عضو هيئة كبار العلماء: المشككون في البخاري لم يقرأوا كتابًا واحدًا في علم الحديث
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
أكد الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الشبهات المثارة حول صحيح البخاري لا تؤثر إلا فيمن ليست لديهم دراية كافية بأسس الدين وعلوم السنة النبوية، مشيرًا إلى أن المشككين يدركون أن صحيح البخاري يمثل القمة في صحة الحديث النبوي، ولذا يسعون للنيل منه، لأن إسقاط مكانته في نفوس المسلمين سيفتح لهم الباب للطعن فيما بعده من كتب السنة.
وأوضح خلال ندوة قراءة في كتاب بعنوان «الإمام البخاري وصحيحه»، اليوم الجمعة، بجناح الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته السادسة والخمسين، أن الأزهر الشريف كان له دور بارز في التصدي لهذه الشبهات من خلال التأليف والمحاضرات العلمية التي تكشف زيف الادعاءات المثارة، كما هو الحال في هذا المجلس العلمي بجناح الأزهر بمعرض القاهرة للكتاب.
وأشار خلال الندوة التي أدارها الدكتور أيمن الحجار، الباحث بالأمانة الهامة لهيئة كبار العلماء، إلى أن ردود العلماء تؤكد دائمًا أن هذه الشبهات لا تستند إلى أي مستند علمي صحيح، بل هي مجرد محاولات قائمة على مغالطات لا تصمد أمام البحث العلمي الدقيق. وأضاف أن المشككين يركزون على صحيح البخاري تحديدًا، لأنهم يعلمون أنه الأعلى منزلة في علم الحديث، فإذا نجحوا - في ظنهم - في التشكيك فيه، كان ما بعده أسهل، لكنهم وقعوا في عكس ما أرادوا، حيث أصبح افتقارهم للمنهجية العلمية واضحًا، وباتت شبهاتهم مفضوحة، مما زاد الناس يقينًا وتمسكًا بصحيح البخاري وبمكانته العلمية.
وأشار الدكتور أحمد معبد إلى أن المشكلة الأساسية في هذه الشبهات أن مثيريها لم يقرأوا حتى كتابًا واحدًا في علم الحديث، فهم يرددون شبهات سطحية دون أدنى إلمام بمنهجية التصحيح والتضعيف. وأضاف: من يقبل هذه الطعون بحجة أنها معقولة، فإننا نقول له: عقلك يا عزيزي لم يصل بعد إلى مستوى فهم هذا الصحيح، ولم يدرك بعد كيف ألّفه صاحبه الإمام البخاري بمناهج علمية دقيقة صارمة، وهي مناهج لم يدركها هؤلاء المشككون، لأنهم لم يطلعوا على علوم الحديث أو أسسه العلمية المعتبرة.
وفي سياق الرد على هذه الشبهات، تناول الدكتور أحمد معبد ما ذكره الأستاذ الدكتور عبد الغني عبد الخالق في كتابه «الإمام البخاري وصحيحه»، حيث أشار إلى أن بعض المشككين في عصره قبل أكثر من ستين عامًا كانوا يرددون ذات الشبهة التي تتكرر اليوم، وهي أن أحاديث صحيح البخاري لم تكن مكتوبة في زمن النبي ﷺ، بل كانت محفوظة فقط. وقد بيّن الشيخ عبد الغني أن هذا الاعتراض قائم على قياس خاطئ بين عصرنا الحالي، الذي تُعد فيه الكتابة أداة التوثيق الأساسية، وبين عصر النبي ﷺ والصحابة، حيث كان الحفظ هو الأساس وكان مقدَّمًا على الكتابة، سواء في زمن النبي ﷺ أو في زمن الإمام البخاري.
وتابع فضيلته: وأضاف الشيخ عبد الغني عبد الخالق في كتابه نقطة أصولية مهمة في تفنيد هذه الشبهة، حيث أوضح أن علماء الشريعة لم يشترطوا قط أن يكون الحديث مكتوبًا حتى يكون حجة، بل المعتمد عندهم هو صحة النقل وثبوت السند، مشيرًا إلى أن الحديث المتلقى بالمشافهة من الجماعة («حدثنا» و«أخبرنا») مقدم عندهم على الحديث الذي يكون مكتوبًا فقط. وهذا يدل على أن الشبهة القائمة على غياب الكتابة لا قيمة لها في ميزان البحث العلمي الحديثي.
