يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب "قضايا الطفولة في ميزان الشريعة"، بقلم الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، والأمين العام لهيئة كبار العلماء، من إصدارات هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.

في هذا الكتاب رصدٌ لقضايا الأطفال، من لحظة كونهم أجنةً في بطون أمهاتهم، حتى مرحلة الشباب، مستعرضًا القضايا الشائكة التي تعتري طريقهم، من حضانة، ونفقة، وتحديات في واقع الحياة، وما استحدث من قضاياه على المستوى التربوي، والطبي، والاجتماعي، فرصد المتغيرات التي طرأت على الأجيال الجديدة، والتي كان من المفترض أن تكون هذه التغيرات دافعًا إلى الإنجاز، والتقدم، وليس هادمًا للقيم، والأخلاق والدين، محذرًا الوالدين من خطورة الإفراط في التدليل، أو الشدة، فخير الأمور أوسطها، وإن التربية السليمة تقوم على المراقبة، ومراعاة الحال، واقتناص الأوقات التي تصلح للتوجيه القولي، والأوقات التي تصلح للتوجيه الفعلي، فإن النفس البشرية عادة ما تنفر من محاولات التوجيه والسيطرة، والعاقل الذي يعرف كيف يطوِّع المواقف للتوجيه السليم، وكيف يختار هذه الأوقات.

وقد استعرض الكتاب الرأي الشرعي في أمور مستحدثة لم تكن على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- كبنوك الألبان البشرية، فعرض للآراء، مبينًا دليل كل رأي، ثم خلص في النهاية إلى الحكم المستنبط من الكتاب والسنة.

ومن أهم ما تعرض له هذا الكتاب، تقديم رؤية جديدة لموضوعات دُرِسَت بالفعل؛ كتحديد سن كفالة اليتيم، وضابط الأكل من ماله؛ حيث اقتضت الظروف الحياتية إلى إعادة النظر في تحديد سن كفالة اليتيم، فإن معطيات الحياة اليوم تضنُّ بأن يشق اليتيم طريقه وحده، في سن هو أحوج فيها إلى الرعاية، والتقويم.

ويشير المؤلف في مقدمة كتابه إلى أن للطفل في الدين الإسلامي الحنيف قدرًا كبيرًا من الاهتمام؛ ذلك أن الدين الإسلامي يُعنى بالشخصية المسلمة بكل جوانبها، منذ كونها جنينًا، حتى تستوي على سُوقها، ومن ثم وجَّه الدين الحنيف إلى عدم التكاسل والتغافل عن أبنائنا حتى يشتد عودهم، وهم بلا تعاليم تهذب نفوسهم، ولا أخلاق تؤدب روحهم، وقد علمنا رسول الله ﷺ كيفية التربية السليمة بحسن التَّعَهدِ لأبنائنا، وتفقد أحوالهم في كل صغيرة وكبيرة، ليس فقط لتوجيههم التوجيه الصحيح، وإنما للحفاظ على حقوقهم من رعاية، ومراعاة لنفستيهم ومعنوياتهم، والإنفاق عليهم، وتعليمهم؛ فإن إخراج طفل سوي إلى المجتمع يُنشِئُ شابًّا يمكن الاعتماد عليه.

ويؤكد المؤلف أن الشريعة الإسلامية أوجبت للطفل حقوقًا مادية، وأخرى أدبية، تسبق مولده، وتواكب نشأته، وتستهدف حفظَ بدنه وصحته، وإنماء ذهنه، وإحياء ضميره، وتحسين خلقه، حتى يبلغ الحلم، ويتحمل تبِعة التكليف الشرعي بالإيمان والعمل الصالح، فيسهم في عمران الكون ويحقق الخير لذاته وأمته.

