تواصل مصر جهودها الممكنة لدعم القضية الفلسطينية والتصدي لمخطط تصفيتها ودفع المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء، فموقف مصر راسخ وثابت من دعم ومناصرة القضية الفلسطينية على مدار عقود طويلة، حيث ضحت كثيراً وقدمت شهداء في سبيل دعم القضية، لتظل القضية الفلسطينية هى القضية الأم والأولى والأهم لدى الدولة المصرية والوطن العربي بشكل عام.

لأول مرة منذ إغلاقه في مايو 2024

أعادت مصر عمل معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة، لأول مرة منذ إغلاقه في مايو 2024، نتيجة لسيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه، في إطار عدوانها على القطاع الذي استمر أكثر من 15 شهرًا، وانتهى باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 من يناير الجاري.

وأفاد مراسل قناة القاهرة الإخبارية أن مصر ستفتح اليوم معبر رفح البرى لإدخال المرضى والمصابين من قطاع غزة.

وأكد المراسل أن سيارات الإسعاف المصري تصطف أمام معبر رفح استعدادا لنقل مرضى ومصابي غزة، لافتا إلى أن المعبر من الجانب الفلسطيني ستتولى إدارته السلطة الفلسطينية.

يذكر أنه أكدت منظمة الصحة العالمية أن الاحتياجات الصحية فى غزة هائلة فى ظل الدمار الواسع الذى لحق بالنظام الصحى بالقطاع.

وأشارت إلى 18 فقط من بين 38 مستشفى تعمل جزئيا بينما يعمل 57 من بين 142 مركزا للرعاية الصحية الأولية و11 مستشفى ميدانيا.

وقال الدكتور ريك بيبركورن ممثل المنظمة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة فى مؤتمر صحفى (عبرالفيديو) مع الصحفيين فى جنيف اليوم إن التدفق إلى شمال غزة منذ 27 يناير الجاري أدى إلى زيادة الاحتياجات الصحية في ظل عبور أكثر من 423 ألف شخص باتجاه الشمال موضحا أنه لا يوجد حاليا سوى 10 مستشفيات تعمل جزئيًا في مدينة غزة وواحد في شمال غزة.

وأضاف أن المنظمة تلقت منذ وقف إطلاق النار فى غزة 62 شاحنة إمدادات وتوقع وصول 22 شاحنة أخرى على مدار اليومين المقبلين فى الوقت الذى أرسلت فيه المنظمة إمدادات لتغطية الاحتياجات الصحية لحوالى 1.6 مليون شخص من المخزونات الموجودة داخل غزة.

وأكد بيبركورن أن منظمة الصحة العالمية تعمل على مدار الساعة لتوسيع الخدمات الصحية فى الشمال ولفت إلى أنه يجري التخطيط لتوسيع مستشفى الشفاء بمقدار 200 سرير إلى جانب إجراء تقييم للمستشفى الإندونيسي لترميمه بينما تتواصل المناقشات لتركيب منشأة صحية جاهزة في مدينة غزة.

تطورات الوضع في غزة 

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الجمعة أن أول دفعة من المرضى والجرحى ستخرج من القطاع عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر يوم السبت 1 فبراير.

وقال منشور للوزارة على صفحتها على فيسبوك إنها ستتواصل هاتفياً مع المرضى والمرافقين لترتيب إجراءات السفر حسب كشف وافقت عليه الأطراف المعنية.

وأوضح البيان أن حافلات تابعة لمنظمة الصحة العالمية ستنقل المرضى ومرافقيهم من مجمع الشفاء الطبي ومجمع ناصر الطبي نحو المعبر الذي كان من المقرر فتحه بعد تسليم حماس آخر الرهائن من النساء، مجندات ومدنيات، لإسرائيل.

وفي إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس إسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، سيسمح المعبر في المرحلة الأولى بخروج مصابين في الحرب ومرافقيهم وعدد من "الحالات الإنسانية" بمجموع نحو 300 شخص يومياً، بالإضافة إلى دخول 600 من شاحنات السلع والمواد الإغاثية يومياً.

وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس نشر بعثة الاتحاد للمساعدة عند معبر رفح بين مصر وقطاع غزة.

 وكتبت كالاس على منصة إكس أن "هذه البعثة المدنية ستدعم الطاقم الحدودي الفلسطيني وستتيح نقل أفراد خارج غزة، بينهم من يحتاجون إلى عناية طبية".

وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح (يوبام) قد أعلنت في بيان الاثنين الماضي أن فريقاً متخصصاً سيبدأ العمل في معبر رفح "خلال الأيام القادمة" للإشراف على تشغيل موظفين فلسطينيين للمعبر.

وقالت البعثة إن عودتها للعمل في معبر رفح جاءت بدعوة من إسرائيل والفلسطينيين وموافقة من مصر.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الجمعة نقلاً عن مصادر فلسطينية لم تسمّها، إن البعثة الأوروبية ستدير المعبر في هذه المرحلة مع "فلسطينيين غير مرتبطين بحماس".

وحسب الاتفاق المبرم بين البعثة والأطراف المعنية، سيستمر عمل الفريق المختص للبعثة حتى نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والتي حددت مدتها بـ42 يوماً من بدء سريانه في 19 يناير هذا العام.

ومنذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار كانت آلية إعادة تشغيل المعبر وتحديد هوية الأطراف المشاركة فيه محور جدل.

وبعد تداول أنباء عن إمكانية تسلم السلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً نفى فيه ذلك.

وقال إن قوة "يوبام" ستشرف على عمل موظفين من غزة غير تابعين لحماس توكل لهم مهمة الإدارة التقنية داخل المعبر.

