«لا يمكن أبداً التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية»، و«الحل هو إقامة دولة فلسطينية بحقوق تاريخية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

هذه هي كلمات الرئيس القائد عبدالفتاح السيسي، وهو القول الفصل في ما يتردّد حول تهجير الفلسطينيين، والذي نزل على الاحتلال كالصاعقة التي زلزلت خططهم وأفشلت مؤامراتهم، كما أنها نزلت على المصريين والعرب والفلسطينيين برداً وسلاماً.

وسبق أن حذّر الرئيس السيسي مراراً، من أن التهجير سيكون هدفه تصفية القضية الفلسطينية، وخلال الشهر الأول من الحرب، قال الرئيس إن إسرائيل بإمكانها نقل سكان قطاع غزة إلى صحراء النقب حتى الانتهاء من الحرب في غزة، ورفض فكرة التهجير إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

ووصف الرئيس تهجير الفلسطينيين بأنه ظُلم لا يمكن أن تشارك مصر فيه، ولا يمكن أبداً التساهل أو السماح به، لتأثيره على الأمن القومي المصري. ويتمثل الحل العادل للقضية الفلسطينية في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 338 لعام 1973 وقرار الجمعية العامة 194 الخاص بحق العودة.

إن حديث الإدارة الأمريكية عن دمار غزة وربط إعادة إعمارها بتهجير سكانها يندرج في سياق «الابتزاز» الذي يمارَس على الفلسطينيين لفرض ترتيبات سياسية عليهم، وأظهرت عودة نازحي غزة إلى الشمال في طوفان بشري بكل وضوح فشل هدف نتنياهو بالتطهير العرقي، وهو ما يُعد انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي وتحريضاً على ارتكاب جرائم حرب، والمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر تماماً النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة، وتصنّف المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التهجير القسري كـ«جريمة حرب» تستوجب المحاكمة، وتعتبر المادة 85 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف النقل القسري للسكان المدنيين انتهاكاً جسيماً يستدعى المحاكمة، وينص قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة.

موقف الرئيس السيسي الرافض لتهجير الفلسطينيين ليس موقفاً شخصياً، بل هو التزام وطني قومي عربي يعبّر عن إرادة الشعب المصري كله، وقد حاول الاحتلال ابتزاز مصر عن طريق إطلاق شائعات كثيرة أثناء الحرب على غزة حول «تهجير الفلسطينيين»، وكانت المنصات الإعلامية المعادية لمصر تزايد علينا وتتهم الدولة بما لم تقترفه، ولا تعلم أن «التهجير» بالنسبة لمصر هو «خط أحمر».

ومن هنا ولموقف مصر والرئيس السيسي الرافض تصفية القضية الفلسطينية، والرافض تهجير أهل غزة عن أرضهم، جاء الاستهداف الذى تمارسه وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي، ونشر صحيفة «جيروزاليم بوست» صورة تجمع الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، على هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض، والتي عُقدت في نوفمبر 2023، وذلك في مقال لم يتناول إطلاقا أي حرف عن إيران، لكنهم وضعوا صورة المقال في محاولة رخيصة من الابتزاز والكذب والتضليل، وهو ليس غريباً على إعلام الاحتلال، وذلك لموقف الرئيس الرافض للتهجير والمعادي لمخطط القضاء على القضية الفلسطينية.

لقد كشف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة أن «ثقافة الكذب» منتشرة في إسرائيل على أعلى المستويات السياسية، وقادة الكيان الصهيوني يكذبون على الرأي العام المحلي في الأراضي المحتلة، كما يتنفسون!

ولا ننسى أكاذيب نتنياهو التي تكرّرت في معظم ولاياته الحكومية، فقد قام بتضليل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في خطابه الشهير بجامعة بار إيلان، حول موافقته على إقامة الدولة الفلسطينية، وخدع يائير لابيد زعيم حزب «يوجد مستقبل»، حين وعده بتجنيد الحريديم المتدينين في جيش الاحتلال، وكذب على شاؤول موفاز، حين أبلغه أنه سوف يسن قانوناً لهذا الموضوع، وهناك الكثير من الحالات التي تشهد على كذب نتنياهو وتضليله وخداعه، طوال الحرب الإسرائيلية على غزة وصفقات إطلاق الرهائن.

ليعلم إعلام الاحتلال الإسرائيلي الكذاب والمضلل، ومن يحركه، أن هذا الابتزاز لن يغير من الأمر شيئاً، لأن الرئيس وراءه شعب، بل أمة عربية تؤيد حفاظه على الحق الفلسطيني، وعدم تهجيره من أرضه، وأن كل مصري هو الرئيس عبدالفتاح السيسي، فنحن 107 ملايين مواطن مستعدون للتضحية بأرواحنا من أجل هذا الوطن، ومن يظن أن بإمكانه أن يلوى ذراع مصر أو يؤثر على قرارها فهو واهم.

