درعا والقنيطرة في مرمى الاحتلال الإسرائيلي بسوريا.. أين الإدارة الجديدة؟
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
شهدت منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي لمحافظة درعا، جنوبي سوريا، توغلات لجيش الاحتلال الإسرائيلي جديدة بعد منتصف ليل الأربعاء الماضي. وأفادت مصادر محلية بأن رتلاً عسكرياً إسرائيلياً مكوناً من أكثر من ست عربات عسكرية ودبابات دخل إلى قريتي عابدين وجملة، وتمركز في سرية الهاون قرب قرية عابدين، مما دفع السكان إلى التزام منازلهم خوفاً من التحركات العسكرية.
بالتزامن مع التوغل، أطلقت قوات الاحتلال عدة قنابل مضيئة في سماء المنطقة، وشهدت الأجواء الجنوبية من سوريا تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي للاحتلال صباح أمس الخميس فوق عدة بلدات في الريفين الغربي والشمالي لمحافظة درعا.
ولا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تتمركز في ثكنة الجزيرة الواقعة على أطراف قرية معرية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، التي احتلتها في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2024، في اليوم الثاني لسقوط نظام المخلوع بشار الأسد.
يذكر أن قوات الاحتلال شيّدت أعمدة كهربائية وفرشت الطرقات المؤدية إلى النقطة، مما يشير إلى عدم نيتها الانسحاب في الفترة المقبلة.
وتشهد بلدات وقرى في القنيطرة وريف درعا الغربي الجنوبي حالة تشبه حظر التجول منذ الثلاثاء وحتى صباح أمس الخميس، حيث التزم السكان بيوتهم منذ مساء الثلاثاء الماضي، مما جعل الحركة في المحافظة شبه معدومة.
وقامت قوات الاحتلال، الأربعاء الماضي، بعمليات تجريف واسعة طالت مساحات من أراضي المزارعين في بلدة جباتا الخشب بمحافظة القنيطرة، ما أدى إلى قطع أعداد كبيرة من الأشجار الحراجية.
كاتس: سنبقى إلى أجل غير مسمى
وأفادت مصادر محلية بأن هذه التحركات جاءت بالتزامن مع تحصين النقاط العسكرية الإسرائيلية في المحافظة، التي شهدت تعزيزات عسكرية عقب زيارة وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لهذه المواقع يوم الثلاثاء الماضي.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن كاتس قوله إن القوات الإسرائيلية ستبقى في جبل الشيخ إلى أجل غير مسمى، لضمان أمن مجتمعات هضبة الجولان والشمال وجميع الإسرائيليين.
وتتناقض تصريحات كاتس مع تصريحات سابقة للاحتلال زعمت أن التحركات مؤقتة واتخذت لضمان أمن دولة الاحتلال.
وفي سياق متصل، أفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال أنشأ مهبطاً للطائرات العمودية على جبل الشيخ، الواقع على الحدود السورية اللبنانية، وهي القمة المطلة على ريف دمشق وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967.
تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال تمركز على الجبل ونفذت توغلات بعمق عدة كيلومترات على طول الشريط الحدودي بين منطقة القنيطرة والجولان السوري المحتل.
الإدارة الجديدة: انسحبوا فورا
وردا على هذه الخطوة طالبت الإدارة السورية الجديدة، الأربعاء الماضي، جيش الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب الفوري من الأراضي التي توغلت فيها جنوب البلاد، فيما أنشأ الاحتلال مهبطاً للمروحيات على جبل الشيخ.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة التقيا وفداً أممياً في دمشق، ضم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، الذي بدأ زيارته للمنطقة السبت الماضي.
وأكدت الوكالة أن سوريا مستعدة للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة ومراقبة مواقعها على الحدود الجنوبية وفق تفويض عام 1974، بشرط انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي فوراً.
اتفاقية فض الاشتباك
تحتل إسرائيل منذ حرب 5 حزيران/ يونيو 1967، مساحة 1150 كيلومتراً مربعاً من هضبة الجولان السورية، والتي تبلغ إجمالي مساحتها 1800 كيلومتر مربع. وفي عام 1981 أعلن الاحتلال ضم الجولان إليها، وهي خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
استغل الاحتلال الإسرائيلي التطورات الأخيرة واحتل المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وهو إجراء نددت به الأمم المتحدة وعدة دول عربية.
كما انسحبت قوات جيش النظام السوري المنحل بشكل غير منظم من مواقعها في جنوب البلاد، حتى قبل وصول فصائل المعارضة المسلحة إلى دمشق وفرار بشار الأسد إلى خارج سوريا.
