مشهدية القسّام والحاضنة الشعبية في ساحة السرايا تبدد أوهام نتنياهو
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
الثورة /
في مشهدٍ تاريخيٍ سيقض مضجع نتنياهو وحكومة الإجرام الصهيوني ومن ورائهم الرأي العام الإسرائيلي، أظهرت مشهدية القسام في ساحة السرايا – خلال مراسم تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاث، والتفاف الحاضنة الشعبية الغزية من حولها – سقوط الأوهام الإسرائيلية بالنصر المطلق وتحقيق أهداف العدوان الذي تواصل على مدى 470 يومًا.
مئات المقاتلين من الوحدة الخاصة في كتائب القسام بكامل زيّهم العسكريّ الأول وبكامل حلتهم العسكرية وفي ساحة السرايا ورمزيتها العظيمة بقلوب أهل غزة، أرادها نتنياهو لهذه الساحة وفي شمال غزة صورة لهزيمة غزة ومقاومتها.
وإذا بالصورة تنقلب عليه هزيمة ساحقة وفشلا ذريعا، أصبح محلاً للسخرية في الإعلام العبري الذي تابع المشهد بكامل تفاصيله مبددًا أوهام نتنياهو وعصابته فلا أهداف للحرب تحققت واليوم التالي للحرب في أول أيام الهدنة كان فلسطينيًا بامتياز، مقاومة قوية وحاضنة شعبية صامدة رغم كل التضحيات والدمار.
احتضانٌ شعبيٌ عظيمٌ، حيث أظهر المشهد جليًا أهل غزة يحتضنون المقاومة ويقبلون رؤوس مقاتلي القسام، ويهتفون بالتحية لكتائب القسام ولقائدها محمد الضيف، ومشاهد الفرح تشعل ساحة السرايا بعبق النصر الذي تحقق بصمودٍ شعبيٍ عز نظيره وبمقاومة راسخة كجبال غزة.
مشهدٌ لا يمكن أن تخطئه عين المتابع المنصف، فالمقاومة ما زالت بكامل ألقها وقوتها وسيطرتها على المشهد، وقدمت البرهان والدليل القاطع على أنّ كلّ ما تبجح به قائد جيش الاحتلال وقادة حكومة الحرب كان مجرد أكاذيب ستزيد غضب المجتمع الصهيوني وحنقه على قادته الذين بددوا فرصة استرداد الأسرى لدى المقاومة قبل عامٍ من الآن، وكان كل ما فعلوه إطالة أمد الحرب دون جدوى.
سنرى تداعيات عميقة سياسيا وعسكريا وفكريًا واجتماعيًا، بسبب النقاشات المعمقة التي يخوضونها اليوم إزاء هذا الفشل المركب الذي تسبب به نتنياهو لتحقيق أهداف سياسية شخصية، وأقامت المقاومة الحجة على تلك الأكاذيب التي رددها طوال خمسة عشر شهرًا، فيما تهاوت صورة دولة الاحتلال وبات قادتها يطاردون أمام محكمة العدل والجنائية الدولية كمجرمي حرب، وانحازت شعوب العالم للمقاومة والحق الفلسطيني، وخرج الشعب الفلسطيني بعد 471 يومًا يهتفون للمقاومة وللقسام ولمحمد الضيف وقادة المقاومة.
وسيبقى السؤال الذي يؤرق الأوساط الإسرائيلية ماذا كان يفعل جيشنا طوال خمسة عشر شهرا متواصلة إذا كانت كتائب القسام ستسلم الأسيرات بمشهد غني بالتفاصيل والدلالات والنصر الذي حققته في هذه المعركة في “ساحة السرايا” وفي “شمال غزة” ليزداد شعور الفشل والإحباط والقهر إزاء قيادة دولة الاحتلال السياسية والعسكرية الفاشلة بامتياز.
لماذا ساحة السرايا؟
وفي هذا الصدد، قال الإعلامي في قناة الجزيرة تامر المسحال إن اختيار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ساحة السرايا في قلب مدينة غزة لإتمام عملية تبادل الأسرى يحمل دلالات استراتيجية وسياسية عميقة، وذلك في أول أيام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح المسحال أن اختيار ساحة السرايا -التي تعد من أهم الميادين المركزية في مدينة غزة، وتربط شارعي الجلاء وعمر المختار الرئيسيين- لم يكن عشوائيا، حيث تحولت “هذه المنطقة، التي تعرضت لتدمير واسع خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلى مسرح لعملية تحمل رسائل تحدٍ واضحة”.
