هل يمكن للبشر العيش تحت الأرض طلباً للنجاة من تغير المناخ؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أستراليا – قد يُدرج يوليو 2023 في التاريخ البشري على أنه اللحظة التي أدركت فيها البشرية أخيرًا العواقب المروعة لإدماننا على الوقود الأحفوري.
وبينما نستعد للعيش في عالم يتسم بالسخونة مع تزايد الظواهر الجوية الشديدة، قد يكون الوقت قد حان للنظر في التكيفات مثل العيش تحت الأرض، حيث يمكن أن تظل درجات الحرارة أكثر استقرارا دون الحاجة إلى الاعتماد على تكييف الهواء أو التدفئة الكثيفة الاستهلاك للطاقة.
الرجل الأبيض في حفرة
تعرف بلدة كوبر بيدي في جنوب أستراليا، بأنها المكان الذي يعيش فيه الناس تحت الأرض.
ويأتي اسم كوبر بيدي من عبارة السكان الأصليين، kupa piti، والتي تعني “الرجل الأبيض في حفرة”.
خلال فصول الصيف الحارة 52 درجة مئوية، والشتاء المتجمد 2 درجة مئوية، تبقى مخابئهم في درجة حرارة ثابتة تبلغ 23 درجة مئوية.
وبدون هذا المأوى الصخري الطبيعي، سيكون تكييف الهواء في الصيف باهظ التكلفة بالنسبة للكثيرين.
ويجب أن تكون المنازل على مسافة 2.5 متر على الأقل تحت السطح لمنع انهيار السقف.
وفي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أحدث السكان المحليون ثقوبا في الأرض باستخدام الفؤوس والمتفجرات. واليوم، يستخدمون أدوات الحفر الصناعية، على الرغم من أن العمل لا يزال يتم يدويا في بعض الأحيان.
مدينة ديرينكويو المفقودة
في عام 1963، اكتشف رجل تركي لم يُذكر اسمه، أن دجاجاته تختفي عبر حفرة في قبو منزله في كابادوكيا. ثم قام بالتحقيق أكثر واكتشف متاهة شاسعة من الأنفاق تحت الأرض. ووجد مدينة ديرينكويو المفقودة.
تم بناء شبكة أنفاق مكونة من 18 طابقا في وقت مبكر من عام 2000 قبل الميلاد، وتصل إلى 76 مترا تحت السطح، مع 15000 عمود لإضاءة وتهوية متاهة الإسطبلات والمستودعات والمنازل التي تم تشييدها لإيواء ما يصل إلى 20000 شخص.
ويُعتقد أن ديرينكويو تم استخدامها بشكل مستمر تقريبًا لآلاف السنين كمأوى خلال زمن الحرب. لكن تم التخلي عنها فجأة في عشرينيات القرن الماضي.
وبينما تتأرجح درجات الحرارة الخارجية في كابادوكيا بين 0 درجة مئوية في الشتاء و30 درجة مئوية في الصيف، تظل درجة حرارة المدينة تحت الأرض باردة (13 درجة مئوية)، ما يجعلها مثالية لحفظ الفاكهة والخضروات. اليوم، تُستخدم بعض الأنفاق لتخزين صناديق الكمثرى والبطاطس والليمون والبرتقال والتفاح والملفوف والقرنبيط.
ملجأ أم جحيم؟
في حين أن معظم الناس على استعداد للذهاب إلى تحت الأرض لفترات وجيزة من الوقت، فإن فكرة العيش تحت الأرض بشكل دائم يصعب على الناس تحملها.
العالم السفلي مرادف للموت في العديد من الثقافات. يمكن أن يؤدي التواجد تحت الأرض في أماكن ضيقة إلى إثارة الخوف من الأماكن المغلقة والمخاوف من سوء التهوية داخل الكهوف.
وقال ويل هانت، مؤلف كتاب “تحت الأرض: تاريخ بشري للعوالم الواقعة تحت أقدامنا”: “نحن لا ننتمي إلى هناك. أجسادنا بيولوجيا وفسيولوجيا ليست مصممة للحياة تحت الأرض”.
ويحتاج الإنسان الذي يعيش تحت الأرض لفترة طويلة جدا دون التعرض لضوء النهار إلى النوم لمدة تصل إلى 30 ساعة في المرة الواحدة. ويمكن أن تؤدي الاضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية إلى مجموعة من المشكلات الصحية.
وهناك خطر آخر يتأتى من الحياة تحت الأرض وهو الفيضانات المفاجئة، والتي تشكل مصدر قلق خاص لأن تغير المناخ يعد بجلب المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير.
