انهيار وقف النار مستبعد وموازين القوى تتمظهر حكومياً
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
كتب عمار نعمة في" اللواء":لبنان يراد له التغيير ومفتاحه تحييده عما يحصل في محيطه منذ صياغة وقف اطلاق النار ضد العدو الإسرائيلي. فظهر ضغط الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، الكبير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ملفي لبنان وغزة ليحصد المشهد قبيل تسلمه الرئاسة رسميا في 20 الشهر الحالي.
وهدف نتنياهو المطلق والأهم هو النظام في ايران ويريد اسقاطه على المدى البعيد لتدمير كل خطر على الدولة العبرية واي دعم لفصائل المقاومة داخل الأراضي الفلسطينية وليسهل عليه التطبيع مع العرب. وقد بدأ حملته جديا في الضفة الغربية فور الاتفاق على وقف اطلاق النار في غزة، تمهيدا لأهداف اليمين المتطرف في تهجير الفلسطينيين واقامة اوطان بديلة لهم. واستعمل القتل والوحشية والتدمير والتهويد والإستيطان وغيرهم في سبيل ذلك.
بالنسبة إلى ترامب، فهو يقدم دعمه الهائل لإسرائيل، لكنه، في إطار تصفير المشاكل وكيفية ذلك، لا يريد ضرب طهران اليوم، مثلما لا يريد اثارة القلاقل في المجتمعات العربية عبر عملية تهجير ستزعزع الاستقرار. هو يريد صياغة نظام جديد واقامة "سلام" وابتكار "حل" مع الفلسطينيين طبعا ليست الدولة الفلسطينية عماده ومن دون رفض التعاطي مع السلطة الفلسطينية التي ينبذها نتنياهو.
هذا الاستقرار الذي يُعمل عليه اميركيا تريد واشنطن ان يكون لبنان جزءا منه، وكما جرت الأحداث بات لبنان فعليا تحت المظلة الاميركية. لكن هذا لا يعني ان النفوذ الإيراني و"حزب الله" باتا ضعيفين، لكن الأمور انقلبت عن السابق: فبعد ان كان الحزب صاحب النفوذ الأكبر من دون قدرة على الحكم لوحده، باتت واشنطن صاحبة هذا النفوذ مع احتفاظ طهران بالفيتو في ملفات عديدة!
في كل الأحوال فما جرى في المنطقة (حتى في سوريا)، يشير في جانب كبير منه إلى هندسة اميركية لخارطة المنطقة.
وعودة إلى لبنان، على الصعيد الحكومي يتمظهر هذا الواقع الجديد في صراع النفوذ على تشكيلها.
فالأكيد ان مرحلة جديدة يُقبل عليها لبنان ادت إلى قبول "حزب الله" المستجد السريع بقائد الجيش جوزاف عون رئيسا، وتمكن معارضي الثنائي فرض القاضي نواف سلام رئيسا لحكومة لن يكون للثنائي الشيعي (الحزب وحركة "أمل") الثلث المعطل فيها، لكن من دون التمكن من تهميش هذا الثنائي وتجاهل مطالبه الكبرى في حصته الوزارية التحاصصية..
وإذا كان ميزان القوى الجديد قد تُرجم وسيتمظهر اكثر مع الوقت، فإن من الصعوبة بمكان استشراف طبيعة المرحلة المقبلة، خاصة ان الأيام حبلى دوما بكل ما هو جديد، لكن الخشية من حرب على لبنان او سقوط وقف النار او انهيار الوضع امنيا.. باتت مخاوف مستبعدة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مستشار ألمانيا القادم يريد لقاء ترامب رغم "الموقف الصعب"
يسعى زعيم الاتحاد المسيحي الألماني، فريدريش ميرتس، إلى عقد لقاء قريب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتأكيد التزام بلاده بزيادة الإنفاق الدفاعي.
وفي تصريحات لصحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية، قال نائب زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي المحافظ، يوهان فاديفول، إن "ميرتس سيلتقي ترامب في أسرع وقت ممكن، وسيحمل معه على الأرجح التزامات بزيادة الإنفاق الدفاعي".
كما أشار إلى أن هذه الخطوة قد تساعد في ظل العلاقات المتوترة "حتى مع علمنا أن جميع الأوروبيين يواجهون حاليا صعوبات في واشنطن".
وأشار فاديفول إلى أنه يشارك في التحضيرات لاجتماعات القمة المقررة حول قضايا أمن أوروبا وأوكرانيا، والتي ستعقد في لندن اليوم الأحد، وفي بروكسل يوم الخميس المقبل.
كما أوضح أنه على اتصال بـ ينس بلوتنبر، مستشار الأمن لدى المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس، بينما يجري ميرتس بنفسه تواصلا مع المستشار الألماني.
يذكر أن ميرتس يتزعم الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يشكل مع شقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ما يعرف بالاتحاد المسيحي.
كما يتزعم ميرتس أيضا الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي؛ ويعتبر المرشح الأوفر حظا للفوز بمنصب مستشار ألمانيا، وذلك بناء على نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في ألمانيا يوم الأحد الماضي.
كما يبدو أن المستشار شولتس الذي يستعد لمغادرة منصبه، لم يعد يلعب أي دور مهم بالنسبة لترامب، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وبدوره، أوصى جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق لدى ترامب، زعيم الاتحاد المسيحي الفائز في الانتخابات الألمانية بضرورة التواصل مع الرئيس الأميركي حتى قبل انتخابه المحتمل كمستشار جديد لألمانيا.
وفي تصريحات لصحف شبكة التحرير الصحفي الألمانية "دويتشلاند"، قال بولتون إن "الانتظار حتى نهاية أبريل سيكون خطأ".
وأردف أن عقد "لقاء غير رسمي قد يكون مفيدا لميرتس، لأنه سيوفر له مجالا أوسع للمناورة."
ولفت بولتون إلى أن ميرتس، باعتباره زعيما للاتحاد المسيحي سيقود القوة الاقتصادية الرائدة في أوروبا، وبالتالي فإن هذا سبب كاف بالنسبة لترامب للاستماع إليه بعناية.
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر زارا ترامب في واشنطن بالفعل لمحاولة إبقائه ضمن دائرة داعمي أوكرانيا.
ومع ذلك، فإن الأزمة التي وقعت في البيت الأبيض خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أدت إلى تراجع فرص تحقيق ذلك بشكل كبير.