عضو هيئة كبار العلماء: الطعن في البخاري محاولة لضرب السنة ولن تنجح
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الشبهات المثارة حول صحيح البخاري لا تؤثر إلا فيمن ليست لديهم دراية كافية بأسس الدين وعلوم السنة النبوية، مشيرًا إلى أن المشككين يدركون أن صحيح البخاري يمثل القمة في صحة الحديث النبوي، ولذا يسعون للنيل منه، لأن إسقاط مكانته في نفوس المسلمين سيفتح لهم الباب للطعن فيما بعده من كتب السنة.
وأوضح فضيلته خلال ندوة قراءة في كتاب بعنوان «الإمام البخاري وصحيحه»، اليوم الجمعة، بجناح الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته السادسة والخمسين، أن الأزهر الشريف كان له دور بارز في التصدي لهذه الشبهات من خلال التأليف والمحاضرات العلمية التي تكشف زيف الادعاءات المثارة، كما هو الحال في هذا المجلس العلمي بجناح الأزهر بمعرض القاهرة للكتاب.
وأشار خلال الندوة التي أدارها الدكتور أيمن الحجار، الباحث بالأمانة الهامة لهيئة كبار العلماء، إلى أن ردود العلماء تؤكد دائمًا أن هذه الشبهات لا تستند إلى أي مستند علمي صحيح، بل هي مجرد محاولات قائمة على مغالطات لا تصمد أمام البحث العلمي الدقيق. وأضاف أن المشككين يركزون على صحيح البخاري تحديدًا، لأنهم يعلمون أنه الأعلى منزلة في علم الحديث، فإذا نجحوا - في ظنهم - في التشكيك فيه، كان ما بعده أسهل، لكنهم وقعوا في عكس ما أرادوا، حيث أصبح افتقارهم للمنهجية العلمية واضحًا، وباتت شبهاتهم مفضوحة، مما زاد الناس يقينًا وتمسكًا بصحيح البخاري وبمكانته العلمية.
وأشار الدكتور أحمد معبد إلى أن المشكلة الأساسية في هذه الشبهات أن مثيريها لم يقرأوا حتى كتابًا واحدًا في علم الحديث، فهم يرددون شبهات سطحية دون أدنى إلمام بمنهجية التصحيح والتضعيف. وأضاف: من يقبل هذه الطعون بحجة أنها معقولة، فإننا نقول له: عقلك يا عزيزي لم يصل بعد إلى مستوى فهم هذا الصحيح، ولم يدرك بعد كيف ألّفه صاحبه الإمام البخاري بمناهج علمية دقيقة صارمة، وهي مناهج لم يدركها هؤلاء المشككون، لأنهم لم يطلعوا على علوم الحديث أو أسسه العلمية المعتبرة.
وفي سياق الرد على هذه الشبهات، تناول الدكتور أحمد معبد ما ذكره الأستاذ الدكتور عبد الغني عبد الخالق في كتابه «الإمام البخاري وصحيحه»، حيث أشار إلى أن بعض المشككين في عصره قبل أكثر من ستين عامًا كانوا يرددون ذات الشبهة التي تتكرر اليوم، وهي أن أحاديث صحيح البخاري لم تكن مكتوبة في زمن النبي ﷺ، بل كانت محفوظة فقط. وقد بيّن الشيخ عبد الغني أن هذا الاعتراض قائم على قياس خاطئ بين عصرنا الحالي، الذي تُعد فيه الكتابة أداة التوثيق الأساسية، وبين عصر النبي ﷺ والصحابة، حيث كان الحفظ هو الأساس وكان مقدَّمًا على الكتابة، سواء في زمن النبي ﷺ أو في زمن الإمام البخاري.
وتابع فضيلته: وأضاف الشيخ عبد الغني عبد الخالق في كتابه نقطة أصولية مهمة في تفنيد هذه الشبهة، حيث أوضح أن علماء الشريعة لم يشترطوا قط أن يكون الحديث مكتوبًا حتى يكون حجة، بل المعتمد عندهم هو صحة النقل وثبوت السند، مشيرًا إلى أن الحديث المتلقى بالمشافهة من الجماعة («حدثنا» و«أخبرنا») مقدم عندهم على الحديث الذي يكون مكتوبًا فقط. وهذا يدل على أن الشبهة القائمة على غياب الكتابة لا قيمة لها في ميزان البحث العلمي الحديثي.
وأوضح الدكتور أحمد معبد أن هذه القاعدة الأصولية التي قررها الشيخ عبد الغني عبد الخالق تسقط الشبهة من أساسها، حيث إن الإمام البخاري لم يعتمد في صحيحه إلا الأحاديث التي تحقق فيها أعلى معايير الضبط والإسناد، سواء كانت مكتوبة أو محفوظة، فالعبرة في الحديث النبوي ليست بكونه مكتوبًا، وإنما بثبوت السند الصحيح عن النبي ﷺ.
وختم الدكتور أحمد معبد حديثه بالتأكيد على أن الشبهات المثارة حول صحيح البخاري لا تنبع من دراسة علمية حقيقية، وإنما من محاولات متكررة لضرب أحد أهم مصادر السنة النبوية، مشددًا على أن الردود العلمية المحكمة كفيلة بكشف زيف هذه الادعاءات وإظهار تهافتها أمام من يريد الحقيقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الإمام البخاري الدکتور أحمد معبد الإمام البخاری صحیح البخاری هذه الشبهات عبد الغنی النبی ﷺ إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدكتور أحمد عمر هاشم خطيبًا لصلاة الجمعة في افتتاح مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم
تشهد محافظة بورسعيد غدًا الجمعة، انطلاق فعاليات النسخة الثامنة من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، إذ يُلقي الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خطبة الجمعة بمسجد السلام، وذلك بحضور عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وتُقام المسابقة برعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبدعم اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، وإشراف الإعلامي عادل مصيلحي، المشرف العام والمدير التنفيذي للمسابقة، بمشاركة 40 متسابقًا من 33 دولة.
وتنطلق الفعاليات عقب صلاة الجمعة بمسيرة احتفالية لحفظة القرآن الكريم من مسجد السلام إلى ساحة مصر، تتخللها فقرات للابتهالات الدينية، في أجواء روحانية تعكس أهمية الحدث.
أما حفل الافتتاح الرسمي، فيُقام في المركز الثقافي بمحافظة بورسعيد في تمام الساعة 3:30 عصرًا، بحضور وزيري الأوقاف والشباب والرياضة، ومفتي الجمهورية، وممثل شيخ الأزهر، ورئيسي اللجنة الدينية بمجلسي النواب والشيوخ، وسيتم بثه على الهواء مباشرة عبر شاشة التلفزيون المصري.
وتستمر المنافسات على مدار يومي السبت والأحد المقبلين، ويخضع المتسابقون لاختبارات التلاوة والابتهال، ليُختتم الحدث بحفل توزيع الجوائز يوم الاثنين المقبل.
وأكد اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، أن استضافة المسابقة في بورسعيد تعكس الصورة الحضارية لمصر ودورها الريادي في نشر وتعزيز الثقافة الإسلامية، مشددًا على توفير كل سبل الدعم لإنجاح هذا الحدث الدولي.
ومن جانبه، أوضح الإعلامي عادل مصيلحي أن المسابقة تحمل هذا العام اسم القارئ الكبير الشيخ محمد صديق المنشاوي، تقديرًا لدوره البارز في تلاوة القرآن الكريم، لافتًا إلى أن هذا الحدث يساهم في نشر ثقافة التلاوة والابتهال على مستوى العالم.