية الخرطوم، وكل ولايات اقليم دارفور، باعتبارها من الولايات التي تثير قلقا في العالم، لتزايد تجاوزات حقوق الانسان كانت كبيرة للغاية.
القتل خارج نطاق القانون
اوضح ان مجلس حقوق الانسان هو احد الاليات الاساسية لحماية حقوق الانسان، يقوم بضغط قانوني ومعنوي، ويتم اللجوء اليه في حال مخالفة اي دولة مسائل وقضايا حقوق الانسان، وهنا يمكن تكون لجان التقصي، ويرسل مبعوث خاص، مشيرا الي ان القرار في السودان يعني الكثير، ينبغي محاكمة اي شخص، واي جهة، او كيان ارتكب جرائم، مثل القتل خارج نطاق القانون، او العنف الجنسي او الاعتقال التعسفي، والتعذيب او التهديد بالفصل عن العمل، او احتلال المنازل، والسرقة والنهب والسخرة، والتجنيد الاجباري خاصة للاطفال.
اعتداء ممنهج ومدروس ومخطط لجماعات مدنية
اوضح ان كل ما تم ذكره تعتبر جرائم ضد الانسانية، وجرائم حرب، ومعلوم ان هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، مهما طال الزمن، وهذا الشئ، والجرائم ضد الانسانية هي اعتداء ممنهج، ومدروس ومخطط لجماعات مدنية، وهذا التعريف وفق المادة (7) من قانون محكمة الجنايات الدولية، يطالب من ضحايا هذه الانتهاكات والشهود علي هذه الانتهاكات ان يدلوا بالوقائع وكل المعلومات.
مجزرة عنبر جودة
ذكر عبد الرحمن ان كل الانتهاكات وكل التجاوزات التي ارتكبت في الفترات في الفترات السابقة، لم يقدم الجناة الي المحاكم، اعطي مثالا لذلك، بعد استقلال السودان في يناير 1956، في فبراير 1956، ارتكبت مجزرة عنبر جودة والتي قتل فيها 200 شخص، وهذه المجزرة لم تتم محاكمة اي شخص مسؤول عنها، ولجنة دارفور 2004، لجنة دفع الله الحاج يوسف، وهذه اللجنة لم تقوم بمحاكمة اي شخص مسؤول، وجه التقرير اتهامات الي الحركات المسلحة والجيش في حرق القري، واغتصاب.
اضافة الي مجزرة قصر الضيافة 1971، تقرير اللجنة لم يظهر للعلن، ولم اي شخص للمحاكمة، في عهد الرئيس جعفر نميري، وفقا لتقرير القاضي حسن علوب، في دارفور في الضعين 1987 التي قتل اكثر 4 الف جنوبي، حسب ما اشار اليه المحامي عبدالرحمن، لم يقدم شخص للمحاكمة، وفي المدي القريب، احداث الجنينة 2021، تم تشكيل لجنة تقصي حقائق، وأحداث الفاشر.
وأضاف عبدالرحمن ان تجاوز الانتهاكات التي حدثت في تاريخ السودان، هي جرائم كبرى، وابرزها جريمة فض اعتصام القيادة العامة للجيش السوداني، في يونيو 2019، تم تكوين لجنة، فض الاعتصام كان جريمة كبرى في تاريخ السودان الحديث، واللجنة التي كونت لم تكمل عملها.
مسألة الإفلات من العقاب
أن تجاوز انتهاكات حقوق الضحايا، هي الأسباب التي تجعل هذه الحرب تستمر الى الان، اذا كان في محاكمات للجناة في هذه القضايا، ما يجعل الآخرين يحجموا عن ارتكابها مرة أخرى، والتاريخ السوداني ملء بمسالة الافلات من العقاب، ولم تحدث مصالحة او عدالة انتقالية، او قدم المجرمين الي المحاكمات، وطالب الشهود بالابلاغ عن الانتهاكات، من الشهود او الضحايا، يقول انها محاطة بالسرية التامة.
تقرير: حسن اسحق
ishaghassan13@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الانتهاکات تقصی الحقائق حقوق الانسان فی السودان لجنة تقصی
إقرأ أيضاً:
دور المدنيين في انتشال السودان من قبضة الحكم العسكري وتحقيق الحكم المدني
يرى كثيرون أن الدور المدني السوداني في ظل تأزم الأوضاع في البلاد، له أهمية كبرى، باعتباره الطريق الذي يؤسس إلى الحكم المدني والانتقال من مراحل القتال والحروب إلى تأسيس انتخابات حرة تشكل وجه مشرق للسودان الجديد، في ظل رفض قاطع لاستمرار الحكم العسكري في البلاد.
تقرير : حسن اسحق
يرى كثيرون أن الدور المدني السوداني في ظل تأزم الأوضاع في البلاد، له أهمية كبرى، باعتباره الطريق الذي يؤسس إلى الحكم المدني والانتقال من مراحل القتال والحروب إلى تأسيس انتخابات حرة تشكل وجه مشرق للسودان الجديد، في ظل رفض قاطع لاستمرار الحكم العسكري في البلاد.
أن تعدد المبادرات المدنية وحده لا يساهم في إيقاف الحرب، إلا إذا كانت هناك رؤية مشتركة واضحة بشأن انها القتال في السودان، اضافة الي دور البعد الخارجي الذي لا يخاطب مصالح الجماهيرية العريضة في تحقيق السلام والاستقرار، باعتباره عالما غير مساعد في أحيان كثيرة، وان وحدة القوى المدنية هي الطريق الحقيقي إلى تحقيق السلام.
