كتب عمار نعمة في" اللواء":لبنان يراد له التغيير ومفتاحه تحييده عما يحصل في محيطه منذ صياغة وقف اطلاق النار ضد العدو الإسرائيلي. فظهر ضغط الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، الكبير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ملفي لبنان وغزة ليحصد المشهد قبيل تسلمه الرئاسة رسميا في 20 الشهر الحالي.

ويبدو ان تركيز ترامب، وتحت جناحه، اكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا في تاريخ الكيان العبري، هو على اعادة تشكيل المنطقة بما يتلاءم مع الرؤيا الأميركية وليس بالضرورة الإسرائيلية.
وهدف نتنياهو المطلق والأهم هو النظام في ايران ويريد اسقاطه على المدى البعيد لتدمير كل خطر على الدولة العبرية واي دعم لفصائل المقاومة داخل الأراضي الفلسطينية وليسهل عليه التطبيع مع العرب. وقد بدأ حملته جديا في الضفة الغربية فور الاتفاق على وقف اطلاق النار في غزة، تمهيدا لأهداف اليمين المتطرف في تهجير الفلسطينيين واقامة اوطان بديلة لهم. واستعمل القتل والوحشية والتدمير والتهويد والإستيطان وغيرهم في سبيل ذلك.
بالنسبة إلى ترامب، فهو يقدم دعمه الهائل لإسرائيل، لكنه، في إطار تصفير المشاكل وكيفية ذلك، لا يريد ضرب طهران اليوم، مثلما لا يريد اثارة القلاقل في المجتمعات العربية عبر عملية تهجير ستزعزع الاستقرار. هو يريد صياغة نظام جديد واقامة "سلام" وابتكار "حل" مع الفلسطينيين طبعا ليست الدولة الفلسطينية عماده ومن دون رفض التعاطي مع السلطة الفلسطينية التي ينبذها نتنياهو.
هذا الاستقرار الذي يُعمل عليه اميركيا تريد واشنطن ان يكون لبنان جزءا منه، وكما جرت الأحداث بات لبنان فعليا تحت المظلة الاميركية. لكن هذا لا يعني ان النفوذ الإيراني و"حزب الله" باتا ضعيفين، لكن الأمور انقلبت عن السابق: فبعد ان كان الحزب صاحب النفوذ الأكبر من دون قدرة على الحكم لوحده، باتت واشنطن صاحبة هذا النفوذ مع احتفاظ طهران بالفيتو في ملفات عديدة!
في كل الأحوال فما جرى في المنطقة (حتى في سوريا)، يشير في جانب كبير منه إلى هندسة اميركية لخارطة المنطقة.
وعودة إلى لبنان، على الصعيد الحكومي يتمظهر هذا الواقع الجديد في صراع النفوذ على تشكيلها.
فالأكيد ان مرحلة جديدة يُقبل عليها لبنان ادت إلى قبول "حزب الله" المستجد السريع بقائد الجيش جوزاف عون رئيسا، وتمكن معارضي الثنائي فرض القاضي نواف سلام رئيسا لحكومة لن يكون للثنائي الشيعي (الحزب وحركة "أمل") الثلث المعطل فيها، لكن من دون التمكن من تهميش هذا الثنائي وتجاهل مطالبه الكبرى في حصته الوزارية التحاصصية..
وإذا كان ميزان القوى الجديد قد تُرجم وسيتمظهر اكثر مع الوقت، فإن من الصعوبة بمكان استشراف طبيعة المرحلة المقبلة، خاصة ان الأيام حبلى دوما بكل ما هو جديد، لكن الخشية من حرب على لبنان او سقوط وقف النار او انهيار الوضع امنيا.. باتت مخاوف مستبعدة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

15 خرقا إسرائيليا جديدا لوقف إطلاق النار في لبنان

#سواليف

#ارتكب #الجيش_الإسرائيلي 15 #خرقا #لوقف #إطلاق_النار في #لبنان، على مدار أمس الخميس، ليرتفع الإجمالي منذ بدء سريان الاتفاق قبل 66 يوما إلى 823 خرقا.

وتركزت الخروقات الإسرائيلية للاتفاق في أقضية مرجعيون وبنت جبيل وحاصبيا بمحافظة النبطية (جنوب)، وقضاء صور بمحافظة الجنوب.

وشملت الخروقات هجمات بمسيرات، وعمليات تفجير وتجريفٍ لمنازل ومبان، وإطلاق قذائف مدفعية وقنابل مضيئة وصاروخ اعتراضي، وتمشيطا بأسلحة رشاشة، وإحراق مزرعة للدواجن.

مقالات ذات صلة الأمم المتحدة تطالب بإجلاء 2500 طفل من غزة على الفور 2025/01/31

مقالات مشابهة

  • ليس كما يريد«ترامب»!
  • القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو سيعقد جلسة أمنية خاصة تتناول احتمال انهيار المرحلة الثانية لاتفاق غزة
  • 15 خرقا إسرائيليا جديدا لوقف إطلاق النار في لبنان
  • عون لا يريد حكومة أمر واقع والسعودية تدخل على خط تصويب مسار التأليف
  • العدو الصهيوني يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • الأونروا: عمليات لبنان لم تتأثر بتجميد الدعم الأمريكي أو القانون الجديد للإحتلال
  • الأونروا في لبنان تطمئن اللاجئين: لن نتأثر بتجميد المساعدات الأمريكية أو القانون الإسرائيلي الجديد
  • صحافة العالم.. نتنياهو يريد استكمال الإبادة وترامب يريد غزة خالية من الفلسطينيين
  • لجنة القوى العاملة بـ«النواب» تواصل مناقشة مشروع قانون العمل الجديد اليوم