وأوضح الدكتور أحمد معبد أن هذه القاعدة الأصولية التي قررها الشيخ عبد الغني عبد الخالق تسقط الشبهة من أساسها، حيث إن الإمام البخاري لم يعتمد في صحيحه إلا الأحاديث التي تحقق فيها أعلى معايير الضبط والإسناد، سواء كانت مكتوبة أو محفوظة، فالعبرة في الحديث النبوي ليست بكونه مكتوبًا، وإنما بثبوت السند الصحيح عن النبي ﷺ.
وختم الدكتور أحمد معبد حديثه بالتأكيد على أن الشبهات المثارة حول صحيح البخاري لا تنبع من دراسة علمية حقيقية، وإنما من محاولات متكررة لضرب أحد أهم مصادر السنة النبوية، مشددًا على أن الردود العلمية المحكمة كفيلة بكشف زيف هذه الادعاءات وإظهار تهافتها أمام من يريد الحقيقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السنة النبوية الحديث الإمام البخاري التشكيك في السنة المزيد الدکتور أحمد معبد الإمام البخاری صحیح البخاری هذه الشبهات عبد الغنی النبی ﷺ إلى أن
إقرأ أيضاً:
شم النسيم من الفراعنة إلى العصر الحديث.. طقوس الاحتفال وسر أكل الفسيخ والرنجة
أستاذ تاريخ فرعوني: الاحتفال بشم النسيم موجود على الجدران والمعابد
شعبة الأسماك: ارتفاع أسعار الفسيخ والرنجة ونسبة إقبال المواطنين على الشراء 20%
يحتفل المصريون اليوم 21 أبريل بـ عيد شم النسيم، الذي يعود إلى العصر الفرعوني، حيث كان المصريون القدماء، يحتفلون بهذا اليوم بمناسبة قدوم فصل الربيع، ولتكريم الآلهة وللتعبير عن الفرح بعودة الحياة للأرض بعد فصل الشتاء.
وتبدأ احتفالات شم النسيم في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، وتتنوع مظاهر احتفالات شم النسيم بين الأماكن التي يذهب إليها المواطنون، والأطعمة التقليدية والفعاليات الترفيهية، التي تُقام في مختلف المحافظات.
ونشأ عيد شم النسيم من مهرجان «شمو» المصري القديم، الذى كان يُحتفل به في بداية فصل الصيف والحصاد، كعيد زراعي يرمز إلى تجديد الحياة والخصوبة، وذلك وفقًا لما أوضحه أساتذة التاريخ الفرعوني.
مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيموفي هذا الصدد كشفتِ «الأسبوع» مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم منذ الحضارة المصرية القديمة، وسبب ارتباط أكل الفسيخ والرنجة بهذه المناسبة.
وقال الدكتور ياسر عبد الخالق، أستاذ التاريخ الفرعوني إن عيد شم النسيم كمراسم واحتفالات يعود إلى الفراعنة، وهذه حقيقة مؤكدة، ومظاهر الاحتفال بشم النسيم موجودة على الجدران والمعابد، وتُعتبر من ضمن أعياد النسيء الخمسة، وكان يوجد السمك والبيض الملون.
«شموسو» تحريف وليس أصلها المصري القديموكشف أستاذ التاريخ الفرعوني أن كلمة «شموسو» الدارجة، التي تعبِّر عن عيد شم النسيم، هي تحريف وليس أصلها المصري القديم.
وأكد الدكتور ياسر عبد الخالق أن العادات والتقاليد بعيد شم النسيم، نفس التي تحدث الآن في العصر الحديث، من حيث تلوين البيض، وتمليح السمك وأكل البصل.
وأشار أستاذ التاريخ إلى أن ارتباط تناول الرنجة والفسيخ بعيد شم النسيم، يُعتبر عادة لا أكثر، ولكن كافة مظاهر الاحتفال كانت موجودة في الحضارة المصرية القديمة.
