تشييع جنازة ضحية أسد حديقة حيوان الفيوم وسط انهيار بناته
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
شيع المئات من أهالي حي دار الرماد بمدينة الفيوم، جثمان «سعيد. ج» (47 عامًا)، ضحية أسد حديقة حيوان الفيوم، وسط انهيار بناته.
ورحل «أبو البنات» بعدما تعرض للافتراس من أسد داخل الحديقة، إثر اختلال توازنه وسقوطه داخل قفص الأسود في أثناء محاولته إغلاقه مساء الجمعة.
وانهارت بنات عم سعيد الأربعة، مكتفيات بترديد «لا إله إلا الله» وسط احتضان الأهالي لهن، والتفافهم حولهن لمحاولة تقديم الدعم لهن، بعد فراق والدهن بشكل مأساوي ومفاجئ، إذ جرى أداء صلاة الجنازة على والدهن بمسجد المنتزه بحي دار الرماد بنطاق قسم شرطة أول الفيوم، ثم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر أسرته.
وكانت محافظة الفيوم، قد شهدت واقعة مأساوية خلال الساعات القليلة الماضية، حيث أقدم أسد على التهام حارسه من رأسه ورقبته، في مشهد مأساوي، وذلك بعد سقوط الحارس داخل القفص إثر اختلال توازنه أثناء إغلاق الباب على قفص الأسود بحلول المساء.
إطلاق النار على أسد الفيوموتمكنت قوات أمن الفيوم، من إطلاق النيران على الأسد ليتمكنوا من الدخول إلى القفص، وإنقاذ الحارس منه، حيث جرى نقل «عم سعيد» إلى مستشفى الفيوم العام في محاولة لإنقاذ حياته، إلا أنّه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصاباته الخطيرة في الرأس والرقبة.
تفاصيل واقعة حديقة حيوان الفيوموكشف الدكتور على سعد نقيب البيطريين بمحافظة الفيوم، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» تفاصيل واقعة حديقة حيوان الفيوم المأساوية، موضحًا أنّ الحارس اعتاد مساء كل يوم إدخال الأسد من القفص إلى الغرفة، وغلق الباب الحديدي عليه، وأثناء فعل ذلك كان هناك تعطل في السلسلة الحديدية التي تسقط الباب لتغلقه، فحاول إصلاحها إلا أنّه اختل توازنه وسقط على رأسه داخل قفص الأسود فانقض الأسد عليه.
إنقاذ الحارس من أسد الفيوموأشار إلى أنّ الأسد افترس عم سعيد فور سقوطه وانقض عليه بسبب حدوث الإثارة له نتيجة رائحة الدم من رأس عم سعيد إثر سقوطه، وحاول العمال بالحديقة إبعاده عنه بإلقاء الأحجار عليه ولكنهم فشلوا في ذلك، وأبلغوا الشرطة على الفور.
وانتقلت قوات أمن الفيوم، برئاسة اللواء أحمد عزت مدير أمن الفيوم إلى حديقة الحيوانات، إذ جرى إطلاق النيران على الأسد، ليسقط صريعًا في أحضان مربيه عم سعيد، ونقل الأخير للمستشفى ولكن روحه فاضت إلى بارئها أثناء محاولة إسعافه، وجرى إيداع جثمانه بمشرحة مستشفى الفيوم العام تحت تصرف النيابة العامة.
التصريح بدفن الأسدوكشف أنّ النيابة العامة عاينت موقع الحادث، وصرحت بدفن الأسد، وجرى دفنه داخل الحديقة بالفعل، كما صرحت بدفن عم سعيد، وتسليم جثمانه لذويه لتشييعه إلى مثواه الأخير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسد الفيوم حديقة حيوان الفيوم أسد يلتهم حارسه أسد حديقة حيوان الفيوم أسد حديقة الحيوان بالفيوم محافظة الفيوم حوادث الفيوم أمن الفيوم مدير أمن الفيوم اللواء أحمد عزت حدیقة حیوان الفیوم
إقرأ أيضاً:
مات بين أنياب أسد الفيوم.. ماذا حدث لعم سعيد داخل حديقة الحيوان؟
في قلب حديقة حيوان الفيوم، حيث تُسمع أصوات الحيوانات تتداخل مع ضحكات الزائرين، تحوّل يومٌ عادي إلى مأساة إنسانية تدمي القلب، سعيد جابر، الرجل الذي أمضى سنوات عمره بين أقفاص الحيوانات، يعرفها واحدةً بواحدة، كان ضحيةً لقدرٍ قاسٍ كتب له أن يلقى حتفه بين أنياب أسدٍ كان يعتني به.
تفاصيل حادث أسد الفيوملم يكن سعيد مجرد حارسٍ عادي، بل كان رجلًا يعيش بعيدًا عن الأضواء، يؤمن بعمله كرسالة، كان يعرف كل أسدٍ ونمرٍ في الحديقة، يعرف متى يجوعون، ومتى يحتاجون إلى الرعاية.
في ذلك اليوم، كان سعيد، كعادته، يحمل وجبة الغداء للأسد، لكنّ القدر كان يخبئ له مفاجأةً قاتلة، باب القفص الذي لم يُغلق بشكلٍ كامل كان كفيلًا بأن يتحول إلى بوابةٍ للموت، في لحظةٍ سريعةٍ كلمح البصر، انقضّ الأسد على سعيد، وبدأت معركةٌ غير متكافئة بين رجلٍ أعزل ووحشٍ مفترس.
استغاثة سعيد من أسد الفيومصيحات الاستغاثة التي أطلقها سعيد ارتفعت كصرخة أخيرة في وجه القدر، لكنّها لم تكن كافية لإنقاذه، زملاؤه الذين هرعوا لمساعدته وجدوا أنفسهم عاجزين أمام شراسة الأسد، الذي لم يترك لهم خيارًا سوى إطلاق النار لتخديره، ولكنهم لم يكن يعلمون أن الوقت قد فات، وسعيد كان قد غادر إلى عالمٍ آخر، تاركًا وراءه صدمةً عميقةً في قلوب كل من عرفه.
الحادث كان صدمةً للجميع، العاملون في الحديقة، الذين اعتادوا على رؤية سعيد وهو يبتسم بين الحيوانات، وجدوا أنفسهم فجأةً أمام فراغٍ كبير، والأهالي الذين تجمعوا عند سماع الخبر عاشوا لحظاتٍ من الرعب والحزن، بينما حاولت السلطات استعادة الهدوء إلى المكان.
حادث حارس أسد الفيومسعيد جابر، الرجل الذي كان يعيش حياةً بسيطةً، كان أكثر من مجرد حارس، كان أبًا، وصديقًا مخلصًا، كان يعرف أن عمله يحمل مخاطرة، لكنّه كان يؤمن بأنّ رعاية هذه الكائنات المفترسة هي مسؤوليةٌ إنسانية، ومع ذلك، فإنّ القدر لم يرحم إنسانيته، واختار له نهايةً مأساويةً في المكان الذي كرّس له حياته.