بقلم : د.محمد عيسى الخاقاني ..

اعتاد مجلس الخاقاني منذ تأسيسه في ٥/٣/١٩٨٩ أن يقيم احتفالية تلقى فيها الكلمات والقصائد في ذكرى مولد وأستشهاد الإمام الحسين عليه السلام…
في عام ١٩٩٩ صادف العاشر من محرم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في السادس والعشرين من شهر نيسان الميلادي، ذلك الشهر الدامي الذي أعدم فيه السيد الشهيد محمد باقر الصدر
شارك الشاعر الأستاذ وجيه عباس بقصيدة حسينية الروح، صدرية المعنى والقلب
وألقاها بحماسة شديدة ، لاقت استحسان من استوعبها، فطلب الحضور استعادة أبياتها لأكثر من مرة، حتى ان مطلع القصيدة أستعيد ست مرات…
خشى بعض الأحبة على الأستاذ وجيه عباس…
بعد أيام كنا في مكتبي في الوزيرية وحضر العلامة الدكتور حسين علي محفوظ
وحمد الله على سلامة الأستاذ وجيه عباس… وقال سيدنا كنا خائفين عليك.

د.محمد عيسى الخاقاني

القصيدة

الحسين الشاهد

“الى الشهيد الاول محمد باقر الصدر اعلى الله مقامه”

عَبَقٌ ثراك وفجرُ يومِكَ آتِ
يابن التُقى والصومِ والصلواتِ
ياأيها النبأ العظيمُ مُنَزَّلاً
متشابهاً في محكمِ الآياتِ
لم ينسخ المدنيُّ منها آيةً
نزلتْ به في مكة ومناةِ
ومقلَّباً في الساجدين كأنَّما
يتوارثون دماكَ في الظُلماتِ
ما للدموعِ إذا ذُكرتَ تدافعتْ
مُقلٌ اباحت سُنَّةَ العَبراتِ
أُترى تبثُّكَ ماتضمُّ على الجوى
من جمرِ نفسي أو توقُّدِ ذاتي
لمصابِ آلِ مَحمَّدٍ فكأنَّما
همٌّ عليها رائحٌ أو آتي

يا أيها الجدث الدفين مُصفَّداً
خوفَ انبعاثِ الروحِ في الحفراتِ
وَمُحرَّقاً نطقَ اللهيبُ بوجهِهِ
سورَ اللظى فأبانَ بالوجناتِ
ومواسياً أَلمَ الخليلِ بنارِهِ
وبقيدِ معصمِهِ لذي الثفناتِ
أَيضرُّ لو حرقوا كريمتَكَ التي
ذلَّتْ لخالقِها بكلِّ صلاةِ
من لم يزدها الذلُّ إلا عزةً
والمجدُ غير تواضعِ الساداتِ
أو يقتلوك ليخرجوكَ ضلالةً
أو يثبتوكَ على هِنٍ وَهِناتِ
أو رامَ باغٍ أن يذلَّ عمامةً
سمقتٍ بذلَّتِها على الراياتِ
هرعتْ إلى ذلِّ السجود تأسياً
إنْ تلقَ قبلَكَ ذلَّةَ السجداتِ
ومضرَّجاتٍ بالدماءِ ثيابُها
وعفافُها وقفٌ على الحرماتِ
برزتْ إليكَ من الخدورِ فواطمٌ
وجفونُها سكرى من العبراتِ
ولها بربّات الحجال مناسكٌ
في الحجِّ مزدلفٌ من الجمراتِ
ألقتْ بمدرجةِ الجراحِ جراحَها
سفرينِ سفرَ دمٍ وسفرَ حياةِ
وضجيعِ قبرِكَ مثلما امتزجتٰ بها
من قبل روحُكَ في دمٍ أشتاتِ
زعموا بحرقِهم اللحى أن يطفئوا
من وجهِكَ المصباحَ في المشكاةِ