نقول لقائد مسيرتنا الرئيس والزعيم عبدالفتاح السيسي، شعب مصر يفديك بروحه، وموقفك الوطني سيُسجله التاريخ بأحرف من نور، لأنك وقفت سداً منيعاً أمام مخططات التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية، وحفظت لمصر والعرب أمنهم القومي، ولفلسطين تاريخها وجغرافيتها وشعبها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين أكاذيب نتنياهو تهجیر الفلسطینیین القضیة الفلسطینیة عبدالفتاح السیسی

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي وحاكم أستراليا يؤكدان رفضهما استخدام التجويع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بقصر الاتحادية، السيدة سام موستين الحاكم العام لكومنولث أستراليا، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، رحب خلالها الرئيس بالحاكم العام لأستراليا في القاهرة، خاصة وأنها الزيارة الأولى لها إلى مصر، وتتزامن مع الاحتفال بمرور خمسة وسبعين عاماً على تدشين العلاقات بين البلدين، مما يعكس عمق الروابط التاريخية والأواصر الممتدة بينهما.

وفي هذا السياق، ثمن الرئيس الإسهامات الإيجابية للجالية المصرية في أستراليا، ودورها الفاعل في بناء المجتمع الأسترالي، مشيرًا إلى المكانة المتميزة التي يحظى بها عدد من الأستراليين ذوي الأصول المصرية في مختلف المجالات، وتقلدهم مناصب رفيعة، بما يجسد متانة العلاقات بين الشعبين الصديقين.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد تأكيدًا مشتركًا على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، حيث أشار السيد الرئيس إلى الفرص الواعدة المتاحة للاستثمار في مصر، والتي يمكن للشركات الأسترالية الاستفادة منها، لا سيما في مجالات إنتاج الطاقة النظيفة، والهيدروجين الأخضر، والزراعة، السياحة، والصناعات التكنولوجية والتعدين، وكذا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشددًا على حرص الدولة المصرية على توطين الصناعات وتعزيز قدرتها الإنتاجية.

كما تناول اللقاء سبل دعم التعاون بين البلدين في مجال الأمن الغذائي، وإمكانية إقامة مشروعات مشتركة لتربية وتسمين الماشية والصناعات المرتبطة بها في مصر، إضافة إلى بحث آليات تسهيل نفاذ الصادرات المصرية إلى الأسواق الأسترالية، والتعاون في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة.

ومن ناحيتها، أمنت الحاكم العام لأستراليا على ما ذكره الرئيس من ضرورة تعزيز الاستثمارات الاسترالية في مصر، مضيفة أهمية التعاون كذلك في مجال الاستثمار الثقافي بين البلدين، وبالأخص في مجال المتاحف، خاصة مع التقدير الكبير الذي تحظى به الثقافة المصرية لدى الشعب الأسترالي.

وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن اللقاء تناول أيضًا المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الوضع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المصرية الحثيثة لوقف إطلاق النار، وتبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية إلى القطاع، ورفض استخدام التجويع كسلاح أو أداة للعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني.

كما جدد الطرفان تأكيدهما على ضرورة إعادة إعمار قطاع غزة وفقاً للخطة العربية الإسلامية ذات الصلة، وعلى أهمية الدفع قدمًا نحو تحقيق حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، باعتباره المسار الوحيد لضمان التوصل إلى السلام الدائم والاستقرار في المنطقة.

من جانبها، أكدت الحاكم العام لكومنولث أستراليا على حرص بلادها على تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية مع مصر، معربةً عن تقديرها للزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين، وتطلعها لأن تسهم هذه الزيارة في دفع مسار التعاون المشترك قدمًا، مشددةً على دعم أستراليا الكامل للجهود المصرية الدؤوبة والمستمرة لاستعادة الاستقرار بالمنطقة.

وفي نهاية المقابلة، وجه الرئيس الدعوة للحاكم العام لأستراليا للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، وهي الدعوة التي رحبت بها المسئولة الاسترالية.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يوفد مندوبا للتعزية في وفاة بابا الفاتيكان

الرئيس السيسي يوفد مندوبين للتعزية

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو
  • وزير الخارجية: مصر لم ولن تتعرض لأي ضغوط تتعلق بقضية تهجير الفلسطينيين
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية
  • قيادي بالمؤتمر: مرافعة مصر أمام «العدل الدولية» خطوة جديدة من الدولة لدعم القضية الفلسطينية
  • النائب علاء عابد يستعرض قانون إنشاء الهيئة القومية للأنفاق أمام الجلسة العامة للبرلمان
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية
  • بقناة السويس.. ترامب يحاول ابتزاز مصر لرفضها تهجير الفلسطينيين
  • رسالة إلى العالم.. طلاب بورسعيد يدعمون القضية الفلسطينية على طريقتهم
  • الرئيس السيسي وحاكم أستراليا يؤكدان رفضهما استخدام التجويع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني
  • الرئيس السيسي وحاكم أستراليا يؤكدان رفض استخدام التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين