أخطاء وهلوسة.. صحفي تكنولوجيا يختبر قوة الذكاء الاصطناعي في تأليف الكتب
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
تلقى صحفي تكنولوجيا شهير هدية غير تقليدية في عيد الميلاد، نسخة "افضل مبيعاً" تحمل اسمه وصورته، ولكنها كُتبت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.
تفتح هذه التجربة الفريدة الباب أمام أسئلة حاسمة حول مستقبل الكتابة والإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي، وتأثير هذه التقنيات على حقوق الملكية الفكرية.
رحلة في متاهات الذكاء الاصطناعي
كُتب الكتاب الذي يحمل عنوان "Tech-Splaining for Dummies" (شرح التكنولوجيا للمبتدئين) بواسطة الذكاء الاصطناعي بناءً على بعض التوجيهات البسيطة التي قدمتها صديقة الصحفي، جانيت.
الكتاب عبارة عن مزيج بين كتاب للمساعدة الذاتية وسيل من الحكايات، ويحاكي أسلوب الصحفي في الكتابة، ولكنه أيضًا متكرر ومسهب، ومليء بالاستعارات الغريبة، بالإضافة إلى "هلوسات" متكررة حول قطة غير موجودة.
Deepseek AI.. تطبيق الذكاء الاصطناعي الأفضل على آيفونديب سيك.. تطبيق صيني يهدد الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعيNothing تؤكد موعد إطلاق هاتف Nothing Phone 3 بميزات ذكاء اصطناعي"BookByAnyone": سوق الكتب المخصصة بالذكاء الاصطناعي
تمت كتابة الكتاب بواسطة شركة "BookByAnyone"، وهي واحدة من عشرات الشركات التي تقدم خدمات كتابة الكتب بالذكاء الاصطناعي.
وقد باعت الشركة حوالي 150,000 كتاب مخصص، معظمها في الولايات المتحدة، منذ أن تحولت من تجميع أدلة السفر التي يولدها الذكاء الاصطناعي في يونيو 2024.
فيما تبلغ تكلفة النسخة الورقية من كتابك المخصص الذي يبلغ 240 صفحة 26 جنيهًا إسترلينيًا.
حقوق الملكية الفكرية: لمن تعود؟
على الرغم من أن الكتاب يحمل اسم الصحفي وصورته، إلا أن حقوق النشر تعود للشركة، ولكن السيد ماشيياخ، الرئيس التنفيذي للشركة، يؤكد أن المنتج يهدف إلى أن يكون "هدية مزحة مخصصة"، وأن الكتب لا يتم بيعها لاحقًا. لا يوجد حاليًا أي عائق أمام أي شخص لإنشاء كتاب باسم أي شخص، بما في ذلك المشاهير.
مستقبل خدمات الذكاء الاصطناعي: هل تصبح جزءًا من حياتنا؟
تأمل الشركة في توسيع نطاق خدماتها لتشمل أنواعًا مختلفة مثل الخيال العلمي، وربما تقديم خدمة السيرة الذاتية.
تُظهر هذه الخدمات كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح جزءًا من حياتنا اليومية، ولكنها تثير أيضًا تساؤلات حول تأثير ذلك على صناعة الإبداع.
"قلق وجودي": هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الكُتّاب؟
تثير هذه التجربة قلقًا حقيقيًا لدى الصحفي، الذي يرى أن الكتاب الذي استغرق أقل من دقيقة لتوليده، يبدو في بعض الأجزاء تمامًا مثله.
هذا يطرح سؤالًا حاسمًا حول مستقبل الكتابة وتحرير النصوص، وهل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من الحلول محل الكُتّاب؟
صراع الفنانين مع الذكاء الاصطناعي: انتهاك الحقوق الإبداعية
يعبر الموسيقيون والمؤلفون والفنانون والممثلون في جميع أنحاء العالم عن قلقهم بشأن استخدام أعمالهم لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي التي تنتج محتوى مشابهًا.
يقول إد نيوتن ريكس، مؤسس حملة "Fairly Trained" التي تطالب شركات الذكاء الاصطناعي باحترام حقوق المبدعين: "عندما نتحدث عن البيانات هنا، فإننا نعني في الواقع أعمال حياة المبدعين البشر."
الأغاني "المزيّفة": هل انتهكت حقوق الفنانين؟
في عام 2023، انتشرت أغنية تضم أصواتًا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للمغنيين الكنديين دريك وذا ويكند على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يتم سحبها من منصات البث لأنها لم تكن أعمالهم ولم يوافقوا عليها، ومع ذلك، حاول منشئ الأغنية ترشيحها لجائزة جرامي.
"لا لحظر الذكاء الاصطناعي بل إلى استخدامه الأخلاقي": نداء المبدعين
يؤكد نيوتن ريكس أن استخدام الذكاء الاصطناعي للأغراض الإبداعية لا ينبغي أن يكون ممنوعًا، لكنه يجب أن يكون مبنيًا على موافقة المبدعين واحترام حقوقهم. ويدعو إلى بناء الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وعادل.
موقف المؤسسات الإعلامية: بين التعاون والحظر
تتخذ بعض المؤسسات، مثل بي بي سي، قرار حظر استخدام محتواها عبر الإنترنت لتدريب الذكاء الاصطناعي. بينما اختارت مؤسسات أخرى، مثل فاينانشيال تايمز، التعاون مع مطوري الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI.