ويتطلب البناء تحت الأرض عادة مواد أثقل وأغلى ثمنا يمكنها تحمل الضغوط تحت الأرض. كما تتأثر درجة الحرارة تحت الأرض أيضا بما يحدث فوق السطح.
ولكي تكون البيئات تحت الأرض مقبولة للناس، يجب أن تكون آمنة وموثوقة، وأن يكون لديها ضوء طبيعي، وتهوية جيدة، وتوفر إحساسًا بالاتصال بالعالم الخارجي.
يذكر أن تغير المناخ تسبب بالفعل في جعل بعض أجزاء من إيران وباكستان والهند شديدة الحرارة بشكل خطير. وإذا استمر الكوكب في الغليان، فربما سننظر في بناء ناطحات أرضية بدلا من ناطحات السحاب.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: درجة مئویة تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. ساعات الصيام تزيد 41 دقيقة نهاية شهر رمضان
أبوظبي: وسام شوقي
يعتبر هذا الشهر هو الشهر الأخير من شهور الشتاء، تبدأ معه درجات الحرارة في الارتفاع خاصة خلال النصف الثاني منه، حيث يبدأ فصل الربيع جغرافيا في الحادي والعشرين من هذا الشهر بتعامد الشمس على خط الاستواء ثم بعد ذلك تتجه ظاهرياً شمالاً نحو مدار السرطان.
وأوضح المركز الوطني للأرصاد الجوية أن عدد ساعات الصيام من آذان الفجر حتى الغروب في بداية الشهر تصل إلى 13 ساعة 00 دقيقة تقريباً في بداية الفترة وتزيد تدريجياً، ومع تقدم أيام رمضان المبارك لتصل إلى 13 ساعة و 41 دقيقة تقريباً في نهاية الشهر وذلك حسب مدينة أبوظبي وضواحيها، قد تزيد أو تقل المدة ببضعة دقائق سواء في بداية الشهر أو نهاية الشهر حسب الموقع.
وتوقع المركز، أن يكون الطقس في نهار رمضان معتدل الحرارة على أغلب المناطق خلال هذا الشهر وتميل درجات الحرارة للارتفاع في النصف الثاني، ولطيف الحرارة بوجه عام في أغلب ليالي الشهر المبارك ويكون مائلاً للبرودة في النصف الأول منه على الدولة خلال الليل وعند ساعات الفجر.
وأوضح المركز أن الدولة تتأثر بمرور منخفضات جوية سطحية وعلوية متجهة من الغرب إلى الشرق، في بعض الحالات تتعمق المنخفضات الجوية في طبقات الجو العليا على المنطقة ما يؤدي إلى تكون سحب ركامية مصحوبة بأمطار ورياح نشطة مثيرة للغبار والأتربة خاصة على المناطق المكشوفة.
وأشار إلى أن الرياح السائدة تكون جنوبية شرقية إلى جنوبية غربية على آخر الليل والصباح، تتحول إلى شمالية غربية وشمالية شرقية فترة الظهيرة والمساء بتأثير دورة نسيم البر/البحر، وتقل نسبة الرطوبة في الهواء قليلا خلال هذا الشهر مقارنة بشهر فبراير خاصة مع النصف الثاني منه، يبلغ متوسط الرطوبة النسبية 51 %، و تظل الفرص مهيئة لتشكل الضباب/ الضباب الخفيف على مناطق متفرقة من الدولة.
ومتوسط درجة الحرارة يتراوح ما بين 22 و 25°م، و متوسط درجة الحرارة العظمى ما بين 27 و32 °م، ومتوسط درجة الحرارة الصغرى ما بين 16 و 19 °م، وأعلى درجة حرارة 43.1° في سيح السلم و سويحان سنة 2018، و أقل درجة حرارة على جبل جيس سنة 2019 والتي بلغت 1.0 °م.
ومتوسط سرعة الرياح 13 كم/ساعة وأعلى سرعة رياح 123 (كم/س) في دلما سنة 2020، وأعلى هبة رياح (كم/س) 183 في مطار أبوظبي سنة 2002 ومتوسط الرطوبة النسبية خلال هذا الشهر 52 %، ومتوسط الرطوبة النسبية العظمى ما بين 70 إلى 84 %، ومتوسط الرطوبة النسبية الصغرى ما بين 19 إلى 33 % والضبـــــــاب أعلى سنة تكرر فيها حدوث الضباب خلال السنوات الماضية كان في سنة 2010 حيث كان عدد تكرار حدوث الضباب 15 يوم ضباب و 4 أيام ضباب خفيف.
وأعلى كمية أمطار مسجلة خلال هذا الشهر 300 ملم على الشويب في سنة 2016.