تسير سلطنة عمان بخطى ثابتة لاقتحام سوق الهيدروجين الأخضر، نظرًا إلى ما تتمتع به من موارد طبيعية وموقع إستراتيجي مميز.

 

وحدّدت  السلطنة  أهدافها لإنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وإنتاج 3.75 مليون طن بحلول عام 2040، ثم 8.5 مليون طن بحلول عام 2050، وفقة موقع منصة طاقة المتخصصة.

 

ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى أن تصبح السلطنة سادس أكبر مصدر للهيدروجين في العالم بحلول عام 2030، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة الطاقة الدولية.

 

وبحلول عام 2040، من المتوقع أن تصل صادرات عمان من الهيدروجين الأخضر إلى 80% من صادرات عمان الحالية من الغاز المسال، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

 

وبحلول عام 2050، قد تصل هذه الصادرات إلى ضعف مبيعات الغاز المسال الحالية للسلطنة في الخارج.

 

تستهدف سلطنة عمان الاعتماد على الهيدروجين في تنويع مصادر الطاقة، وزيادة إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 30% بحلول عام 2030، ثم رفعها مجددًا إلى نحو 39% بحلول 2040، ضمن خططها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.

 

وفي 1 يونيو 2023، وقّع وزير الطاقة والمعادن العماني سالم بن ناصر العوفي، عقودًا بقيمة 20 مليار دولار مع شركاء، بما في ذلك بي بي وشل وهيدروجين عمان (هايدروم) المشكلة حديثًا، لإنتاج 500 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا.

 

وبحلول 28 يوليو 2023، أعلنت هايدروم أن "الالتزامات القوية" للمبادرات في السلطنة قد ارتفعت إلى 30 مليار دولار.

 

ووفقًا لشركة التدقيق "ديلويت" (Deloitte)، ستقود دول الشرق الأوسط، وفي المقام الأول الخليج، تجارة الهيدروجين النظيف العالمية على المدى القصير، إذ ستُصدّر نحو نصف إنتاجها المحلي بحلول عام 2030.

 

وقالت الشركة - في تقرير أصدرته في يونيو إنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن يكون لشمال إفريقيا وأستراليا أكبر إمكانات، رغم أن دول الخليج ستظل "رائدة في التصدير"، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.

بينما تركز سلطنة عمان على الهيدروجين الأخضر، تدعم الإمارات العربية المتحدة الهيدروجين الأزرق والوردي والأخضر، واتبعت السعودية نهجًا مماثلًا.

 

وتستثمر كلتاهما – أيضًا - في تطوير الاستعمالات الصناعية المحلية للهيدروجين -مهما كان لونه - لإنتاج سلع مثل الفولاذ الأخضر، ما يخفف من صعوبة تصدير الغاز.

 

وتتبع سلطنة عمان طريقها الخاص عندما يتعلق الأمر بتنظيم الصناعة، فقد عرضت مساحات من الأراضي يمكن للشركات أن تبني عليها مشروعات للطاقة المتجددة، كما ستمتلك الدولة -عبر شركة هايدروم- حصة في تلك المخططات.

 

وسيكون الجزء الأكبر من الهيدروجين المولّد في سلطنة عمان للتصدير، نظرًا إلى أن السعر المرتفع نسبيًا للغاز مقارنةً بالكميات الضخمة من الطاقة المتجددة الرخيصة التي من المقرر أن تصبح متاحة، بالإضافة إلى عدد السكان والاقتصاد القليل نسبيًا.

 

ومن أجل التعامل مع مشكلة النقل، يُعد تحويل الهيدروجين إلى أمونيا للشحن على الناقلات أحد الحلول الممكنة، ثم يجري تحويله مرة أخرى إلى الهيدروجين في وجهته.

 

ومع ذلك، قال مراسل التحول العالمي للطاقة جيمس برجيس: "بينما يُنظر إلى الأمونيا بالتأكيد على أنها ناقل في الوقت الحالي، هناك خسائر تحويل في كل خطوة من هذه العملية".

التحدي الآخر هو تطوير السوق، إذ يجري تداول الهيدروجين واستعماله بكميات صغيرة، ما يجعل الارتقاء به إلى مستوى صناعة بحجم سوق الغاز المسال مهمة رئيسة.

 

وقال برجيس: "يمكن أن تتطور مثل سوق الغاز المسال المبكرة.. قد ترى بعض أحجام الهيدروجين الفائضة من المراكز الكبيرة تتطور في النهاية إلى سوق فورية".

 

وتعمل أسواق التصدير المحتملة في أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ حاليًا على تطوير قواعد بشأن الهيدروجين، في حين يجري -أيضًا- تطوير معايير إصدار الشهادات المستقلة، ولكنها لم تُوضع بعد.

 

وقد يكون الطلب المحلي هو شكل الصناعة في المستقبل القريب، فالعديد من المشروعات التي أُعلنت -في سلطنة عمان وأماكن أخرى- لها أيضًا جداول زمنية مدتها 7 أعوام، حتى عام 2030.