وقال البيان إن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت" سيشرف على عمل الموظفين هناك، وإن قوات من الجيش الإسرائيلي ستتمركز حول المعبر.

وقال مكتب نتنياهو إنه "لا عبور دون رقابة وإشراف وموافقة مسبقة من الجيش الإسرائيلي والشين بيت".

وعن دور السلطة الفلسطينية قال البيان إن المشاركة الفلسطينية تقتصر على ختم جوازات المسافرين، مشيراً إلى أن هذا الوضع مناسب للمرحلة الأولى لتنفيذ الاتفاق لكنه سيخضع للمراجعة لاحقاً.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رفح غزة السلطة الفلسطينية المزيد وقف إطلاق النار معبر رفح

إقرأ أيضاً:

خارطة عمل البعثة الأوروبية في معبر رفح بعد انسحاب إسرائيل.. فيديو

انسحب الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة من معبر رفح الذي يقع بين مصر وقطاع غزة، وسلمته للقوات الدولية.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي فإن الفلسطينيين العاملين في المعبر ليسوا من حماس، مشيرة إلى أن دور السلطة الفلسطينية في المعبر يقتصر فقط على ختم تصاريح العبور، مضيفة "حصل جميع العاملين الأجانب والفلسطينيين والمصريين على تصريح أمني من (الشاباك)".

بالآلاف.. قفزة في أعداد المتظاهرين أمام معبر رفح رفضًا لتهجير الفلسطينيين (فيديو) بالصور..حشود المصريين أمام معبر رفح توصل رسالتها للعالم: لا للتهجير

وبحسب الخارجية الفرنسية فقد تم نشر 3 مراقبين ضمن البعثة الأوروبية إلى معبر رفح.

"كيف تتعامل مصر مع شرط عدم ر

التضامن بين الشعبين المصري والفلسطيني قوي

وعن كيفية العمل في معبر رفح، قال السفير  ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، خلال حواره مع قناة “الحدث” إنه يعتقد أن الوضع سيكون مشابهًا لما كان عليه قبل 2007، حتى عام 2025، إلا إذا كانت هناك ضغوط سلبية من حركة حماس أو غيرها. 

ونوه إلى أن هناك أيضًا تدخلات سلبية من الجيش الإسرائيلي تجاه معبر رفح، ما قد يؤثر على الأمور، لافتا إلى أن  التنسيق سيكون بين أربع جهات: الاتحاد الأوروبي، والسلطة الفلسطينية، والجهات المعنية في المعبر، فيما سيكون الجانب الفلسطيني هو من سيتولى عمليات التفتيش وختم الجوازات، مما يجعل الأمر سياديًا.

وأكد أن السلطة الفلسطينية موجودة، وقد وقعت إسرائيل مؤخرًا على قائمة تضم 50 شخصًا من الجانب الفلسطيني، لكن لا يمكننا تأكيد عودة السلطة إلى المعبر بشكل كامل، خاصة مع التصريحات المتناقضة من حركة حماس، مردفا: “إذا التزمت حماس، سيكون الوضع آمنًا، لكن إذا لم تلتزم، فقد تحدث مشكلات”.

وشدد على أن الأمور تسير بشكل جيد، لكن التركيز الآن على نقطتين: وقف العدوان والمسار السياسي نحو دولة فلسطينية قابلة للحياة، وأن هناك تخوف من أن نتنياهو لن يتقدم في هذا الاتجاه، خاصة مع حكومته المتزعزعة.

ولفت إلى أن محاولات التهجير فشلت في الماضي، ولن تنجح إلا تحت مسمى دولة فلسطينية مستقلة، مشيرا إلى أن التضامن بين الشعبين المصري والفلسطيني قوي، ولن يكون هناك تهجير إلا في حالة المجازر.

عدم عودة من يخرج من معبر رفح

وعن شرط “عدم عودة من يخرج من معبر رفح” الذي تضعه إسرائيل، بين دكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام، أن إسرائيل تحاول التعامل مع الرفض المصري والأردني، وهذا قد يؤدي إلى خلق حالات من التوتر بين الفلسطينيين وحركة حماس ومصر، وأن هناك حديث عن استقبال بعض الحالات المرضية، لكن مصر تخشى من فكرة التهجير البارد.

ولفت إلى أن مصر لديها القدرة على استضافة الفلسطينيين، لكن هناك قلق من الضغوط التي قد تؤدي إلى تهجيرهم، فالوضع في المنطقة معقد، وهناك تحركات من الجانب الأمريكي والإسرائيلي قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي.

وأكد أن نتنياهو ليس لديه رؤية واضحة لدولة فلسطينية، فهو ينظر إلى الأمور من منظور تجاري، وليس إنساني، وأن ما يطرحه قد يكون صفقة خاسرة للجميع، بما في ذلك إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تنسحب من معبر رفح واستعدادات لفتحه السبت 
  • الجيش الإسرائيلي ينسحب من معبر رفح جنوبي غزة
  • خارطة عمل البعثة الأوروبية في معبر رفح بعد انسحاب إسرائيل.. فيديو
  • الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى لأول مرة منذ مايو 2024
  • مصر تفتح معبر رفح وتستعد لاستقبال المصابين الفلسطينيين
  • قناة كان تكشف: معبر رفح سيفتح اليوم لأول مرة
  • ضباط أوروبيون وكلاب بوليسية.. تعرف على خطة إعادة فتح معبر رفح
  • غزة - دعوة لإدخال خيام وكرفانات لإيواء النازحين
  • ألمانيا ترسل خبراء إلى رفح لدعم مراقبة المعبر