قوانين الذكاء الاصطناعي: تحديات قانونية وتنظيمية
تدرس الحكومة البريطانية إمكانية إجراء تغييرات في القانون تسمح لمطوري الذكاء الاصطناعي باستخدام محتوى المبدعين على الإنترنت لتطوير نماذجهم، إلا إذا اختار أصحاب الحقوق عدم السماح بذلك. يصف نيوتن ريكس هذا الإجراء بأنه "جنون".
مخاطر إلغاء حقوق النشر: تدمير الإبداع
تحذر بارونة كيدرون، وهي عضوة مستقلة في مجلس اللوردات، من إلغاء حقوق النشر لصالح الذكاء الاصطناعي، وتؤكد أن الصناعات الإبداعية تخلق الثروة وتوفر الملايين من الوظائف.
غموض المستقبل: صراع بين التنظيم والإبداع
في الولايات المتحدة، يزداد الغموض بشأن مستقبل القواعد الفيدرالية التي تنظم الذكاء الاصطناعي بعد عودة الرئيس ترامب إلى الرئاسة، حيث ألغى أمرًا تنفيذيًا أصدره الرئيس بايدن بهدف تعزيز سلامة الذكاء الاصطناعي.
"قضايا Fair Use": هل يسمح القانون بالاستيلاء على المحتوى؟
تواجه شركات الذكاء الاصطناعي عددًا من الدعاوى القضائية التي تدعي أنها انتهكت القانون عندما أخذت محتوى من الإنترنت دون موافقة أصحابه واستخدمته لتدريب أنظمتها. وتدعي شركات الذكاء الاصطناعي أن أفعالها تندرج ضمن "الاستخدام العادل" وبالتالي فهي معفاة.
"DeepSeek" الصينية: تهديد للهيمنة الأمريكية؟
في تطور آخر، أثارت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek ضجة في هذا القطاع بعد أن أصبحت تطبيقها الأكثر تحميلًا في متجر تطبيقات آبل الأمريكي، مما يثير مخاوف بشأن هيمنة الولايات المتحدة على هذا القطاع.
الخلاصة: هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية الكتابة البشرية؟
على الرغم من التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن تجربة الصحفي مع كتابه "المزيّف" تسلط الضوء على نقاط الضعف الحالية في هذه الأدوات، حيث أنها مليئة بالأخطاء والهلووسات، وتفتقر إلى جودة الكتابة البشرية.
ومع ذلك، فإن السؤال الذي يبقى مطروحًا هو: إلى متى يمكننا أن نثق في أن مهاراتنا البشرية في الكتابة والتحرير ستظل أفضل من الذكاء الاصطناعي؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تأليف الكتب المزيد الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
توقيع الكتب الثلاثة للدكتور محمد العربي بمعرض الكتاب..غدًا
يشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب غدا الجمعة توقيع ثلاثة كتب للدكتور محمد العربي أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو المنظمة العالمية للأزهر الشريف وهذه الكتب هي "علمتني سورة يوسف، علمتني سورة البقرة، علمتني سورة الكهف".
وسوف يتم حفل التوقيع بصالة 1 دار الراية توب للنشر والتوزيع B54 وصالة 1 شركة ميديا بروتيك للنشر والتوزيع A58.
وتناول المؤلف القصص بأسلوب عصري يخاطب فيه الشباب ويشجعه علي الاستفادة من القصة القرآنية ومعانيها ودروسها وتم تناول القصص بكلمات بسيطة في شكلها موجزة في عباراتها عميقة في دلالاتها كما قسم الكاتب القصص الثلاثه إلى موضوعات مستقلة لتكون شائقة في قراءاتها غير مخلة أو مملة.
وتشهد دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، نقلة نوعية، حيث يصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، بزيادة قدرها 145 دارًا عن الدورة السابقة والتى بلغ عدد دور النشر المشاركة بها 1200 دار، فى حين زاد عدد الدول المشاركة خلال الدورة الحالية بمقدار 10 دول، ليصل عدد الدول المشاركة هذا العام إلى 80.
فيما بلغ عدد العارضين 6150 خلال هذه الدورة، بزيادة 600 عارض عن الدورة السابقة. ويُعد معرض القاهرة الدولى للكتاب، من أكبر معارض الكتب فى الشرق الأوسط، حيث يقع على مساحة 80 ألف متر مربع، وفى عام 2006 اُعتبر ثانى أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب. وزار المعرض فى دورته الـ55 ما يقرب من 4 ملايين، و800 ألف زائر.
ومن المقرر أن يستقبل المعرض الزوار فى المواعيد المحددة يوميًا من 10 صباحا إلى 8 مساء عدا الخميس والجمعة حتى 9 مساء كل أيام الأسبوع.
ويصاحب المعرض هذا العام، برنامج ثقافى متنوع من خلال 600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية بمشاركة نخبة من المبدعين من مصر والخارج.
وفى دورته الـ54، شهد مشاركة ما يقرب من 1047 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا، بمشاركة 53 دولة، وضم البرنامج الثقافى قرابة الـ500 فعالية ثقافية متنوعة.
أما عن الدورة 53 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، فشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًّا وعربيًّا وأجنبيًّا وتوكيلًا من 51 دولة. بلغ عدد الأنشطة الثقافية المصاحبة 317 فعالية.
وتطلق وزارة الثقافة، عبر مختلف قطاعاتها المعنية بالنشر، مبادرة «المليون كتاب»، وتقوم على إهداء الوزارة مليون كتاب فى شتى مجالات المعرفة ولجميع الفئات العمرية إلى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة التضامن الاجتماعى، بالإضافة إلى جامعة الأزهر، الكنيسة المصرية، ونقابة الصحفيين، والكتب من إصدارات «القومى للترجمة، وقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، وهيئة الكتاب، ودار الكتب والوثائق.