وبعد ساعات من سقوط نظام الأسد، أعلن الاحتلال أن قواتها تقدمت إلى المنطقة العازلة، حيث تنتشر قوات الأمم المتحدة بموجب اتفاق فض الاشتباك بين الطرفين الذي تم إبرامه بعد حرب عام 1973.
كما سارع إلى تنفيذ ضربة عسكرية استباقية، شكّلت واحدة من أكبر الهجمات الجوية في تاريخها، حيث استهدفت خلال 48 ساعة نحو 300 موقع عسكري في مختلف المناطق السورية.
وشاركت في هذه العملية مئات الطائرات والسفن الحربية، مما أدى، وفق التقديرات الإسرائيلية، إلى تدمير ما بين 70-80% من القدرات العسكرية الاستراتيجية للجيش السوري.
وشملت الأهداف المدمرة مطارات مثل مطار المزة العسكري ومطار دمشق الدولي، بالإضافة إلى موانئ، منظومات دفاع جوي، سفن حربية، ومستودعات أسلحة متوسطة.
وزعم الاحتلال الإسرائيلي وقتها أن تحركاته كانت محدودة ومؤقتة، مؤكدة أنها تأتي في إطار خطة دفاعية ووقائية تهدف إلى منع وقوع الأسلحة في أيدي "جهات معادية وغير آمنة".
واعتبرت الأمم المتحدة أن سيطرة جيش الاحتلال على المنطقة العازلة يشكل "انتهاكًا" لاتفاق فض الاشتباك.
من جانبه، ندد قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بتوغل القوات الإسرائيلية، مؤكدًا أن الوضع الراهن "لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".
وقال الشرع: "الإسرائيليون تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة".
الإدارة السورية تسعى للاعتراف الدولي
يرى مراقبون أن الإدارة السورية الجديدة، المنشغلة حاليًا بحشد الاعتراف الدولي بشرعيتها، قد اختارت تجنب التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي لتجنب خسارة الدعم الدولي، خاصة في ظل الجهود المبذولة لرفع العقوبات الغربية على سوريا.
من جانبهم، يرى محللون أن الاحتلال يسعى، عبر تحركاتها الأخيرة، إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في سوريا بما يخدم مصالحها الأمنية والإقليمية.
كما يسعى الاحتلال الإسرائيلي، عبر تحركه البري، إلى فرض أمر واقع جغرافي جديد. فمع سيطرتها الكاملة على منطقة جبل الشيخ ومحيط القنيطرة، تهدف إلى توسيع المنطقة العازلة، مما يمنحها عمقًا أمنيًا إضافيًا على حدودها مع سوريا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية درعا سوريا الاحتلال جبل الشيخ الجولان سوريا الاحتلال درعا الجولان جبل الشيخ المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الإدارة السوریة قوات الاحتلال الأمم المتحدة جیش الاحتلال فض الاشتباک جبل الشیخ
إقرأ أيضاً:
استشهاد فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، صباح اليوم الإثنين، باستشهاد فلسطينيين جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار في وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت نيرانها بشكل مكثف في وسط مدينة رفح، مما أسفر عن استشهاد فلسطينيين.
كما أشارت المصادر إلى استمرار إطلاق النار من قبل آليات الاحتلال في منطقة "السناطي" شرقي بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.
وأكدت وسائل الإعلام أيضًا أن طائرة مروحية إسرائيلية أطلقت النار في عرض بحر خان يونس وشمالها، بينما استهدفت آليات الاحتلال مناطق شرقي جباليا شمال القطاع.
وكان 6 فلسطينيين قد استشهدوا وأصيب آخرون يوم الأحد، نتيجة القصف العشوائي وإطلاق قوات الاحتلال النار في مناطق متفرقة من القطاع.
وتستمر قوات الاحتلال في خروقاتها المتكررة لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة منذ 19 يناير الماضي. حيث أعلن "المكتب الإعلامي الحكومي" في غزة أن جيش الاحتلال ارتكب أكثر من 900 خرق لهذا الاتفاق، مما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع.
كما قررت حكومة الاحتلال أمس الأحد وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مما عرقل دخول المفاوضات للمرحلة الثانية. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تستمر كل منها لمدة 42 يومًا، بوساطة من مصر وقطر ودعم من الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت قوات الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير الماضي إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، بينهم العديد من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.