صحيفة الاتحاد:
2025-01-31@23:48:52 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد

تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT

يشيع مصطلح (شيخات القصايد) في الشعر النبطي، وغالباً يركزون على ما تتضمنه القصيدة من نوادر الأبيات التي تتردد على الألسن وتنتشر بين الناس، وهناك من يشير إلى دور الميول القبلية في اختيار القصائد ويجري التنافس أو التنازع بين الرواة في التسليم بهذه أو تلك أو ترجيح واحدة على أخرى ولكن شرط ما في القصيدة من شواهد سائرةً هو الشرط الأكثر موضوعيةً حيث يحتكم على الذائقة الحرة التي أساسها واقع الاستشهادات ودرجة الحضور الذهني لقصيدة ما.


وهذه صيغة قديمة من حيث ممارسات الرواية الشعرية، والتي لا تحظى بها الفنون الأخرى مثل فن الحكي والسرد أو فن الخطابة والكتابة، وإنما الذي برز بقوة هو مصطلح المعلقات ومضت الروايات بأنها عشر أو تسع أو سبع، وأنها كانت تعلق على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة من باب تخليدها وتعظيمها وتثبتت الفكرة في زمن التدوين وحظيت المعلقات بالشروحات والتحقيق والدراسة والاعتراف المؤسسي على مر القرون، وتعززت فكرة التعليق وكونها صحيحةً عبر مكتشفات الفاو في جنوب المملكة، التي تولتها جامعة الملك سعود في منطقة الأحقاف حيث اكتشفوا معابدَ مطمورةً من تحت الرمال لحضارة عربية قديمة تسبق الميلاد بألفي سنة، وتظهر الآثار وجود ألواح ضخمة فيها نصوص شعرية معلقة من حول جدران المعبد الذي هو على شكل مكعب وقد تواترت المرويات أن في جزيرة العرب سبع َ كعبات، ومنها كعبة مكة وهي الأكبر والأشهر والأهم، ولكن الذي يبدو من ذلك كله أن فكرة تعليق النصوص الشعرية ممارسةّ ثقافية سائدة في الجزيرة العربية مع تكرر صيغة المعابد وصيغة الطقوس، وتلك ثقافة متوارثة في الزمن القديم.
وفي عصر التدوين والكتابة جاءت الكتب لتواصل هذا التقليد حيث تصدى سلاطين الرواية والتدوين لوضع مختارات محددة العدد تتضمن التفضيلات الشعرية مثل مفضليات الظبي وأصمعيات الأصمعي، وكذلك شيخات الشعر النبطي، وبين هذا وذاك طرح ابن خلدون مقولته عن أمهات كتب الأدب وحددها بأربعة هي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب النوادر لأبي علي القالي، وظلت هذه الكتب موضع تركيز في مؤسسات التعليم التقليدي وأصبحت من معلقات الثقافة وأمهاتها، ويقابلها اليوم بدعة الأكثر مبيعاً التي سادت مع زمن الثقافة الرأسمالية، وتسلم الناشرون زمام التفضيل ورسم خريطة الذوق. وأصبحت المبيعات ليست قيمةً اقتصاديةً فحسب بل معايير لتوجيه رغبات القراءة ومن ثم صناعة ذوق ثقافي مرتبط بالأرقام.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة انطلاق المرحلة قبل النهائية من «أمير الشعراء» «قصائدُ.. هنَّ».. أمسية شعرية وموسيقية في «مكتبة محمد بن راشد»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القصائد الشعر الغذامي الشعر النبطي عبدالله الغذامي

إقرأ أيضاً:

توجه إسرائيلي لترويج فكرة تهجير سكان غزة مع دخول ترامب للسلطة

في الوقت الذي توقفت فيه آلة القتل الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، لكن فكرة تهجيره خارج أرضه باتت تنتشر مع مرور الوقت، لاسيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأصبحت موضوعا للنشر على منصات مرموقة، وحتى للمناقشة بين كبار السياسيين العامين في الولايات المتحدة.

البروفيسور آشر كوهين زعم في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، أنه "مع دخول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، عادت فكرة التهجير الطوعية للفلسطينيين من قطاع غزة إلى الواجهة، وهي الفكرة التي يجب على دولة الاحتلال الترويج لها، والعمل على تنفيذها كخطوة استراتيجية ذات أهمية بالغة، خاصة وأنه في بداية الحرب، وتحديدا في نوفمبر 2023، وتحت وطأة الفظائع الاسرائيلية، نجحت فكرة تهجير الفلسطينيين من القطاع في دخول الخطاب العام الإسرائيلي والدولي".

وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه "في تعاون نادر بين الأحزاب الإسرائيلية، نشر رام بن باراك من حزب يوجد مستقبل المعارض، وداني دانون من حزب الليكود الحاكم، مقالهما في صحيفة هآرتس حول هذه الخطة، وتضمن مطالبة الغرب بالترحيب بلاجئي غزة، The West Should Welcome Gaza Refugees مع العلم ان هذه المبادرة انطلقت في هذا الاتجاه في الكونغرس مع نوفمبر 2023، وكانت واحدة من المبادرات التي ربط فيها الكونغرس مساعداته للدول العربية باستيعاب اللاجئين من غزة".



وأشار أنه "تأسست حركة "غزة من أجل العالم - حركة الهجرة" في دولة الاحتلال، تتضمن تقديم المساعدة الإنسانية لسكان قطاع غزة، ويحتوي موقعها على مجموعة متنوعة من المقالات حول هذه القضية، وكل ذلك يؤكد أنه قبل عام من الآن ظلت فكرة التهجير موضوعا للحديث والمناقشة الأولية، وهو أمر مهم بحد ذاته، لكنها سرعان ما تلاشت وظلت في مكانها المألوف على الهامش، بسبب عامل أساسي تمثل بالمعارضة العنيدة من جانب مصر".



وزعم أن "مصر ترفض تهجير فلسطينيين من قطاع غزة لأراضيها، لأنه سيلحق الضرر بإحدى الأدوات المهمة التي تمتلكها الدول العربية ضد دولة الاحتلال، مع أنه منذ خمسينيات القرن العشرين، كان لقطاع غزة دور واضح ومتميز في الاستراتيجية المصرية، وتمثل باستخدامه لمضايقة الاحتلال الاسرائيلي، والتنمر عليه على المستويين الدولي والأمني".

وأشار إلى أن "النمو الدرامي لفكرة تهجير الفلسطينيين جاء بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ودخولها للخطاب باعتبارها إمكانية تنفيذها مشروعة، مع العلم أننا كنا على دراية بفكرة الهجرة الطوعية حتى قبل وقوع ذلك الهجوم الذي حرك بسرعة هذه الفكرة، وأصبحت موضوعا جادا للنشر على منصات مرموقة، وحتى للمناقشة بين كبار الممثلين العامين في الولايات المتحدة، بحيث حان الوقت لتذكر أن تشجيع الهجرة الفلسطينية من الأرض الفلسطينية ليس بالأمر السهل".

وأشار أن "هذه الفكرة ليست جديدة على الإطلاق في الحركة الصهيونية، ومن غير المناسب أن نذكر هنا مجموعة متنوعة ممن أيدوا هذه الفكرة، بمن فيهم ديفيد بن غوريون وبيرل كاتسنلسون وغيرهما، وحان الوقت للعودة لدراسة تكثيف الهجرة الفلسطينية من قطاع غزة، ويجب اعتبارها من أولى الأخبار المهمة التي تأتي من إدارة ترامب، بغض النظر عن الجوانب العملية للفكرة، التي تؤكد أن تنفيذها سيكون صعبا، لكن ظهورها مرة أخرى في الإدارة الجديدة يفتح الباب نحو إمكانيات جديدة".

وختم بالقول إن "ملايين السوريين والأوكرانيين غادروا بلادهم، وهو عدد أكبر كثيرا من الفلسطينيين في غزة، فيما بدأت التقارير تتحدث عن رغبة العديد منهم في الهجرة الفعلية قبل فترة طويلة من اندلاع الحرب الأخيرة، الأمر الذي يستدعي ترويج الفكرة ونشرها، والعمل على تنفيذها".

مقالات مشابهة

  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • ويتكوف : لم أناقش مع ترامب فكرة نقل الفلسطينيين من غزة
  • مستشار تربوي: فرض غرامة علي الطلاب المتغيبين فكرة غير نظامية ..فيديو
  • د.حماد عبدالله يكتب: "طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكن له فيه"
  • توجه إسرائيلي لترويج فكرة تهجير سكان غزة مع دخول ترامب للسلطة
  • الشاعر الإسباني "فرانسيسكو سولير": تأخرتُ في نشر أعمالي الشعرية بسبب كرة القدم
  • ألمانيا : فكرة تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر أو الأردن غير مقبولة
  • مستشار ألماني: فكرة تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر أو الأردن غير مقبولة