شم النسيم أقدم عيد غير ديني لدى المصريين القدماءومن جانبه، أوضح الدكتور محمد عبد الحميد، أستاذ التاريخ القديم أن عيد شم النسيم، عطلة وطنية مصرية وجزء من التراث المصري القديم، واعتبر المصريين القدماء عيد شم النسيم أقدم عيد غير ديني، واحتفلوا به بمناسبة قدوم فصل الربيع، لأن الربيع كان رمزًا للخير والحصاد، وكان الاحتفال بهذا العيد هو ميعاد جنى المحاصيل وما يصاحبه من فرحة تملأ البيوت بسبب وفرة المحصول وإقامة الأفراح.
وقال أستاذ التاريخ القديم أن مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم يتضمن زيارة الأماكن العامة والتنزه في الحدائق والشواطئ، وتناول أطعمة تقليدية مثل الفسيخ، والبيض الملون، والبصل الأخضر.
وأضاف محمد عبد الحميد، أن اسم «شم النسيم» هو تحريف لكلمة شمو في اللغة الهيروغليفية القديمة، التي ارتبطت عند المصريين القدماء بتاريخ خلق الأرض، وتحرفت الكلمة مع مرور الزمن إلى شم، ثم إلى «شم النسيم» لارتباطها بفصل الربيع.
إقبال المواطنين على الشراء 20%وفي سياق متصل، كشف الدكتور هاني المنشاوي، رئيس شعبة الأسماك باتحاد الصناعات ما يحدث في أسواق الفسيخ والرنجة في عيد شم الشيم من حيث الأسعار ونسبة الإقبال وأشهر أماكن البيع قائلاً: إن هناك ارتفاع في أسعار الفسيخ والرنجة خلال هذه الفترة، بسبب زيادة الطلب على هذه السلعة، ونسبة إقبال المواطنين للشراء، وصلت نحو 20%.
وأضاف رئيس شعبة الأسماك بغرفة الصناعات الغذائية أن مصر، تمتلك نحو 11200 مصنع متخصص في صناعة سمك الرنجة، ومدن نبروه بمحافظة الدقهلية، وسيدي سالم ودسوق بمحافظة كفر الشيخ، من أشهر الأماكن لتصنيع الفسيخ منذ عشرات السنين.
ارتفاع مبيعات الأسماك المملحةوقال محمد حليم، نائب رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية، إن مبيعات الأسماك المملحة من الرنجة والفسيخ، ارتفعت بنسبة 25%، وزيادة المبيعات، نتيجة الإقبال الكبير على شراء الأسماك المملحة خلال عيد شم النسيم.
وأضاف نائب رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية أن هناك زيادة في الإقبال على شراء الأسماك المملحة خلال الفترة الحالية، بالتزامن مع احتفالات شم النسيم، لأنها تمثل موسمًا رئيسيًا لهذه المنتجات، نظرًا لتقاليد المصريين خلال هذه المناسبة.
أسعار الرنجة والفسيخوتختلف أسعار الرنجة والفسيخ بشكل كبير في الأسواق مع تنوع العلامات التجارية وجودة التصنيع، حيث تتراوح أسعار الرنجة المدخنة في السوق ما بين 350 ل 900 جنيهًا للأنواع العادية، المستوردة كالهولندية واليونانية.
ويبلغ سعر الفسيخ المخلي المستورد نحو 1130 جنيهًا، ولكن تتوفر أنواع محلية بأسعار، تتراوح ما بين 450 ل 520 جنيهًا حسب تعدد العروض.
وتوفر وزارة التموين كميات كبيرة من الرنجة والفسيخ بأسعار، تبدأ من 170 جنيهًا للكيلو، بهدف توفير منتجات بجودة مقبولة وأسعار تناسب المستهلكين.
اقرأ أيضاًطقس شم النسيم 2025.. «الأرصاد» تكشف درجات الحرارة اليوم الإثنين 21 أبريل 2025
هل نخرج للمتنزهات؟.. الأرصاد تكشف عن طقس شم النسيم 2025 وتوجه نصائح للمواطنين
قبل شم النسيم 2025.. «الصحة» توجه نصائح عند تناول الفسيخ والرنجة