بعد 50 يومًا من التعذيب.. فلسطيني يعود بعكازين إلى بيته المدمر في غزة
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
وسط أطلال المنازل المدمرة وخطواتٍ مُثْقَلة بالألم، انضم مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين هذا الأسبوع إلى مسيرة العودة الشاقة من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من محورين رئيسيين تماشيًا مع اتفاقية وقف إطلاق النار، التي فتحت لأول مرة منذ أشهر نافذة أملٍ لعودة النازحين.
لكن رحلة العودة لم تكن مجرد اختبار للتحمل الجسدي، بل تحولت إلى كابوسٍ يعيد إحياء جراح الماضي لعبد القادر طافش (34 عامًا)، الذي يحمل في جسده وذاكرته ندوبًا من تعذيبٍ ممنهج تعرض له على يد الجيش الإسرائيلي خلال اعتقاله قبل عام.
هرب طافش، وهو من مخيم جباليا للاجئين، مع اندلاع الحرب على غزة، واتجه إلى مستشفى كمال عدوان للأطفال، آمِلًا أن يحميه الوضع القانوني للمركز الطبي بموجب الاتفاقيات الدولية.
لكن تحطم الأمل في 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، حين اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى واعتقلته مع عشرات النازحين دون تهمة، لتبدأ رحلةٌ وصَفها بـ"الجحيم".
خلال ثلاثة أيام متواصلة في مركز اعتقال بيت لاهيا قرب الحدود الشمالية مع إسرائيل، أجبره الجنود على البقاء عاريًا مكبل اليدين في العراء، بينما كانت الضربات المبرحة تُهَشِّم اللوحة المعدنية في كتفه، آثار جراحة خضع لها قبل الحرب، مما أفقد يده القدرة على الحركة.
وبعدها نُقِل إلى سجن عوفر قرب رام الله بالضفة الغربية، حيث استمر التعذيب الجسدي طوال 50 يومًا، وفق روايته، ما اضطر السلطات لإدخاله المستشفى مرارًا.
مع إعلان وقف إطلاق النار، انطلق طافش بعكازين، غير قادر على تحميل أي ثقل على جانبه الأيسر، في رحلةٍ استغرقت ساعاتٍ بلا ماءٍ أو غذاء كافٍ. يقول: "لم أكن أعلم أن الطريق سيكون بهذه الصعوبة.. لكن شوقي لبيتي وأسرتي ومكاني هو الذي دفعني للمواصلة".
عاد إلى جباليا بحثًا عن أوراقه الثبوتية ووثائق تسمح له بالحصول على علاج طبي عاجل، لكنه وجد كل شيء تحت الركام: "لا يوجد مكان للنوم أو للمأوى. لا يوجد مكان للاستقرار".
رغم التشاؤم من المستقبل، يؤكد طافش، الذي يعاني من إعاقة دائمة في يده، أن تحديات اليوم لن تكسر إرادته: "لست شخصًا عاديًا.. ستكون الحياة مرهقة، لكن عليَّ التأقلم".
تظل قصته جزءًا من سردية أكبر لأهالي غزة، الذين تحولت عودتهم المُرتقبة إلى ديارهم إلى مواجهةٍ مع واقعٍ مرير: بيوتٌ مهدمة، وذاكرةٌ مليئة بالرصاص، وأسئلةٌ عن مستقبلٍ يلفه الغموض.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمها للصليب الأحمر في خان يونس بعد الدمار.. نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال غزة وينصبون خياماً فوق الركام القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضاء المجلس العسكري في معركة طوفان الأقصى أزمة إنسانيةقطاع غزةإسرائيلتعذيبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة شرطة احتجاجات إسرائيل الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب غزة شرطة احتجاجات إسرائيل الاتحاد الأوروبي أزمة إنسانية قطاع غزة إسرائيل تعذيب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئين دونالد ترامب احتجاجات غزة إسرائيل الاتحاد الأوروبي فرنسا شرطة الرسوم الجمركية سوريا روسيا الصين أبو محمد الجولاني یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
روبيو: ترامب "الوحيد القادر" على جلب بوتين لطاولة المفاوضات
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن السلام لا يمكن أن يتحقق في أوكرانيا، إلا إذا شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المفاوضات، وأن ترامب الآن "هو الشخص الوحيد على وجه الأرض الذي لديه فرصة لجلبه إلى طاولة المفاوضات، لمعرفة الشروط التي يقبل بها لإنهاء الحرب".
وأوضح روبيو في حديثه عن الروس، خلال مقابلة مع شبكة "إيه بي سي": "ربما تكون مطالبهم هي ما يريدونه. وقد تكون مطالبهم غير معقولة. لا نعرف. لكن يجب علينا أن نجلبهم إلى طاولة المفاوضات".
وأضاف: "ربما لا يريدون التوصل إلى اتفاق أيضاً. لا نعلم. لكننا لم نتحدث معهم منذ 3 سنوات. ولكن ربما يريدون التوصل لاتفاق".
وتابع وزير الخارجية الأمريكي قائلاً، إن الهدف هو معرفة ما إذا كان هناك سبيل لإخراج الكرملين من حالة الاستعداد للحرب.
وتساءل روبيو قائلاً: "ما هي مطالب الروس؟ وتحت أي شروط سيكون الروس مستعدين لوقف هذه الحرب؟"
واختتم روبيو حديثه قائلاً، إن الحصول على ضمانات أمنية "يعتمد بالكامل على وجود السلام، والجميع يتحدث عن ضمانات أمنية لتأمين السلام، لكن لا بد من تحقيق السلام أولاً، ونحن لا نعلم حتى ما إذا كان السلام ممكناً".