النساء يقلن ارضا سلاح … تنافس مبادرات إيقاف الحرب
تقول اميرة عثمان من مبادرة لا لقهر النساء ان الحرب كانت عبئا علي نساء السودان، والنساء دائما يقلن ارضا سلاح، ان الراهن السياسي الحالي فيما يتعلق ببناء جبهة مدنية لإيقاف الحرب، في ظل تعدد المنابر، واختلاط القضايا قليلا، مشيرة إلى وجود 50 مبادرة، تطالب بتوحيد الجبهة المدنية لإيقاف الحرب، هناك تنافس من الجهات المتعددة، وكل جهة تريد أن تكون صاحبة المبادرة، والمسيطرة، وترى اميرة أن هذا في حد ذاته جزء من الخلل البنيوي، والتنظيمي للمبادرات المتعددة.
تقول إن مبادرة لا لقهر النساء واجهت العديد من المشاكل بسبب تعدد المبادرات والأجسام، ونسبة لتجارب سابقة، ويجب أن تكون هناك ضوابط محددة، ورؤية حاكمة للمبادرة لأي عمل مشترك، واي عمل مشترك يجب ان يعطي الأولوية لإيقاف الحرب، ومحاكمة ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب السوداني، سواء كانوا عسكر او مدنيين، مع ادانة طرفي الحرب، وكل الأعمال الوحشية، والحرب الدائرة الآن علي أجساد النساء، وهن يدفعن الثمن، في عمليات الاغتصاب، وتنتهك البيوت.
تضيف اميرة من يعنفون الضحايا، فشلوا من توفير الحماية للنساء من جيش وشرطة، ولا حتي الأسر، والعار ليس عار النساء، بل عار من خان، وباع، وتطالب ب ’’ نسونة ‘‘ الفضاء، حتي يتم تحقيق السلم والأمن الدوليين، ويجب وضع أسس التفاوض والسلام بمفهوم نسوي، وهن بطبعهن يجنحوا للسلم، وأي تفاوض يجب أن يكون فيه النظرة النسوية، ويجب أن لا يكون السلام اقتسام الثروة والسلطة للقتلة، وحافز بالنسبة لهم، والدول التي حدث بها نوع من التطور، هي التي سلمت السلطة للشعب.
اكدن اميرة أن التنسيق داخل التحالف او العمل المشترك، يجب ان يكون للجسم وليس للأشخاص، والفردانية داخل العمل المشترك، يجب ان لا تكون عالية، القوى المعارضة في الشكل العام متفقة، لكن عند الدخول الى التفاصيل يبدأ الخلاف، والجماهير لا تؤمن بأفراد، هي تريد برامج ومشاريع، ويجب دولة سودانية تحقق التنمية في الأقاليم، بدل الدولة المركزية القابضة.
الجبهة القومية الاسلامية تختطف الجيش .. وضع حد للحرب
بينما آدم الشريف عضو الحزب الشيوعي السوداني أن الجيش السوداني مختطف بواسطة اللجنة الامنية، الوجه العسكري للجبهة القومية الإسلامية، ثورة ديسمبر عميقة في مضامينها، ومحتواها، ولاول مرة عمت كل ارجاء السودان، في الريف والحضر، والبوادي، والمدن، بدءا من مدينة الدمازين واستمرت حتى سقوط رأس النظام في 19 أبريل 2019، والجيش والدعم السريع هما اللجنة الامنية لنظام الرئيس السابق عمر البشير.
اكد ادم ان حرب 15 أبريل 2023، هدفت إلى قتل ثورة ديسمبر المجيدة، وهي ليست حرب داخلية محضة، بل ذات أبعاد خارجية، اضافة الى الوكلاء الإقليميين، ليست لهم مصلحة في قيام نظام ديمقراطي في السودان، طرفا ليست لهما مصلحة في أي تحول ديمقراطي، والقصف الجوي للجيش السوداني دمر المئات من المنشآت، وقتل الاف الارواح، والحرب يجب ان تقيف، وتسترد الثورة.
اكد ادم ان الحزب الشيوعي اصدر مبادرة لإنهاء الحرب واسترداد الثورة، والقوى الثورية تستطيع استعادة المسار من أعداء الثورة، وتجدد كفاحها، والهدف من مبادرة الحزب الشيوعي السوداني، وضع حد للحرب، والحراك الجماهيري باعتباره الاساس لايقاف الحرب، واوضح ان التعويل علي العالم الخارجي لن يساهم في إيقاف الحرب، والحزب الشيوعي ليس ضد الخارج بصفة عامة، موضحا أن الخارج به منظمات تناهض استمرار الحرب، ويجب أن يكون عاملا مساعدا، وليس بديلا للنضال الجماهيري القاعدي.
وحدة الحركة الطلابية
يقول تاج الدين اسحق من الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، أن وحدة الحركة الطلابية في انتزاع اتحاداتها في الجامعات السودانية، كانت أولى لبنات الوحدة، وهم احدي فصائل ثورة ديسمبر، والشعب لن يلتف حول جسم إلا إذا كان يحقق مصالحه، مشيرا إلى أن الاتفاقيات السابقة، فشلت في تحقيق السلام في السودان، لأنها جاءت عبر اجندة خارجية ليبرالية، لا تخدم الجماهير في شئ، وكل هذه الاتفاقيات لم تساهم في إنهاء الة الحرب.
يضيف تاج الدين أن أي اتفاق للسلام يجب ان يخاطب قضايا العدالة، باعتباره مطلب جماهيري، ويلاحق المجرمين، ويقدموا للعدالة والمحاسبة، لن تكون هناك حروبات في السودان، وأن وحدة القوى المدنية يجب أن تقودها الاجسام الجماهيرية في الأرض، والشعب السوداني ليس مصلحة في استمرار الحرب، وايقافها يجب أن يكون بالشرعية الثورية، واستعادة دولاب العمل.
ishaghassan13@gmail.com