 

وزار وزير الطاقة والمعادن سالم بن ناصر العوفي، ناقلة الهيدروجين المسال "سويسو فرونتير" 16 أغسطس 2023 الماضى،  في ميناء السلطان قابوس، ضمن زيارتها عددًا من دول الشرق الأوسط.

وتفقد العوفي - في حضور عدد من المسئولين في قطاع الهيدروجين والنقل واللوجستيات في سلطنة عمان- ناقلة الهيدروجين المسال "سويسو فرونتير"، والمرافق العامة للسفينة المتمثلة في غرفة التحكم بنقل الهدروجين باستعمال تقنية الواقع المعزز.

 

واستعرض المسئولون عن الناقلة البحرية تصوّرًا حول نقل الهيدروجين المسال على النطاق التجاري والجدوى الاقتصادية لمشروعات النقل.

 

وصُنِعَت ناقلة الهيدروجين المسال "سويسو فرونتير" في اليابان من قبل شركة كاواساكي، وتشغّلها شل اليابان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر من الهیدروجین الغاز المسال بحلول عام 2030 سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تعلن موعد استئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن

كشف وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، عن استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي الأسبوع المقبل، موضحا أنه جرى تحديد موعد "مبدئي" لها في 3 أيار /مايو المقبل.

واحتضنت العاصمة العمانية مسقط، السبت، الجولة الثالثة من المفاوضات بين واشنطن وطهران، والتي ترأسها من الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، ومن الجانب الأمريكي ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.

US Iran talks today identified a shared aspiration to reach agreement based on mutual respect and enduring commitments. Core principles, objectives and technical concerns were all addressed. Talks will continue next week with a further high level meeting provisionally scheduled… — Badr Albusaidi - بدر البوسعيدي (@badralbusaidi) April 26, 2025
وقال البوسعيدي بعد اختتام الجولة، في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "المحادثات الأمريكية الإيرانية ناقشت اليوم المبادئ الأساسية والأهداف والمخاوف الفنية".

وأضاف وزير الخارجية العماني أن المفاوضات "ستستمر الأسبوع المقبل باجتماع آخر رفيع المستوى، من المقرر مبدئيا عقده في 3 أيار /مايو المقبل".


بدوره، تطرق وزير الخارجية الإيراني إلى الجولة التالية من المفاوضات التي انتقلت قبل ثلاثة أسابيع، موضحا أنه "من المحتمل أن تكون الجولة التالية السبت المقبل، وستقوم الدولة المضيفة، وهي عمان، بترتيب التفاصيل وإبلاغ الطرفين".

وأضاف عراقجي، أنه ستعقد الجولة الرابعة بحضوره وحضور ستيف ويتكوف، وبمرافقة الخبراء، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وانطلقت أولى جولات المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران في 12 نيسان /أبريل الجاري بالعاصمة العمانية مسقط ولاقت ترحيبا عربيا فيما وصفها البيت الأبيض بأنها "إيجابية للغاية وبناءة".

والأسبوع الماضي، استضافت العاصمة الإيطالية روما الجولة الثانية من مفاوضات البرنامج النووي الإيراني بمشاركة عراقجي وويتكوف.


والجمعة، تطرق الرئيس الأمريكي إلى المفاوضات الجارية مع إيران بشأن ملف النووي، موضحا أن "الأمور مع إيران تسير على ما يرام ونتعامل على أعلى المستويات".

وجاء تصريحات ترامب بعد حديثه في مقابلة مع مجلة "تايم" نشرت الجمعة، قال فيها؛ إن الولايات المتحدة "ستقود" الهجوم على إيران، في حال لم تسفر المفاوضات بشأن برنامجها النووي عن اتفاق جديد.

لكن الرئيس الأمريكي أعرب أيضا في المقابلة ذاتها، عن أمله في التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، معربا عن انفتاحه على لقاء المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أو الرئيس مسعود بزشكيان، حسب وكالة "فرانس ربس".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية سلطنة عُمان ويستعرضان العلاقات الأخوية بين البلدين
  • الحكومة المصرية: لن نقطع الكهرباء خلال فصل الصيف
  • وفد يمثل الداخلة في زيارة ميدانية لميناء “لا نوفيل” ومشروع الهيدروجين الأخضر بفرنسا
  • وزير الخارجية ونظيره الإيراني يستعرضان مستجدات المحادثات التي ترعاها سلطنة عمان
  • اللغويات وتجربة دراسة اللهجات في سلطنة عمان قصة عمرها أكثر ٤ عقود
  • عمان وبريطانيا تؤكدان أهمية الحوار والدبلوماسية لحل القضايا
  • وسامٌ سامٍ للمتبرعين بأعضائهم في سلطنة عمان
  • الوطني للأرصاد: زلزال بقوة 5.1 درجة جنوب سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تعلن موعد استئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن
  • سلطنة عمان تعزي في ضحايا بندر عباس