للّهِ صبرُك والسجودُ نوافلٌ
للطالبين فرائضَ الصلواتِ
ماشلَّ عضدَكَ عاكفون كأنَّهم
عكفوا على العزّى بها ومناةِ
نبذوا كتابَ الله خلفَ ظهورهِم
وتتبعوا الأهواءَ والشبهاتِ
لوكنت حاضرَهم نظرتَ جدودَهم
ورأيتَ قتّاليك بالقسماتِ
ورأيتَ فاطمةً غداة تفرَّقوا
نشرتْ ذؤابتها على عرفاتِ
وعلى يديها من بنيها إثرةٌ
كفاّن للعباسِ في الغرباتِ
يتوسدان رضيعَ نحرِك مضغةً
علقتْ مرارُتها بكل لهاةِ
ومجزَّرين بكربلاء كأنَّهم
كالأضحيات يلغنَ بالغمراتِ
ونظرتَ مسبيين دون ركابِهم
تحدو السياطُ بإثرةِ الخطواتِ

وَمُنيتَ فيمن لودعوتَ خيارَهم
جعلوا التقيَّةَ بلغةَ الدعواتِ
ولئن أمرتَ تثاقلوا فكأنَّما
ضُربتْ عليهم ذلَّةُ الأمواتِ
ووقفتَ حين تنكَّبوا فإذا امترى
خطبٌ أبنتَ لهم سبيلَ نجاةِ
سورٌ وآياتٌ بها وصحائفٌ
لم تبد في الإنجيل والتوراةِ
خافوكَ للدنيا وكنتَ لدينِهم
أخشى عليهم زلَّةَ العثراتِ
إذ يتَّقونكَ أن تنالَ مُحلَّلاً
قد حرَّموهُ عليكَ بالشبهاتِ
أو يمكرونَ لتركنَّنَ إليهُمُ
طمعاً بملكٍ زائلٍ وهباتِ
ماكان أحوجهم لذاك وحسبُهم
بغناكَ عن دنياهُمُ بتقاةِ
وفدوا عليك بجمعِهم وبكفرِهم
ووقفتَ تُرهبُهم بغيرِ عِداةِ
وسعوا كما طافَ الحجيجُ بمكةٍ
طوفَ المسيء بحرمةِ العرصاتِ
وغدوتَ محتسباً وأنت رهينُهم
حُرَماً يُطَوَّفُ فيهِ بالبركاتِ
ووقفتَ لم ترهبك فيهم كثرةٌ
حشدوا الحتوفَ عليك بالطرقاتِ
ونجوتَ لو رمتَ الحياةَ تقيَّةً
من دونما إثم ولا إعناتِ
لكن رأيتَ الخلدَ فيها لم يزلْ
دونَ الشهادةِ أرفعَ الدرجاتَ
ان ليس يعطى من أحب بقاءه
من لم يزلْ في الموتِ رهنَ شتاتِ
أثبتَّ عاجلَها وقلتَ لها اعزبي

مابين ركنِكِ والمقامِ صلاتي

كتبت عام 1999

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات د محمد

إقرأ أيضاً:

ولي العهد يستقبل السيد بيل كلينتون

استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مكتبه بالرياض اليوم الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية السيد بيل كلينتون.

وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية.

حضر الاستقبال صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الامريكية، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان والوفد المرافق للرئيس الأمريكي الأسبق.

مقالات مشابهة

  • الأمن العراقي ينشر تفاصيل القبض على قتلة محمد باقر الصدر
  • رئيس الوزراء العراقي يعلق على اعتقال قتلة محمد باقر الصدر
  • شفق نيوز تكشف التفاصيل الكاملة لقتلة المرجع الديني محمد باقر الصدر
  • حزب الدعوة: نشيد بالجهود التي أسفرت عن اعتقال قاتل الشهيد محمد باقر الصدر
  • السوداني: القبض على قتلة الشهيد السيد محمد باقر الصدر
  • السوداني: القبض على قتلة السيد محمد باقر الصدر
  • بعد 24 عاماً.. الأمن العراقي يعتقل قتلة المرجع الديني محمد باقر الصدر
  • السوداني: الأمن الوطني القى القبض على قتلة السيد محمد باقر الصدر
  • ولي العهد يستقبل السيد بيل كلينتون