وينبه المؤلف أننا جميعًا مسئولون عن أبنائنا وبناتنا، لا يخرج أحدَنا من هذه المسئولية عذرٌ؛ ولهذا فإن من حُسن الإيمان الالتفات إلى من نرعاهم ونعدهم لخير المستقبل، ولإعمار الأرض، والسعي والعمل، بعيدًا عما يعرقل أبناءنا من وسائل حديثة كان من المفترض أن تعينهم، وتيسر عليهم أمورهم، لا أن تكون معطلًا، بل مخربًا لعقولهم، وأجسادهم، لافتًا إلى أنها أمانة، نقضي عمرنا في أدائها؛ حتى يخلفنا من يكمل مسيرتنا، أو يصوبها؛ لتكون قرة عين في الدنيا، ودعوة صالحة عند لقاء ربنا، فلنتق الله في أولادنا، ولنحسن غرسهم؛ حتى نجني ثمار تربيتهم، عملًا وحبًّا، وقيمة نافعة لأنفسنا وأوطاننا.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عباس شومان الطفولة جناح الأزهر إصدارات الأزهر الأزهر الشريف المزيد

إقرأ أيضاً:

30 سيدة يقدمن منتجات حرفية بمعرض “بأيدينا غير 3” بالسويداء

السويداء-سانا

قدمت أكثر من 30 سيدة أعمالاً مختلفة من منتجات مشاريعهن الصغيرة والأعمال الحرفية التي يبدعن بها، وذلك في معرض “بأيدينا غير 3” الذي أقامه مركز الغصن العتيق الدائم للأعمال اليدوية، في صالة مطعم نهاوند بمدينة السويداء اليوم، بمناسبة عيدي الأم والمعلم.

وتنوعت الأعمال المقدمة بين المشغولات الصوفية، والمطرزات، والتحف اليدوية، والإكسسوارات، والمنتجات الغذائية المحلية والشموع والعطورات والصابون والحقائب والدمى والرسومات وغيرها، وفق مشرفة المعرض منال صعب، مبينة في تصريح لـ سانا أن المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على الأعمال اليدوية، والحرفية الصغيرة، وفسح المجال للحرفيات بتسويق منتجاتهن المحلية بأبهى صورة وبأفضل طريقة.

بدورها بينت إحدى منسقات المعرض كارميلندا رسلان أن نجاح تجربة المعرض في دورتيه السابقتين شجع مركز الغصن العتيق على إقامة دورته الثالثة كباكورة نشاطاته للعام الحالي، مشيرة إلى أن المعرض يشكل فرصة لزواره لشراء أعمال ومنتجات يدوية متقنة، والتواصل المباشر مع أصحاب المشروعات متناهية الصغر.

وأكد عدد من المشاركات بالمعرض أنه شكل مساحة للتعريف بمنتجاتهن، حيث بينت ديانا الفقيه أنها قدمت أعمال كروشيه من مفارش وحقائب وأغطية لتعريف الناس بمشروعها الذي انطلقت به قبل عدة أعوام بشكل أوسع، بينما لفتت انتصار الصفدي إلى أنها وظفت توالف البيئة بأعمال تصنيع وتعتيق مجسمات وأدوات تستخدم لأغراض متعددة، إضافة لاستعمال مواد من النباتات كالقمح وبذور الكرز وغيرها في تشكيل تحف فنية.

وأكدت ماجدة الحلبي أهمية هذه المعارض لتنشيط حركة العمل اليدوي والحرفي المتميز بالمحافظة، موضحة أنها شاركت بأعمال من الفخار، والخشب، فيما أشارت فايزة فيصل إلى أنها استخدمت مادة القش لإنتاج مشغولات تراثية، بهدف المحافظة على حرفة صناعة القش وإدخال إضافات إليها تتوافق مع تطورات العصر.

مقالات مشابهة

  • أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • 30 سيدة يقدمن منتجات حرفية بمعرض “بأيدينا غير 3” بالسويداء
  • ملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر يناقش الجود والإحسان في شهر رمضان
  • “البنك الإسلامي” يجمع 1.75 مليار دولار من أسواق رأس المال
  • «أبو جناح» يعقد اجتماعاً مع الصحة العالمية لمناقشة مستجدات فيروس «الإيبولا»
  • بوركيني .. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ مايا الحاج
  • السيطرة على حريق بمعرض أجهزة كهربائية فى الشرقية دون إصابات
  • لحظات مرعبة.. ركاب يقفون على جناح طائرة للهروب من النيران
  • ركاب طائرة يلجأون إلى جناحها بعد اشتعال النيران بمحركها (شاهد)
  • النساء لن تدخل الجحيم.. إصدار جديد بهيئة الكتاب لـ سليمان العطار