وأفاد بأن مشهد التسليم في قلب مدينة غزة يمثل ردا عمليا على الادعاءات الإسرائيلية بتدمير قدرات حماس والمقاومة الفلسطينية، كذلك يدل على فشل مخططات الاحتلال التي كانت تهدف لإقامة ثكنة عسكرية مركزية بساحة السرايا، بالتالي تؤكد القسام اليوم أنها تسيطر على المنطقة التي دكها الاحتلال طويلا، وزرع فيها قواته لعدة أشهر بعد أن دمر منازلها على ساكنيها، وهجر الكثير من أهاليها.
وسلط المسحال الضوء على الظهور اللافت والقوي لمقاتلي القسام وهم بكامل عدتهم وعتادهم، وبأعداد غفيرة لتنظيم عملية التسليم، وهذا يعكس فشل مزاعم الاحتلال بقدرته على سحق “حماس” وإضعاف قدرتها خلال 15 شهرا من حرب الإبادة التي شنها على القطاع.
المسمار الأخير بنعش الاحتلال
وفي هذا السياق قال الناطق العسكري باسم كتائب “القسام” – الجناح العسكري لحركة “حماس” – أبو عبيدة، إن ”الشعب الفلسطيني قدّم من أجل حرّيته تضحيات غير مسبوقة خلال 471 يوما، على معركة (طوفان الأقصى) التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال الزائل دون شك”.
وأضاف في كلمة مصورة عقب سريان وقف إطلاق النار في غزة، مساء الأحد الماضي، أن “التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى”.
وأشار إلى أن “معركة (طوفان الأقصى) بدأت من تخوم غزة لكنها غيرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة في الصراع مع الكيان، وأدت إلى فتح جبهات قتال جديدة وأجبرت الكيان على اللجوء إلى قوى دولية لمساندته، وأوصلت رسالة للعالم أن هذا الاحتلال كذبة كبيرة وستكون له آثار كبيرة على المنطقة”.
وأكّد أن “كافة فصائل المقاومة قاتلت صفا واحدا في كل مكان من قطاع غزة ووجهنا ضربات قاتلة للعدو، ببسالة شديدة وشجاعة كبيرة حتى آخر ساعات المعركة ونحن نقاتل في ظروف تبدو مستحيلة”.
وأضاف “كنا أمام مواجهة غير متكافئة لا من حيث القدرات القتالية ولا من حيث أخلاقيات القتال، وبينما نوجه ضرباتنا إلى قوات العدو إلا أنه ارتكب بكل قبح أساليب جديدة من الوحشية والبشاعة ضد شعبنا”.
*المركز الفلسطيني للإعلام
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إيقاع الاحتلال بكمائن في حي التفاح.. القسام يتحدث عن قتلى وجرحى
أعلنت كتائب القسام، عن توجيه ضربات لقوات الاحتلال، كمائن نصبتها بحي التفاح في مدينة غزة، والذي تكبد فيه الاحتلال خسائر خلال الأيام الماضية.
وقالت القسام، إنها استهدفت دبابة ميركافاة 4 للاحتلال، بقذيفة الياسين، شرق حي التفاح.
وأشارت إلى أن مقاتليها، تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة مضادة للأفراد، في عدد من جنود الاحتلال، وأوقعوهم بين قتيل وجريح، شرق حي التفاح بمدينة غزة.
من جانبها قالت سرايا القدس، إنها استهدفت بصاروخ موجه، ثكنة عسكرية، على منزل يتواجد به عدد من جنود الاحتلال، شرق حي التفاح بمدينة غزة.
وأمس السبت، أعلنت كتائب القسام، أن مقاتليها تمكنوا من استهداف قوة خاصة تحصنت داخل أحد المنازل بعدد من قذائف الـ"RBG" و"الياسين 105" والاشتباك معهم بالأسلحة الرشاشة وأوقعوهم بين قتيل وجريح في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وكشف الاحتلال أن ضابطا برتبة نقيب، من سلاح المدرعات، وجنديا من وحدة اليمّاس الخاصة، المعروفة بالمستعربين، قتلا في حي الشجاعية.
وزعم الاحتلال، أنه نصب كمينا لمقاتلين من المقاومة في حي الشجاعية، لكنه وقع في كمين للمقاومة، تمكنت من خلالها، من ضرب القوة التي تسللت للمنطقة، وضرب عربة عسكرية "همر"، هرعت لنجدة القوة التي تعرضت للنيران وقتل أحد عناصرها.
وكشفت حسابات عبرية، أن ضابطا كبيرا في ما يعرف بلواء القدس، بجيش الاحتلال، تعرض لإصابة خطيرة، وقالت بعضها إن الجريح هو قائد اللواء بنفسه، دون أن يصدر جيش الاحتلال نفيا أو تأكيدا لذلك.